توشيا تشيبا.. ياباني يُطرب إسطنبول
– تعلم تشيبا العزف على آلة الساكسفون من صديق له، ليفضلها على مهنته الأصلية الهندسة
– التحق بمشروع “الفن سينتقل إلى الشارع” الذي تشرف عليه دائرة الثقافة في بلدية إسطنبول الكبرى
– يعتمد على النقود التي يتركها له المستمعون في حقيبة آلته الموسيقية لتسديد إيجار منزله وتلبية احتياجاته
– تشيبا يتعلم كل يوم أشياء جديدة عن تقاليد تركيا التي “تفاجئه باستمرار”
كل صباح، يطلق الياباني توشيا تشيبا، العنان لمعزوفاته على آلة الساكسفون في ميدان بيازيد الشهير وسط مدينة إسطنبول، ويطرب مسامع المارة بأدائه المميز.
رحلة تشيبا الفنية بدأت في مدينة كاناجاوا اليابانية وصولا إلى إسطنبول، التي يقول إنه يتمنى مواصلة العيش فيها والعزف في شوارعها.
* رحلة البحث عن تغيير
وفي حديث للأناضول، قال تشيبا إنه كان يبحث عن تغيير في حياته، فوجد العديد من الأمور التي كان يبحث عنها في تركيا حيث انتقل إلى إسطنبول واستقر في حي باي أوغلو عام 2021.
تعلّم تشيبا العزف على آلة الساكسفون من صديق له، والتحق بمشروع “الفن سينتقل إلى الشارع” الذي تشرف عليه دائرة الثقافة في بلدية إسطنبول الكبرى.
ومنذ التحاقه بالمشروع، بدأ تشيبا تقديم عروضه الموسيقية في شوارع إسطنبول، بما فيها من رصيد فني يتضمن أعمالًا من ثقافات مختلفة ممتدة من تركيا إلى اليابان.
يعزف تشيبا على آلة الساكسفون مقطوعات متنوعة وبينها موسيقى “المهتر” العسكريّة العثمانيّة، وبعض الأغاني الشهيرة للفنان التركي الراحل باريش مانتشو.
ولتسديد إيجار منزله وتلبية احتياجاته الأخرى، يعتمد تشيبا على النقود التي يتركها له المستمعون في حقيبة آلته الموسيقية.
* “يسعدني العزف هنا”
وأكد تشيبا (49 عامًا)، على حبه لتركيا وإسطنبول كثيرا، ورغبته العيش فيها باستمرار، ولفت إلى أنه يشعر بحرية أكبر في شوارع هذه المدينة.
وقال: “جئت من اليابان قبل 3 سنوات، كنت مهندسًا في ما سبق، وتعلمت عزف الساكسفون من صديق لي”.
وتابع: “الآن، أصبحت فنان شارع، حصلت على إذن من بلدية إسطنبول الكبرى للعزف في ميدان بيازيد، وهو مكان رائع، الناس هنا يحبونني كثيرًا”.
وأعرب العازف الياباني تشيبا عن سعادته بالحياة في إسطنبول، وأشار إلى أنه كان مهندسا في السابق، لكنه لا يمارس مهنته هنا في تركيا.
وأضاف: “أرغب في الاستمرار بالعزف على الساكسفون، مكاني المفضل في إسطنبول هو جامع آيا صوفيا الكبير، إنه مكان رائع”.
وأشار تشيبا إلى عمق علاقات الصداقة بين تركيا واليابان قائلاً: “الأتراك لطفاء جدًا، وأنا أحبهم. تركيا واليابان دولتان شقيقتان، وإسطنبول جميلة جدًا، أشعر بالسعادة أثناء العزف أمام الناس هنا”.
وأردف: “أود أن يستمع إليّ الكثير من الناس هنا، أعيش كفنان شارع وأجني المال من العزف، وأدفع إيجار منزلي من هذه النقود، أربح ما بين 400 إلى 2000 ليرة في اليوم وهذا يكفيني”.
وأشار تشيبا إلى أنه يتعلم كل يوم أشياء جديدة عن تقاليد تركيا التي تفاجئه باستمرار.
وتابع: “أحب الفنانين الأتراك كثيرًا، مثل باريش مانتشو وتاركان وإديز. أحب الشاي التركي أيضًا، لكن أكثر ما أحبه هو دهن الخبز بالعسل والقشطة في الإفطار، وتناول سندويش السمك في منطقة أمين أونو، والكباب في تركيا لذيذ أيضاً”.