عميلة الموساد التي قدمت «خمورا» لمسؤول عربي مقابل وثائق«نووية»

53

News-1-102765

حصاد نيوز –  مهما كانت هناك ‘إتفاقيات’ بين إسرائيل ومصر ، فستبقى إسرائيل ‘غادرة خائنة’ …. ولن يفيدها ، التذرع بأي حجج

تفاصيل خطيرة

طارق عبد الرازق حسين ‘مدرب الكونغوفو بأحد الأندية، سافر إلى الصين فى غضون 2006، للبحث عن عمل، وأثناء تواجده بها بادر من تلقاء نفسه بداية عام 2007 بإرسال رسالة عبر البريد الإلكترونى لموقع جهاز المخابرات الإسرائيلية، مفادها أنه مصرى ومقيم فى دولة الصين، ويبحث عن فرصة عمل ودون بها بياناته ورقم هاتفه’.

وفى غضون شهر أغسطس على 2007 تلقى اتصالاً هاتفياً من المتهم الثالث جوزيف ديمور، أحد عناصر المخابرات الإسرائيلية، حيث اتفقا على اللقاء بدولة الهند ومقابلته بمقر السفارة الإسرائيلية، وتم استجوابه عن أسباب طلبه للعمل مع جهاز الموساد وسلمه 1500 دولار مصاريف انتقالاته وإقامته.

سافر فى مارس 2007 إلى دولة تايلاند بدعوة من جوزيف ديمور، حيث تردد عدة مرات على مقر السفارة الإسرائيلية بها وقدمه إلى عنصر تابع للمخابرات الإسرائيلية يدعى ‘إيدى موشيه’ والذى تولى تدريبه على أساليب جمع المعلومات بالطرق السرية، وكيفية إنشاء عناوين بريد إلكترونى على شبكة المعلومات الدولية، كما كلفه بالسفر إلى كل من دول كمبوديا ولاوس ونيبال، لاستكمل التدريبات، وسلمه جهاز حاسب آليا محمولاً مجهزاً ببرنامج آلى مشفر يستخدم كأداة للتخابر والتراسل معه دون معرفة الخطوات الخاصة باستخدامه.

و تلقى تدريبات على كيفية تشغيل هذا البرنامج، كما تسلم حقيبة يد للحاسب الآلى تحتوى على وسيلة إخفاء مستندات ونقود و’بلوك نوت’ معالج كيميائياً وجهاز تليفونى محمول به شريحة تابع لشركة فى ‘هونج كونج’.

طارق عبد العزيز جاسوس إسرائلي في مصر

‘إيدى موشيه’ أمده بمبلغ خمسة آلاف دولار أمريكى قيمة مصاريف إنشاء شركة استيراد وتصدير مقرها دولة الصين وكلفه بإنشاء عنوان بريد إلكترونى عبر شبكة المعلومات الدولية على موقع ‘هونج كونج’ باسم حركى ‘خالد شريف’ بصفته مديراً لتلك الشركة، سعياً للبحث عن أشخاص من داخل دولة سوريا تعمل فى مجال تصدير زيت الزيتون والحلويات والتسويق العقارى لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.

وأكدت التحقيقات أن الجاسوس الإسرائيلى فى مصر طارق عبد العزيز سافر عدة مرات إلى دولة سوريا للوقوف على الإجراءات الأمنية فى الشارع السوري، والتقى العديد من أصحاب تلك الشركات متخذاً اسم حركى ‘طاهر حسن’، وأعد تقارير بنتائج زياراته قدمها للمتهم الثانى ‘إيدى موشيه’ فى حضور أحد عناصر جهاز الموساد يدعى ‘أبو فادى’ والذى تولى استجواب الجاسوس الإسرائيلى تفصيلياً عن الإجراءات الأمنية داخل مطار دمشق وكثافة التواجد الأمنى فى الشارع السوري.

وكشفت التحقيقات وهى أن أبو فادى، أحد أعضاء الموساد الإسرائيلى، أبلغ الجاسوس خلال أحد اللقاءات بأن له صديقاً بسوريا يعمل بأحد الأماكن الهامة هناك، فضلاً على ذلك أكدت التحقيقات أيضا أن الجاسوس سافر إلى سوريا عدة مرات والتقى عميل الموساد بها، وحصل منه على معلومات سرية تولى حفظها وشفرها من خلال جهاز الكمبيوتر المحمول، كما أعطى عميل الموساد بسوريا مبالغ مالية قدرها عشرون ألف دولار أمريكى، مقابل تلك المعلومات التى تحصل عليها منه، وسلمه شريحة تليفون محمول تعمل على شبكة ‘هونج كونج’، لتكون وسيلة اتصال بينه وأبو فادى- أحد عناصر الموساد.

وضع إعلانات جاذبة لوظائف شاعرة ليكونوا لصالح المخابرات الإسرائيلية

‘إيدى موشيه’ كلف الجاسوس بوضع إعلانات جاذبة عبر شبكة المعلومات الدولية عن وظائف شاغرة فى جميع التخصصات من مهندسين يعملون فى شركات الاتصالات بكل من دول مصر ولبنان وسوريا، حيث يتولى الجاسوس مسئولية الإشراف عليه وإعداد تقارير لراغبى العمل فى هذه المجال عن ظروفهم الاجتماعية ومؤهلاتهم العملية، سعياً إلى تجنيدهم لصالح المخابرات الإسرائيلية.

وعن الحياة الشخصية الكاملة لطارق عبد الرازق عيسى حسن، الجاسوس الإسرائيلى بمصر، حسبما جاء بأوراق القضية كشفت التحقيقات أنه حصل على دبلوم صنايع فى 1991 ثم سافر إلى دولة الصين فى فبراير 1992، حيث التحق بمعهد تدريب رياضة الكونغوفو لمدة سنتين، وفى عام 1994 عاد إلى مصر، والتحق للعمل بأحد الأندية كمدرب لرياضة الكونغوفو، ونظراً لمروره بضائقة مالية قرر الهجرة إلى دولة الصين فى شهر يناير 2007، وإزاء تعذر حصوله على وظيفة أرسل من هناك فى مايو من العام نفسه رسالة عبر بريده الإلكترونى إلى موقع جهاز المخابرات الإسرائيلية تتضمن أنه مصرى ومقيم بدولة الصين، ويبحث عن عمل ودون بها رقم هاتفه.

وفى شهر أغسطس 2007 تلقى اتصالاً هاتفياً من جوزيف ديمور الذى تحدث إليه بصفته مسئولاً بجهاز المخابرات الإسرائيلية، وطلب منه خلال الاتصال مقابلته فى دولة تايلاند، وإزاء تعذر حصوله على تأشيرة دخوله إلى تايلاند توجه الجاسوس وبتكليف من المتهم الثالث جوزيف ديمور إلى دولة نيبال ومكث بها 15 يوماً إلى أن تلقى اتصالاً هاتفياً من الأخير أبلغه فيه بتعذر سفره إليه واتفقاً على اللقاء فى الهند.

وفى سبتمبر 2007 وتنفيذاًً لتعليمات جوزيف ديمور توجه الجاسوس إلى الهند وتلقى هناك رسالة عبر بريدة الإلكترونى طلب منه حضوره إلى مقر السفارة الإسرائيلية، فتوجه الجاسوس إلى هناك واستقبله المتهم الثالث جوزيف ديمور وناقشه فى بعض التفاصيل الخاصة بسيرته الذاتية ومؤهلاته العلمية والوظائف التى شغلها فى مصر وسلمه 1800 دولار مقابل نفقات سفره وإقامته، وأفهمه أن إلحاقه للعمل بجهاز الموساد يستلزم سفره إلى تايلاند لإخضاعه لبعض الاختبارات.

أضافت التحقيقات فيما يتعلق بالقصة الكاملة لالتحاق الجاسوس المصرى بالعمل لدى الموساد الإسرائيلى أنه فى يناير 2008 توجه الجاسوس إلى تايلاند، وهناك اصطحبه شخص آخر وهو الخبير المختص بجهاز كشف الكذب بجهاز الموساد، حيث خضع للفحص بواسطة هذا الجهاز ووجهت إليه خلال الفحص عدة أسئلة توخى فى الإجابة عليها الصدق والدقة، وأفهمه المتهم الثالث باجتيازه لاختبار كشف الكذب وحصل على ألف دولار مكافأة، واصطحبه إلى أحد المطاعم وقدمه للمتهم الثانى ‘إيدى موشيه’ وأفهمه أن ‘موشيه’ سيتولى تدريبه على كيفية إجراء حوار مع أشخاص بعينها والتواصل معهم وأمده بموقع بريد إلكترونى للتراسل معه من خلاله، على أن يقتصر استخدامه فيما يجرى بينهما من مراسلات، وتنفيذاً لتعليمات المتهم الثانى عاد إلى دولة الصين وأنشأ شركة استيراد وتصدير، لتكون ساتراً لنشاطه مع جهاز الموساد الإسرائيلى تكلفت خمسة آلاف دولار، تسلم قيمتها من المتهم الثانى بحواله بنكية، إضافة إلى أن المتهم الثانى أبلغه بأنه سيتقاضى راتباً شهرياً قدره 800 دولار أمريكى مقابل تعاونه مع جهاز الموساد الإسرائيلى بخلاف المكافآت ومصاريف إقامته وانتقالاته.

الجاسوس طارق عبد الرازق أكد فى التحقيقات أنه توجه إلى تايلاند بدعوة من المتهم الثانى ‘إيدى موشيه’ فى غضون مايو 2008، حيث التقى به وأمده بموقع إلكترونى والرقم السرى الخاص به، وأخبره أن جهاز الموساد الإسرائيلى تولى إنشاء هذا الموقع على شبكة المعلومات الدولية كغطاء له تحت مسمى شركة ‘إتش. آر’ ويحتوى على وظائف شاغرة فى جميع التخصصات والتسويق للشركات التى تعمل فى مجال تجارة زيت الزيتون والحلويات، بدولة سوريا، وكلفه بفحص المتقدمين لشغل تلك الوظائف حيث سيتولى، أى المتهم الأول، مسئولية الإشراف عليه وإعداد تقارير عن الظروف الاجتماعية للمتقدمين ومؤهلاتهم العلمية لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.

وتنفيذا لما كلف به كان يطالع هذا الموقع الإلكترونى ويتولى إعداد تقارير عن المتقدمين من سوريا لشغل تلك الوظائف، ويقدمها للمتهم الثانى الذى انتقى منها عدداً من الأشخاص المتقدمين وأصحاب الشركات وكلفه بالسفر إلى سوريا لمقابلتهم، منتحلاً اسماً حركياً هو ‘طاهر حسن’، وإعداد تقارير عنهم وعن التواجد الأمنى فى الشارع السوري ومعلومات أخرى، كما أنه سافر إلى سوريا والتقى فيها بعدد من الأشخاص وأصحاب الشركات وأعد تقريراً بنتائج زيارته متضمناً الأشخاص الذين التقى بهم وعن التواجد الأمنى فى الشارع السوري، وقدمها للمتهم الثانى وتقاضى منه مبلغ 2500 دولا مكافأة له.

وأضاف الجاسوس بأقواله أنه فى غضون أغسطس 2008 توجه إلى دولة سوريا وقابل أحد عملاء جهاز الموساد هناك، وأمده المتهم الثانى برقم هاتفه وسلمه ألفين وخمسمائة دولار أمريكى كى يقوم بدوره بتسليمه للسورى، وخمسمائة دولار لشراء هدايا له ومبلغ ألف دولار مصاريف إقامته، وتنفيذا لما كلف به سافر إلى دولة سوريا والتقى هذا السوري وقدم له الهدايا التى تولى شراءها وسلمه مبلغ ألفين وخمسمائة دولار أمريكى، وعاد إلى دولة تايلاند وأعد تقريراً بنتائج زيارته، متضمناً الأشخاص الذى سبق وأن ألتقى بهم.

أشار الجاسوس فى أقواله إلى أنه فى فبراير 2009 توجه إلى دولة لاوس بدعوة من المتهم الثانى، حيث سلمه جهاز حاسب آليا محمولا يعتمد على برنامج مشفر، حديث يتولى حفظ المعلومات دون إمكانية الكشف عنها من قبل الأجهزة الأمنية، كما سلمه وحدة تخزين خارجية ‘فلاش ميمورى’ وتولى تدريبه على كيفية استخدامها وسلمه أيضا حقيبة يد تحتوى جيوب سرية بداخلها جهاز كمبيوتر.

وكشف الجاسوس أنه فى غضون مارس 2010 توجه إلى دولة مكاو بتكليف من المتهم الثانى، للبحث عن أشخاص يعملون فى مجال شركات الاتصالات بمصر، سعياً إلى تجنيدهم لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية فأبدى موافقته، وقاموا بإنشاء موقع على شبكة المعلومات الدولية باسم شركة ‘هوشتك’ مقرها مقاطعة ‘هونج كونج’ كغطاء ساتر لجهاز الموساد الإسرائيلى، للإعلان عن وظائف شاغرة فى مجال الاتصالات فى مصر، وسوف يناط به ‘أى المتهم الأول’ مسئولية الإشراف عليه، واستقبال نماذج البيانات والمعلومات وإعداد تقارير لراغبى العمل فى هذا المجال عن ظروفهم الاجتماعية ومؤهلاتهم العلمية، سعيا إلى تجنيدهم لصالح المخابرات الإسرائيلية، وتنفيذاً لما كلف بهم تولى إعداد عدة تقارير عن أشخاص تقدموا لشغل تلك الوظائف فى مجال الاتصالات من مصر وقدمها للمتهم الثانى، ويضيف المتهم الأول أن إجمالى المبالغ المالية التى تحصل عليها من المتهمين الثانى والثالث بلغت سبعة وثلاثين ألف دولار أمريكى مقابل تعاونه مع جهاز المخابرات الإسرائيلية.

