هذه هي القصة الحقيقية للطفل محمود رضوان أبو دامس

76

_________________________857951060

حصاد نيوز  –  كتب أحمد عبد الله:

لو أنني لم أزر التلميذ محمود رضوان أبو دامس في غرفته بمستشفى الجزيرة، لصدقت رواية المعلمة أمينة عطاش، وعضو مجلس نقابة المعلمين باسل الحروب، وملخصها أن التلميذ إبن السبع سنوات ضرب معلمته التي يزيد عمرها عن الأربعين عاما، فأصابها بارتجاج في المخ..!

نعم ارتجاج بالمخ.. هكذا مرة واحدة، و”خبط لزق”..!!

ومن قرأ الخبر الذي نشره “المستقبل العربي” منسوبا للمعلمة وعضو مجلس النقابة، أصيب بحالة حزن بالغة على المعلمة المظلومة.. بل والضحية.

وروايتها هي ما جعلنا نبحث عن محمود لنرى الخشبة في عينه، بدلا من القدى الذي لم تظهره صورة في عين المعلمة..

شخصيا والدي كان رحمه الله مدرسا، ولذلك فأنا أتعاطف من حيث المبدأ مع جميع المدرسين، ولكنني كذلك أب وجد، ولذلك فإني أتعاطف أيضا مع جميع الأطفال.. وما بين التعاطفين.. مع المعلمين ومع الأطفال يجب أن نبحث عن الحقيقة..!!!

في مدخل مستشفى الجزيرة كان في انتظارنا السيد رضوان أبو دامس، وهو رجل قانون يعمل مستشارا قانونيا في وزارة الصحة.. أخبرنا أن مهمتنا لن تكون سهلة.. ذلك أن ولده محمود إبن السبع سنوات، الذي تشع عيناه ذكاء.. يرفض التحدث لوسائل الإعلام، أو حتى تصويره.. ذلك أنه يبدي أن نشر صوره يعني التشهير به أمام زملائه، و”كشف ستره” كونه تلقى علقة ساخنة من معلمته..!

اعتقدنا أن كلام الأب فيه شيئ من المبالغة.. غير أننا حين دخلنا غرفة رقم 307 سارع محمود إلى الإختباء تحت الحرام رافضا الكشف عن وجهه..!

وبدأت محاولاتنا اقناع محمود بأن يسلم علينا.. أنا والمصور.. دون جدوى..

والدة محمود السيدة أم محمد، تحتفظ على هاتفها النقال بعدد من الصور لفلذة كبدها تغطي فترات متعددة.. وقد شاهدنا على هاتفها صور محمود التلميذ المجتهد الهادئ في حصة الدين الإسلامي، وفي حصة الجغرافيا.. وصورة له ملتقطة وعلى صدره باج يقول “تم تعيين الطالب محمود رضوان أبو دامس عريفا للبورد”..

أي أنه تلميذ قدوة.. وليس مجرما كما زعمت المعلمة.. حاملة شهادة الدكتوراة كما قدمت نفسها في خبرنا السابق.

 

 

 

 

 

وأخرجت لنا الأم المكلومة مريول المدرسة المثبت عليه باج “عريف البورد”، الذي أحضرته من المنزل كي تريه لأفواج الزوار التي لا تنقطع للإطمئنان على محمود، فصورناه بأنفسنا.

 

وظل محمود أغلب الوقت “يكمر” نفسه بحرام المستشفى، يمنعنا من تصويره أو التحدث إليه.. باستثناء نظرات يختلسها من تحت طرف الحرام، ليعود ويخبئ نفسه من جديد..

الأم المكلومة تحتفظ على هاتفها النقال كذلك بصور لمحمود التقطتها له فور رؤيته بعد أن نقله والده للمستشفى.. خدان أحمران متورمان.. شفة مشقوقة، وأصبع مخدوش جراء الضرب.. وباطن كوع يده متورم ومحمر جراء زرقه بإبرة مصل، وآلام جسدية ومعنوية تبكيه بحرقة جراء ما تعرض لها.

 

 

 

 

كل هذه المشاهد غابت عن باسل الحروب عضو مجلس نقابة المعلمين، وهو يدافع عن زميلته المعلمة التي توجهت إلى مستشفى فيلادلفيا، وطلبت المبيت في المستشفى، حماية لنفسها من شكوى حركها والد محمود بحقها..

شخصيا أعتقد أن مهمة النقابات المهنية لا تتعلق أبدا في تنصيب النقابة خصما لأي كان، قبل أن يقول القضاء كلمته.

كل هذا حدث فقط بسبب ضيق خلق المعلمة، التي انهالت بالضرب والشتم على محمود فور دخولها حصتها المقررة على فصله، فوجدته يأكل ساندويشة، رفض تركها قبل الإنتهاء من اكلها جراء الجوع الذي كان يشعر به.. ومن يتفحص صور محمود يكتشف أنه طفل بدين.. أي أنه طفل لا يستطيع منع نفسه عن الأكل حين يجوع.

وحين أصيب محمود بانهيار عصبي جراء تصرف المعلمة غير المتوقع، وغير المطلوب.. رشقها ببقايا السندويشة التي كانت في ديه.. كما أبلغ شهود والديه..

هل سببت ساندويشة محمود ارتجاجا في مخ مدرسته..؟!

لا نستطيع أن نكذب معلمة.. ولكن المنطق يشكك في سبب الحالة..

 

قد يعجبك ايضا