مصر على ‘بسكليت’ السيسي.. ومشكلة علم فلسطين في ملاعب ‘الوحدات والفيصلي’
حصاد نيوز – : بسام البدارين
مدير مكتب ‘القدس العربي’ في عمان
المعلق الرياضي الأردني ماجد العدوان تلقى خدمة من الوزن الثقيل عندما روج المئات تصريحاته المثيرة التي لا تخلو من الإستفزاز على وسائط التواصل الإجتماعي كما ظهرت في البرنامج الرياضي للتلفزيون الأردني.
الشاب حديث الولادة في مجال التعليق الرياضي لم يكن رسولا للمحبة والسلام والروح الرياضية بكل الأحوال، وقال الكثير من الغرائب تعليقا على الأحداث المؤسفة بين فريقي الوحدات والفيصلي.
لكن ما يهمني بصفة حصرية ترصد تلك الخلفية التي دفعت معلقا رياضيا حديث العهد لقول العبارة التالية لمن رفع علما غير العلم الأردني في ملاعب الكرة المحلية: ‘هات جوازك.. وغادرنا’.
المقصود طبعا مطالبة كل مشجع كروي في فريق الوحدات رفع علم فلسطين بتسليم جواز سفره الأردني ومغادرة البلاد، ما دام يتجرأ على رفع علم دولة اخرى كما قال العدوان.
بالنسبة لي شخصيا أنا ضد رفع علم أي دولة أخرى في الأردن لكن فلسطين بالنسبة لنا كأردنيين ليست ‘دولة اخرى’، ولا يمكنها أن تكون حتى لو تزاحم في أروقة تلفزيون الحكومة معلقون من هذا النوع.
فلسطين- حتى الأن- ليست دولة أصلا بل هي وطن محتل واجب كل أردني شريف أن يرفع علمه إلى أن يتحرر… تحرر الوطن الفلسطيني يعني ضمنيا تحرري كأردني من نير الاستعمار الصهيوني فمستوطنات نابلس والقدس ما زالت تهدف لإسقاط عمان والرياض وحتى مكة والقاهرة وأبو ظبي لإن مدن الوطن الفلسطيني أصلا مسيطر عليها من قبل المشروع التوسعي الإسرائيلي.
مسألة اخرى.. جواز السفر الأردني ليس كوبا من الشاي ولا زجاجة بيبسي ولا بيضة مع كعكة حتى يسمع المواطن الذي يصفه رئيس الوزراء بأنه ‘أردني للأبد’ بين الحين والأخر دعوات لتسليمه من كل من هب ودب.
لم أر في حياتي تلفزيونا حكوميا يسمح بهذا الهراء ويحتفل به ولم أر في حياتي دولة تسمح بكل هذا القدر من الإساءة للوثائق الرسمية التي صدرت بإسم الملك وسلطاته الدستورية، وكأن جواز السفر مجرد ورقة لا معنى لها وبلا قيمة يمكن أن يطالب مذيع ما في أي وقت بتسليمها.
الزميل المعلق الرياضي ومن خلفه ومن هم ‘اتخن منه’ ليسوا الجهة التي تصدر جواز السفر وكل من يسكت عن هذه الإهانة لوثيقة تصدرها الدولة بإسم رأسها متواطىء في الواقع مع هذا البؤس.
فقط في الأردن دون بلاد الله يمكنك الإصغاء يوميا لعبارة ‘هات جوازك وإلحقني على الجسر’.. الغريب أن من كلفوا دستوريا وبيروقراطيا بإصدار وحماية جواز السفر لا يعترضون ولا بكلمة على هذا الأداء الإستعراضي السقيم.
مصر والدراجة الهوائية
قريبا جدا قد تصل العدوى للمحطات الفضائية المصرية فمحطة مثل ‘القاهرة والناس′ ما زالت مصرة على نزع الآدمية وليس الجنسية فقط من كل أخ مسلم في المحروسة شقيقتنا الكبيرة.
