الاستخدام الخاطئ للمسكنات قد يؤدي لمشاكل صحية خطرة

75

 

حصادنيوز– أكدت مديرة مديرية الصيدلة والصيدلة السريرية السابقة في وزارة الصحة زينة هلسة ان «المسكنات» هي من أكثر الأدوية التي يستخدمها المواطنون بشكل غير آمن.

وأشارت ان هناك تساهلا لدى الكثيرين في استخدام المسكنات، ويتناولونها بشكل مستمر، لافتة الى ان خطر الإصابة بمضاعفات هذه الأدوية يزداد عند استعمالها بشكل غير صحيح، مثل زيادة الجرعة المقررة او استخدامها لفترة زمنية طويلة، دون الرجوع للطبيب او الصيدلي.

وأضافت هلسة ان هذا الاستخدام الخاطئ للمسكنات قد يؤدي لمشاكل صحية مثل، فشل بالكلى، وفشل بالكبد، ونزيف بالجهاز الهضمي، في حين ان تناولها وفق الإرشادات الطبية، سيقلل نسبة خطر حدوث هذه المضاعفات السلبية، ولذلك ضرورة الانتباه لعدد مرات استخدامها والمدة المحددة.

ونوهت الى ان المضادات الحيوية أيضا تعتبر من الأدوية التي تستخدم بطريقة غير امنة، حيث انها تستخدم لعلاج العدوى البكتيرية والوقاية منها وليست للعدوى الفيروسية كالإنفلونزا، وإساءة ايتعمالها سيؤدي الى إلى ارتفاع نسبة مقاومة البكتريا، مما يسبب صعوبة في علاج عدوى الالتهابات، وزيادة معدل الوفيات.

أما الأدوية المنشطة للذهن، فهي تستخدم لعلاج نقص التركيز وزيادة النشاط وفق هلسة، لكن مؤخرًا بات العديد يستخدمها لغرض تقوية الذاكرة وإنقاص الوزن، والتي تعد من الاستخدامات الخاطئة لهذه الأدوية، وقد تتسبب بالاكتئاب، ومشاكل بالنوم، وعدم انتظام في معدل ضربات القلب، ولتفادي تلك المخاطر يجب استخدامها تحت اشراف طبي.

وقالت ان «الأدوية التي يتم شراؤها دون وصفة طبية over the counter drugs، التي يمكن شراؤها دون الحاجة إلى وصفة طبية من الطبيب، تعتبر آمنة جزئياً في حال استعمالها بعناية وبطريقة صحيحة، لكن في بعض الاحيان وعلى سبيل المثال، فإن استعمال الملينات قد تستخدم لإنقاص الوزن، وأخذ مضادات الحساسية لغرض النوم، حيث قد يسبب الاستخدام الخاطئ لهذه الأدوية مشاكل صحية أخرى والتعود عليها، وعند الحاجه الفعلية لها قد لا يستجيب الجسم لفاعليتها.

واعتبرت هلسة ان لكل دواء القدرة على التسبُّب بالضرر (الاثر الجانبي الضار للدواء)، بالإضافة إلى منافعه، ولذلك عندما يفكِّر الأطباءُ بوصف دواء ما، عليهم مقارنة الأضرار المحتملة مع الفوائد المتوقَّعة، فالاثار الجانبية تعتمد على طبيعة الجسم، فهناك أشخاص قد لا تظهر لديهم هذه الاعراض، ولكن من المحتمل حدوثها عند شخص اخر، وبالتالي من المهم جدا ان يكون استخدام الادوية امنا، لتفادي الاضرار والحصول على المعالجة الامنة.

وعن الاستخدام غير الآمن للأدوية واستعمالها بطريقة لا تتوافق مع الإرشادات الطبية، أشارت الى انها تشمل عدم الالتزام بالجرعة المطلوبة، وتناول جرعات أعلى أو أقل، واستخدام الأدوية بخلاف الحالة التي وصفها الطبيب، أي (المعالجة الذاتية).

وتابعت هلسة بأن استعمال عدة أدوية في نفس الوقت سواءٌ أكانت موصوفَة من الطبيب أم غير موصوفَة، يسهم في زيادة خطر الشكوى من تفاعلات دوائية ضارة، فعدد وشدة التأثيرات الجانبيَّة للأدوية تتناسب طردًا مع ازدياد عدد الأدوية المُستَعملة، كما أن تناول الكحول وبعض الأعشاب يزيد من المخاطر أيضًا، لكن قيام الطبیب أو الصیدلاني بإجراء مراجعة دوريَّة للأدویة التي يستعملها الشخص، وإجراء التعدیلات المناسبة، سيحد من خطر ظهور التأثيرات الجانبيَّة لها.

ونبهت هلسة الى انه عادة يكون الاطفال وفئة كبار السن والحوامل والمرضى الذين يعانون من امراض مزمنة، هم مهددون اكثر من غيرهم للأضرار الجانبية للاستخدام الخاطئ للأدوية.

وبخصوص حفظ الأدوية بطرق غير ملائمة مخالفة للتعليمات الموجودة في النشرة الطبية، أوضحت ان درجة الحرارة والهواء والرطوبة والضوء يؤثر على حفظ الدواء، كما ان ظروف استقرار الدواء تختلف تبعا للمادة الدوائية، والتي تكون غير مستقرة بشكل ما، وتبعا للشكل الصيدلاني للدواء (أقراص، محلول، الخ.) أو وفقا لطريقة التصنيع.

ودعت هلسة إلى أهمية اتباع معايير حفظ الدواء الموضحة والمدونة في النشرة الدوائية، لأن تعرض بعض الادوية للحرارة العالية والضوء والرطوبة، قد يفقدها جزءا من فاعليتها، أو يودي لتحطم العلاج وظهور مركبات جديدة لها سمية علاجية.

وبالنسبة لاستخدام الادوية المنتهية المفعول، بينت ان هذا يعني بأن المادة الفعالة قد تصبح غير مستقرة كيميائياً، وفعالية الدواء قد تتغير، وقد يكون التغيير بنسب بسيطة في بعض الاحيان لكنها مهمة في بعض الحالات، بالإضافة إلى ان تحلل الدواء قد ينتج عنه مواد سامة وضارة بالمريض، وقد تزداد فرصة تلوث الدواء خاصة الادوية التي تعطى معقمة.

ونصحت هلسة المواطنين بالحرص دائما على استخدام الدواء بالطريقة الصحيحة، والالتزام بـ (الجرعة الموصى بها، وعدد مرات استخدام الدواء والمدة، ومتى يجب أن تستشير الطبيب، ومتى تتوقف عن أخذ الدواء).

الرأي

قد يعجبك ايضا