“ملفقة”.. “أسوشيتد برس” تكشف تفاصيل فبركة رواية ارتكاب عناصر من حماس “عنفا جنسيا” في 7 أكتوبر

51

 

حصادنيوز– نشرت وكالة “أسوشيتد برس”تقريرا مفصلا يدحض ادعاءات إسرائيلية بارتكاب عناصر من حماس “عنفا جنسيا” خلال هجوم 7 أكتوبر 2023 على مستوطنات غلاف غزة.

ويأتي تقرير الوكالة غداة مصادرة وزارة الاتصالات الإسرائيلية معدات خاصة بها وقطع بثها المباشر من غزة بذريعة تقديم خدماتها الإعلامية لقناة “الجزيرة” التي سبق وصدر قرار بحظرها بتهمة “الضرر” بأمن إسرائيل.

وتحت عنوان بـ “كيف أدت روايتان مفضوحتان عن عنف جنسي مزعوم في 7 أكتوبر إلى تأجيج نزاع عالمي بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس”، قالت الوكالة الدولية في تقريرها “إنه اتضح أن رواية المستوطن حاييم أوتمازجين عن عنف جنسي في 7 أكتوبر ملفقة عمدا”.

كما نقلت عن أوتمازجين المتطوع في مؤسسة “زاكا” الإسرائيلية للإنقاذ اعترافه بـ”فبركة” روايته حول عنف جنسي تخلل هجوم 7 أكتوبر.

وذكرت الوكالة أن الأمم المتحدة ومنظمات أخرى قدمت أدلة “موثوقة” على أن مقاتلي حماس ارتكبوا اعتداءات جنسية في 7 أكتوبر على الرغم من أن عدد الاعتداءات غير واضح، لكن روايات أخرى في ذلك اليوم ثبت أنها غير صحيحة وهي تشمل شهادتين مفضوحتين من متطوعين في منظمة البحث والإنقاذ الإسرائيلية “زاكا” الذين ساعدت قصصهم في تأجيج صراع عالمي حول ما إذا كان العنف الجنسي قد حدث أثناء الهجوم وعلى أي نطاق.

وأكدت وكالة “أسوشييتد برس” أن فحصا لتعامل “زاكا” مع القصص التي تم فضحها الآن يظهر كيف يمكن أن تكون المعلومات غامضة ومشوهة في فوضى الصراع.

وأفادت بأن تلك الروايات شجعت الشكوك وأثارت جدلا مشحونا للغاية حول نطاق ما حدث في 7 أكتوبر.

وطرحت الوكالة الأمريكية النقاط الرئيسية حول كيفية نشوء هذه القصص، حيث قالت إن إحدى الروايات التي تبين أنه لا أساس لها من الصحة جاءت من حاييم أوتمازجين وهو متطوع في “زاكا” قام بجمع جثث القتلى بعد الهجوم.

وجاء في التقرير: “وصل أوتمازجين إلى كيبوتس بئيري إلى المنزل الذي من شأنه أن يضعه في قلب صراع عالمي وأثناء عمله في أحد الكيبوتسات التي دمرت في هجوم 7 أكتوبر، شاهد أوتمازجين جثة مراهقة مقتولة بالرصاص ومنفصلة عن عائلتها في غرفة مختلفة، وسروالها مسحوب أسفل خصرها”.

وأضافت أن المتطوع “اعتقد أن ذلك دليل على العنف الجنسي وأبلغ الصحفيين بما رآه، وروى في مشاهد متلفزة وهو يبكي تفاصيل ما اعتقد أنه حدث في المنزل، وما لبثت أن ترددت شهادته في أنحاء العالم”.

Video Player

ونقلت عن أوتمازجين اعترافه لها بعدم صحة روايته حيث قال في مقابلة مع الوكالة: “الأمر ليس أنني اخترعت قصة.. لم أستطع التفكير في أي خيار آخر بخلاف تعرض المراهقة للاعتداء الجنسي، في النهاية تبين أن الأمر مختلف، لذا صححت شهادتي لكن بعد فوات الأوان”.

