هدد بقلب الطاولة عليهم إن شُرّحوا الجثه .. فكان القاتل
حصاد نيوز – كشف اطباء شرعيون عن قصص واقعية تؤكد أهمية تشريح الجثث بعد الموت خاصة في الحالات التي يشتبه بحصول الوفاة وسط ظروف جنائية.
وقال الطبيبان الشرعيان الدكتور اعوض الطراونة واحمد بني هاني في حديث لبرنامج “صحتك بالدنيا” على شاشة التلفزيون الأردني مساء الثلاثاء : أن هنالك من يعبر عن ندمه لانه رفض تشريح جثة أحد اقربائه بعد الوفاة.
وقال الطبيب الشرعي بني هاني أن الأطباء الشرعيين يتعاملون مع جثث الأموات كأنهم أحياء ، موضحاً أن ذلك يؤكد الحفاظ على كرامة الإنسان وقال “حتى أننا نستر العورات فنحن نتعامل مع حالة طبية”.
ولفت بني هاني إلى أنه في إحدى الحالات رفض أقرباء الميت تشريح الجثة وابلغتهم بأنني لبيت رغبتهم ولن اشرح، على الرغم من أني قمت بالتشريح بناء على قرار من المدعي العام.
ولفت الى أن عملية التشريح و”التخييط” تنفذ بطريقة مهنية ودقيقة لا تمتهن فيها كرامة الميت، وهو الأمر الذي لم ينتبه اليه أقرباء المتوفي حيث شعروا بأنه لم يحصل تشريحاً.
وأضاف ” تفاجأت بعد أسبوع بأنهم يطلبون تقرير الطب الشرعي بالحادثة، فسألتهم عن سر الطلب فاجابوا أن ذلك متعلقا بشؤون التأمين ومبلغ نحو 75 الف دينار، فقلت لهم أني قمت بالتشريح واعطيتهم التقرير”.
من جهته قال الدكتور اعوض الطراونة أن عملية تشريح الجثة أمر هام جدا لاحقاق الحق والعدل وكشف ما يتم اخفاؤه أحيانا، لافتا الى انه في احدى المرات عثرت الاجهزة الامنية على جثة قد تشوت نتيجة احتراق المركبة التي كان يستقلها.
وبين ” عندما فحصت الجثة شككت بنوع الحرق حيث ظهر لي بحكم الخبرة أن هنالك شبهة جنائية فطلبت صورة مسحية ومن ثم اتخذنا اجراءات تبين معها أن هنالك رصاصة مستقرة في القلب، ولاحقا تبين في التحقيقات أنه تم قتل المجني عليه بالرصاص ومن ثم حرقه داخل المركبة”.
وروى الطراونة قصة أخرى حيث وقعت جريمة قتل وتحرك الزملاء الى مسرح الجريمة واحضرت الجثة الى المستشفى ، وحينما ابلغنا الاهل بأننا سنكشف على الجثة ونقوم بالتشريح انتفض احدهم وتخطى كل الحواجز رافضا التشريح وقال “ساقلب الطاولة عليكم اذا شرحتم”.
ولفت الطراونة الى ان الرجل احدث شغبا واضحا ، فطلبت من الامن معرفة من يكن للميت فتبين أنه “صديقه الروح بالروح” ، ويقول الطراونة ” من خلال خبرتي بالعمل دارت الشكوك حول الشخص وتصرفاته واشرت الى ذلك حيث تبين بعد التحقيق وتتبع الدلائل انه القاتل”.
واكد الطبيان على أهمية لقاء الناس بلطف، مشيرين إلى أن الأطباء يقدرون الظرف النفسي الذي يعيشه أهالي المتوفين، فيما قال الطراونة أن رغم “تعاملنا مع الأموات إلا أن 65 % من شغلنا مع الأحياء” – في اشارة الى محاولات اقناع الاطباء للاهالي بأهمية تشريح الجثث والمشاحنات التي تحدث احيانا-.
وعلق الطبيب بني هاني حول حالات الشنق الارادية بالقول انها ليست كبيرة وتصل الى نحو 40 حالة في السنة بالمملكة.