الورقة ‘الجهوية’ أخفقت في الصراع الداخلي وحراك ‘مشاغب’ يعيد النقاش للجذر: أردنة الجماعة والعلاقة مع حماس

95

حصاد نيوز – بسام البدارين_لا يوجد ما يشير إلى نهاية ‘سعيدة’ لأزمة مفصولي حركة ‘زمزم’ في الأخوان المسلمين الأردنيين، فالحوار الساخن والخشن ما زال فعالا بين المفصولين الثلاثة وقيادة المكتب التنفيذي في الجماعة الأخوانية عن بعد وعبر وسطاء مما يدلل على ‘الطابع السياسي’ لهذه القضية من حيث المبدأ.

نائب المراقب العام الشيخ زكي بني ارشيد ينفي وجود طابع سياسي ويتحدث عن محكمة تنظيمية عالجت مخالفات إرتكبها أفراد في التنظيم.

لكن الخصم الأبرز في ‘زمزم’ لبني إرشيد الدكتور نبيل الكوفحي، يصر على أن المحكمة سياسية ويرفض الإعتراف أصلا بالشرعية التنظيمية للمحكمة التي قررت فصله مع زميله في تأسيس ‘زمزم’ إرحيل الغرايبة وجميل دهيسات.

بالنسبة لـ ارشيد بدلا من التركيز على إدارة حملة سياسية ضد قرارات المحكمة بالفصل، وبدلا من الجلوس في مساحة الإستقطاب والتحريض يمكن اللجوء لللائحة النظامية التي تسمح بإستئناف القرار الصادر أما بالنسبة للكوفحي ورفيقيه فما زالت الفرصة مواتية لإحداث ‘تغييرات جذرية’ بإستثمار الحدث داخل الهيئة القيادية التي أطاحت برموز ‘زمزم’.

لذلك تقاربت الرموز المفصولة من ‘زمزم’ مع قيادات أخوانية عريقة لها ملاحظات على المربع القيادي الذي يقوده كل من همام سعيد وبني ارشيد ومن بين هذه القيادات عبد اللطيف عربيات وعبد المجيد الذنيبات وعبد الحميد القضاة.

لعب الزمزميون أولا بالورقة ‘المناطقية’ ونظمت لقاءات وإجتماعات في فروع الأخوان بشمال الأردن تخللتها تهديدات بإسقاط المكتب التنفيذي…لاحظت أوساط مقربة من الشيخ ارشيد بأن الورقة الجهوية إستنفدت مبكرا خصوصا وأن الخطاب الأخواني يتجاوزها بالعادة.
لاحقا حصل إستقطاب وتقارب بين القادة المفصولين ونخبة من القيادات المنزعجة لأسباب لا تخص ‘زمزم’ ولم تبرز مؤشرات على نجاح هذه الإستقطابات في ‘مراجعة’ قرار الفصل، خصوصا وان البيئة الفكرية التي يتحرك فيها الخلاف حول ‘زمزم’ عمليا لا علاقة لها بالحركة ولا بالمفصولين ومرتبطة جذريا بالخلاف القديم حول العلاقة التنظيمية مع حركة حماس وأولوية القضية الفلسطينية وما يسمى بـ’أردنة’ الحركة الإسلامية.

اليوم الأزمة ما زالت قائمة ولا مؤشرات على معالجتها وفي الوقت الذي تصر فيه قيادة الجماعة على البقاء في دائرة المحكمة الحزبية، يصر الطرف المتضرر على ‘حراك سياسي’ الطابع ضد المكتب التنفيذي لجماعة الأخوان الذي قدم المفصولين أصلا للمحاكمة.

تقدير غالبية المتابعين السياسيين للمشهد الأخواني الداخلي يؤشر على شبه قناعة بأن قرار فصل القياديين الثلاثة سيبقى قطعيا ونهائيا ولا مجال لإدماجهم مجددا في التنظيم الأخواني، خصوصا وانه قرار يشكل في نهاياته العصبية السياسية تمسكا بالهوية الحالية للتنظيم بعيدا عن ‘الأردنة’.

بالمقابل قرار المفصولين بالتصعيد ينطوي على محاولة لإعادة إنتاج الواقع الموضوعي ليس فقط عبر توسيع دائرة التحريض ضد مربع القرار الأخواني النافذ ممثلا بالثنائي سعيد ـ ارشيد، ولكن أيضا عبر إستثمار اللحظة الراهنة ‘لتفكيك’ التنظيم قدر الإمكان على أساس أولويات جديدة تقترحها حركة ‘زمزم’ وتلقى تعاطفا من بعض الرموز خارجها تحت عنوان الإنتقال الفوري لمرحلة التخلص تنظيميا من حركة حماس والبعد الفلسطيني.

بعض الأطراف فيما يبدو لها مصلحة في بناء صورة عن مؤسسة الأخوان المسلمين تنحصر في أنها مؤسسة تعبر عن هوية سياسية وإنتخابية في الشارع الأردني تمثل المكون الفلسطيني وهو تصور من الواضح أن بعض الأطراف في السلطة والحكومة لا تمانعه.

الشيخ ارشيد يبتسم ساخرا عندما تسأله ‘القدس العربي’ عن هذا السياق مصرا على أن الحركة الإسلامية هي النقيض الموضوعي للهويات الفرعية مهما كانت وفي أي وقت.

قد يعجبك ايضا