لا يخجل أصحاب المحطة وهم يفعلون ذلك ويبثون مع غيرهم في الفواصل تلك الصور المراوغة التي يظهر فيها الجنرال عبد الفتاح السيسي في قمة التواضع وهو يدشن حملته الإنتخابية بركوب دراجة هوائية يعني ‘بسكليته’.
بسكليت السيسي شغل الدنيا وملأ الناس، وأحصيت في سهرة واحدة 13 محطة فضائية مصرية تحدثت بساعتين عن بسكليت السيسي الذي يقول لنا ضمنيا بأن مصر بتاريخها وشعبها العظيم تركب الأن دراجة هوائية مع المغامر الجديد الذي سرعان ما سيضلل الجميع ويحذو حذو المخلوع حسني مبارك فيجلس بقصر منيف في شرم الشيخ او الغردقة محاطا بالحرس والعسس ويترك شؤون الحكم لطبقة جديدة من غيلان السوق وجنرالات البزنس حتى يثور الشعب المصري في الحلقة الأخيرة ونعود للمسلسل نفسه.
مصر المحروسة والعروسة الأن تتمختر على دراجة هوائية يقودها عسكري إنقلابي وسط طرق غير معبدة وغير صالحة للدراجات الهوائية..علينا إنتظار الحلقة التي يتسرب فيها الهواء من العجلة الصغيرة الضعيفة أو تندفع فيه الدراجة وصاحبها إلى أقرب واد سحيق بسبب تهور السائق وإدعائه بأن من يقود دبابة يستطيع قيادة بسكليت.
نحب لمصر وشعبها الطيب كل الخير.. لكن لا نشعر بالأمان بعد مشهد البسكليت المغرق في الإستغفال.
‘الزعتري’ مشكلة!
الفضائية المغربية أعادت بث الشريط الإخباري الذي يتحدث عن المستشفى الميداني الملكي المغربي في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن… في الأسبوع نفسه تقريبا أبرزت الفضائية الأردنية خبر إصابة 22 رجلا من قوات الدرك الأردنية في مواجهة أحداث شغب في الزعتري.
أحد الأصدقاء سارع للتعليق على ‘فيس بوك’ قائلا: بان العشرات من جرحى الدرك الأردني سقطوا في مواجهة الإرهاب السوري.
قد تنطوي العبارة الأخيرة على مبالغة في وصف لاجئين فروا من جحيم بلادهم ونظامهم، لكن بالنسبة لمسؤول أمني متقاعد إستمعت له مباشرة في ‘شهادة على الزعتري’،لكن غير مسجلة تنمو الجماعات الإجرامية المنظمة داخل مخيم الزعتري وتزداد قوة وصلابة في مواجهة رجال أمن أردنيين يمنعون من إستخدام الأسلحة وحتى الهراوات داخل أزقة المخيم بقرار سياسي.
أقسم المسؤول لي بحرقة وبأغلظ الأيمان بأن ما يحصل داخل مخيم الزعتري يفوق كل توقع من حيث الجريمة المنظمة والعنف في مواجهة قوات الدرك التي تحول قواعد اللعبة السياسية دون إستخدامها لكل الأسلحة التي تدربت عليها.
شخصيا قد أصدق هذه الرواية بسبب كثرة عدد الإصابات في قوات الدرك عندما تشتبك مع مشاغبي الزعتري، ففي الأردن لم يسبق أن شوهد رجل أمن من الدرك مصابا بسبب مرانه الإحترافي وبنيته المنتقاة وطبيعة الأدوات التي يحملها ويحصل العكس تماما في الزعتري مما يثير التساؤل حول هوية وملامح مفتعلي المشاكل داخل المخيم مع رجال الأمن الأردني.
يحصل ذلك لإن كاميرات المنظمات الدولية العاملة في الزعتري تلتقط صور الدركي الأردني وهو يشتبك مع محاولات التمرد، لكنها لا تلتقط صورة ضيف لاجئ وهو يغرز قضيبا حديديا في رقبة رجل أمن أردني وهو يتوضأ.
الزعتري أصبح مشكلة أردنية بإمتياز.. درعا أيضا كذلك، كما قال بشار الأسد في إحدى المقابلات.