قطاعات سياحية على حافة الهاوية .. مطالب بزيادة العمر التشغيلي للسيارات ودعم للادلاء
حصادنيوز – بعد عام متواصل من عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة وتوسع الحرب إلى البحر الأحمر وجنوب لبنان والضربات الإيرانية للاحتلال من فوق سماء الأردن، اصبحت القطاعات السياحية في المملكة عاجزة بالكامل فلا منشآت تعمل ولا عاملون يتقاضون رواتب وآلاف البيوت معرضة للخراب..
القطاعات السياحية لا تتوقف عند المنتجعات والفنادق رغم أهميتها، لكنها تشمل النقل السياحي، والسيارات السياحية، والمطاعم والمقاهي، والادلاء السياحيين، ووكلاء السياحة والسفر، والحرف والصناعات التقليدية، وجميعها اليوم قطاعات متوقفة عن العمل جراء تراجع أعداد السياح بنسب غير مسبوقة..
وتشير بيانات البنك المركزي للأشهر التسعة الماضية إلى تراجع الدخل السياحي من الجنسيات الأوروبية بنسبة 54.3%، ومن الأمريكية 38.6% والاجنبية الأخرى بنسبة 20.4%، مقارنة بالعام الماضي الذي شهد تراجعا كبيرا أيضا عن سابقه.
* السيارات السياحية
اصحاب مكاتب تأجير السيارات السياحية أكدوا لـ عمون، تراجع الطلب بنسبة أكثر من 90% منذ بدء عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة، وذلك بسبب المخاوف من زيارة المنطقة وسط الحرب الدائرة.
وقالوا إن ركود الطلب على تأجير السيارات السياحية، أدى إلى خروج 1200 مركبة من الخدمة، وإغلاق 28 مكتباً لتأجير السيارات من أصل 204 مكاتب عاملة، بالإضافة إلى تسريح حوالي 900 موظف.
وأضافوا، أن القطاع يشغل آلاف الأردنيين ويتوقع أن يزيد عدد الموظفين المسرحين إذا استمرت الأوضاع الحالية على ما هي عليه.
وطالبوا الحكومة باتخاذ اجراءات لحماية القطاع من الدمار، وعلى رأسها زيادة العمر التشغيلي للمركبات العاملة في تأجير السيارات السياحية.
كما طالبوا بتوفير الدعم الحكومي للقطاع لمواجهة هذه الأزمة، خاصة أن قطاع السياحة يعتمد بشكل كبير على السياح الأجانب والخليجيين، الذين تراجعت أعدادهم بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.
* الادلاء السياحيين
عضو مجلس جمعية الادلاء السياحيين أيمن عمر، أكد لـ عمون أن الادلاء العاملين في الأردن كافة متعطلين عن العمل بنسبة 100% منذ بداية العام الحالي، حيث تراجعت نسبة السياحة الخارجية 95%.
وقال عمر، إنه في نهاية العام الماضي بعد بدء الحرب بقي عدد قليل من البرامج السياحية لم تلغ، إلا أنه منذ بداية 2024 توقفت البرامج السياحية من الخارج بالكامل، وبالتالي توقف عمل الأدلاء بنسبة 100%.
وأضاف، أن أوضاع الأدلاء السياحيين العاملين وعددهم 1400 دليل مزر جدا، فيما لم تقدم الحكومة لهم سوى اشراكهم ببرنامج أردننا جنة والذي يوفر 200 دينار شهريا بواقع 50 دينار للرحلة يقتطع منها رسوم وطوابع ويتبقى نحو 180 دينارا، ينفق جزءا كبيرا منها خلال الرحلة..
وبين أنه خلال جائحة كورونا قامت الحكومة بتقديم قروض للأدلاء مقدارها 5 آلاف دينار، ولكن ما أنهى العاملون تسديدها بعد انتهاء الجائحة حتى جاءت الحرب لتعيدهم إلى المربع الأول.
وأشار إلى أن الضمان الاجتماعي يرفض ضم الأدلاء السياحيين إلا من خلال الاشتراك الاختياري، وهو لا يوفر دعما لهم في حال التعطل عن العمل، داعيا الحكومة إلى اتخاذ اجراءات تنقذ الأدلاء السياحيين خلال الأزمة.
* جمعية الفنادق
نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية حسين هلالات، أكد أن قطاع الفنادق مدمر، ويمر حاليا بأزمة هي الأسوأ على الإطلاق تفوق الأزمة التي مر بها إبان جائحة كورونا والاحداث التي سبقتها..
وقال هلالات لـ عمون، إن قطاع الفنادق حاليا على حافة الهواية، فالعديد منها اغلقت في مدينة البترا وهي الأكثر تضررا بالمقارنة مع فنادق العاصمة عمان التي عملت بالحد الادنى خلال زيارة الوافدين العرب في العطلة.
وأضاف ان الفنادق كافة تفكر في الإغلاق، ومن لم يغلق يعمل بالحد الادنى من الأجور، متأملين من الحكومة الجديدة دعم قطاع الفنادق بتحمل أجور العاملين عبر أحد برامجها.
وبين أن وقوف الحكومة إلى جانب القطاع هو بدعمها لتتمكن من دفع أجور عامليها، مشيرا إلى أن الفنادق باتت تمنح الموظفين إجازات بدون راتب خلال الشهر لتخفيض رواتبهم، وتسرح الموظفين المنتهية عقودهم لعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها.
وأشار إلى أن العام الحالي يشارف على الانتهاء دون تسجيل حجوزات للعام القادم 2025 ما ينذر بعام آخر من الجفاف..
* وكلاء السياحة والسفر
الناطق باسم جمعية وكلاء السياحة والسفر رافع الطاهات أيضا قال لـ عمون، إن الأحوال لدى المكاتب سيئة بسبب توقف السياحة الوافدة والسياحة الصادرة.
وأكد أن استخدام بعض المصطلحات في الإعلام الغربي مثل “غرب الأردن” بالإشارة إلى فلسطين زاد الأمر سوءا إذ عزز مخاوف السياح الأوروبيين والأمريكيين من القدوم إلى الأردن.
وأضاف أن هذا التراجع إنعكس أيضا على السياحة الصادرة، إذ تراجعت سياحة الأردنيين إلى الخارج بشكل كبير، مشيرا إلى أن ما فاقم الأمر حاليا هو إغلاق الاجواء بين الفترة والاخرى بسبب العدوان على لبنان.
وأوضح أن المكاتب تعمل حاليا على السياحة الداخلية فقط، مشيدا ببرنامج أردننا جنة الذي ضم المكاتب ما اتاح لها العمل خلال الأزمة الحالية.
ونقل الطاهات مطالب وكلاء السياحة والسفر باعفاء المكاتب في نهاية العام الحالي من رسوم التراخيص التي تدفع لوزارة السياحة والآثار، ورسوم هيئة تنشيط السياحة، وكذلك اشتراكات جمعية وكلاء السياحة والسفر.