وأكدت الوكالة أنه “ثبت أن بعض الروايات من ذلك اليوم مثل رواية أوتمازجين، غير صحيحة”.

وبعد ما يقرب من ثلاثة أشهر، اكتشفت مؤسسة “زاكا” أن تفسير أوتمازجين كان خاطئا، وبعد التحقق من الاتصالات العسكرية علمت “زاكا” أن مجموعة من الجنود قاموا بسحب جثة الفتاة عبر الغرفة للتأكد من أنها ليست مفخخة وبينما فعلوا ذلك، نزل سروالها.

رواية ثانية 

أما الرواية الأخرى التي تم فضحها فقد صدرت من زميل أوتمازجين، يوسي لانداو، وهو أيضا متطوع منذ فترة طويلة يعمل في بئيري.

ففي الأيام والأسابيع التي تلت الهجوم، روى لانداو لوسائل الإعلام العالمية ما اعتقد أنه رآه امرأة حامل مستلقية على الأرض وجنينها لا يزال متعلقا بالحبل السري المنفصل عن جسدها، لكن أوتمازجين الذي كان يشرف على عمال “زاكا” الآخرين قال إن لانداو عندما استدعاه وآخرين إلى المنزل لم ير ما وصفه لانداو.

وبدلا من ذلك، رأى جثة امرأة ثقيلة الوزن وقطعة كبيرة غير معروفة مربوطة بكابل كهربائي، مبينا أن كل شيء كان متفحما.

وأفاد أوتمازجين بأنه أخبر لانداو بأن هذه ليست امرأة حامل، ورغم ذلك صدّق لانداو روايته واستمر في سرد ​​القصة للصحفيين الذين عمموا الرواية دوليا.

وأشارت الوكالة إلى أنه “وباعتبارهم من أوائل الأشخاص الذين وصلوا إلى مكان الهجوم، قدم متطوعو زاكا شهاداتهم عما رأوه في ذلك اليوم، وقد ساعد ذلك الصحفيين والمشرعين الإسرائيليين ومحققي الأمم المتحدة على رسم صورة لما حدث خلال هجوم حماس”.

وبينت الوكالة في تقريرها أن “زاكا” هي مجموعة تطوعية لا تقوم بأعمال الطب الشرعي تأسست عام 1995، وتتمثل مهمتها المحددة في جمع الجثث بما يتماشى مع الشريعة اليهودية”.

هذا، وأكدت “أسوشيتد برس” أن متابعة الملف استغرق أشهرا لتعترف “زاكا” بأن وجهة نظرها كانت خاطئة”.

ونقلت عن متحدث باسم منظمة زاكا الإغاثية قوله: “طلبنا من يوسي لانداو المتطوع في مستوطنة بئيري التوقف عن سرد قصة اتضح أنها ملفقة عن عنف جنسي في 7 أكتوبر لكنه لم يستجب إلا بعد 3 أشهر”.

وأشارت الوكالة إلى أن تداعيات الروايات المفضوحة عن العنف الجنسي تظهر كيف استخدم هذا الموضوع لتعزيز الأجندات السياسية الإسرائيلية.

وبينت أن “إسرائيل تشير إلى العنف الجنسي في 7 أكتوبر لتسليط الضوء على ما تقول إنه وحشية حماس ولتبرير هدفها من الحرب المتمثل في منع أي تهديد مستقبلي من غزة”.

وفيما قال فريق تقصي الحقائق التابع للأمم المتحدة إنه وجد “أسبابا معقولة” للاعتقاد بارتكاب “عنف جنسي” في ذلك اليوم، إلا أنهم قالوا إنه في غياب أدلة الطب الشرعي وشهادات الناجين سيكون من المستحيل تحديد نطاق هذا العنف.

ووصف المحققون الروايات التي نشأت مع أوتمازجين ولاندو بأنها “لا أساس لها من الصحة”.

 

 

المصدر: أ ب

 

قد يعجبك ايضا