نيويورك تايمز: الجيش الأمريكي يبدأ مرحلة جديدة في غزة.. مواصلة تقديم الذخيرة لإسرائيل وجسر عائم لمساعدة الغزيين
حصادنيوز-نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته هيلين كوبر وإريك شميدت، قالا فيه إن الجيش الأمريكي دخل مرحلة جديدة في عمليات الإغاثة لغزة. ففي الوقت الذي تواصل الولايات المتحدة توفير الذخيرة لإسرائيل، يقوم البنتاغون بتوفير المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية للغزيين جوا وبحرا. وأضافا أن للولايات المتحدة تاريخا في استخدام جيشها من أجل توفير الطعام والمياه والمساعدات الإنسانية للمدنيين خلال الكوارث الطبيعية، على حد قولهما.
وتزيّن جدران البتناغون صور للعمليات التي تمتد من ليبيريا وهاييتي وإندونيسيا، وعدد لا يحصى من الدول.
ولكن من النادر أن تقدم الولايات المتحدة دعما إنسانيا لشعوب تُقتل بأسلحتها. فالأمر الذي أصدره الرئيس جو بايدن ببناء رصيف عائم قبالة قطاع غزة، سيسمح بإيصال المساعدات الإنسانية، بشكل ينقل القوات الأمريكية إلى مرحلة جديدة في تاريخ العمليات الإنسانية التي قامت بها. وهو نفس الجيش الذي يقدم الأسلحة والقنابل لإسرائيل كي تستخدمها في غزة، ويقوم الآن بإرسال المياه والغذاء إلى القطاع المحاصر.
وجاء الرصيف العائم بعد أسبوع من مصادقة بايدن على إسقاط المواد الإنسانية جوا على غزة، والتي وصفها خبراء الإغاثة بأنها غير فعالة. وحتى الرصيف العائم، لن يكون كافيا لتخفيف المعاناة في القطاع، حيث يعيش السكان على حافة المجاعة.
ومع ذلك، يقول المسؤولون الأمريكيون إن واشنطن ستواصل تزويد إسرائيل بالذخيرة التي تستخدمها في قصف غزة، وفي الوقت نفسه، توفير المساعدات للفلسطينيين الذين يعيشون تحت القصف.
واستخدمت فرقة المهندسين الأمريكية، وعلى مدى عقود، مهندسيها لبناء مراسي عائمة لقواتها في النهار، وإنزال الإمدادات والقيام بعمليات عسكرية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريك أس رايدر، يوم الجمعة، إن الكتيبة السابعة للنقل في القاعدة المشتركة “لانغلي- إيوستيس” قرب نوفورلك بولاية فيرجينيا، ستكون الوحدة الرئيسية في بناء الرصيف العائم.
وسيتم بناء وتجميع الرصيف إلى جانب سفينة عسكرية قبالة شاطئ غزة، حيث يعمل المهندسون على تحديد طرق لحمايته. وقال مسؤول بالجيش الأمريكي، إنه يتم استخدام سفينة كبيرة لعمليات تفريغ “متدحرجة”، مع بناء رصيف عائم إلى جانب منطقة تخزين، ثم يتم نقل المساعدات عبر سفن عسكرية أو قوارب تابعة للبحرية الأمريكية نحو الشاطئ، وبعد ذلك سيتم بناء جسر مكون من ممرين بطول 1,800 قدم، والذي سيحاط بقوارب تسحب وتدفع القوارب المحملة بالمواد الإنسانية باتجاه الممر أو على الشاطئ.
وأكد الجنرال رايدر يوم الجمعة، بأن الجيش الأمريكي قادر على بناء الممر ودفعه باتجاه الشاطئ بدون الحاجة لإنزال قوات أمريكية على أرض غزة. وقال إن بناء الرصيف يقتضي 60 يوما، وبمشاركة 1,000 جندي أمريكي، وتحريك سفينة من الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة وبناء المرسى والممر قبالة غزة.
وبعد وصول السفينة الأمريكية إلى المياه المقابلة لغزة، سيتم تجميع الرصيف العائم والممر في فترة سبعة إلى عشرة أيام، وذلك حسب قول مسؤول دفاعي أمريكي. وأضاف رايدر أن الممر البحري هو جزء من “دفعة شاملة تقوم بها الولايات المتحدة لفتح وتوسيع الطرق برا، والتي تعد الوسيلة الرئيسية لإيصال المساعدات إلى غزة، والقيام بعمليات إنزال جوي للطعام”. وأضاف: “يسمح الرصيف العائم بتوفير مليوني وجبة جاهزة في اليوم”، حيث يبلغ عدد سكان القطاع حوالي 2.3 مليون نسمة.
واعترف رايدر بأنه لا الإنزال الجوي أو الرصيف العائم سيكونان فعالين مثل نقل الإغاثة برا، والتي تمنع إسرائيل دخولها إلى القطاع، قائلا: “نريد رؤية زيادة نسبية في المساعدات التي تذهب برا ” إلى غزة. وتابع: “نعتقد أنها الوسيلة الفعالة لإيصال المساعدات”، ولكنه أضاف “لن ننتظر حتى يتغير الوضع”.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم سيتعاونون مع الحلفاء والدول الأوروبية في بناء الممر البحري وتنسيق المساعدات، مشيرين إلى أن فكرة الرصيف العائم بدأت من قبرص. ورحّب المنسق الإنساني لإعادة إعمار غزة في الأمم المتحدة، سيغريد كاغ، بفكرة بايدن يوم الخميس، إلا أنه تحدث للصحافيين بعد إحاطة لمجلس الأمن قائلا: “ولكنني أكرر في نفس الوقت: البحر والجو ليسا بديلا عن البر، ولا أحد يقول عكس هذا”.
وقال السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، إن جهود بايدن الإنسانية في غزة “قد تجعل قلة من الناس في الولايات المتحدة يشعرون بالراحة”، مضيفا أن هذا مثل تطبيق إسعافات أولية صغيرة على جرح واسع.
وسيتم تجميع المساعدات الإنسانية الأمريكية أولا في ميناء لارنكا القبرصي الذي يبعد 210 ميلا بحريا عن غزة، وهو ما سيسمح للمسؤولين الإسرائيليين بتفتيشها هناك. وسيدير الجيش الأمريكي الرصيف العام في البداية، لكن الإدارة الأمريكية تتصور تحويله إلى شركات تجارية لإدارته في مرحلة لاحقة.
ولا يوجد للمسؤول الأمريكي تفاصيل حول كيفية توزيع المواد الإنسانية بعد وصولها إلى شاطئ غزة. لكن جزءا من المساعدات سيوزعها “وورلد سنترال كيتشن” الذي أنشأه الإسباني خوزيه أندريس، والذي وزّع أكثر من 32 مليون وجبة في غزة.
وقال الدبلوماسيون الذين أحيطوا بخطة بناء الرصيف العائم، إنه سيقام على الشاطئ في شمال وادي غزة، حيث أقام الإسرائيليون نقطة تفتيش كبيرة. وتظل المشكلة الرئيسية قائمة، وهي أن توزيع المساعدات بالشاحنات أكثر سهولة من جلبها عبر القوارب، كما يقول مسؤولو الإغاثة.
لكن الشاحنات لا تستطيع توزيع المواد الإنسانية بسبب قصف إسرائيل للقوافل والقتال المستعر في الجنوب. وربما لن يمنع وصول المساعدات بحرا الفوضى بشأن الحصول على المواد الإنسانية.