هواية سرقة بيض الطيور من الأعشاش!

50

68337_1_1399408097

حصاد نيوز –  تجاوز هواة الصيد الجائر هوايتهم لتتعدى ممارسة بيئية خطيرة، أشد إيلاما، وأكثر ضررا على مكونات البيئة في الطفيلة، حيث باتت ظاهرة سرقة محتويات الأعشاش من بيض الطيور قبل أن تفقس هواية أخرى رديفة صيدها بشكل يعد تعديا صارخا على البيئة ولمخالفته قوانين حماية البيئة. 

ويتجنب بعض الصيادين قتل الطيور في فترة وضع البيض شفقة ورحمة، بيد انهم تناسوا ممارسات أخرى لا تقل خطورة على البيئة من الصيد الجائر على أنواع من الطيور تكاد تنقرض، تكمن في جمع بيضها وسرقته من أعشاشها. 

ويرى البعض أن عملية جمع البيض من الأعشاش  تأتي لتجنب قتل الطيور وصيدها في مرحلة وضع البيض، كنوع من الشعور بالمسؤولية. 

غير انهم يمارسون هواية سرقة بيض الطيور، التي فاقت صيدها بغض النظر عن نوعها ومهما كانت قليلة العدد وتشرف على الانقراض، وهم بهذه الطريقة يسهمون في القضاء على العديد منها وهي ما تزال في مرحلة قبل التفقيس، أي قتل لأمومة الطيور وتعد على غريزة فطرية، وهي احتضان البيض وانتظار أن يفقس، لتخرج الأفراخ التي تنمو وتكبر وتصبح طيورا. 

ويقوم سارقو بيض الطيور بالتجسس والمسح على المناطق التي تتواجد فيها الطيور والتي يمكن أن تتخذها موئلا لبناء أعشاشها، مع مراعاة ظروف الحماية الطبيعية لها لبناء أعشاشها. 

ويقوم سارق البيض بتحديد مواقع تلك الأعشاش في وضح النهار، ليستغل غياب الطيور عنها في فترات البحث عن الطعام، أو غيرها، ومن ثم الاستيلاء على كافة البيض الموجود في العش. 

ويتم نقل البيض بكل عناية إلى المنزل يراعى في ذلك حرص كبير أثناء  نقلها، علاوة على الحفاظ على دفئها ضمن درجة حرارة معينة حتى لا تتلف، ويكون قد هيأ دجاجة تصل إلى مرحلة الرقود على البيض، حيث يوضع بيض الطيور تحتها في غفلة منها لترقد عليه ويفقس بعد 21 يوما كما الدجاج. 

وأغلب البيض الذي تتم سرقته هو بيض طائر الحجل “الشنار” الذي يتميز بكونه طائرا ضمن الطيور الموشكة على الانقراض، لما يشكله هذا الطائر من مزايا جمالية الشكل وصوته العذب، ليكون كأحد طيور الزينة التي يتباهى البعض باقتنائه في منزله مع ازدياد اصطياده وقتله بشكل مستمر. 

وتضع أنثى الحجل أو “الشنار” في مقتبل فصل الربيع خلال شهري آذار (مارس) ونيسان (ابريل) في المرة الواحدة والوحيدة بين 20 – 35 بيضة تتميز بكونها مرقشة بألوان الأبيض والبني. 

ويستغل جامعو بيض الطيور بيع أفراخ الشنار، خصوصا ان ثمن الطير الواحد يصل إلى أكثر من عشرين دينارا، ما يعد شكلا من أشكال التجارة الرابحة بالنسبة لممارسيها. 

ويرى مهتمون بالشأن البيئي أن تلك الممارسة تعد شكلا من أشد أشكال العداء للبيئة، حيث إن عملية صيد طير أو أكثر يندرج تحت باب ممارسة هواية الصيد لا أكثر، فيما تتجلى عدم الإنسانية واستغلال البيئة بشكل جشع من خلال الاستيلاء على بيضها في أعشاشها. 

ويشير خالد عباس إلى أن جريمة سرقة بيض الطيور لا تقل خطورة وأهمية عن قتل الطيور نفسها، مؤكدا أن على الجهات المعنية وضع قوانين صارمة للحيلولة دون الاعتداء على أعشاش الطيور وسرقتها لأن ذلك يعد تدميرا واضحا للبيئة ومكوناتها. 

ويذهب إلى ان ممارسة تلك الهواية امر لا انساني، بل ويتعدى ذلك إلى الوحشية في التعامل مع الطيور مهما كانت أنواعها، مطالبا بسن تشريعات صارمة لوقف هذه الظاهرة والعمل على مراقبة مائل الطيور خوفا من تعديات ساقي بيضها. 

ويقول مدير مديرية البيئة في الطفيلة المهندس هشام الخلفات إن سرقة بيض الطيور تعد ظاهرة بيئية خطيرة وسلبية، خصوصا وأنها تقضي على أعداد كبيرة من البيض الذي يخص الطيور نادرة الأنواع في محافظة الطفيلة تحديدا لكونها تعد موئلا قديما وملائما لفصيلة من الطيور تكاد تنقرض بعدما أعملت فيها بنادق الصيادين قتلا.

ويلفت الخلفات إلى خطورة تفشي هذه الظاهرة، خصوصا في موعد وضع البيض في فصل الربيع، بما يمثله ذلك من إخلال بالتوازن البيئي المحسوب بدقة، علاوة على خسارة كبيرة لأنواع من الكائنات الحية، نادرا ما تعود بعد انقراضها.

قد يعجبك ايضا