الاتفاق الخليجي: تحذير سعودي وتهدئة إماراتية وصمت قطري

56

News-1-102742

حصاد نيوز – أرسلت صحف سعودية وإماراتية وبحرينية، رسائل متعاقبة لقطر، خلال آخر 48 ساعة، تحمل تحذيرا محدودا من مغبة عدم الالتزام بالاتفاق الخليجي بشأن وثيقة الرياض، أعقبه دعوة إمارتية للتهدئة، في محاولة لإفساح المجال أمام تنفيذ الاتفاق الذي وصفه كتاب سعوديون بـ’المشفر’ و ‘الغامض’.

يأتي هذا في وقت، التزمت فيه الصحف القطرية الصمت بشأن الاتفاق، مكتفية بنشر البيان الرسمي عن توقيع الاتفاق، دون التعليق عليه.

وأعلن وزراء خارجية دول الخليج، في بيان، الخميس الماضي، اتفاق دولهم على آلية تنفيذ وثيقة الرياض المبرمة في 23 نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، ووقعت قطر عليها. ولم يوضح البيان ملامح ذلك الاتفاق.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين، أعلنت سحب سفرائهم من قطر 5 مارس/ آذار الماضي، وبرّرت ذلك بعدم التزام قطر باتفاق الرياض، فيما لم يشر بيان الخميس الماضي إلى عودة السفراء إلى قطر. وينص اتفاق الرياض على ‘الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول مجلس التعاون الخليجي، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد’.

صحيفة ‘الوطن’ السعودية، اعتبرت في افتتاحيتها اليوم السبت، أن ‘الكرة الخليجية الآن باتت في ملعب الدوحة من منطلق مبدأ (حسن النوايا)’.

وقالت: ‘بعيدا عن الأصوات المتشائمة التي لا تجد في قاموس السياسة القطرية نوعاً من الالتزام، يُنتظر من الدوحة أن تسعى لإعادة التفكير في سياستها المتعلقة ببعض الملفات التي تُشكل قلقاً ليس لدولٍ خليجية فحسب، بل للعمق العربي’.

ومضت قائلة: ‘ملف الإخوان المسلمين هو الأبرز على السطح، وتعاطي الدوحة معه مثار قلقٍ لدولٍ خليجيةٍ وعربية عدة، ناهيك عن دعم خفي لجماعاتٍ (لم تحددها) يعود خطرها على دولٍ خليجية، قابلته دول المجلس الثلاث بسحب سفرائها قبل 42 يوماً’.

وأضافت: ‘كل ذلك بمثابة امتحان نتيجته إما البقاء، أو العزلة.’

الصحيفة قالت إن ‘مهلة شهرين كاملين كفيلة بأن تعطي المساحة لقطر، للعودة للصف الخليجي وعدم التخلي عن مبادئ الوحدة’.

بدوره، قال عبدالله الشمري، الباحث في العلاقات الدولية، للصحيفة السعودية ذاتها، إن البيان الخليجي بني على قاعدة ‘لا ضرر ولا ضرار’، وتابع أن البيان مثَل اتجاهاً توافقياً وخطوة حسن نوايا تعبر عن الميل للتهدئة، وإعطاء الدوحة الوقت الكافي لتنفيذ التزاماتها التي تعرفها جيداً.

الالتزامات التي قال الشمري أن الدوحة تعرفها جيدا، والتي لم ترد في اتفاق الخميس بشكل صريح، كانت مثار قلق الكاتب هاشم عبده هاشـم في مقال نشرته جريدة ‘عكاظ’ السعودية ، اليوم، تحت عنوان ‘بيان غامض ومقلق’.

هذا الغموض دفع الكاتب عبدالرحمن الراشد في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية (النسخة المحلية) اليوم، لوصف البيان بـ’المشفر’.

وقال في هذا الصدد: ‘مهمة فك الشفرة صعبة؛ كيف يمكن توضيح معاني (عبارة): الاتفاق على أهمية التنفيذ الدقيق لما جرى الالتزام به، والبيان لا يقول تنفيذ ماذا، ولا على ماذا تم الالتزام.’