وجاء بأوراق القضية أن النيابة العامة ضبطت المتهم فى مطار القاهرة يوم 1 أغسطس الماضى أثناء سفره إلى الصين، وبحوزته جهاز حاسب آليا محمولاً و’فلاش ميمورى’ سبق أن تسلمها المتهم الأول من جهاز المخابرات الإسرائيلية، بالإضافة إلى وسيلة إخفاء عبارة عن حقيبة يد لحاسب آلى محمول تحتوى على جيوب سرية بغرض استخدامها فى نقل الأسطوانات المدمجة والأموال، كما تم ضبط ثلاثة أجهزة تليفون محمول والمستخدمة من قبل المتهم الأول فى اتصالاته، وتبين من الفحص الفنى لجهاز الحاسب الآلى المحمول و’الفلاش ميمورى’ اللتين ضبطتا بحوزة المتهم من أنها تحتوى على ملفات تحمل معلومات سرية تولى المتهم الأول تسليمها للمخابرات الإسرائيلية، ووسيلة إخفاء متطورة وعالية التقنية هى حقيبة يد مخصصة لجهاز حاسب آلى محمول بها مخبأ سرى، ولا يمكن كشفها سواء بالفحص الظاهرى أو باستخدام أجهزة الفحص الفنى بالأشعة السينية، وتستلزم خبرة فنية عالية لا تتوفر إلا فى أجهزة أمنية.

كما كشف الفحص أنه بتفريغ محتويات صندوق البريد الإلكترونى الخاص بالمتهم الأولى من على شبكة المعلومات الدولية تم العثور على مواقع لتوظيف العمالة بالخارج ومراسلات المتهم الأولى مع المتهم الثانى ‘إيدى موشيه’، والعثور على الإعلان الذى أنشأه جهاز المخابرات الإسرائيلى للبحث عن أشخاص مصريين من العاملين فى مجال الاتصالات، والحصول على عدد من السير الذاتية الخاصة بأشخاص سوريين وفلسطينيين ومراسلات مع شركات فى سوريا.

وجهت النيابة العامة للمتهم تهمتى التخابر مع دولة أجنبية بهدف الإضرار بالأمن القومى، إضافة إلى قيامه بعمل عدائى ضد دولة سوريا من شأنه تعرض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات السياسى والدبلوماسية مع سوريا، وهى التهم التى يعاقب عليها القانون بالسجن المؤبد.

من ناحية اخرى كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة والمعروفة إعلامياً بقضية جاسوس الفخ الهندى، عن مفاجأة من العيار الثقيل، وهى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلى ‘الموساد’ وراء قطع كابلات الإنترنت الخاصة بمصر فى البحر الأبيض المتوسط على بُعد كيلومترات من السواحل الإيطالية قبل عام ونصف العام، وهو القطع الذى أثر سلباً على شبكة الإنترنت بمصر، حيث تربط الكابلات مصر بشبكة الإنترنت العالمية مما تسبب فى خسائر اقتصادية فادحة لجميع الشركات الكبرى التى تنفذ معاملات مالية عبر الإنترنت.

وحسبما جاء فى اعترافات المتهم المصرى طارق عبد الرازق حسين عيسى بتحقيقات النيابة التى باشرها المستشار طاهر الخولى المحامى العام الأول طيلة 5 أشهر متتالية، أن الموساد الإسرائيلى سعى لضخ كميات كبيرة من المعلومات المغلوطة عن طريق العبث بالتراث العقائدى والثقافى للعرب والمسلمين بالمغايرة للحقيقة من أجل تضليل الشباب العربى وتشكيكه فى هويته مع تغيير الوقائع التاريخية بما يصب فى مصلحة إسرائيل.

وضرب طارق فى اعترافاته مثالاً على ذلك بحائط المبكى الذى يعتبره الإسرائيليون الأثر الباقى الأخير من هيكل سليمان، ويروجون لذلك فى وسائل الإعلام من أجل استكمال عمليات حفرهم تحت المسجد الأقصى.

الجلسة الرابعة من جلسات التحقيق كانت مختلفة عن كافة الجلسات مع المتهم المصرى طارق عبد الرازق، وذلك لأن طارق وجه سؤالاً إلى المحقق المستشار طاهر الخولى المحامى العام الأول للنيابة مفاده ‘يا باشا هو أنا هيتحكم عليا بإيه؟’ فرد عليه المحقق: ‘طبقا للقانون هيتحكم عليك بالمؤبد’، فرد طارق قائلا: ‘الحكم لله فى الأول والآخر، لكن أنا لى طلب واحد هو إنكم تأخذوا حقكم منى كويس قوى وإن مصر تأخد حقها من إسرائيل’، مضيفا: ‘أنتم ما تعرفوش الناس دى بتعمل أيه، دى بتزرع الفساد فى النفوس وبيغيروا الحقائق، أنا مش عايز أى مصرى يحصله اللى حصلى’.

التحقيقات مع طارق عبد الرازق كشفت أنه لم ينقل أى معلومة عن الشأن الداخلى المصرى إلى الموساد الإسرائيلى، إنما تركز نشاط عمله خارج مصر، ولم يقم بأى عمل داخل مصر سوى إنشاء موقع إلكترونى على شبكة الإنترنت للإعلان عن الوظائف الشاغرة فى مجال الاتصالات دون تحديد أى شروط، غير أن الموساد الإسرائيلى وضع قائمة شروط غريبة على الموقع المصرى جذبت أنظار الجهات الأمنية على سبيل المثال، طلب مهندسى اتصالات من جنوب لبنان وطلب مهندسين سوريين من العلويين وطلب مهندسى اتصالات فى مصر يعملون فى أقسام معينة داخل شركات المحمول الثلاث.

التحقيقات مع طارق عبد الرازق بقدر ما كشفت عن تفاصيل كاملة لشاب خائن لبلده، إلا أنها كشفت عن جانب يستحق التحليل من الباحثين، وهو أنه على الرغم من عمله مع الموساد طيلة 3 سنوات إلا أنه يواظب على الصلاة ويقرأ القرآن بانتظام ولا يتعاط الكحوليات ولا تربطه علاقات مشبوهة بسيدات، بل إنه ارتبط عاطفياً بفتاة صينية، ‘وهى فتاة ذات ملامح شرقية’، حيث تزوجها عرفيا لأنها تشغل منصبا بالحكومة، والقانون الصينى لا يسمح بالزواج بالأجانب، فضلاً عن أنه أقنعها باعتناق الدين الإسلامى وساعدها فى حفظ أجزاء من القرآن الكريم.

