عام على الإبادة الجماعية.. إسرائيل “تستغل” غزة لاختبار أسلحتها والترويج لها (تقرير)

26

**الصحفي الألماني أنتوني لوينشتاين مؤلف كتاب “مختبر فلسطين” للأناضول: إسرائيل تصدر ليس الأسلحة فقط بل و”سياستها في الاحتلال”**الصحفي الألماني أنتوني لوينشتاين مؤلف كتاب “مختبر فلسطين” للأناضول:
– إسرائيل تصدر ليس الأسلحة فقط بل و”سياستها في الاحتلال”
– إعجاب الدول وراء الكواليس بما تفعله إسرائيل سيؤدي إلى رغبة هذه الدول في شراء الأسلحة
– إسرائيل أصبحت في المرتبة الـ 9 أو 10 بين أكبر مصدري الأسلحة

 

حصادنيوز – قال الصحفي الألماني أنتوني لوينشتاين مؤلف كتاب “مختبر فلسطين” إن إسرائيل تختبر وتستخدم أسلحتها وتقنياتها الجديدة في الحروب في قطاع غزة، وأصبحت في المرتبة الـ 9 أو 10 بين أكبر مصدري الأسلحة.

ومع اقتراب موعد الذكرى السنوية الأولى للإبادة الإسرائيلية في غزة الموافق 7 أكتوبر/ تشرين الأول، التقت الأناضول الصحفي الألماني الأسترالي لوينشتاين وتحدث عن استخدام إسرائيل للأراضي الفلسطينية أداةً لتعزيز صادرات الأسلحة.

كما تحدث عن سياسات إسرائيل الاحتلالية والمواقف الحقيقية لدول حيال ممارساتها في غزة ولبنان.

وذكر لوينشتاين أن إسرائيل في الحقيقة تصدِّر “سياستها في الاحتلال” إلى أنحاء العالم.

وشدد على أن إسرائيل تحاول بيع أسلحتها وتقنياتها في كثير من معارض الأسلحة العالمية منذ 7 أكتوبر 2023.

وذكر أن أحدث المعطيات تشير إلى أن شركات الصناعات الدفاعية الإسرائيلية الكبرى مثل “ألبيت” و”آي أي آي” و”رافائيل” وصلت أرباحها إلى الذروة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الماضي.

ولفت إلى أن الأسلحة المقدمة للجيش الإسرائيلي استُخدمت في غزة ومناطق أخرى، وأن صادرات إسرائيل من السلاح بلغت 13.1 مليار دولار، وهو أكبر قيمة صادرات بلغتها على الإطلاق.

وأشار إلى وجود “تناقض” بين أحداث 7 أكتوبر التي كشفت أن الجيش الإسرائيلي تعرض لهزيمة رهيبة، وبين حقيقة أن إسرائيل قادرة إلى الآن على تصدير أسلحتها وتقنياتها في المراقبة.

وأفاد أن العديد من الدول، لا سيما الدول الغربية، تدعم إسرائيل رغم أنها ترى ما تفعله إسرائيل، وتقول إن ما يحدث يجب أن يتوقف.

وذكر أن إعجاب الدول وراء الكواليس بما تفعله إسرائيل سيؤدي إلى رغبة هذه الدول في شراء الأسلحة والمعدات التي تستخدمها إسرائيل في غزة لاستخدامها في أزماتها في الأشهر والسنوات المقبلة.

وقال إن إسرائيل التي تحاول إعادة تعزيز صورتها “التي لا تقهر” بعد 7 أكتوبر، استهدفت قادة حماس وحزب الله، وتجسست على أنظمة اتصالاتهما، وحصلت على معلومات حول حياة الناس اليومية وخططهم، وكان لديها العديد من الجواسيس في غزة ولبنان.

