بسبب «صورة السيسي».. زينب ماتت بسكين ابنها في عيد الام!!

30

62717_1_1395929295

حصاد نيوز – قبل ثلاث سنوات.. توفى الزوج وترك زوجته زينب وحيدة مع ابنيهما رامى ومحمد.. ورغم صغر سنها وتمتعها بقدر من الجمال، مما دفع عددا لا بأس به من الرجال للتقدم لخطبتها، إلا أنها رفضتهم جميعا، وآثرت التفرغ لتربية ابنيها.. لم تقصر يوما في رعايتهما حتى التحق أكبرهما بكلية العلوم جامعة الأزهر، والثانى بكلية الصيدلة جامعة القاهرة.. كانت فرحتها بهما لا توصف، وانتظرت اليوم الذي يزف كل منهما إلى عروسه، وقتها فقط ستشعر «زينب» أنها أتمت رسالتها في الحياة.

قبل أيام وبينما الجميع يحتفل بعيد الأم.. تبدل المشهد تماما.. الأم الشابة ترقد على أرضية شقتها بمنطقة أوسيم في الجيزة، وقد سالت دماؤها لتملأ المكان.. صورة المشير عبد الفتاح السيسي تلتصق بصدرها ممزقة.. عند رأسها يجثو الابن الأصغر محمد على ركبتيه وينتحب.. يضع يديه على وجهها ويناجيها.. «استيقظى يا أمى.. أحضرت لك هدية عيد الأم».. لا يسمع منها إجابة فيزداد بكاء ونحيبا.. وعند قدميها يجلس ابنها الأكبر «رامى»، منكس الرأس وفى يده سكين كبيرة ملوثة بالدماء.. بين الحين والآخر ينحنى ليقبل قدمى أمه ويقول: « سامحينى يا أمى.. لم أقصد قتلك في يوم عيدك».. دقائق ويمتلئ المكان بالجيران، ثم يحضر رجال المباحث وسيارة إسعاف لنقل الجثة.. ترى لماذ قتل الابن أمه التي يحبها ويعشقها وكيف نفذ جريمته.. وما علاقة صورة المشير السيسي بالحادث ؟.. هذه التساؤلات وغيرها يجيب عنها محقق «فيتو» في السطور التالية:

البداية… كانت مع المقدم عصام نبيل رئيس مباحث أوسيم.. سأله المحقق عن تفاصيل الجريمة ومعلوماتها الأساسية.. فأجاب: « تلقينا بلاغا بوقوع جريمة قتل في شارع «الريان» بقرية «بشتيل».. انتقلنا على الفور إلى مكان الحادث، وعثرنا على جثة سيدة تدعى «زينب على» عمرها 38 سنة، ملقاة على أرضية شقتها وبها جرح طعنى نافذ بالبطن والصدر.. ووجدنا أبنيها يجلسان بجوار الجثة ويبكيان، وأحدهما كان ممسكا بسكين ملطخة بالدماء.. بمناقشتهما تبين أن ابن المجنى عليها الأكبر «رامى» طالب بجامعة الأزهر في كلية العلوم».. رئيس المباحث أضاف: أن الجريمة وقعت، عندما نشب خلاف بين المتهم، وبين شقيقه الأصغر «محمد» الطالب بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، بسبب الانتماءات السياسية.. فالأول من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته الإرهابية، والثانى من أنصار المشير عبد الفتاح السيسي، وكثيرا ما دخل الاثنان في مشادات كلامية حادة، وفى كل مرة كانت أمهما تتدخل وتنهى ذلك الجدل.. صباح يوم الحادث وقعت مشادة كالعادة بين الشقيقين، بسبب صورة للمشير السيسي.. تدخلت الأم وأمسكت بالصورة، وقالت لأبنيها إنها ستحتفظ بالصورة التي تدفعهما للتشاجر من وقت لآخر.. اشتدت المشاجرة، وكاد الشقيقان يلتحمان في معركة بالأيدى.. أسرع «رامى» إلى المطبخ، وأحضر منه سكين حادة، وحاول تمزيق الصورة بها، غير أن الطعنات جميعها استقرت في جسد أمه، التي سقطت قتيلة في الحال.. لم يبد المتهم أية مقاومة ولم يحاول الهرب، واعترف في المحاضر الرسمية بقتل والدته دون قصد، وأبدى ندمه الشديد على الجريمة، وأعلن استعداده لأى عقاب يحدده القضاء».

