نورا التويجري تمتلك شغف استخدام التكنولوجيا لتمكين الشباب من إحداث تأثير إيجابي في مجتمعاتهم.
حصاد نيوز _ تنتمي نورا التويجري لعضوية Generation17، وهي شراكة تجمع بين سامسونج وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لتمكين الشباب حول العالم للإسهام في الأهداف العالمية.
وتفكر نورا التويجري كثيراً في مستقبل المملكة العربية السعودية، مستقبل تكون فيه الاستدامة جزءاً من الحياة اليومية. ويحدوها إيمان راسخ أن بلدها والعالم، سيصل إلى هذه الغاية، بفضل شغف وطاقة جيلها.
وتقول هذه الفتاة البالغة من العمر 25 عاماً، والتي درست هندسة البرمجيات، وتعمل الآن في مجال الاستشارات الإدارية، والتي يمكن الاطلاع على قصتها عبر الرابط: “يمتلك الشباب نظرة جديدة إزاء تحديات اليوم، ويبدون حماسة أعلى لإحداث التأثير الإيجابي، كما يمتلكون الكثير من الطاقة الإبداعية التي يتطلعون إلى الاستفادة منها وإطلاقها.”
ونشأت نورا في الرياض، العاصمة الحيوية للمملكة، إحدى دول الشرق الأوسط، وتستقي الإلهام من رؤية المملكة 2030، الاستراتيجية الوطنية الطموحة التي تهدف إلى الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، لتنطلق الفتاة في رحلة تطوير مهاراتها القيادية، والانخراط في خدمة المجتمع. والتقت العديد من الشباب البارعين في مجال التكنولوجيا الذين أرادوا مثلها تماماً، الإسهام في تحقيق هذه الرؤية، لكنهم يفتقرون إلى الموارد المناسبة والثقة لإحداث التأثير الملموس الذي ينشدونه. وأدركت نورا أنها يمكن أن تساعد جيلها في التغلب على هذه العقبات، وأن تكون جزءاً من رحلة التحول. وتقول: “أفخر بانتمائي لأمة تواصل إطلاق وتنفيذ مشاريع رائعة ومليئة بالتحديات. “أعلم أنه يمكنني تقديم أفكاري الخاصة، وسأحصل على الدعم المناسب لزملائي.”
تأثير تدعمه التكنولوجيا
قام صديق للعائلة بتقديم نورا إلى صناعة التكنولوجيا عندما كانت فتاة صغيرة، وحدث حينها شيء ما. وتقول وهي تتذكر ذلك الظرف: “شعرت أن رحلتي التعليمية لن تنتهي أبداً في مجال التكنولوجيا. لقد علمتني كيفية اتباع نهج أكثر منهجية للتوصل إلى الأفكار المبتكرة”.
وسرعان ما أدركت أن هندسة البرمجيات يمكن أن توفر الأدوات الرقمية ومهارات حل المشكلات لدعم شغفها بمساعدة المجتمعات والكوكب. وبما أن ثلثي سكان المملكة العربية السعودية تقل أعمارهم عن 35 عاماً، أدركت نورا أنها قد تتمكن من إحداث فرق من خلال تمكين هذا الجيل الجديد من صانعي التغيير بالاعتماد على التكنولوجيا.
وعندما دخلت الجامعة، انضمت نورا إلى برنامج القيادات الشبابية غير الربحي الذي أتاح لها التعرف على الأهداف العالمية. وحتى تتمكن من فهم سبل دعم تلك الأهداف بشكل أفضل، أجرى فريقها استبياناً شارك به 600 شاب محلي. وصدمتها النتائج حينها، حيث اكتشفت أن الكثيرين ومن دون معرفة منهم، يساهمون بالفعل في تلك الأهداف، من خلال التبرع بالملابس والطعام والوقت للمسائل التي يهتمون بها. وتقول نورا: “لقد أدركنا أن هناك قدراً كبيراً من الطاقة يتم إنفاقها، لكن لا يتم تسخيرها أو توجيهها بكفاءة. علماً أن الأهداف توجهك حرفياً إزاء ما ينبغي عليك القيام به لإنقاذ كوكبنا. فلماذا لا نعمل معاً وفق هذا النهج؟”
وانطلاقاً من شغفها بالتكنولوجيا، قررت أن تلتقي الشباب في أماكن تواجدهم: وتحديداً عبر الإنترنت. وتقول: “يعتمد الشباب هذه الأيام كثيراً على التكنولوجيا الرقمية لتوصيل الأفكار والتفاعل مع الآخرين. إنها أداة قوية للغاية تمكّنك من طرح أي فكرة تريدها، مع القدرة على حشد الأشخاص لتحقيق ذلك”.