لا شيء تفعله إسرائيل يجعلها أكثر أمانا

وأشار الصحفي الألماني إلى أن العديد من الدول، وبعضها مؤيدة لإسرائيل، رأت في 7 أكتوبر كارثة كاملة على تل أبيب، وأنه من خلال مشاهدتها للأحداث في غزة ولبنان، قد يتبادر إليها فكرة أن “الردع الإسرائيلي ازداد قوة”.

واستدرك: “لكن في الواقع، لن تجعل أي من هذه الأعمال والمجازر والاغتيالات والتدمير إسرائيل أكثر أمنا”.

وأشار إلى أنه لا يزال 5 ملايين فلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأن الظروف المعيشية ساءت خلال هذا العام، ولا يتوقع أن تتحسن في المستقبل القريب.

وقال: “قد تظن إسرائيل أنها هزمت أو تهزم عدوا رئيسيا في المنطقة، ولكن لا شيء من هذا جعل اليهود الإسرائيليين أكثر أمانا في موقعهم في الشرق الأوسط في الأشهر الـ 12 الماضية”.

الولايات المتحدة محامية إسرائيل

وذكر لوينشتاين أن الولايات المتحدة تقدم الدعم الدبلوماسي والعسكري والأيديولوجي لإسرائيل إضافة إلى مساعدات الأسلحة.

وأشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر، قدمت الولايات المتحدة وألمانيا دعما بالأسلحة لإسرائيل أكثر من أي دولة أخرى.

وأوضح أن حصة الدعم الأمريكي لتل أبيب في الاقتصاد الإسرائيلي انخفضت قبل 7 أكتوبر، لكن بعد هذا التاريخ كان هناك تدفق كبير للأموال والأسلحة إلى إسرائيل.

وفيما يتعلق بالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، قال لوينشتاين: “أرى الولايات المتحدة محامية لإسرائيل، إذا جاز التعبير، والولايات المتحدة هي رفيقة إسرائيل على المستوى العالمي”.

دول كثيرة أعجبتها أساليب إسرائيل

وذكر لوينشتاين أنه وجد الهجوم الذي نفذته إسرائيل بواسطة أجهزة الاتصالات في لبنان مثيرا للقلق من حيث “استخدام الإرهاب”.

وقال إنه على الرغم من أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها رسميا عن الهجوم، إلا أنها فعلت ذلك ليس فقط لبيع “الفكرة” للدول الأخرى، بل لأسباب استراتيجية وعسكرية وسياسية.

من ناحية أخرى، أشار إلى أن العديد من أجهزة المخابرات حول العالم ترغب في تقليد هذا الأسلوب بإعجاب.

وذكر أنه يشعر بالقلق من استهداف دول أخرى أعداءها سواء أكانوا “معارضة سياسية أو جماعة أو في مجال الصحافة” من خلال تفجير ثلاجة أو تلفزيون أو هاتف.

وفي إشارة إلى أن التقدم التكنولوجي سيجعل مثل هذه الأساليب ممكنة، قال لوينشتاين: “أنا متأكد من أن العديد من أجهزة المخابرات ستأتي إلى إسرائيل”.

إسرائيل والذكاء الصناعي

وفي اللقاء ذكَّر لوينشتاين بأن إسرائيل استخدمت الذكاء الصناعي قبل 7 أكتوبر وخاصة في هجماتها على غزة عام 2021، وزاد استخدامه في الأشهر الأخيرة خاصة ضد غزة.

ولفت إلى أنه في تكنولوجيا الذكاء الصناعي لا تتخذ الآلات القرارات بشكل كامل حتى الآن، وأن الإنسان لا يزال في آلية صنع القرار.

وأضاف: “ومع ذلك، فإن هذه القرارات التي يتخذها الإنسان عموما تكون بسرعة ودون الاهتمام بما إذا كان كثير من المدنيين يموتون أم لا”.

وأردف: “القضية في الواقع هي الدمار الشامل. وليس استهداف الإرهابيين أو القبض على قادة حماس أو أعضائها”.

وشدد على أن استخدام الذكاء الصناعي هو أداة قوية لإسرائيل وأن الدول الأخرى سترغب في استخدامه في أزماتها الخاصة.