وأضافت التحقيقات أن زوجته الصينية أرسلت له رسالة على بريده الإلكترونى بعد القبض عليه مفادها ‘أنا هانتظرك لآخر العمر’.

من ناحية اخرى أدلى رجل الاعمال طارق عبد الرازق الجاسوس المصري المتهم مع ضابطي الاستخبارات الإسرائيلية بالتجسس لصالح الموساد باعترافات مثيرة في التحقيقات التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا معه. أنه في بداية التحقيقات قال المتهم طارق عبد الرازق ’37 عاما’ انه نشأ وسط أسرة فقيرة بعد نزوحهم من احدي العزب التابعة لقرية يوسف الصديق بمحافظة الفيوم نظرا لعمل والده خفير حارس امن باحدي شركات الصرف الصحي بمنطقة الحدائق‏..‏ وبعد حصوله علي دبلوم الصناعة‏3‏ سنوات عام‏1990‏ كان يهوي رياضة الكونغو فو ويتابعها في احدي المجلات الصينية‏.‏

وقام بمراسلة احد المعاهد الصينية لتعليم رياضة الكونغو فو لمدة عامين‏..‏ فقامت والدته بعمل جمعية مالية قدرها ثلاثة آلاف جنيه وفي عام‏1992‏ راسل المعهد هناك وارسلوا له الاعانة والتذكرة وتمكن من الالتحاق داخليا بالمجان لمدة عامين‏ حيث كان يقيم في احدي المدن التي تبعد عن العاصمة الصينية بكين بـ‏800‏ كيلو‏..‏ وبعد حصوله علي دورة المعهد عمل في احدي شركات تركيب وصيانة المصاعد براتب شهري قدره‏300‏ جنيه واستمر في العمل من‏95‏ حتي‏1996‏ ثم التحق باحد الاندية الشهيرة بمدينة نصر لتدريب رياضة الكونغو فو براتب شهري حتي‏2007.‏

وقال‏:‏ عام‏2002‏ هو وثلاثة من اصدقاؤه قاموا بسحب قرض لانشاء مشروع عمل عبوات بلاستيكية بمبلغ‏200‏ الف جنيه من الصندوق الاجتماعي في مقابل ضمان المشروع بمبلغ‏50‏ الف جنيه لكل منهم‏,‏ حيث اقاموه في منطقة الحدائق‏,‏ ونجح المشروع في البداية وحدثت الخلافات بينهم مما جعلهم يقومون بابعاده نهائيا من المشروع‏.‏

واصبح مطالبا بسداد مديونية للصندوق الاجتماعي بمبلغ‏50‏ الف جنيه‏,‏ وعجز عن السداد فقام الصندوق برفع قضايا ضده‏..‏ حيث كان يتردد علي السفارة الصينية في مصر بحكم انه كان يعيش هناك ومعجب بها وبعد ان صدرت ضده احكام قضائية لعدم سداده القرض‏..‏ قرر العودة الي الصين والاقامة بها سافر عام‏2007‏ وعن طريق اصدقائه في البحث عن عمل‏,‏ حيث كان يقوم بجمع الاوراق من الصينيين الراغبين في الحصول علي تأشيرة دخول الاراضي المصرية لعمل استثمار في مصر‏..

اتصاله بالموساد

وفي شهر‏2007يونيو/ حزيران اتصل بجهاز الموساد الإسرائيلي عن طريق الموقع الإلكتروني برسالة قال فيها‏:‏ انا مصري ومقيم في الصين وابحث عن فرصة عمل وكتب لهم رقم هاتفه المحمول في الرسالة‏..‏ وفي اغسطس‏2007‏ اتصل به جوزيف ديمور المتهم الثالث وقال له انك ارسلت لنا رسالة بانك تبحث عن عمل واننا نرحب بك وللتعامل معنا لمقابلتي في دولة تايلاند‏.‏

فحاول طارق الحصول علي تأشيرة من الصين لدولة تايلاند فلم يتمكن من ذلك‏..‏ فاتصل بجوزيف مرة اخري لعدم حصوله علي التأشيرة فقال له عليك بالسفر الي دولة نيبال لمقابلتي لان الدخول فيها بدون تأشيرة لقربها من الصين‏..‏ وبعد الاتصال بـ‏3‏ ايام فقط سافر الي نيبال ومكث بها لمدة‏15‏ يوما في انتظار مكالمته‏..‏ وفي ذلك الوقت كان يقيم في حجرة بداخل بنسيون في انتظار ضابط الموساد الذي وعده بالاتصال به فلم يتصل‏..‏ حيث كان يخضع لمراقبة منهم‏,‏ فتحدث معه واعتذر له عن عدم مقابلته له‏,‏ وطلب منه ان يسافر لمقابلته في دولة الهند‏..‏ فقال له طارق انا انتظرتك لمدة‏15‏ يوما في نيبال والآن تقول انك مش قادر تيجي انتو عايزين تشتغلوا ولامش عايزين تشتغلو‏..‏ فرد عليه ضابط الموساد جوزيف قائلا معلهش لابد ان تحضر الي الهند‏..‏ فسافر طارق من نيبال الي دولة الهند‏.

‏ وفي اليوم الثاني لوصوله الهند اتصل به ضابط الموساد‏,‏ وقال له احضر لمقابلتي بالسفارة الإسرائيلية بالهند‏..‏ وتقابل معه بداخل السفارة‏..‏ وكانت المرة الاولي لمقابلتهما‏,‏ حيث استمر اللقاء لمدة‏5‏ ساعات بداخل السفارة وذلك في غرفة مغلقة وكان يقوم باستجوابه لمدة‏5‏ ساعات‏,‏ حيث كان يسأله عن نشأته وظروفه وعلاقاته والاماكن التي عمل بها وعلاقاته بالقاهرة وما هو الدافع الذي جعله يقوم بالاتصال بهم ويرغب في العمل معهم‏..‏ فكان رد طارق ان الدافع الوحيد هو الفلوس وتناقش معه طوال مدة اللقاء عن حياته ثم قام بتسليم مبلغ‏1500‏ دولار‏.‏

وفي النهاية اخبره أنه لابد من جلوسه علي جهاز كشف الكذب‏..‏ وطلب منه العودة الي الصين والانتظار هناك حتي الاتصال به مرة اخري لتحديد المكان والدولة التي سوف يتقابل معه بها للخضوع لاختبار جهاز كشف الكذب وفي شهر يناير‏2008‏ ضابط الموساد جوزيف اتصل به وطلب منه السفر الي دولة تايلاند وتقديم اوراق سفره بالسفارة التايلاندية بالصين وساعده في الحصول علي التأشيرة‏,‏ وسافر خلال‏24‏ ساعة من الصين الي تايلاند فطلب منه ضابط المخابرات الإسرائيلي مقابلته بالسفارة الإسرائيلية بتايلاند في غرفة مغلقة بالسفارة لمدة‏5‏ ساعات يوميا علي مدار ثلاثة ايام‏..‏ حيث كانوا يستجوبونه حول المعلومات التي يمكن ان يقدمها لهم واحلامه ومشاريعه‏.