كانت فكرة نورا عبارة عن مبادرة الجامعة المستدامة، وهي موقع إلكتروني يمكن للطلاب من خلاله التعرف على الأهداف العالمية، والعمل كفريق واحد للتوصل إلى الحلول، مثل زراعة الأشجار أو تنظيف الشواطئ المحلية. وتعاونت مع زملائها الذين يشاطرونها نفس التفكير على المنصة، حيث تتنافس الجامعات مع بعضها بعضاً، وكسب نقاط مقابل الأفكار التي يكون لها تأثير ملموس. ويتم تكريم الجامعة التي تحصل على أعلى الدرجات لتكون فائزة في ذلك العام. وتعد هذه الطبقة الإضافية من المشاركة من قبل الجامعات، وليس الطلاب فقط، أمراً بالغ الأهمية لتشجيع المشاركة والارتقاء بصورة البرنامج. وتقول في هذا الشأن: “أريد أن أربط المجتمع العالمي والجامعات حول العالم، ولن يكون ذلك ممكناً بدون توظيف التكنولوجيا.”
وحتى تتمكن من بث المزيد من الحيوية في مبادرتها، ضاعفت نورا من استخدام الشبكات الاجتماعية، كما وظفت قنوات التواصل الاجتماعي للعثور على مرشدين ومنظمات شريكة آمنة تؤمن بمهمتها التي يقودها الشباب، مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتعمل حالياً على تجربة المنصة الرقمية في المملكة العربية السعودية على أمل أن تنجح في توسعة نطاق انتشارها على المستوى العالمي.
رعاية الأفكار الجديدة
كانت الرحلة التي استمرت عامين من الفكرة وحتى الإطلاق مصدر إلهام لمشروع نورا التالي Mutalaf. ولإحداث تأثير أكبر، أطلقت برنامجاً للتنمية الاجتماعية لمساعدة الشباب ذوي الأفكار الكبيرة على بناء مجتمعات الدعم. وتقول: “من خلال اتباع نهج مماثل لمبادرة الجامعة المستدامة، أرغب أن يعرف كل صاحب فكرة بالجهة التي يمكنه التواصل معها، وكيفية العثور على الموارد المناسبة لترجمة تلك الفكرة على أرض الواقع”.
وتم إطلاق المشروع في الرياض في سبتمبر 2022 بالشراكة مع وزارة الرياضة السعودية. واجتمع عشرون من القادة الشباب للتدريب لمدة أسبوع واحد، وقاموا بتشكيل مجموعات للتعاون بشأن الحلول المحلية لمجموعة متنوعة من القضايا. وبدعم وتوجيه خبراء الصناعة، تواصل المشاركون مع نظرائهم لمعالجة القضايا الاجتماعية والبيئية. وتحصل المجموعات التي تظهر أفضل مستويات الأداء على رعاية من وزارة الرياضة.
ويقوم مجتمع القادة في فريق نورا بإحداث تأثير بالفعل، بدءاً من برنامج إعادة التدوير إلى بودكاست التطوير الذاتي للشباب والفتيات. وتشمل الحلول الأخرى التي يتولى الشباب تنفيذها تعليم الأيتام البرمجة، وتوفير فرص التدريب المتقدمة والتدريب الداخلي الأولي لمساعدة الشباب على دخول ميدان العمل في مجال الأمن السيبراني.
وتهدف نورا مع كل مبادرة إلى فتح الفرص أمام للآخرين، وإلهام الأمل نحو المستقبل، ومساعدة الشباب على متابعة شغفهم لتغيير العالم. وتقول: “إذا استخدمنا طاقة هذا الجيل الذي أنتمي إليه لإحداث التأثير المطلوب، سنكون قادرين على تحقيق هدف أكبر للجميع، وسنرى نتائج مذهلة”.