في ظل حرب غزة.. حقوقيون بإسطنبول يبحثون الإبادات الجماعية تاريخيا

29

 

حصادنيوز – بحث حقوقيون دوليون في مؤتمر “إعادة النظر في القانون الدولي بعد غزة” بإسطنبول، الأحد، الإبادات الجماعية عبر التاريخ في جلسة بعنوان “الإبادات الجماعية عبر المراحل الزمنية والمناطق”

جاء ذلك في الجلسة الثانية بالمؤتمر الذي تنظمه كلية الحقوق بجامعة البوسفور وبرعاية إعلامية من وكالة الأناضول على ضوء ما يشهده قطاع غزة من مجازر وفي ظل عجز القوانين الدولية والمجتمع الولي من إيقاف نزيف دماء الفلسطينيين.

وأدار الجلسة الحقوقي فيكتور قطان من جامعة نوتنجهام، وشارك فيها كمتحدثين كل من ساتفيندر جوس الدكتور في جامعة كينجز كوليدج لندن، والأستاذ في جامعة لوس أنديس، خوسيه مانويل باريتو، والأستاذ المشارك في جامعة سراييفو الدولية هارون هاليلوفيتش والدكتور في جامعة نوتنغهام ترنت لويجي دانييلي.

وفي مداخلته بعنوان “تعريف الإبادة الجماعية كجريمة دولة شاملة” قال البروفسور جوس إن رئيس الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين اثنين و3 فلسطينيين “على الرغم من وجود جهة وحيدة تحتل الأراضي بشكل غير قانوني”.

وفي 20 مايو/ أيار الماضي، كشف مدعي عام المحكمة كريم خان أنه طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وثلاثة من قيادات “حماس”، هم إسماعيل هنية ويحيي السنوار ومحمد الضيف؛ بتهم “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” و”إبادة” مرتبكة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي”.

وأشار جوس إلى أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ذكر أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس”، قائلا: “هذا يتجاهل السبب الرئيسي للصراع. ولم يتم ذكر الفصل العنصري أو المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية”.

أما باريتو من جامعة لوس أنديس، فقدم مداخلة بعنوان “الإبادة الجماعية والإبادة الجماعية الاستعمارية والإبادة الجماعية في غزة: العواقب على القانون الدولي”.

وقال باريتو: “إن فكرة الإبادة الجماعية واسعة النطاق هي فكرة أوروبية المركز. وهذا المصطلح، طرحه رافائيل ليمكين في سياق الوحشية النازية، وتم إدراجه لاحقًا في اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 من خلال اقتباس من الهولوكوست”.

وتابع: “إن إنشاء مفهوم الإبادة الجماعية والاعتراف القانوني به جاء نتيجة الجريمة الفظيعة التي ارتكبت في الأراضي الأوروبية. ولا تزال هذه الجريمة تحتل مكانة مركزية في التاريخ الأوروبي والعالمي.”

وأوضح أنّ السينما تذكر مرارا وتكرارا بالإبادة الجماعية التي ارتكبها النازيون، وبين أنه من الصعب العثور على أفلام عن الإبادة الجماعية كالتي ارتكبت في كمبوديا ورواندا والبوسنة، وأن “الإبادة الجماعية غير الهولوكوست لا تعتبر جديرة بالتمثيل الفني والسياسي العالمي”.

أما هاليلوفيتش من جامعة سراييفو، فقدم طرحه بعنوان: “سربرينيتشا وغزة: أفكار ودروس لمنع الإبادة الجماعية”.

وقال: “لقد أضاف الناس على الفور ألوان العلم الفلسطيني إلى الزهرة التي ترمز للإبادة الجماعية في سريبرينيتسا، لأننا فهمنا ما حدث هناك”.

وفي معرض إشارته إلى أن منع الإبادة الجماعية هي من أهم الالتزامات الأساسية للقانون الدولي، قال هاليلوفيتش: “بعد اعتماد اتفاقية جنيف، شهدنا تكرار وقوع الإبادة الجماعية في رواندا والبوسنة والهرسك”.

وقال هاليلوفيتش: “إذا نظرنا إلى مثال سربرنيتسا، يمكننا القول إن السبب الأكثر أهمية وراء الفشل في منع الإبادة الجماعية هو الخلل الوظيفي في نظام الأمم المتحدة. ويرتبط هذا بكل من آلية صنع القرار في مجلس الأمن والفشل في تنفيذ القرارات في حال اتخذت”

وأضاف: “يواصل الجناة ارتكاب الإبادة الجماعية مع الإفلات من العقاب، كما رأينا في سربرينيتسا وغزة”

وقدم دانييلي من جامعة نوتنغهام ترنت طرحا بعنوان “هل سيكون هناك قانون إنساني دولي بعد غزة؟ من قانون النزاعات المسلحة إلى قانون الإبادة الجماعية المسلحة الذي ترتكبه إسرائيل: تهديد عالمي للمدنيين في جميع أنحاء العالم”.

وأشار دانييلي أنه ينظر إلى إسرائيل على أنها استثناء في القانون الدولي، قائلاً: “أعتقد أن إسرائيل حاولت بشكل مثير للشفقة إعادة إدخال أدوات وأساليب حرب الإبادة الجماعية في الهيكل القانوني الدولي، لكنها فشلت”.

وبعد إشارته إلى أنّه من بنود القانون الدولي توفير الحماية للأطفال في مناطق النزاع، ذكر دانييلي أن عدد الأطفال الذين ماتوا في غزة يفوق عدد الأطفال الذين ماتوا في النزاعات حول العالم منذ عام 2019.

وبحسب دانييلي فإن الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل كانت فعالة في تدمير غزة، وقال: “قدمت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 14 ألف قطعة من الأسلحة إلى حليفتها (إسرائيل) وكانت تعلم أنها ستستخدمها في مناطق فيها معدل الكثافة السكانية 34 ألف شخص لكل كيلومتر مربع.”

وختم دانييلي حديث بالقول: “يُنظر إلى غزة على أنها هدف عسكري ولهذا السبب لا يوجد أحد آمن فيها”

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

قد يعجبك ايضا