وفي اليوم الرابع قدموه أحد الخبراء المختصين ثم اجلسوه علي جهاز كشف الكذب لمرتين كل منهم‏5‏ ساعات استجواب ايضا ثم قاموا بتسليمه مبلغ‏1800‏ دولار وافهموه ان ذلك مقابل المصروفات والتنقلات وبعد اجتيازه جهاز كشف الكذب قام جوزيف بتسليمه الف دولار مكافأة له ثم قام بتناول العشاء معه وتقديمه الي المتهم الثاني أيدي موشيه ضابط الموساد وجلسوا الثلاثة معا‏..‏ ثم افهمه جوزيف أن المتهم الثاني أيدي موشيه هو المسئول عنه‏,‏ حيث اصطحبه الي جميع المطاعم التي تتواجد بها الجالية العربية بتايلاند‏,‏ وقال له بصفتك مصريا فان جميع العرب يحبون المصريين فيمكنك ان تقوم بعمل علاقات معهم ويمكنك ايضا ان تقوم بترشيح من يصلح للتعامل معنا في جهازالموساد وبدأ في تدريبه لمدة‏3‏ اسابيع في كيفية التعامل مع الناس والجالية العربية في تايلاند وتجميع المعلومات عنهم‏.‏

وقال المتهم طارق عبد الرازق خلال التحقيقات التي اجراها المستشار طاهر الخولي ويسطرها محمد قاسم سكرتير المحامي العام لمدة اربعة اشهر انه بدأ في عمل العلاقات مع كل من هو عربي‏,‏ وكان يقوم بكتابة التقارير عن الجالية العربية بتايلاند لمدة‏45‏ يوما وانشأ بريدا سريا عن طريق النت‏..‏ بشفرة سرية للتعامل مع ضابطي الموساد فقط‏.‏

وطلب منه الضابط ايدي موشيه ـ العودة الي الصين محل اقامته وانشاء شركة استيراد وتصدير وسلمه‏5‏ آلاف دولار مصاريف انشاء الشركة‏..‏ وعاد طارق الي الصين واستأجر مكتبا وأنشأ الشركة حتي تكون غطاء لنشاطه مع جهاز الموساد‏.‏

السفر لسوريا

وقال طارق خلال التحقيقات امام النيابة انه في ذلك الوقت قام بالزواج من شيتا واستأجر شقة في بكين وقام بشراء سيارة وكانت علاقته بأسرته بالقاهرة منقطعة تماما‏..‏ ثم عاود السفر الي سوريا لمقابلة العميل المهم في سوريا كل شهرين لاستلام التقارير بعد قيام رجال الموساد بتسليمه كمبيوتر محمول مشفر لارسال وحفظ البيانات وفلاش مومري مشفرة وافهموه ان هذه الاجهزة بمبلغ‏2‏ مليون دولار وانه يصعب علي اي جهاز امني ان يقوم باكتشافه ويمكنه ان يعدي بها من اي مطار‏..‏ ولايمكن كشفه وقاموا بتدريبه عليها في كيفية استخدامها‏.‏

وقال انه سلم العنصر السوري‏30‏ الف دولار و‏20‏ الف يورو‏,‏ وقال انهم طلبوا منه تجنيد عناصر لبنانية نظرا لانهم في حالة حرب مع حزب الله وعايزين يجندوا عناصر من لبنان‏.‏

وطلب منه المقابلة في دولة مكاو وقال انه كان اثناء سفره الي سوريا باسم حركي يدعي طاهر حسن‏,‏ والتقي بايدي موشيه في دولة مكاو بجوار الصين وطلب تجنيد العاملين بمجال الاتصالات اللبنانية‏,‏ حيث تم انشاء موقع علي النت‏..‏ يطلب عمل لبنانيين وبدأت المراسلات تتوافد عليهم وبدأ في كتابة التقارير لكل متقدم يصلح في التعامل مع الموساد وذلك في عام‏2009.‏

وقال انه في بداية عام‏2010‏ وبالتحديد في تايلاند قالوا له اننا سوف نقوم بتسليمك معدة تخابر لتسليمها الي رجلهم في سوريا وهي كمبيوتر محمول وقاموا بتدريبه عليها حتي يتمكن من تعليم عنصرهم في سوريا وذلك بعد اربع شهور‏..‏

وكان يحصل منهم علي مكافأة‏2500‏ دولار مقابل كل مهمة يقوم بها في سوريا ثم طلبوا منه تجنيد عناصر من مصر وخاصة العاملين في قطاع الاتصالات وابلغوه ان قيادات جهاز الموساد مهتمة بذلك وعلي وجه السرعة ويهمهم اختراق شبكات الاتصالات في مصر ويسعون جاهدين باختراقها باي شكل‏,‏ وقال له بالتحديد ايدي موشيه ضابط الموساد يا طارق ان من اولويات جهاز الموساد اختراق جميع شبكات الاتصالات في مصر ولك مكافأة مغرية في تجنيد العناصر بها‏.‏

وقال طارق‏:‏ انه بدأ زيارته وزوجته الصينية الي القاهرة منذ عام‏2009‏ مرتين وعام‏2010‏ حضروا مرة واحدة ولكنه كان يقوم وزوجته بالاقامة في احد الفنادق في حين ا نه لم يسأل نهائيا عن اسرته لانه منقطع الاتصال بهم وعلي خلاف معهم منذ هجرته الي الصين عام‏2007‏ وحضوره الي مصر‏.‏

وقال انه انشأ موقعا ثالثا علي النت تحت اسم’ هوش تك’ علي انها في هونج كونج وترغب في انضمام العاملين في قطاع الاتصالات بمصر مقابل مرتبات مالية مجزية‏..‏ وبدأت البيانات تتوافد عليها وكان يقوم باعداد التقارير عليها ويقدمها لضابط الموساد‏.‏

