حماس: لا جديد بمفاوضات وقف العدوان عن قطاع غزة
حصادنيوز – قال القيادي في حماس أسامة حمدان، خلال مؤتمر صحفي ببيروت، إن الحركة جاهزة للتعامل بإيجابية مع أي صيغة اتفاق تضمن بشكل أساسي وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب من غزة وصفقة تبادل حقيقية للأسرى
قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، السبت، إنه لا يوجد أي تطور جديد حقيقي في مفاوضات وقف العدوان عن قطاع غزة المستمر للشهر التاسع على التوالي.
وأضاف حمدان، في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة اللبنانية بيروت: “لا جديد حقيقي في مفاوضات وقف العدوان عن قطاع غزة وما ينقل عن الإدارة الأمريكية يأتي في سياق ممارسة الضغوط المختلفة على الحركة حتى توافق على الورقة الإسرائيلية كما هي دون تعديل وفي محاولة لتجميل صورة الإدارة القبيحة”.
وأردف: “جاهزون للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكل أساسي وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب من غزة وصفقة تبادل حقيقية للأسرى”.
وتابع حمدان: “الموقف الحقيقي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته لا يزال يتسم بالمراوغة والتهرب من استحقاق الاتفاق، فهم لا يزالون يرفضون الإقرار بوقف دائم لإطلاق النّار، ولا بالانسحاب الكامل من غزة”.
ولفت إلى أن حماس “تتابع بأسف موقف الإدارة الأمريكية، التي تصرّ على تحميل الحركة مسؤولية تعطيل التوصل لاتفاق، على الرّغم من ترحيب حماس بما ورد في خطاب الرئيس جو بايدن؛ من تأكيد على وقف إطلاق النَّار الدائم، والانسحاب الشَّامل، والإعمار، والتبادل، وعلى الرّغم أيضاً من ترحيب حماس بقرار مجلس الأمن”.
وفي وقت سابق السبت، بحث إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، خلال اتصال هاتفي بينهما مسار المفاوضات الجارية للتوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، بحسب بيان صدر عن الحركة.
وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية في 6 مايو/ أيار الماضي على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضته بزعم أنه “لا يلبي شروطها”.
قبل أن يتحدث بايدن، في 31 مايو، عن تقديم إسرائيل مقترحا جديدا لاتفاق من 3 مراحل يشمل “تبادلا للأسرى” بأول مرحلتين، و”إدامة وقف إطلاق النار” بالمرحلة الثانية، و”إعادة إعمار غزة” بالمرحلة الثالثة.
وعلى عكس ما جاء في خطاب بايدن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “لم أوافق على إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المقترح”، وإنما فقط “مناقشة” تلك الخطوة وفق شروط تل أبيب، مؤكدا أنه “يُصر على عدم إنهاء الحرب على غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها”.
فيما قالت حماس إن المقترح ليس “جديدا” كما روج بايدن، وإنما “اعتراضا” إسرائيليا على مقترح الوسيطين المصري والقطري.
ومع ذلك أكدت الحركة الفلسطينية أنها “منفتحة على التعاطي بإيجابية” مع أي مبادرة تلبي مطالب المقاومة، بما يشمل وقف دائم للحرب على غزة، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، وتوفير الإغاثة لأهالي القطاع، وإعمار القطاع بعد انتهاء الحرب، وتبادل الأسرى.
وبشأن الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، قال حمدان، في المؤتمر الصحفي ذاته: ” الوضع في غزة بات مأساويًا وينذر بارتقاء آلاف الشهداء؛ بسبب الجوع وانعدام مقومات الحياة حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات”.
واعتبر أن “سياسة التجويع واحدة من أساليب الحرب الأكثر وحشية التي يستخدمها الاحتلال (الإسرائيلي) وتستهدف المدنيين وتعدّ جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني”.
وتابع: “الاحتلال (الإسرائيلي) يعيق وصول المساعدات (لسكان غزة) من خلال فرض حصار عسكري ما يشكّل عقابا جماعيا”.
ولفت إلى أن “الميناء العائم الذي قامت بإنشائه الإدارة الأمريكية على ساحل غزَّة لم يكن إلا دعاية واستعراضا سياسيا لحفظ ماء وجه هذه الإدارة الأمريكية الشريكة مع الاحتلال في قتل وحصار وتجويع شعبنا”.
وأوضح أن “الميناء لم يحل مشكلة نقص الإمدادات الغذائية، بل إنَّ مستويات المجاعة ارتفعت أكثر بوجوده”.
وفي 8 مارس/ آذار الماضي، أعلن بايدن، قرار إنشاء رصيف بحري مؤقت بزعم أنه سيستخدم لتوصيل الغذاء والمساعدات للفلسطينيين، في ظل القيود الإسرائيلية المشددة على وصول المساعدات من المعابر البرية.
وفي 17 مايو، بدأ العمل بالرصيف العائم، لكنه بعد أسبوع تقريبا، تعرّض لأضرار بسبب الأمواج، ما استدعى تفكيكه ونقله إلى أسدود بغرض إصلاحه.
وفي 7 يونيو/ حزيران الجاري، قالت القيادة الأمريكية المركزية “سنتكوم” إنها أصلحت هيكل رصيف غزة العائم وأعادت ربطه بشاطئ القطاع.
والجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تفكيك الرصيف العائم قبالة سواحل قطاع غزة، وسط توقعات بارتفاع موج البحر وسوء الطقس.
وحمّل حمدان، الإدارة الأمريكية “المسؤولية المباشرة، السياسية والأخلاقية والإنسانية عن الأوضاع الإنسانية المأساوية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعن حالة المجاعة الخطيرة التي اتسعت دائرتها في كامل القطاع”.
ودعا القيادي في حماس، المجتمع الدولي والمؤسسات والمنظمات إلى “الضغط على الاحتلال الصهيوني لفتح كل المعابر مع قطاع غزة”.
وشدد على ضرورة “الإسراع في فتح معبر رفح، وإلزام الاحتلال بالانسحاب الفوري منه، فهذا المعبر كان وسيبقى فلسطينيا مصرياً خالصا، ولن يكون فيه للاحتلال أيّ سلطة عسكرية أو أمنية أو غيرها”.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.
ومنذ 6 مايو الماضي، تشن إسرائيل هجوما بريا على مدينة رفح (جنوب)، واستولت في اليوم التالي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر؛ ما أغلقه أمام إخراج جرحى للعلاج وإدخال مساعدات إنسانية شحيحة أساسا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في 29 من ذلك الشهر، اكتمال السيطرة على محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الحدودي؛ ما يعني فصل قطاع غزة عن مصر بالفعل.
وتواصل تل أبيب حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.