إعلام عبري: اجتماع بباريس يبحث استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس
– حسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية يضم الاجتماع رئيس الموساد دافيد برنياع ومدير المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز ورئيس وزراء قطر محمد عبد الرحمن آل ثاني
– لم يصدر عن قطر إعلان رسمي بالخصوص حتى الساعة 20:05 ت.غ لكن متحدث وزارة خارجيتها ماجد الأنصاري كشف الأربعاء أن جهود وساطة بلاده المشتركة مع مصر والولايات المتحدة “مستمرة”
حصادنيوز– قال إعلام عبري رسمي إن مسؤولين من إسرائيل والولايات المتحدة وقطر سيجتمعون بالعاصمة الفرنسية باريس، الجمعة، لبحث استئناف مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وتل أبيب.
وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري حركة حماس وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على قطاع غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وعلى مدى يومين، استضافت القاهرة آخر جولة تفاوض، قبل أن يغادر وفدا حماس وإسرائيل العاصمة المصرية، في 9 مايو/ أيار الجاري دون إعلان التوصل لاتفاق، رغم قبول حماس آنذاك مقترحا قطريا ـ مصريا بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع إسرائيل، وهو ما رفضته الأخيرة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن رئيس وكالة الاستخبارات “الموساد” دافيد برنياع سيجتمع في باريس، الجمعة، مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” ويليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير خارجية قطر محمد عبد الرحمن آل ثاني لـ”بحث استئناف مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى” بين حركة حماس وتل أبيب.
ولم يصدر عن قطر إعلان رسمي بالخصوص حتى الساعة 20:05 ت.غ، لكن متحدث وزارة خارجيتها ماجد الأنصاري كشف، الأربعاء، أن جهود وساطة بلاده المشتركة مع مصر والولايات المتحدة “مستمرة”، مؤكدا أن “الدول الثلاث تعمل بتنسيق تام من أجل التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين”.
وأضافت هيئة البث أن بيرنز وبرنياع وآل ثاني سيعملون خلال اجتماعهم في باريس على “صياغة الخطوط العريضة للمحادثات بين إسرائيل وحماس للترويج لاتفاق متجدد لصفقة تبادل أسرى”، دون توضيح ما إذا كان الأمر يتعلق بتعديلات على الاتفاق السابق الذي رفضته إسرائيل أم أن الحديث يدور عن اتفاق جديد تمامًا.
وبحسب الهيئة فإن “كافة رؤساء الأجهزة العسكرية والأمنية في إسرائيل (الجيش والموساد والشاباك)، إضافة إلى وزير الدفاع يوآف غالانت والوزيرين في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت يقولون إنه من الضروري عقد اتفاق (مع حماس) في الوقت الحالي”.
وأوضحت هيئة البث أن “رؤساء الأجهزة الأمنية والوزراء المذكورين يعتقدون أنه في حال تمت الصفقة التي تتم صياغتها، وأدت إلى وقف الحرب، فإنّ تل أبيب ستتمكن من تجديد الحرب عند الضرورة بعد شهور قليلة”.
لكن الهيئة قالت نقلا عما وصفته بـ”مصادر مطلعة على الأمر” دون الكشف عن هويتها، إن هناك رغم ذلك “إصرارا من إسرائيل على التمسك بمواقفها في قضايا محل خلاف مع حماس” بشأن الصفقة، دون تقديم تفاصيل بالخصوص.
وتعرقلت جهود التوصل إلى الصفقة الأخيرة بشأن غزة بعد رفض إسرائيل لها بدعوى أنها “لا تلبي شروطها”، وبدئها عملية عسكرية على مدينة رفح في 6 مايو، ثم السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.
كذلك، شككت تل أبيب مؤخرا في “حيادية” الوسيطين المصري والقطري بهذه المحادثات، وهو ما دعت قطر إلى “عدم الالتفات إليه”، فيما حذرت مصر من أن التشكيك في وساطتها “قد يدفعها للانسحاب” منها.
وتأتي تحركات تل أبيب الحالية نحو عقد صفقة مع حماس في ظل تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل وقادتها العسكريين والسياسيين، بما شمل الجمعة قرارا من محكمة العدل الدولية يأمرها بوقف هجومها على رفح، والسماح بإيصال المساعدات عبر معبرها.
إضافة إلى إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الاثنين، أنه طلب من المحكمة إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بحكومته يوآف غالانت بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” في غزة.
كما تأتي في ظل تصاعد الضغوط الداخلية على نتنياهو من أهالي الأسرى والمعارضة، والذين يتهمونه بـ”عرقلة إتمام صفقة التبادل عمدا انطلاقا من مصالحه السياسية”.
ووفق مراقبين، فإن رفض قادة إسرائيل للصفقة يهدف كذلك إلى كسب الوقت حتى يتمكن الجيش من تحقيق أي نصر في ظل الفشل الذي يعانيه في غزة.
والأربعاء، أقر رئيس مجلس الأمن القومي في إسرائيل تساحي هنغبي، خلال اجتماع للجنة الأمن والخارجية بالكنيست (البرلمان)، بالإخفاق في تحقيق أي من أهدف الحرب، إذ قال: “لم نحقق أيًا من الأهداف الاستراتيجية للحرب، حيث لم نتوصل إلى صفقة لإعادة المختطفين (الأسرى بغزة) ولم نُسقط حماس، ولم نسمح لسكان غلاف غزة (المستوطنين) بالعودة إلى منازلهم بأمان”.
ووسط حصار خانق تفرضه إسرائيل على غزة منذ 18 عاما، وتصعيد لانتهاكاتها بحق المسجد الأقصى، شنت فصائل فلسطينية، بينها حماس والجهاد الإسلامي، هجوما مباغتا على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية للقطاع في 7 أكتوبر الماضي، أسرت خلاله نحو 239 شخصا.
ولاحقا، بادلت الفصائل 105 من هؤلاء الأسرى، وبعضهم عمال أجانب، بالعديد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2023.
وبينما تتحدث تل أبيب عن بقاء 121 أسيرا من هؤلاء بأيدي الفصائل، تؤكد الأخيرة مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية على القطاع.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 116 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.