الصفدي: اعتدنا إنكار إسرائيل للأمور ومن ثم الاعتراف بها

76

 

حصادنيوز-تحدث نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، في مقابلة مع مذيعة CNN بيكي أندرسون، في أعقاب القصف الإسرائيلي الذي تعرض لها مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة وإلغاء القمة الرباعية التي كانت مرتقبة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس دولة فلسطين محمود عباس مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقال الصفدي تعليقًا على قصف مستشفى الأهلي المعمداني إن “هذه الغارة جريمة بشعة. إنها جريمة حرب. الجميع هنا يعتقد أن إسرائيل هي المسؤولة. الجيش الإسرائيلي يقول إنه ليس كذلك. لكن لكي نكون صادقين، حاولي العثور على أي شخص يصدق ذلك في هذا الجزء من العالم. لقد اعتاد الناس على هذا الإنكار بالأمور ومن ثم الاعتراف بها. نتذكر جميعًا قضية شيرين أبو عاقلة. أول رد إسرائيلي كان أن الفلسطينيون قاموا بقتلها، وانتهى بهم الأمر إلى الاعتراف بأنه جندي إسرائيلي. لا أعتقد أن أي شخص سيصدق تلك القصة”.

وتابع بالقول: “الناس غاضبون كما ذكرت للتو. هل إسرائيل على استعداد لإجراء تحقيق دولي مستقل في الجريمة؟ إلى أن تفعل ذلك، لن يصدق أحد في المنطقة أن المسؤول ليست إسرائيل، بالنظر إلى حقيقة أننا رأينا آلاف الصواريخ قادمة من غزة باتجاه إسرائيل ولم يكن أي منها قادرًا على إحداث أضرار قريبة حتى من الأضرار الهائلة التي رأيناها الليلة الماضية. لذا فإن الناس لا يصدقون ذلك”.

وفيما يتعلق بالتقارير التي تشير إلى أن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن هجوم يوم الثلاثاء كان سببه مجموعة فلسطينية مسلحة، رد الصفدي بالقول: “أنا لست خبير استخبارات يا بيكي، ولكنني أقول إنه لا أحد في هذا الجزء من العالم سيصدق المعلومات المبنية على الاستخبارات الإسرائيلية. إذا كانت إسرائيل مستعدة لتحقيق دولي مستقل فلتقم بالأمر، وإذا أشارت الأدلة المستقلة إلى خلاف ذلك، فيمكننا أن نتعامل مع ذلك بعدها”.

واستطرد قائلًا: “لكن في الوقت الحالي، أيًا كان ما تقوله إسرائيل أو ما تقدمه من معلومات استخباراتية، فلن يصدق أحد في العالم العربي الإسلامي ذلك بناءً على التجارب السابقة واستناداً إلى الحالات السابقة التي نفت فيها إسرائيل الأمور أولًا ومن ثم – عندما سُمح بإجراء التحقيقات – ظهرت قصة مختلفة”.

وفيما يخص سبب إلغاء القمة الرباعية التي كانت مرتقبة، أوضح الصفدي بأنه تم التصرف “وفق الظروف عقب أنباء الهجوم على المستشفى، وقمنا بالتقييم بالتنسيق مع الفلسطينيين والإسرائيليين، واتخذ عباس قرار المغادرة، أجرينا مناقشة مستفيضة مع الأمريكيين وتوصلنا إلى استنتاج أن “ورقة الرئاسة”، مكتب الرئيس الأمريكي مهم للغاية”.

وأضاف: “تلعب الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا – ليس فقط في إدارة التعامل مع الكارثة الحالية – بل في وقت لاحق أيضًا. لذا أعتقد أن الجميع توصلوا إلى نتيجة مفادها أنه من الأفضل ألا نستضيف الرئيس الأمريكي في ظل هذه الظروف، لأن ما كان الناس يتوقعونه كان قرارًا بإنهاء الحرب”.

كما أكد أن “من الواضح أن ذلك القرار لم يكن وشيكًا، ومرة أخرى، بعد التشاور والمناقشة مع مصر والفلسطينيين وبعد مناقشات مستفيضة مع الولايات المتحدة، اتخذنا قرارًا بعدم عقد القمة الآن”.

