حصادنيوز – بقلم النائب زهير محمد الخشمان -مفاجأة عقب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حال الوصول الى هدنه في قطاع غزه بعد مفاوضات استمرت لاشهر طويلة حيث كان من المفترض بها أن تنهي الهجوم الهمجي لدولة الاحتلال على غزة وعودة النازحين بداخل القطاع الى أماكن سكناهم لبدء اعادة الاعمار بالقطاع المنكوب ، تضمنت التصريحات الطلب من الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين وخاصة من قطاع غزة ، جاء هذا التصريح ، بعد ثناء الرئيس ترامب على استقبال الأردن للاجئين سابقا.
لا شك ان خارطة التهجير كانت واضحة منذ البداية كما جاءت في تصريحات وزراء دولة الاحتلال الكثيرة، إضافة الى ان الامر بات أوضح في ضل الإبادة الجماعية ومحاولة التطهير العرقي الذي تمثل بتفريغ القطاع من السكان، لإعادة استعماره من قبل المستوطنين الصهاينة.
إضافة الى ما سبق خروج جاريد كوشنير بتسجيل يطرح به مشروع غزة الجديدة الخالية من الفلسطينيين كفرصة عظيمة للاستثمار بالعقارات لاستقبال مستوطني دولة الفصل العنصري وتوطينهم بأرض ليست لهم، كالعادة.
ما بين الأمنيات الصهيونية والحقيقة المطلقة مسافة الأرض والسماء، بين هذا وذاك أرواح طاهره ارتقت الى بارئها ، وشعب لا زال ينتظر المواجهة دون النزوح .
اما بالنسبة لموقف الأردن تجاه التصريحات ، فالأردن كان وما زال ثابت على مواقفه الاصيلة بقيادة جلالة الملك عبدالله تجاة القضية الفلسطينية بإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة على حدود 1967 بما فيها القدس ، والإعتراف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والتعويض وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه ووطنه ،
والتأكيد على ان الاردن لن يكون شريكا بالتهجير أو بتفريغ الأرض من اهلها الشرعيين بغزة أو الضفة الغربية ، ولن يكل أو يمل بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف في كافة المحافل الدولية ، مؤكدين على حق عودة الفلسطينيين من كافة بقاع الأرض لأرضهم التاريخية.
ان صمود الشعب الفلسطيني واهلنا في غزه والذين صمدو صمود الابطال في ظل المجازر والمذابح التي تسببت في دمار شامل على شعب لا يقهر ، لم تنهي عزيمته أطنان الذخائر التي فتكت بالحجر قبل البشر ، حربا كانت على قطاع اعزل محاصر تجبرت عليه دولة الاحتلال محتمية ببوارج وطائرات وأسلحة فتاكة.
واليوم وفي ظل تصريحات الرئيس ترامب نرى الصورة أوضح بأن الرئيس الجديد يعتقد ان سبب فشل مخططات دولة الاحتلال وخلفها الرئيس الأمريكي السابق
يعود الى ضعف “بايدن” وحكومة الاحتلال سواء ، وان هذا الضعف حال دون تنفيذ مخطط التطهير العرقي لقطاع غزه من أبناء الشعب الفلسطيني، وان ما يقوم به الرئيس ترامب من اصدار التصريحات قد يخيف شعبا لم ترمش اعينهم
للصواريخ ولا للمدافع ولا للجنود المدججين بالسلاح ، سحقاً لتلك التصريحات .
والحقيقة الأخرى التي يجب وضعها نصب الأعين هي أن الشعب الأردني مجتمعا لن يسمح لإرهابيي دولة الاحتلال بتحقيق أوهامهم معاهدين الله ومليكنا، بالدفاع عن كل شبر من أرضنا .
بات الحل الوحيد للسلام هو قيام الدولة الفلسطينية ، مؤكدين بأن المطالبة بالحق لم تتوقف يوما منذ قيام دولة الاحتلال ولم تهن يوما ولن تنتهي بلا احقاق الحق.
اذا أراد ترمب حقا أن يدخل التاريخ كرجل السلام – كما يقول – فليصنع السلام الحقيقي ، برفع بصمته عن وشم الاتفاقات بدماء الشعوب، عندها يشهد العالم اجمع بما صنع لاجل السلام .
بقلم : زهير محمد الخشمان