قـــرار …. نظراً لإخفاقــه …تنحيــة الـــرئيس من منصبـــه فـــوراً ..!
حصاد نيوز – موسى الصبيحي
قرّر سكان مدينة “النسيم” عزل رئيس بلديتهم من منصبه فوراً، نظراً لإخفاقه في حل مشكلة التصريف الصحي في المدينة، وعدم استجابته لطلبات الأهالي لتشغيل مجموعة كبيرة من شباب المدينة المتعطلين عن العمل، والذين كانوا يطمحون للعمل في مصنع “رُبّ المشمش”، وهو مصنع ضخم قامت البلدية بإنشائه في المدينة منذ بضع سنوات للاستفادة من الكميات الهائلة من منتج المشمش، ولم يتم تشغيله بحجّة نقص العمالة المحلية المتخصصة، على الرغم مما تشتهر “النسيم” من إنتاج وفير للمشمش في مزارعها الكثيرة، ومن خبرة واسعة لدى معظم ساكني المدينة في زراعة وإنتاج هذا النوع من الفاكهة اللذيذة، ما أثّر على المزارعين وأدّى إلى تكديس إنتاجهم من مادة المشمش دون فائدة، مما زاد من نسب الفقر والبطالة في المدينة..!
وقد دعا رئيس البلدية، في خطاب له الهواء مباشرة عبر قناة تلفزيون “ديمقراطي” التي تملكها البلدية ويرأس تحريرها شخصية مقرّبة من الرئيس وتنتمي إلى اتجاهه الليبرالي العولمي، دعا الأهالي إلى التريّث قبل اتخاذ قرار تنحيته، كونه لم يُقصّر في عمله طيلة أكثر من (18) شهراً أمضاها حتى الآن في سُدّة الرئاسة، وأن محاولاته لحل مشكلة التصريف الصحي في المدينة لم تنقطع، لكن المشكلة كانت تكمن في “عطاءات” قديمة كانت قد أحالتها البلدية على شركات منفّذة لم تكن تملك الخبرة الكافية لإنجاز العمل، وتم استلام أعمالها دون تثبّت، وأنحى باللائمة على رؤساء سبقوه، وأن مشكلة شُحّ السيولة التي تعاني منها البلدية تقف حائلاً دون طرح عطاء جديد لحل المشكلة..! أما ما يتعلق بمصنع “رُب المشمش” فقد أعترف الرئيس بأنه صاحب فكرة المصنع، لكنه لا يريد أن يعمل المصنع دون توفّر الخبرة الكافية التي تؤهّله لإنتاج نوعي ليس فقط قابلاً للاستهلاك المحلي، وإنما قابل للتصدير إلى المدن الأخرى في الإقليم، حتى يضمن نجاح المشروع، ويُتاح للجميع تناول هذا المتنتج بقبول وارتياح..!
وأضاف الرئيس بأنه منذ تقلده منصبه رئيساً لبلدية النسيم، وهو يبذل جُلّ جهده وفكره لإنعاش المدينة اقتصادياً، مشيراً إلى قرار اتخذه بوقف الهدر في مياه “عين النسيم “، وأنه لولا هذا القرار لكانت المدنية تشكو حالياً من شحّ شديد في مياه الشرب ومياه غسل “أواني” المناسبات الوطنية الكبرى، ولَمَا كانت هناك قدرة على الاستمرار في ريّ مزارع المشمش المنتشرة في كافة ضواحي المدينة، ولكانت المدينة وسكّانها الآن في وضع اقتصادي حرج للغاية كان يمكن أن يؤدي إلى إيقاد شرارة “ربيع النسيم” في المدينة..!
قوبل خطاب الرئيس باستهتار وسخرية من قبل الغالبية العظمى من الأهالي، لكنه كان خطاباً مؤثّراً وجدليّا لدى مجلس مفوّضي المدينة، وهو أعلى سلطة تملك قرارات الحل والعقد، واختلف أعضاء المجلس بين مؤيد ومعارض للرئيس، وسرت همهمات كثيرة في اجتماع عقده المجلس بصورة طارئة لبحث الموقف، وكانت الفكرة الأساس والسؤال الأهم الذي تم طرحه: ما هو الموقف الشعبي فيما إذا أبقى المجلس على الرئيس ولم يقم بتنحيته..!؟
انبرى أحد أعضاء المجلس، وهو من خصوم الرئيس، قائلاً: سيكون المجلس كله في خطر، وليس الخطأ في التصريف بقدر ما هو في الاحتكار والاحتقار، وأضاف بأن الفكرة الأساس تكمن في مساءلة الرئيس عن استهلاكه المفرِط لرب المشمش، في الوقت الذي لم يتم فيه تشغيل مصنع الرُب بعد..!!؟
وردّ عليه عضو آخر، وهو من المؤيدين المطْلقين للرئيس، قائلاً: الرئيس لا يتناول المشمش إلاّ لأنه يعلم علم اليقين أن بمقدور معظم مواطني ” النسيم” تناوله بيسر.. أما قصة التصريف فيجري تداولها وكأنها مسؤولية الرئيس وحده، في حين أنها مسؤولية يشترك في تحمّلها رؤساء كثيرون، ومن الظلم تحميلها للرئيس الحالي..!!
هنا أعلن رئيس المجلس إنهاء الجلسة وتأجيل اتخاذ القرار إلى جلسة أخرى يتم اتخاذه في خلوة سيدعو لها عاجلاً.. وفي الوقت ذاته كانت ثمّة جموع من الأهالي بدأت تتوافد وتحتشد خارج مقر مجلس المفوّضين، وتطالب عبر هتافات صاخبة بإسقاط رئيس بلدية المدينة وحلّ المجلس مفوّضي المدينة فوراً، ما دعا رئيس المجلس إلى استئناف عقد الجلسة والإعلان عن قرار تنحية الرئيس كونه فشل في حل مشكلتين كبيرتين تعاني منهما المدينة، وأغرق قاطنيها بفيض من الأماني وربّ المشمش، ولكن “بالمشمش”..!!!