وبدأوا في الاسراع لعملية تجنيد عناصر من قطاع الاتصالات في مصر‏,‏ وعمل اعلانات علي النت سعيا لتجنيد تلك العناصر‏,‏ ولكنه لم يقم بتجنيد اي مواطن مصري آخر‏,‏ وفي يوليو/حزيران الماضي اعلنت لبنان عن ضبط شبكة جاسوسية تعمل في مجال الاتصالات في لبنان لصالح جهاز الموساد بعد ضبط‏3‏ افراد لبنانيين في هذه الشبكة تمت محاكمتهم واعدامهم‏..‏ في ذلك الوقت اتصل به ضابط الموساد ايدي موشيه وطلب منه ضرورة المقابلة علي وجه السرعة في تايلاند‏,‏ وقال طارق انه انتابته حالة من الخوف والرعب وعند عودته الي بكين في‏2010/7/19‏ توجه الي السفارة المصرية في بكين وطلب مقابلة السفير المصري للابلاغ عن تعاونه مع جهاز الموساد الإسرائيلي وذلك تحوطا وخوفا من ضبطه عقب القبض علي شبكة التجسس في لبنان‏,‏ وقال انه لم يكن يعلم انه مراقب من قبل ضباط المخابرات المصرية منذ اللحظة الاولي لتعامله مع ضباط الموساد‏.‏

* الموساد كان ينشئ لطارق عبد الرازق مواقع الكترونية على الانترنت لتوظيف العمالة:

وتضمنت اعترافات المتهم محاولة الموساد تجنيد شخصية مهمة تجمع التبرعات للفلسطنيين فى جنوب أفريقيا، كما اعترف بأن المخابرات المصرية منحته 3 أيام لتسليم نفسه لها خلال حضوره إلى مصر لكنه امتنع عن ذلك، وقرر العودة للصين لممارسة نشاطه التجسسى.

وكشف المتهم أن الموساد سعى لتجنيد موظفين فى شركات المحمول الثلاث فى مجالى خدمة العملاء ومهندسين فنيين حتى يستطيع الموساد تسجيل مكالمات كبار المسئولين.
وكشف المتهم بالتجسس فى أقواله أن الموساد كلفه بتجنيد شيعة لبنانيين للتجسس على حزب الله والجيش اللبنانى وأنه لا يقبل المتقدمين من الطائفة السنية.

وقال فى التحقيقات إن الموساد كلفه بإنشاء مواقع الكترونية على الانترنت لطلب لبنانيين خاصة منطقة الجنوب اللبنانى.

وواصل بأنه كان يتلقى منهم السير الذاتية عبر الانترنت، وكان يتصل بهم بعد ذلك، ويعرف منهم إذا كانوا شيعة أم سنة، فكان يتجاهل السنة، ويرسل للموساد السير الذاتية للشيعة فقط.
وأوضح المتهم بالتجسس أن بعض من جندهم الموساد على يديه فى لبنان اكتشفتهم المخابرات اللبنانية وتم إلقاء القبض عليهم، حيث كانوا يتجسسون على شبكة الاتصالات اللبنانية. وقال إن الهدف من تجنيد الشيعة هو إمكانية اختراقهم لحزب الله اللبنانى بزعامة الشيخ حسن نصرالله، كما أن وجودهم فى الجنوب يمكنه من رصد تحركات حزب الله.

وكشف المتهم فى تحقيقات أن الموساد أمده بـ4 خطوط للهاتف المحمول، الخط الأول خاص بالاتصال بالموساد فقط، ولا يجوز استخدامه فى غير تلقى الاتصالات من ضباط الموساد فقط.
والخط الثانى خاص بالتعامل فى سوريا فقط، حيث يتم استخدامه فى مقابلة السوريين الراغبين فى العمل فى شركته الوهمية، حيث كان على أن أجرى لقاءات بالمئات من السوريين الراغبين فى العمل فى شركته الوهمية.

والخط الثالث عبارة عن خط دولى تجوال، بحيث يمكن للموساد الوصول إليه فى أى مكان فى العالم. وخط رابع للاستخدام الشخصى لتلقى اتصالاته عليه.

وقال المتهم عن الشفرة التى دربه عليها الموساد أنها عبارة عن برنامج فى كارت ذاكرة «فلاش ميمورى»، حيث سلمه الموساد حاسب آلى يبدو جهازا عاديا عند فتحه بدون الفلاش ميمورى، فإذا تم وضع الشفرة ففى هذه الحالة تظهر جميع الملفات المختفية على الجهاز، كما يمكنه الاتصال عبر الانترنت. وأوضح المتهم أنه كان يخزن الملفات على الجهاز ويسلمها للموساد، أو يرسلها على البريد الالكترونى. أما لو كانت المعلومات مكتوبة فإنه كان يحملها فى حقيبة خاصة سلمها له الموساد بها جيوب سرية لا يمكن اكتشافها.

كما كشف المتهم بالتجسس أن ضباط الموساد جميعا يتحدثون اللغة العربية، وقال إن الضابطين أبوفادى وإيدى موشيه هما يهوديان فرنسيان اكتسبا الجنسية الإسرائيلية، ويتحدثان اللغة العربية. وأوضح أن الضابط جوزيف ديمور يتولى قيادة مكتب شرق آسيا فى جهاز الموساد الإسرائيلى، وهو رئيس كل من قابلهم من عناصر الموساد.

* الجاسوس المصرى حصل من نظيره السوري على وصف للمواقع النووية السورية ساعد فى الهجوم الإسرائيلى عليها فى ٢٠٠٧

أثناء عرضه على جهاز كشف الكذب، قال المتهم: «أخبرونى بأننى سأخضع لجهاز كشف الكذب ووافقت.. فى المرة الأولى التى استمرت قرابة ٣ ساعات سألونى عدة أسئلة فى يومين منفصلين، كانوا يسألون نفس الأسئلة بطرق مختلفة ومن بينها (اسمك وعنوانك وعدد أفراد أسرتك.. وهل تحب مصر أم لا.. ولماذا ترغب فى العمل مع الموساد الإسرائيلى؟).
وعن الإجابات رد المتهم: «كنت أجيب بكل ثقة»، وقلت فى المرتين اللتين خضعت فيهما للاختبار إننى «أحب مصر».. «وأعمل مع الموساد من أجل المال». وعن جهاز كشف الكذب قال المتهم: «جهاز عادى مثل الكمبيوتر هذا ما شاهدته لأننى كنت فى غرفة مجاورة له، ولم يكن الجهاز أمامى بشكل مباشر».

وعن الاختبارات الأخرى التى واجهها المتهم أكد أنه كان مراقباً طوال الفترة التى قضاها فى الفندق قبل اللقاء الأول بينه وبين المتهم الثانى، وأن تليفونه فى الفندق كان مراقباً، كما أن هاتف زوجته كان مراقباً أيضا. وهناك اختبار آخر عندما طلب «موشيه» من المتهم أن يجلس مع فتاة كانت موجودة فى أحد المولات كانت موجودة فى الشارع بالمصادفة..

وقال: «هعملك اختبار فى (فن الحوار).. لو جلست معها لأكثر من ١٠ دقائق.. يبقى انت هتنجح فى المهمة المكلف بها».. وبالفعل جلست مع الفتاة التى كانت تبيع الورد لأكثر من ١٠ دقائق، حتى أن الضابط الإسرائيلى هو الذى جاء وأخذنى منها. وأضاف المتهم فى اعترافاته أنه تعرض للاختبار أكثر من مرة من قبل جهاز «الموساد» فى إسرائيل، إلا أنه لم يذهب يوما إلى إسرائيل على الرغم من أنهم طلبوا منه أن يسافر إليها للتدريب على جهاز حساس فى مجال نقل الصور فإنه رفض ذلك معللا بأنه إذا سافر إلى إسرائيل فإن المخابرات المصرية سترصده وسيضربونه بالنار لو عرفوا بتجسسه.

اختراق الملف السوري النووى والضربة الكبرى

خلال الاعترافات التى كان يدلى بها المتهم «طارق عبدالرازق حسين» فى التحقيقات التى جرت بمعرفة المستشار طاهر الخولى، المحامى العام لنيابات أمن الدولة، كشف عن اختراق الموساد للملف النووى السوري.

قال المتهم: طلب «موشيه» أن أسافر إلى سوريا، بحجة أننى صاحب شركة استيراد وتصدير لشراء زيوت وأشياء أخرى من هناك. وطلبوا منه فى البداية أن يرصد بالتفصيل مطار دمشق.. من حيث الأجهزة الموجودة على البوابات، عدد أفراد الشرطة، عدد الممرات..

طريق إنزال الحقائب وطبيعة «سير الحقائب» ونوعيته، ونفس الأشياء كانت مطلوبة فى شوارع المدينة، وأماكن تواجد المبانى المهمة والمؤسسات الحكومية، وعدد أفراد الشرطة ومكان الأكمنة فى تلك الشوارع.

وأضاف المتهم أنه بالفعل رصد لهم تلك الأشياء، ونقلها لهم من خلال الإنترنت، ومن خلال جهاز الكمبيوتر الذى قدموه له والذى كانت تقدر قيمته بـ«٢مليون دولار»، على حد قول المتهم الإسرائيلى، والذى كان يدخل ويخرج به من أى مطار دون أن يعرف أحد أنه معه.

وكشف المتهم عن أن ضباط الموساد طلبوا منه أن يلتقى عميلاً لهم فى سوريا اسمه «صالح النجم»، لم يكن فى بداية الأمر يعرف طبيعة عمله، وسأله يوما عن عمله فردّ عليه: «ليس لك صالح بذلك».

ويكمل المتهم بأن الموساد كان يطلب من طارق أن يرسل لعميلهم فى سوريا مبلغاً من المال بالإضافة إلى حشيش وخمور وفياجرا. وبالفعل قدم طارق تلك الأشياء للمتهم السوري، وحصل منه طارق على معلومات تتعلق بمكان تخصيب اليورانيوم فى سوريا وأماكن دفن النفايات النووية ومعدل التخصيب، وأرسلها إلى «موشيه»، الضابط الذى كان يتابعه أو المسؤول عنه.

وأضاف المتهم أنه عرف أن الجاسوس السوري يعمل مسؤولا فى المخابرات العسكرية السورية عن الملف النووى، وأنه يعمل مع الموساد منذ سنوات طويلة، وأمدهم بكل تفصيلة عن الملف النووى السوري. وعن تفاصيل المقابلات مع الجاسوس السوري، قال المتهم إنهما كانا يتقابلان فى أماكن مختلفة وفى مدن مختلفة فى سوريا، وكان دائما ما يرفض الحديث معه عبر الهاتف. وفى كل مرة كان يغلق الهاتف فى وجهه.

وعن طريقة الاتصال بين الموساد والمسؤول الأمنى السوري قال المتهم طارق فى التحقيقات التى أشرف عليها المستشار هشام بدوى، المحامى العام الأول لنيابات استئناف أمن الدولة، إن الموساد كان يمد الجاسوس السوري بخط تليفون مباشر مفتوح بين المتهم والموساد ولا أحد يمكنه أن يتصل على هذا الخط.

وكان هذا الهاتف دائما مغلقاً من قبل الجاسوس السوري ومنزوعة منه البطارية طبقا لتعليمات الموساد له. وعندما كانوا يريدون الاتصال به. كانوا يتحدثون على التليفون العادى، واتفقوا على كلمة «سر» مثل «الصوت بعيد.. أو الخط بيقطع».. وقتها يفهم الجاسوس السوري أنهم يريدون محادثته عبر التليفون المباشر. فكان يذهب بعد نصف ساعه بعيدا بمسافة لا تقل عن كيلومتر من منزله أو مكان عمله، ويركب البطارية ويفتح الهاتف. حتى لا يتم رصده أو معرفة المكان الذى يتحدث منه.

وأضاف المتهم أن الجاسوس السوري حصل على مبالغ مالية تراوحت بين ٧٥٠ ألف دولار ومليون ونصف المليون دولار مقابل إمداده الموساد بمعلومات عن الملف النووى السوري.
وأضاف المتهم أنه كان يحمل رسائل من المتهم السوري، وهى عبارة عن معلومات إما شفوية أو مكتوبة، وينقلها إلى «موشيه» فى تايلاند. وفى إحدى المرات أحضر «موشيه» خبيراً نووياً إسرائيلياً إليه، وطلب منه أن يشرح له تفاصيل أكثر عما قاله له الجاسوس السوري حول أماكن تواجد المفاعلات النووية فى سوريا.

واعترف المتهم بأن هذا اللقاء كان قبل الهجوم الإسرائيلى على سوريا وضرب المفاعل النووى السوري فى سبتمبر ٢٠٠٧. وقال المتهم إنه يرجح أن تلك المعلومات ساعدت إسرائيل فى الهجوم على سوريا. وروى المتهم فى التحقيقات كيفية إيقاع الموساد بالجاسوس السوري أثناء وجوده بأحد المستشفيات فى سوريا لتلقى العلاج، فأرسلوا له ضابطاً إسرائيلياً كمريض، وتمكن من تجنيده.

وبعيداً عن التحقيقات فى تلك الجزئية فإن المسؤولين المصريين فى المخابرات المصرية بمجرد أن علموا من النيابة تلك التفاصيل اتصلوا بالمسؤولين فى سوريا وأمدوهم بتلك المعلومات الخطيرة، وباسم المتهم بالتجسس، وألقت سلطات الأمن هناك القبض على المتهم بالتجسس، وقدمته إلى المحاكمة وقضت بإعدامه وتم تنفيذ حكم الإعدام، وتلقت الجهات الأمنية فى مصر شكرا من قيادات سورية على ذلك التعاون المثمر.

