“لغة الدواوين”: ألفاظ وعبارات غريبة تستهوي الشباب

41

62317_1_1395700927

حصاد نيوز – : “اطلع من راسي وسكر الباب”، “عراسي كزدره”، “ماكل مناغيش على الصبح”، “عمرك شفت راسك عصدر منسف”، “خاروف”، “اختصر وقسم على عشرة”، “بتلعب بعداد عمرك” وغيرها الكثير من المصطلحات التي يستعجب الكثير عند سماعها، ويظن الآباء والأجداد أنها لغة من عالم آخر.

“لغة الدواوين”، هي كلمات وعبارات شكّلها ويستخدمها الشباب (ذكورا وإناثا)، فيقال عن الشاب “ديونجي”، والفتاة (ديونجيه)، وهذا يعني أن كليهما “حدق”، و “فهلوي”.

الطالب مهند عزمي (16 عاما) يستخدم هذه “اللغة” ليس فقط مع أصدقائه في المدرسة والشارع، بل أيضا مع عائلته والمقربين منه.

يقول، “يعجبني جدا استخدام هذه المصطلحات (الدواوين)، ولا أجد عيبا في ذلك، فنحن نراها وسيلتنا للضحك والتخويت، وأحيانا نستخدمها للتحذير أو التهيؤ لإحدى الطوش”.

ويوضح عزمي شيئا من لغة “الدواوين”، فمثلا، عبارة “بتلعب بعداد عمرك”، تقال للشاب النافش ريشه، و”بسوي منك عشره صغار وبصيرو يدورو على بعض”، وتستخدم لاستعراض القوة، و”أحّه” تقال قبل الطوشة وقبل تسديد الضربة الأولى بثوان.

أما الأربعينية أم شريف فتتذمر من استخدام ابنها (14 عاما) وابنتها (17 عاما) للغة “الدواوين”، فلا يكفّان عن مناداة بعضهما بمصطلحات غريبة والتحدث بها، ولا تعلم معناها أحيانا، عدا عن الإيحاء للمعنى باستخدام لغة الجسد (العين، الحاجب، الأنف، الفم، اليد) حسب قولها.

تقول، “لا أدري بماذا سيفاجئنا هذا الجيل أيضا، فرغم توبيخاتي وتهديداتي المتكررة بحرمانهما مطالب عدة، إلا أنهما لا يأبهان، بل يحاولان إقناعي بأنها لغة يتعامل بها جميع الشباب بأعمارهم، ولن تؤثر مطلقا على أخلاقهما”.

وتضيف، “الحمد لله، أن هذه الدواوين لا تروق لابنتي الكبرى في المرحلة الجامعية، بل انها تندهش من أشقائها عندما يتحدثون ويتعاملون بها، وتصفهم بأنهم من كوكب آخر”.

ويعبر سامي عبدالله (22 عاما) عن رأيه قائلا، “لغة الدواوين هي لغة دارجة بكثرة بين معظم الشباب، ويصعب التكلم بها مع الجيل الأكبر، ونحن عندما نتحدث معهم بها يفهمونها بشكل خاطئ، أما فيما بيننا فيسهل الحديث بها”.

ويضيف، أتحاشى التحدث بها أمام عائلتي والأقارب، فلهم احترامهم وتقديرهم كما أنهم لا يتقبلونها ويرون بها لغة الشوارع، أما مع أصدقائي فالأمر مختلف، فهي لغة نعبر بها عن أحداث حياتنا اليومية، وعندما ينضم إلينا صديق جديد يخضع للامتحان إما “مقلع” فينضم إلينا أو “أحط”، أي ليس له بـ”الدواوين” فيخرج وبسرعة بعيدا.

ويذكر أن والده غضب كثيرا عندما سمعه يوما يتحدث مع صديقه عبر الهاتف النقال بهذه اللغة، ونصحه بقوله، “هل ترى أن هذه اللغة ستلائم وظيفتك في عمل ما، أو عندما تتقدم لخطبة إحدى الفتيات، وبلا شك أن كثرة تداولها مع أصدقائك سيوقعك بخطأ ما في الكلام، وحينها ستدرك قيمة ما أقول”.

من جهته، يبين استشاري الاجتماع الأسري مفيد سرحان، أن أكثر وسيلة للتعبير عما يجول في داخلنا من أفكار وآراء ومشاعر هي لغة الكلام، وهذه اللغة منتشرة بين الناس وربما تكون أسهل وسيلة للتعبير لأنها غير مكلفة ومع ذلك فإنها بحاجة إلى قدرة وفن بتوصيل ما نريد بطريقة صحيحة ومقبولة عند الطرف الآخر.

ويتابع، ومن شروط الحديث مع الآخرين أن تكون اللغة مفهومة ودلالات الكلام مفهومة عند الآخر، وألا يكون في المفردات المستخدمة أي إساءة للآخر سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة.

ويضيف، بعض الشباب للأسف أصبح يستخدم كلمات غريبة ولم تكن معروفة، بل إن بعض الألفاظ التي يستخدمها البعض تكون دلالاتها سيئة عند الغالبية، وبعض الكلمات التي ربما تستخدمها الفتيات أو النساء يجد فيها الرجل خروجا عن الحياء وعن المألوف، ومع قناعتنا بحدوث تطور وتغيرات في المجتمع فإن ذلك لا يعني أن ننزل لمستوى الحديث والخطاب لدرجة الابتذال أحيانا.

ويؤكد، لا بد من مراعاة ذلك خلال التخاطب داخل الأسرة، وأن لا يخرج أو يتحدث أحد الأبوين بألفاظ غريبة أو نابية، حتى لا يلتقطها الأبناء ويكررونها ويتناقلونها مع زملائهم.

قد يعجبك ايضا