“الرقمنة” و”الأتمتة” خيار ضروري لتطوير الزراعة المستدامة
حصادنيوز- في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الزراعة أنها تستعد لإطلاق 63 خدمة الكترونية في إطار سعيها الى رقمنة كافة خدماتها، أوضح خبيران أن الأتمتة والرقمنة يمكن أن تساهم في ممارسات الزراعة المستدامة من خلال تحسين استخدام الموارد وتنظيم وتسهيل تقديم الخدمات بشكل الكتروني والحصول على الرخص بطريقة الكترونية واستخدام الدفع الإلكتروني.
وأشارا إلى أنه مع استمرار التقدم التكنولوجي، من المرجح أن يصبح اعتماد الأتمتة في الزراعة أكثر أهمية لمستقبل إنتاج الغذاء، فهي تقلل من تعرض عمال المزرعة للمهام التي يحتمل أن تكون خطرة.
وقال مساعد الأمين للشؤون الإدارية والمالية ورئيس فريق الرقمنة في وزارة الزراعة الدكتور عبد الحليم دوجان إن وزارة الزراعة تستعد لإطلاق 63 خدمة الكترونية في الوزارة لقطاعات النباتي والحيواني والحراج.
وأضاف لـ”الغد” أن هذه الخدمات ستشمل تنظيم وتسهيل تقديم الخدمات بشكل الكتروني والحصول على الرخص بطريقة الكترونية واستخدام الدفع الإلكتروني، متوقعا أن يتم إطلاق هذه الخدمات خلال الشهر المقبل، مما سيسهم في تحقيق نقلة نوعية في قطاع الزراعة.
وبين دوجان أن الخدمات الإلكترونية التي تقدمها وزارة الزراعة الآن هي: خدمات الموافقات المسبقة في دائرة الجمارك، تحت مظلة مشروع النافذة الوطنية، حيث تم تنفيذ 14 خدمة إلكترونية في نظام الموافقات المسبقة في دائرة الجمارك.
وتهدف هذه الخدمات وفقا لـ دوجان إلى تسهيل عملية إصدار رخص الاستيراد والتصدير والترانزيت للثروة النباتية لافتا إلى أن 4 خدمات منها قد تم تشغيلها بالفعل، وتشمل إصدار رخصة أذونات التسليم للمبيدات والمواد الأولية الداخلة في تصنيع المبيدات فيما تجري الآن الاستعدادات لتشغيل باقي الخدمات قريبا.
ومن بين هذه الخدمات خدمة تسجيل المبيدات حيث تم إنشاء 3 خدمات إلكترونية لتسجيل المبيدات حيث تم إطلاق العمل عليها في 1 أكتوبر 2022. ويتم الحصول على شهادة تسجيل المبيد من خلال النظام، بالإضافة إلى خدمتي تجديد تسجيل المبيدات وإصدار شهادة حرية البيع للمبيدات، لتسهم هذه الخدمات في ضمان جودة وسلامة المبيدات المستخدمة في القطاع الزراعي.
ومن الخدمات ايضا وفقا لدوجان، خدمة الشهادة الصحية النباتية والتي تنفذ بالتعاون مع منظمة GIZ، الألمانية للتعاون الدولي، حيث تم إنشاء وتنفيذ خدمة إصدار الشهادة الصحية النباتية والتي تهدف إلى ضمان صحة وجودة النباتات والمنتجات النباتية المستوردة والمصدرة، فيما يجري العمل على تنفيذ هذه الخدمة في المديريات ومراكز الحدود لتسهيل وتسريع عملية التداول الزراعي.
أما خدمة التكنولوجيا في الزراعة فقد تم تطوير نظام تسجيل الحيازات الزراعية النباتية والحيوانية بدعم من منظمة الفاو، والذي يهدف إلى تسهيل جمع البيانات الزراعية وتحليلها، واستعدادا لها تم شراء 30 سيارة و400 جهاز تابلت مزود بخطوط إنترنت لجمع الحيازات الزراعية بشكل فعال ودقيق. ولفت دوجان إلى أن هذه المبادرات تعزز استخدام التكنولوجيا في تحسين إدارة الزراعة وتحقيق التنمية المستدامة في القطاع.
بدوره، قال مساعد المدير العام للمركز الوطني للبحوث الزراعية لشؤون البحث الدكتور نعيم مزاهرة، إن الخدمات ستشمل تنظيم وتسهيل تقديم الخدمات بشكل الكتروني والحصول على الرخص بطريقة الكترونية واستخدام الدفع الإلكتروني، مع استمرار التقدم التكنولوجي، والذي من المرجح أن يصبح اعتماد الأتمتة في الزراعة أكثر أهمية لمستقبل إنتاج الغذاء.
وأضاف في حديث لـ”الغد ” أن الأتمتة يمكن أن تساهم في ممارسات الزراعة المستدامة من خلال تحسين استخدام الموارد مدللا على ذلك بأنه يمكن لأنظمة الري الآلية استخدام المياه بدقة متى وأينما تكون هناك حاجة إليها، مما يقلل من هدر المياه.
وقال مزاهرة “تضمن الأتمتة تنفيذ مهام مثل الفرز والتصنيف والتعبئة بشكل متسق، مما يؤدي إلى تحسين جودة المنتج وتوحيده، مشددا على أن هذا الإجراء يمكن أن يعزز سمعة المزرعة وتسويقها. وأضاف “كما تقلل الأتمتة من تعرض عمال المزرعة للمهام التي يحتمل أن تكون خطرة، مما يؤدي إلى تحسين السلامة في المزرعة، بحيث يمكن تنفيذ العمليات الخطيرة بواسطة الآلات بدلا من البشر”.
وبين أن الأتمتة يمكن أن تساعد المزارعين على التكيف بسرعة أكبر مع الظروف المتغيرة، ويمكن للأنظمة الآلية ضبط الري بناء على بيانات الطقس في الوقت الفعلي.
من جانبه، قال مدير عام الاتحاد العام للمزارعين المهندس محمود العوران إن رقمنة القطاع الزراعي أمر لا بد منه وهو من الضروريات الملحة في مثل هذه الظروف وأن الأردن من الدول المتقدمة تكنولوجيا والمزارع الأردني لديه المقدرة على التأقلم والتكيف في الوقت الذي نجد فيه أن المتغيرات السياسية أصبحت تتطلب التأقلم والبحث بشكل أسرع وواسع .
وأضاف أنه يجب أن تصمم التكنولوجيات وفقا للاحتياجات المحلية عن طريق إشراك الجهات الفاعلة المحلية والاستفادة من قدرتها على الابتكار التكيفي، وخاصة صغار المنتجين والمجموعات الأخرى المهمشة والضعيفة التي ما تزال في العادة غير قادرة على الوصول إلى تكنولوجيات الأتمتة الزراعية.
وقال العوران في هذا الإطار يكون النجاح في سرعة وإنجاز تحقيق الأمن الغذائي على المستوى المحلي والاهتمام بالقطاع الزراعي وجعله من القطاعات المنافسة في الأسواق العالمية.