وعلى صعيد التجسس السوري أيضا فقد طلب الموساد من طارق أن ينشئ موقعاً على الإنترنت يطلب فيه شباباً سوريين يعملون فى مجال الاتصالات وفى خدمة العملاء ومهندسى اتصالات. وبالفعل تقدم له عدد منهم، وسلم بياناتهم الشخصية إلى مسؤول الموساد ولا يعرف إن كان الموساد قد نجح فى تجنيدهم من عدمه.

الزوجة الصينية

أثناء إدلاء المتهم باعترافاته فى القضية لم يذكر إلا معلومات ضئيلة جدا عن زوجته، وهو ما دفع المحقق إلى السؤال عن تفاصيل أكثر عن الزوجة، فقال المتهم إنها تعمل فى جهاز متابعة الجالية العربية فى الصين وتتحدث اللغة العربية بإجادة.

وقال المتهم إنها لا تعرف شيئاً عن تلك القضية أو عمله مع الموساد. ورفض المتهم الإدلاء بأى معلومات عن الزوجة معللا بأنها ليست لها علاقة بتلك القضية. وقال المتهم عن زوجته إنها متدينة وأشهرت إسلامها، وكانت تريد السفر إلى المدينة المنورة بالسعودية للإقامة هناك.

وبعيداً عن التحقيقات فى تلك الجزئية فقد أكد مصدر أمنى أن المتهم ليس متزوجا بشكل رسمى من الصينية، وأنها ربما تكون متورطة فى القضية، وأنها مَنْ أرشدت الموساد عن «طارق» وقالت عنه إنه يصلح للعمل مع الموساد. وقال مصدر أمنى إنه تم الاتصال بالجهات المعنية فى الصين وأبلغوهم بتلك الشكوك للتأكد منها.

المتهم يذهب إلى السفارة المصرية للاعتراف بالتجسس

قال المتهم فى التحقيقات إنه توجه من تلقاء نفسه إلى مقر السفارة المصرية فى الصين، وطلب مقابلة السفير المصرى هناك، فقابله المسؤول الأمنى بالسفارة وسأله عن سبب الزيارة فرد المتهم بأنه لن يتحدث إلا أمام السفير المصرى. وبعد ساعات تحدد له موعد لمقابلة السفير المصرى.

وخلال لقائه به قال له إن يتعرض لمحاولة تجنيد من قبل أفراد فى الموساد، وإنه اتصل بهم وأنه يريد مقابلة أحد رجال المخابرات العامة المصرية لإطلاعه على تلك التفاصيل التى قد تفيدهم فى عملهم، وإنه يريد أن يعمل كـ«عميل مزدوج» لصالح مصر، فطلب منه السفير أن يكتب خطاباً بذلك ووقع عليه باسمه وبالتاريخ فى ١٣ يونيو ٢٠١٠، وأن يسافر إلى مصر لمقابلة أحد رجال المخابرات العامة المصرية لإبلاغهم بتلك التفاصيل.

وأضاف المتهم أنه شعر بالقلق من طلب السفير ووعده بأنه سيسافر إلى مصر خلال ساعات. وانصرف المتهم من السفارة، وظل فى منزله طوال أسبوعين تقريبا لا يعرف ماذا يفعل، خاصة أنه كان يشعر بأنه مراقب من قبل الموساد، وكان يخشى من معرفة أنه توجه إلى السفارة المصرية.

وبعد أسابيع عاد المتهم إلى السفارة لإخطار السفير بأنه سيحجز للسفر إلى مصر.

وسأل السفير: «هل أحجز تذكرة ذهاباً فقط أم ذهاباً وإياباً؟» فرد عليه السفير: «ذهاب وإياب يا طارق». وكان يريد طارق من وراء هذا السؤال أن يطمئن، هل سيتم القبض عليه فى مصر أم سيعتبرونه متعاونا وشاهدا وسيطلقون سراحه.

بالفعل حجز المتهم تذكرة ذهاباً وإياباً بتاريخ ٢٦ يوليو ٢٠١٠. وقال لزوجته إنه سيزور أسرته وسيعود قريبا، وإنه جاء إلى القاهرة وكان مترددا فى الذهاب إلى المخابرات. وعندما سألته النيابة: «لماذا لم تتوجه إلى مقر المخابرات العامة المصرية ومكانها معروف للجميع» فرد المتهم بأنه كان مشتتاً، واعتقد أن السفير أبلغهم وأنهم سيقابلونه فى المطار لأخذه إلى مقر المخابرات.
وقال إنه انتظر فى فندق «….. » بوسط القاهرة. ولا يعرف ماذا يفعل، حتى مر يومان وكان لا يفعل غير السير فى الشوارع والجلوس على المقاهى. بعدها قرر العودة إلى الصين مرة ثانية وألقى القبض عليه أثناء وجوده فى مطار القاهرة. تلك الاعترافات قالها المتهم من تلقاء نفسه ردا على سؤال للمحقق هل فعلا ذهب لمقر السفارة فى الصين.
ووجهت النيابة أسئلة أخرى مثل: «هل تقدمت إلى السفارة لشعورك بأنك مراقب؟.. ومع من تقابلت فى السفارة المصرية؟ وماذا كتبت فى خطابك؟»، ورد المتهم بنفس الإجابات التى قالها من تلقاء نفسه فى السؤال الأول. وأطلعته النيابة على الخطاب الذى كتبه بخط يده فى السفارة المصرية بالصين، والذى أرسله السفير إلى المخابرات المصرية، فأكد المتهم أنه هو نفسه الخطاب الذى كتبه بخط يده.

موقع «سنارة».. وشركة كغطاء للتجسس

قال المتهم إنه كان يجلس على النت فى الصين عندما فوجئ بموقع «سنارة» يعلن عن الحاجة لشغل وظائف فى شركة إسرائيلية والفوز بمليون دولار، فتصفح الموقع، وقدم البيانات الشخصية الخاصة به، ونسى الموضوع، وفوجئ باتصال تليفونى من شخص قال إن اسمه «جوزيف ديمور» وطلب مقابلته، ومن هنا بدأت العلاقة بالموساد.
وبعد فترة طلبوا منه أن ينشئ موقعاً فى هونج كونج للإعلان عن وظائف شاغرة لمصريين وسوريين ولبنانيين فى مجال الاتصالات وبالتحديد خدمة العملاء أو مهندسين فى الاتصالات. وبالفعل أنشأ الموقع، وتقدم له عدد من الشباب.

قد يعجبك ايضا