«معركة جنين» معركة تتسم بالتحول النوعي في المقاومة

102

 

حصادنيوز-تعد معركة الكرامة في مارس/ آذار من عام 1968أول انتصار حقيقي على الجيش الصهيوني الذي كان غارقا في غروره الناجم عن انتصاره الساحق في عدوان حزيران عام 1967.

ومع ان معركة الكرامة تعد انتصارا محوريا ومهما للشعب الفلسطيني ببسالة وشجاعة الجنود الأردنيين الذين استشهدوا على ثرى فلسطين الطاهر، وهو انتصار عربي أثر بشكل كبير في حقيقة القضية الفلسطينية، لكن جنين ستسطر لها صفحات التاريخ عن معركة قادها مقاومون ليست فقط مقاومة مخيم جنين وانما تحولت من حاضنة شعبية للمقاومة في مخيم جنين الى حاضنة فلسطينية شعبية عامة في كل مكان في فلسطين الصامدة.

معركة مخيم جنين تتسم بالتحول النوعي للمقاومة، وهي نتيجة تراكمات وضغوطات عاشها الشعب الفلسطيني على مدار أعوام كثيرة في كفاحه وصموده ضد العدو الصهيوني المحتل، وهذا التحول النوعي من مقاومة ابطال جنين الى مقاومة ابطال فلسطين على ارض جنين، لا يقتصر على هذا النحو، وانما حقيقة ان نتنياهو وجيشه المحتل المجهز بأعلى التجهيزات والمعدات والمدرعات والدبابات وطائرات الاباتشي والصواريخ، وأسراب كاملة من المسيرات العسكرية، وجهاز استخباراتي قوي وحكومة فاشية متغطرسة، قد فشلوا فشلا ذريعا بكسر صمود المقاومة، سنتحدث عنه لسنوات طويلة ونفتخر به، وسنتحدث عن انتصار مرعب للمقاومة المجهزة بأقل التجهيزات ضد هذا العدو الصهيوني الغاصب المحتل، مع العلم انه مخيم لا تتجاوز مساحته نصف كيلو متر مربع، يضم أكثر من 16 ألف لاجئ.

من أبرز أوجه فشل العدو المحتل في السيطرة الكاملة على مخيم جنين انه عجز عن تحطيم بنية المقاومة، وفي اعتقال المقاومين او تصفيتهم، والخسائر التي تكبدها العدو حتى لحظة مغادرته المخيم، وتدمير البنية التحتية من شبكات كهرباء ومياه ومرافق صحية وطرق وشوارع، وتدمير مئات البيوت، وإطلاق الرصاص الحي على الصحفيين، وجرحى تنزف حتى الموت دون ان تسمح للفرق الطبية بالوصول إليهم. العدو الصهيوني من المعروف انه يستطيع تدمير دولة كاملة بجيشه والعتاد الذي يحمله، لكنه عجز عن احتلال بقعة لا تتجاوز نصف كيلو متر مربع، وبدأوا بتدمير بنيته حتى يسهل عليهم احتلاله لكنهم فشلوا.

معركة جنين والتحول النوعي فيها، شكل مرحلة مهمة للقضية الفلسطينية، فهذا التحول النوعي في المقاومة يرتكز على عدة عوامل مهمة تتمثل في انضمام الكثير من الشباب الفلسطينيين الى مقاومة جنين حتى بات من الصعب ان نميز بين مقاومة جنين وبين المقاومة الشعبية العامة التي شملت كل مناطق فلسطين. وبات الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني يؤمنون بقناعة تامة بإن لا سبيل لكسر الحصار، وافشال مخططات نتنياهو وجيشه المحتل سوى المقاومة والصمود والكفاح بعيدا عن المفاوضات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وأصبحت كل الحمايات الدولية والمواقف الرسمية ما عدا موقف الأردن الثابت الذي لا يتغير مهما طال الزمان مجرد أوهام انتهت في ظل اعلان أمريكا وبريطانيا دعمهم للعدو الصهيوني تحت مسمى « حق إسرائيل في الدفاع عن النفس «. أصبحت المقاومة ظاهرة فلسطينية عامة للشعب الفلسطيني بأسره، بغض النظر عن أماكن تواجده، مثلما حصل في مخيم جنين الذي جمع مقاومة جنين ومقاومة البلدة القديمة ونابلس ومخيم نور الشمس في طولكرم والخليل ورام الله وقطاع غزة وبقية المناطق الأخرى.

ومن أهم سمات التحول النوعي في معركة جنين انها وحدت الصفوف والفصائل الفلسطينية، وفتح باب تحقيق الوحدة الوطنية على مصرعيه، والذي تمثل بالضغط الشعبي على القيادات الفلسطينية والفصائل بأن تصل الى مستوى الوحدة الكفاحية التي صنعها المقاومون على الأرض.

الدستور

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا