تبرعات المساجد: شفافية صناديق وضبابية حسابات
حصاد نيوز – تصل إيرادات بعض المساجد يوم الجمعة الى مئات الدنانير خلال دقائق معدودة، ويمكن اعتبار بعض تلك المساجد من المساجد الفارهة قياساً بغيرها في بعض الأحياء الفقيرة في العاصمة الاردنية، عمان، إذ يجري تزويدها بكل وسائل الراحة والرفاه من تدفئة وفرش وديكوارات تكلف مبالغ طائلة.
وتعد ظاهرة تبرع المصلين في المساجد من ظواهر التكافل الايجابية في المجتمعات الإسلامية، ويأتي جزء من تلك التبرعات أو الصدقات للمحتاجين والسائلين وأبناء السبيل وأصحاب الحاجات، وجزء آخر من التبرعات والصدقات يستحوذ عليها بعض المتسولين، وقد يكون بعضهم في أمس الحاجة، وبعضهم امتهنوا الأمر لغير حاجة حقيقية.
ويلاحظ أن جزءاً كبيراً من تبرعات المصلين في بعض المساجد يجري استقطابه للمسجد نفسه، وهذا أمر جيد عموماً، إذ يتكفل المسلمون ببيوت الله التي يصلون بداخلها، فيغطون نفقاتها الجارية، وبعض الأعمال التطويرية فيها، ويسهمون في نفقات الأنشطة التربوية والتعليمية.
الغريب في أمر بعض المساجد، أنها تحتكر التبرعات والصدقات لفترة طويلة من أيام السنة، فتعلق اليافاطات التحذيرية التي تعتذر عن استقبال لجان الصدقات القادمة من خارج المسجد، مما يحول دون استفادة لجان التبرعات القادمة من المناطق الأقل حظا.
كذلك، فإن خطباء بعض المساجد يعلنون عن حاجات المسجد من النفقات الجارية أو التطويرية، لكنهم لا يعلنون عن حجم الإيرادات الداخلة إلى الصناديق، ولا يعلمون المصلين المتبرعين بالأوجه الدقيقة للإنفاق، وفي هذا مخالفة لمبادئ الشفافية، حتى وإن كانت لجان المسجد، أو هيئات وزارة الأوقاف تقوم بدور الرقابة، فإنه يظل من حق المتبرعين والمتصدقين أن يطلعوا عن تلك الأوجه.
فلماذا لا يقوم الإمام بإعلان الأرقام الحقيقية من إيرادات ونفقات مثلما يحث المصلين على التبرع للمسجد؟ لماذا لا يعلق كشف حسابات في باحات المسجد لإطلاع المصلين عملا بمبادئ الشفافية؟