مهمة أمير الكويت في إيران «اختبارية»
حصاد نيوز – لا يثير مشهد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وهو يضع يده بيد الرئيس الإيراني حسن روحاني شهية السؤال السياسي، بقدر ما يثير شهية التحليل، خصوصا وأن عدة جهات في «النادي الخليجي» حاولت التحذير من عواقب هذه الزيارة، قبل صدور «ضوء أخضر» ســـــعودي يدفعـــها لأن تكــــون جزءا من تلك المراســـــلات الغرامية بين الأمير سعــود الفيصل ونظيره الإيراني محمد ظريف.
صباح الأحمد في طهران يرضي «العراب» سلطنة عمان، وظريف في طريقه لقبول دعوة سعود الفيصل، وبصورة تزيد من نمو التراسلات الودية بين إيران والرياض، التي تتهيأ بدورها لاستقبال وزير الخارجية الروسي لافروف، في زيارة ستكون في غاية الأهمية،لانها تعكس مؤشرات «النبض الحيوي» الجديد على مستوى النادي الخليجي.
المعلومات عن زيارة لافروف الوشيكة للرياض يسيرة، لكنها تؤكد أن الزيارة تحتاج للمزيد من الإنضاج، بعدما نجحت «أبو ظبي» في فتح قناة خلفية لحوار استراتيجي بين روسيا بوتين والنادي الخليجي.
العامل المشترك الذي يربط الرياض وأبو ظبي وموسكو اليوم يتمثل في البحث عن أحضان روسية تحمي، ولو قليلا، من شرور عودة بشار الأسد رئيسا منتخبا، نكاية بالنظام الرسمي العربي، الذي حاول إسقاطه، لكن العامل المشترك الأساسي يكمن في جملة افتتاحية عنوانها الجنرال عبد الفتاح السيسي الحاكم المستجد لمصر، الذي غازله وزير الدفــــاع الروسي مبكرا، بزيارة مثيرة قبل نحو شهرين.
منظومة «الخليجي» تتصور بأن الطريقة لتحصين «حكم السيسي» في ظل تحفظ واشنطن وأوروبا على الاعتراف بنتائج الانتخابات، التي قفزت به رئيسا، تتمثل في العبور من تحت لافتة التعاون الاستراتيجي العسكري بين موسكو والقاهرة، الأمر الذي من الواضح أن عقل الدول الخليجية مهتم به هذه الأيام.
هذا الاهتمام وبناء على تقرير استراتيجي اطلعت عليه «العرب اليوم» يتمثل في صفقة الطائرات الروسية المتوقعة، التي سيحصل عليها السيسي، والتي من المرجح أن يبدأ التفاهم عليها من عند محطة الرياض، عندما يتوقف فيها لافروف مهندس الدبلوماسية الروسية الممثل للكرملين.
بالتوازي تلغي السعودية «الفيتو» على محاولات «هندسة» الإيرانيين، استجابة للنداء الشهير للعماني يوسف بن علوي في الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الخليجي، فتفتح مسقط باب طهران بكفاءة أمام أمير الكويت، الذي يقرر ممثلا لنفسه وللسعودية والخليج برمته «دق باب الخزان» على أمل حصول استجابات من الإيراينين تتفاعل مع «الوضع الجديد»، وتقلص من «العداء المتبادل»، وتسعى للتفاهم مع الزعيم السعودي على أولويات التفاهم المصلحي وقواعد عدم الاشتباك، خصوصا في اليمن، حيث الحوثيين خاصرة جنوب السعودية المؤلمـــة، وكذلك في لبنان، حيث حزب الله بنسخته الإيرانيـــــة يعيـــــــــــق تفاهمات «ترشيــــــح الرئيس المسيحي».
محطة أمير الكويت الإيرانية بهذا المعنى حساسة وحيوية جدا، وأهميتها تنحصر في أنها تعبر عن حالة اختبار خليجي، قد تتغير بعده ملامح التحالفات المحتملة.