وذكر أن إسرائيل تدعي أنها تستخدم الذكاء الصناعي على أساس “مشروع” لاستهداف قادة حماس، ولكنه في الواقع “غطاء” للدمار الشامل.

وأفاد أنه على الرغم من أنه لم يتم خوضها بعد في غزة، إلا أن الحرب التي ستقرر فيها الآلات وحدها من سيتم استهدافه ومن لن يتم استهدافه ليست بعيدة.

إسرائيل وشركات التكنولوجيا

وذكر الصحفي الألماني أن البيانات المتزايدة بسرعة منذ 7 أكتوبر تتطلب مساحة تخزين سحابية كبيرة، وأن هذا دفع إسرائيل إلى إقامة علاقات أوثق مع شركات التكنولوجيا مثل أمازون وغوغل.

وأشار إلى أن كل البيانات التي تجمعها إسرائيل عن الأشخاص في غزة أو لبنان وأماكن إقامتهم يتم تخزينها في التقنيات السحابية للشركات التكنولوجية.

وقال: “أعتقد أن مصير غزة سيكون احتلالا أكثر وحشية. ذهبت غزة ولا سبيل لإعادتها، انتهى الأمر. وهذا لا يعني أن الجميع غادروا غزة، بل يعني أن غزة أصبحت غير صالحة للسكن”.

إسرائيل والتواصل الاجتماعي

ذكر لوينشتاين أن إسرائيل تحاول التأثير والضغط على شركات مثل فيسبوك وإنستغرام وغوغل عن طريق جهاز استخباراتها.

وأوضح أن الشركات العالمية العاملة في إسرائيل والتي تقدم الدعم السحابي، خاصة غوغل وأمازون ومايكروسوفت، وسَّعت اتفاقياتها مع إسرائيل لا سيما بعد 7 أكتوبر، وأن معظم إدارات هذه الشركات متعاطفة مع إسرائيل.

ومشيرا إلى أن النظام التكنولوجي يعمل وفقا لـ”الكلمات المفتاحية” الموجودة داخله، قال لوينشتاين إنه منذ 7 أكتوبر، فُرضت رقابة على المحتوى الداعم للفلسطينيين، أكثر من المنشورات “العنصرية والداعية للعنف” التي ينشرها الإسرائيليون.

توسيع مساحة الإنتاج

وأفاد لوينشتاين أنه من بين الشركات الإسرائيلية، تحقق شركة الدفاع “ألبيت” أرباحا عالية جدا، وأن “رافائيل” و”آي إيه آي” من بين الشركات الرائدة.

وأوضح أن شركة “أداني”، إحدى أكبر الشركات الهندية، دخلت في شراكة مع مصنعي الأسلحة الإسرائيليين لإنتاج أسلحة في الهند.

وأفاد أن هذا يعني أن الأسلحة الإسرائيلية المنتجة تُصدَّر ويحاولون توسيع منطقة إنتاجهم.

“إسرائيل تصدر ما تفعله في فلسطين”

وقال لوينشتاين: “صدرت إسرائيل منذ فترة طويلة إلى العالم ما فعلته في فلسطين. وأنا أصف هذا بأنه (فلسطنة الأزمات العالمية)”.

وشدد على أن النزعة العسكرية والعنف الإسرائيليين لا يشكلان تهديدا للفلسطينيين فحسب، وأن خطر “تصدير” الاحتلال الإسرائيلي أصبح أكثر خطورة من أي وقت مضى.

وقال: “ما يحدث مع حزب الله في لبنان وما يحدث في غزة منذ 7 أكتوبر، يبدو أنه يثير غضب دول كثيرة ظاهرا، إلا أن هذه الدول في الواقع مليئة بالإعجاب من الداخل، والخطر الحقيقي هو إعجابها”.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة خلّفت أكثر من 138 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوا الكوارث الإنسانية بالعالم.

قد يعجبك ايضا