درباس: مصائب اللجوء السوري تسرع كالصاروخ للأردن

51

 News-1-103065

حصاد نيوز – دعا وزير لبناني الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإقامة “مناطق آمنة” داخل الحدود السورية لاستيعاب اللاجئين السوريين، لتخفيف الضغوط الكبيرة على البلدين، اللذين يعدان الأكثر تأثرا بأزمة اللاجئين. معتبرا ما يقدم من مساعدات دولية وعربية للبلدين لا يجاري حجم الضغوط، وقال في هذا السياق: “ارى سباقا بين المصائب وبين المساعدات، فالمصائب تأتي بسرعة الصاروخ، اما المساعدات فتأتي بسرعة السلحفاة”.

واقترح وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس، في لقاء مقتضب مع “الغد” الاسبوع الماضي، عقد مؤتمر عربي، “او حتى على المستوى الخليجي فقط”، لبحث تداعيات أزمة اللاجئين السوريين على الاردن ولبنان “من باب الدفاع عن النفس، لأن هذه قنبلة بشرية إذا انفجرت لن تبقي على أحد”.

وطرح درباس، الذي كان يتحدث لـ”الغد” خلال وجوده في عمان للمشاركة في اجتماع اقليمي للاستجابة للأزمة السورية، خيارين للتخفيف من الضغط الناجم عن استضافة اكثر من مليون لاجئ سوري في بلاده، والتي يبلغ تعداد سكانها نحو 4 ملايين نسمة. وأوضح ان هذين الخيارين “يتمثلان بإنشاء مخيمات لاجئين آمنة داخل الحدود السورية، برعاية الدول الكبرى، أو أن تتساهل الأمم المتحدة في شروطها حول إقامة مخيمات لاجئين في المنطقة الحدودية العازلة بين لبنان وسورية، على الأراضي اللبنانية”.

ورأى أن “هناك منطقتين حدوديتين، هما المصنع في شرق لبنان والعبودية شماله، وتوجد من نقطة الجمارك والأمن العام اللبنانية، مساحة ثلاثة كيلومترات مربعة من الأراضي اللبنانية وصولا الى نقطة الحدود السورية، وهي اراض غير مأهولة، ونحن نعرض على الأمم المتحدة أن يقيموا فيها مراكز استقبال للاجئين السوريين”.

وبرر الوزير ذلك بقوله: “بكل صراحة، هناك هاجس لدى اللبنانيين، نظرا لتجربة النزوح الفلسطيني، التي باتت تقرب من التوطين، بينما يساوي النزوح السوري ثلاثة أضعاف الفلسطيني، إذ لدينا 400 الف فلسطيني، مقابل مليون و200 الف سوري”.

وأضاف ان “المجتمع اللبناني الخائف يقول ان الجغرافيا والديمغرافيا لديه تتغير، بينما يجمع بمختلف فئاته على هذه الفكرة، وهي إقامة مراكز على الأراضي الحدودية اللبنانية، لكن الأمم المتحدة لا توافق عليها، لأنها تريد أن يبعد اي مركز استقبال للسوريين 30 كم عن الحدود”.

وتساءل درباس، عن السبب الذي يمنع المجتمع الدولي من اقامة مراكز استقبال للسوريين، في المناطق الآمنة داخل سورية، معتقدا أن هذا المجتمع والأمم المتحدة لا يوافقان على هذا الطرح، بحجة أن الطيران السوري قد يغير على مثل هذه المراكز، ويطالب تبعا لذلك أن تعلن الأمم المتحدة أنها “تحمي هذه الأماكن”.

وحول إن كان يعني بذلك فرض منطقة حظر طيران، قال: “عندما يخرق اي كان هذه الإرادة الدولية بحماية هذه المواقع، بالتالي فإن الإرادة الدولية تخلق آليات خاصة للرد على الخرق”.
وبخصوص مراكز الاستقبال الأخرى التي يتحدث عنها، والتي يقترح ان تكون على الأراضي اللبنانية، قال درباس: “هذه ارض لبنانية، واذا اتفق لبنان مع الأمم المتحدة على اقامتها، واذا جرى الاعتداء عليها فلكل حادث حديث”.