وأنهى الصفدي تعليقه على هذه القضية بالقول: “لقد فهم الأمريكيون ذلك، ونحن نعمل الآن والاتصالات مستمرة بيننا وبين الولايات المتحدة لضمان إنشاء فرصة يكون فيها الرئيس الأمريكي في المنطقة ويكون قادرًا على إيصال الأخبار التي ينتظرها الجميع هنا، وهي إنهاء هذه الحرب وإنقاذ المدنيين والبدء في النظر إلى ما يمكننا صنعه معًا وكيف يمكننا البدء في بناء شرق أوسط أفضل، والدور الرئيسي للولايات المتحدة في كل هذا لا غنى عنه. دورها القيادي هو الدور الرئيسي”.

واقترح طريقة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، مؤكدًا أن على العالم التحرك في هذا الاتجاه “قبل أن يفوت الأوان بالنسبة لنا جميعًا”.

وأشار الصفدي إلى أنه “نعمل جميعًا للعثور على أي بصيص من الأمل في هذا الظلام. إننا نعمل جميعاً من أجل وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يسمح بإيصال الإمدادات الإنسانية إلى غزة. نحن نبحث عن ممر إنساني من شأنه أن ينقل الإمدادات الإنسانية إلى غزة”.

وتابع بالقول: “لدينا مستشفى يعمل في غزة منذ عام 2009. وفي غضون أسبوع سوف تنفد الإمدادات منه ولن يكون قادرًا على العمل. لم نر حدوث الأمر ولكن إذا حدث ذلك، فهذه هي الخطوة الأولى لتقليل ما يعتبر جريمة حرب – بحرمان الناس من الوصول إلى الغذاء والماء. نحن جميعا وراء ذلك. نحن جميعا نقف وراء وقف إطلاق النار. نحن جميعا بحاجة إلى التوقف والقول، كفى”.

وأضاف: “كم من الناس سيموتون قبل أن ندرك أن الحرب لن تحل مشكلة وأن الحرب لن تضمن أمن إسرائيل أو الأمن الفلسطيني أو أمننا، وأن السلام فقط ما سيحقق ذلك. لذا فإن محادثات وقف إطلاق النار مستمرة ومحادثات السماح بعبور الإمدادات مستمرة ومحادثات إصدار قرار بإنهاء الحرب مستمرة. نحن جميعا نعمل على تحقيق ذلك. وأي خطوة في هذا الاتجاه سوف سيكون لها تأثير، تأثير حقيقي لإنقاذ أرواح الناس”.

وشدد على أنه “لن نسمح لإسرائيل بنقل الأزمة إلى الأردن، كما لن نسمح أبدًا بنقل السكان من فلسطين إلى الأردن، وهذا لن يؤدي إلا إلى نقل الصراع إلى بُعد جديد تمامًا سيكون خطيرًا وكارثيًا على المنطقة بأكملها”.

وقال إن الفلسطينيون والأردنيون يرفضون التهجير وأي محاولة لذلك ستقود لحرب أخرى بالمنطقة واتساع الصراع.

وأكد أن الوطن الفلسطيني على ترابه الوطني، وحل الدولتين هو السبيل الوحيد للمضي قدما.

وأكد الصفدي على ضروري “أن تصمت الأسلحة ويجب أن يعود المنطق السليم ويجب أن تعود العقلانية، ويجب أن نفكر في طريقة للخروج من هذا الظلام. اتخذنا موقفًا واضحًا في إدانة قتل المدنيين، يحتاج العالم لفعل الأمر ذاته وإلا فإنه يخاطر بمساواته مع الجرائم التي يتم ارتكابها.. حان الوقت لأن نستمع، محاولة تسيير الصراع سيجعله أسوأ. إن خطر توسع هذه الحرب إلى الضفة الغربية وإلى أجزاء أخرى من المنطقة حقيقي. علينا أن نتوقف عن ذلك قبل أن يفوت الأوان بالنسبة لنا جميعًا”، حسبما قال.

 

 

 

قد يعجبك ايضا