الغزيون يمنُّون النفس بـ«هدنة»… ولو مؤقتة

52

 

حصادنيوز- بآمال كبيرة وقلق أكبر، يراقب سكان قطاع غزة الفلسطيني، أكثر من غيرهم، كل ما يتعلق بأخبار مقترح «هدنة إنسانية» محتملة للحرب التي تخوضها إسرائيل ضدهم منذ نحو 7 أشهر، حتى ولو كانت مؤقتة.

وتعمل القاهرة على إقرار «اتفاق هدنة إنساني» قد يتحول إلى «اتفاق دائم» لتجنب اجتياح إسرائيلي لمدينة رفح الواقعة أقصى جنوب القطاع، والمتاخمة للحدود مع مصر، ويتكدس فيها نحو مليون ونصف مليون فلسطيني، أكثرهم من النازحين.

ومع تسريب بعض بنود الاتفاق التي تشمل وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، يتخلله انسحاب إسرائيل من محور «نتساريم» الذي يفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، وعودة النازحين من مناطق جنوب قطاع غزة إلى مناطق سكنهم في الشمال، انطلقت أصوات النازحين الغزيين في مراكز الإيواء شمال وجنوب غزة، بين الزغاريد والتكبيرات، وكثير من الدموع.

وقالت هدى العامودي، النازحة في مدرسة بـ«مخيم الشاطئ» للاجئين غرب مدينة غزة، بعد أن أطلقت زغرودة عبَّرت فيها عن فرحتها الكبيرة بالأخبار الجديدة: «يا رب». وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «نفسي أشوف أمي وإخوتي. من يوم ما راحوا على الجنوب ما التقينا، حياتهم صعبة وحياتي أصعب، أمي عمرها 73 عاماً، وخايفة ما أشوفها مرة ثانية».

وفقدت هدى عدداً من أفراد عائلتها بقصف طال منزلهم قبل نحو 3 أشهر؛ لكن الفرحة غمرتها مع تلقيها تقارير عن هدنة محتملة.

وعقَّبت هدى العامودي على التقارير بقولها: «أخبار بترُد الروح، يا رب (حماس) توافق، ويا رب الحرب توقف، ونرجع كلنا لبيوتنا ونلتم (نجتمع) من جديد، حتى لو بشكل مؤقت، تعبنا وبدنا نرتاح».

 

فلسطينيون مصدومون بعد قصف إسرائيلي طالهم يوم الاثنين في مخيم النصيرات وسط غزة (أ.ف.ب)

 

ويدور الحديث عن اتفاق من مراحل عدة، على أن تستمر المرحلة الأولى 6 أسابيع، مقابل إفراج «حماس» عن محتجزين لديها (من 20 إلى 40 محتجزاً)، وكذلك إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين.

وأبدت إسرائيل استعداداً للانسحاب من محور «نتساريم»، خلال فترة الهدوء، والسماح بعودة سكان شمال قطاع غزة من الجنوب إلى الشمال.

ولم تفصل التقارير الإعلامية الإسرائيلية فيما إذا كانت تل أبيب ستحدد بعض المعايير لعودة النازحين، أو ستسمح بعودة مفتوحة.

ويرى سامح الفيراني -وهو من سكان حي الشيخ رضوان شمال غزة الذي عاد أخيراً إلى منزله بعد رحلة تشريد طويلة- أن «أي اتفاق سيكون مهماً». وأضاف: «آمل أن يكون رد (حماس) على ما يُعرض إيجابياً، حتى ولو كانت هدنة إنسانية ومؤقتة لعدة أسابيع. نريد أن نرتاح ولو قليلاً». وتابع: «نريد لأهالينا أن يعودوا، ويكفينا عذاب التشريد والقتل بعيداً عن بعضنا».

ويتفق معظم من التقتهم «الشرق الأوسط» على أنه «لا يمكن إيقاف الحرب مرة واحدة للأبد، ولكن ربما يحدث اتفاق على مراحل».

ومع وصول وفد «حماس» إلى القاهرة، (الاثنين)، ارتفعت آمال الغزيين أكثر، وراحوا يراهنون على نجاح المبادرة المصرية هذه المرة.

وقال أيسر أبو رمضان، وهو من سكان مخيم جباليا: «لا نريد بالطبع أن نستسلم للشروط الإسرائيلية؛ لكننا متحمسون. ننتظر بفارغ الصبر اللحظة التي ستقف فيها الحرب، ونعتقد أن توقفها التام الآن صعب، ويمكن دفع اتفاق نهائي في وقت لاحق».

وزاد أبو رمضان: «آمل أن تكون هناك جدية إسرائيلية، وأن تضع هذه الحرب أوزارها، حتى وإن كان ضمن اتفاق هدنة مؤقتة».

أما السيدة مرح جمال، النازحة في مستشفى «اليمن السعيد» في جباليا، بعدما تم قصف منزلها، فلم تجد سوى البكاء تتلقى به نبأ «الهدنة الجديدة» المحتملة. تقول مرح لـ«الشرق الأوسط»: «بكيت، شعرت بأنني عُدت من الموت، وأصلِّي من أجل أن تنجح جهود مصر، وتزول هذه الغمة، وتعود لنا الحياة شيئاً فشيئاً».

ومع ذلك، تتوجس السيدة الفلسطينية، وتقول: «لا نصدق أننا يمكن أن نعود إلى حياة طبيعية، ولا أعرف إذا كان يمكن أن نعود أصلاً لمثل هذه الحياة أو أن مثل هذه الهدنة يمكن أن تأتي».

قد يعجبك ايضا