وأضاف: “لبنان لن يستطيع ان يحمي المخيمات، ولا يقوى على تحمل نزوح جديد، ولدينا مليون و200 الف مسجلون كلاجئين سوريين لدى المفوضية، و200 الف اخرين ليسوا مسجلين. وتساءل درباس، الذي كان يتحدث لـ”الغد” خلال وجوده في عمان للمشاركة في اجتماع اقليمي للاستجابة للأزمة السورية، عن السبب الذي يمنع المجتمع الدولي من اقامة مراكز استقبال للسوريين، في المناطق الآمنة داخل سورية، معتقدا أن هذا المجتمع والأمم المتحدة لا يوافقان على هذا الطرح، بحجة أن الطيران السوري قد يغير على مثل هذه المراكز، ويطالب تبعا لذلك أن تعلن الأمم المتحدة أنها “تحمي هذه الأماكن”.

واشاد درباس، بما وصفه “التنظيم الدقيق في الأردن، في التعامل مع اللاجئين السوريين”، واصفا إياه بأنه “أداء عال وراق وصارم”، فيما انتقد غياب مثل هذه الاجراءات والمعايير في بلاده.
وقال: “لا بد أن يكون للبنان سياسة تبدأ بتنظيم الدخول السوري”، كما اعتبر انه لا بد ان يوجه لبنان والأردن دعوة مشتركة لمساندتهما، على اعتبار أن الأزمة الإنسانية في البلدين أصبحت “قضية قومية عربية”.

وأضاف درباس: “نحتاج لمؤتمر على مستوى عربي، ولو على مستوى خليجي فقط، ليس من باب التضامن العربي والقومي بل من باب الدفاع عن النفس، لأن هذه قنبلة بشرية اذا انفجرت لن تبقي على أحد”.

وحذر بقوله: “لا يظنن احد انه بمنأى، فبمجرد أن تتشكل دولة الفوضى فستصبح اذرعها طويلة، وتطال أيا كان، ونطلب التضامن لمصلحة جميع الأطراف”.
كما دعا درباس الى وقف ما وصفها “المجزرة في سورية”، داعيا الدول الباقية الى استيعاب اللاجئين السوريين.  وختم بقوله: “ما يجري في سورية الآن بغاية الخطورة، فالقصف والهجرة ترسم ديمغرافيا جديدة ستنعكس مباشرة على المحيط”.

وكان درباس اكد في الاجتماع الاقليمي، الذي حضرته “الغد”، ضرورة ايجاد آليات للتكيف مع آثار الأزمة السورية، وضرورة وقف النزيف فيها من قبل المجتمع الدولي، واصفا أعضاء هذا المجتمع بـ”الجالسين في مقاعد النظارة يتفرجون، بينما الدولتان الأكثر تأثرا هما الأردن ولبنان”.

وتساءل في كلمته التي اتسمت بالحدة: “من الواضح ان الأزمة السورية طويلة جدا، وبالتالي هل سيبقى المجتمع الدولي مكتوف اليدين والشعب السوري ينزف بصورة بشعة؟”
وقال درباس إن “الأردن ولبنان يتشاركان في هم واحد ويعانيان الألم.. بينما يقوم المجتمع الدولي بالتعاطف”.
وفي وصفه لشح المساعدات الدولية المقدمة الى الأردن ولبنان في هذا الصدد، قال: “ارى سباقا بين المصائب وبين المساعدات، فالمصائب تأتي بسرعة الصاروخ، اما المساعدات فتأتي بسرعة السلحفاة، والتي لم تنطلق بعد من نقطة البداية”.
وقال إن لبنان “لا يستطيع ان يبقي على حدوده مفتوحة للأبد، ومستنفرا لإمكانياته، وهو يرى أن الأزمة السياسية لا أفق لحلها”.

قد يعجبك ايضا