وتابع ‘هذا البيان المشفر يوحي لنا من كلمتي (التنفيذ الدقيق)، بوجود مطالب محددة لا بد من تنفيذها، وأن هناك فريقا يقوم برصد التنفيذ’.

أما الكاتب طارق الحميد فاعتبر في مقاله بالشرق الأوسط اليوم أيضا، أن ‘صياغة البيان بهذا الشكل أمر مقصود’.

جاءت تلك التعليقات السعودية، بعد يوم من ‘تحذير محدود’ لقطر، أرسلته صحيفة بحرينية وأخرى إماراتية، فيما التزمت صحف الدولتين الخليجيتين اليوم بتهدئة تامة بل ودعت صحيفة إماراتية للتهدئة.

وكانت جريدة الأيام البحرينية قد نقلت في عددها الصادر أمس، عن مصادر دبلوماسية خليجية إن قطر ستوضع أمام اختبار قد يمتد من شهر إلى شهرين لمراقبة وتقييم مدى التزامها بتنفيذ تعهداتها.

المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، قالت للصحيفة إنه ‘على ضوء ذلك سوف تقوم دول مجلس التعاون باتخاذ الإجراءات الدبلوماسية المناسبة اتساقاً مع مدى التزام قطر أو عدم التزامها بهذه التعهدات’.

وبينت المصادر إنه سيكون هناك تقييم ومراجعة للإجراءات التي ستتخذها قطر في إطار جدول زمني محدد قبل أن تعود العلاقات إلى سابق عهدها.

أما جريدة الخليج الإماراتية، فقالت في عددها الصادر أمس، ‘إذا كان توقيع قطر على آلية تنفيذ اتفاق الرياض؛ فالقصد ينصرف إلى اعتراف الدولة القطرية، مجدداً، وللمرة الثانية، بالخطأ، مع العزم على تجاوزه وتصحيحه، الأمر الذي ينذر بأسوأ العواقب في حالة عدم التحقق’.

وبينت أنه ‘مطلوب من قطر، من دون مماطلة أو إبطاء، تنفيذ محاور اتفاق الرياض حرفياً تحت طائلة المسؤولية والمساءلة، كشرط مبدئي لعودة المياه إلى مجاريها’.

وبحسب الصحيفة، محاور اتفاق الرياض هي: ‘التوقف عن إيواء ودعم الإخوان المسلمين، والتوقف عن احتضان وتجنيس المعارضات الخليجية، والتوقف الفوري عن دعم الحوثيين في اليمن مالياً’.

وتابعت: ‘أما في شأن موقف قطر من التغيير في مصر، وهو ما لم يرد أصلاً في اتفاق الرياض، فإن طبيعة الأمور تقتضي اتخاذ مواقف سياسية خارجية (خليجية) أقرب إلى التناغم، خصوصاً فيما تعلق بخريطة الطريق المصرية’.

وحذرت قطر من انه ‘في حالة عدم التنفيذ، أو الإخلال بأي بند من البنود، فإن انضمام كل من دولة الكويت وسلطنة عمان إلى موقف السعودية والبحرين والإمارات، غير مستبعد، كما أن انعقاد القمة الخليجية المقبلة في الدوحة سيكون محل شك كبير’.

وبعد هذا التحذير عادت الصحيفة نفسها في مقال للكاتب ابن الديرة، نشرته اليوم، وانتقدت تغطية وسائل الإعلام التي تحاول ‘تأجيج الخصومة’، متهمة الإعلام القطري بذلك على مدار الفترة الماضية.

ودعا ابن الديرة جميع الأطراف للعودة إلى العقل والهدوء، وانتقد من حاول التشكيك في تنفيذ قطر للاتفاق، وقال: ‘حين أعلن عن بيان وزراء الخارجية، ذهب البعض إلى التشكيك ومعاقبة النيات ابتداء، فمثلاً: لا أمل في استجابة قطرية، والطريق مسدود إلى آخره’.

واعتبر أن ‘الكلام بهذا الأسلوب، في هذا السياق، الذي هو سياق مصالحة أولاً وأخيراً، مرفوض’، وبين أن ‘قطر وافقت على آلية تنفيذ معلومة ومحددة وعلينا أن ننتظر’

قد يعجبك ايضا