أما الابن الأصغر «محمد»، فقد سيطرت علامات الدهشة والذهول على ملامح وجهه، وبدا شارد الذهن غير مصدق لما حدث، وبين الحين والآخر ينخرط في نوبة بكاء هيستيرية.. هدأ قليلا وتحدث بكلمات متلعثمة قائلا: « أمى كانت كل حياتى.. ضحت بكل شىء من أجلى أنا وشقيقى.. حرمت نفسها من كل متع الدنيا بعد وفاة والدى منذ 3 سنوات، ولم تقصر يوما في رعايتنا، وكانت سعادتها الوحيدة عندما ترى الفرحة في عينى أنا و«رامى».. هي تستحق لقب الأم المثالية، لا القتل على يد ابنها الأكبر».. صمت قليلا وأضاف بكلمات الحسرة والألم: « شقيقى رامى من المتعاطفين مع جماعة الإخوان، والرئيس المعزول محمد مرسي.. ومنذ خطابه الأخير الذي تحدث فيه عن الشرعية، وتأكيده استعداده للتضحية بحياته في سبيل الحفاظ على تلك الشرعية المزعومة، وشقيقى يعتقد أن مرسي هو الأحق برئاسة الجمهورية، وأنه سيعود يوما ما إلى الحكم رغما عن الجميع، وأهمل دراسته ما أدى إلى رسوبه في «التيرم الأول»، وتلقى إنذارا بالفصل من الجامعة بسبب توجهاته السياسية.. حاولت إقناعه بالالتفات لدروسه ومستقبله، والابتعاد عن الجماعة المحظورة وأنصارها.. لم يستمع لكلامى واتهمنى بمناصرة ما أسماه «الانقلابيون»، بسبب تأييدى لثورة 30 يونيو والقوات المسلحة بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي.. من هنا بدأت الخلافات والمشاكل بيننا، وتكررت مشاجراتنا كثيرا، وفى كل مرة كانت أمى تتدخل لإنهاء المشكلة، وكانت حريصة على ألا تغضب أحدنا، فكانت تقول « ربنا يعمل اللى فيه الخير لمصر».

توقف «محمد» عن الحديث وشرد ذهنه وكأنه يتذكر أمرا مهما ثم تنهد في حسرة وقال: « قبل الحادث بأيام.. أحضرت صورة للمشير السيسي، ووضعتها على مكتبى.. ما أن شاهدها شقيقى، حتى جن جنونه، ودخل معى في مشاجرة عنيفة، وحاول إحراق الصورة أكثر من مرة، ولكننى تصديت له ومنعته.. يوم الحادث استيقظت أمى مبكرا كالعادة، وخرجت لشراء الإفطار لنا.. أثناء غيابها دخلت في مشادة كلامية مع «رامى» بسبب السياسة أيضا، وإصراره على تمزيق صورة السيسي وإحراقها، ووصل الأمر إلى حد التشابك بالأيدى.. في هذه الأثناء عادت أمى، وحاولت تهدئة الموقف، وأخذت الصورة، وقالت إنها ستحتفظ بها ولن تظهرها حتى لا يغضب أحد.. ثارت ثائرة شقيقى، وحاول أخذ الصورة منها بالقوة لتمزيقها، وعندما رفضت أسرع إلى المطبخ وأحضر السكين وحاول تمزيق الصورة، وهى في يد أمى، غير أن السكين انغرست في جسدها وسقطت على الأرض جثة هامدة».. توقف الابن عن الكلام ودفن وجهه بين كفيه، وراح يبكى بشدة، ويردد كلمات لم يفهم منها سوى « ماتت أمى في لحظات، وفقدت نبعا متدفقا من الحنان.. قُتلت في يوم عيدها على يد ابنها، لا أعرف كيف سأواصل حياتى من دونها.. ليته قتلنى أنا وتركها تعيش.. منهم لله الإخوان.. تسببوا في التفريق بين الأشقاء بأفكارهم المسمومة، ودفعت الابن لقتل أمه»..أما الابن المتهم «رامى» فقد امتنع عن الكلام وبدا شارد الذهن غير مصدق لما حدث، وراح يتمتم بكلمات غير مفهومة تعبر عن ندمه الشديد على جريمته.

أما جيران المجنى عليها وأقاربها ومنهم « محمد المالطى، ونجية مرسي، وعمر مرزوق»، فقد أكدوا أن جارتهم زينب، كانت مثالا للأم الصالحة وتتمتع بسمعة طيبة بين الجميع.. لم تفكر في الزواج بعد وفاة زوجها منذ ثلاث سنوات، رغم صغر سنها، وعملت «خياطة» لتوفير مستلزمات أبنيةا رامى ومحمد، ونفقات دراستهما، خاصة أنهما كانا متفوقين.. وأضافوا: «منذ فترة بدأت الخلافات بين الشقيقين بسبب انتماءاتهما السياسية، وكثيرا ما وقعت بينهما مشادات ومشاجرات.. وفى المرة الأخيرة سمعنا صوت صرخات واستغاثات.. أسرعنا إلى منزل «زينب»، فوجدناها جثة هامدة وسط بركة من الدماء وأبنيةا يبكيان بجوارها.. أدركنا أن رامى قتل أمه، فاتصلنا برجال الشرطة الذين حضروا على الفور، وألقوا القبض على المتهم وبحوزته السكين المستخدمة في الحادث، وعثروا داخل غرفته على كتب خاصة بجماعة الإخوان، وإشارات وعلامات رابعة».. الشهود أكدوا كذلك أن الشقيقين رامى ومحمد، يتمتعان بأخلاق حميدة ومعروف عنهما الأدب الجم، ولم يتخيل أحد أن نهاية هذه الأسرة ستكون بتلك الطريقة الغريبة

قد يعجبك ايضا