الدكتورة اماني جرار من جامعة فيلادلفيا تصدر كتاب(المشاركة السياسية والتنمية المستدامة :المنظور الجندري)

126

حصاد نيوز _ صدر حديثا للدكتورة أماني غازي جرار الأستاذة المشاركة في جامعة فيلادلفيا كتاب بعنوان (المشاركة السياسية والتنمية المستدامة – المنظور الجندري). يأتي الكتاب الصادر عن دار صايل للنشر في ثلاثة فصول.

يتميز هذا الكتاب بكونه تناول بشكل موضوعي فلسفي كافة مشكلات المرأة ،لاسيما المشكلات السياسية التي تعاني منها المرأة ، والتي لها الأثر الأكبر على استحقاقات التنمية. فقد ركز الكتاب على بحث أهم المعضلات والتحديات في الشأن السياسي والقانوني والثقافي التي تؤثر في مستوى مشاركة المرأة سياسيا .

بتناول الكتاب قضايا المشاركة السياسية وقضايا التنمية المستدامة من منظور جندري،فيبحث المحور الأول التنمية المستدامة، حيث يلقي الضوء على فلسفة التنمية، ويوضح التنمية البشرية في مقارنة مع مفهوم التنمية المستدامة، ويعالج أشكال النمو والتنمية الاقتصادية .

أما المحور الثاني فيعالج قضايا النسوية والنوع الاجتماعي وعلاقتها بالتنمية المستدامة عموماً وبكافة أبعادها، ليشمل توضيح مفهوم الجندر، والنوع الاجتماعي، مشيراً إلى النشأة التاريخية وبدايات الوعي بالمفهوم، بالعودة إلى ركائز مفهوم الجندر، وبيان طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وتحليلها من حيث توزيع الادوار الاجتماعية.

كما تناول هذا الفصل الحركات النسوية تاريخها وأهدافها ونظرياتها. وتطرق الفصل إلى تاريخ التحليل النفسي النسوي، وتاريخ الحركة النسوية والنوع الاجتماعي ونظرياته. فاستعرض الاتجاهات الفكرية وموجات الحركة النسوية، وبين الموجات النسوية في الفكر النسوي الغربي، ثم كيف استفادت النسوية في العالم العربي من التجارب لفهم الجندر والمساواة بين الجنسين.

وقد بحث الفصل أيضاً خصائص المرأة لا سيما المتعلقة بقيم المحبة والسلام وروح التسامح. وعكف الكتاب على توضيح أهمية محاربة ظاهرة العنف والتمييز ضد المرأة.وتناول الكتاب أيضاً خارطة المشاركة السياسية لنساء العالم ، مسلطاً الضوء على أهمية السعي نحو التغيير المنشود للرقي الإنساني في المجتمعات المختلفة. فقد تناول مسألة أشكال التغيير، ولاسيما التغيير الاجتماعي، حيث تم تحديد أسباب وأشكال مشكلة عدم التوازن في العلاقة بين الرجل والمرأة. من هنا فقد تناول هذا المحور موضوع تحليل النوع الاجتماعي، وقد بحثت العلاقة بين التنمية والنوع الاجتماعي. وقد بين الكتاب النظرة التقليدية لدور المرأة التي أغفلت قدرتها على المشاركة في التنمية.

 

وقد عكف الكتاب على تبيان أسس إدماج المرأة في التنمية، واستعراض لأهم قضايا المرأة، وكيف نعمل على تمكين المرأة من أجل المساهمة في تحقيق الأهداف الإنمائية. فناقش هذا الفصل أيضاً كيفية تعزيز القدرات الاقتصادية للمرأة، ومأسسة وتحفيز الوعي بالنوع الاجتماعي. حيث يسعى الكتاب إلى التصدي لمواجهة فكرة تابعية الجندر من خلال توضيح حقيقة مفاهيم الجندر، وكيف تسعى المجتمعات المتقدمة إلى تحقيق التوازن بين المرأة والرجل في المؤسسات ومراكز صنع القرار، بحيث تتوخى القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة أولاً، وإزالة كافة معوقات تحقيق اهداف الجندر، بدءاً من التنشئة الاجتماعية وضمان عدم التمييز ضد المرأة، والحد من انتشار الأمية بين الفتيات والنساء.

كما استعرض الكتاب المؤتمرات الدولية والاقليمية ذات الصلة بالمرأة والجندر، والاستفادة منها لا سيما من أجل بذل مزيد من الجهود في تحليل المقررات ذات الصلة بالجندر، مع الاحتفاظ بنظرة نقدية للمؤتمرات الدولية ذات الصلة بالمرأة والجندر، وكذلك حقوق المرأة عبر المواثيق الدولية.

وقد ارتكز هذا الفصل على استخدام اللغة الجندرية ومصطلحات الجندر، وتوضيح إشكالات التطبيق، من أجل تقويم مفهوم الجندر، وتبيان كل ما يطرحه المؤيدون والمعارضون، وتقويم برامج النوع الاجتماعي، وحسن المتابعة باستخدام آليات النجاح الممكنة.

وقد تناول الكتاب قضايا المرأة في المجتمعات النامية والأردن بشكل خاص.

أما المحور الثالث للكتاب بعنوان (المشاركة السياسية وتمكين المرأة في العمل السياسي)، فقد تناول موضوع المشاركة السياسية وكيفية تمكين المرأة سياسيا والعمل على تمكينها في مجالات العمل السياسي . ويشير هذا الفصل الى أهمية تعليم المرأة من أجل تمكينها ورفع درجة وعيها السياسي والاجتماعي. ويوضح هذا المحور أيضا أهمية ودور التسامح الذي تتميز به المرأة عموما في توسيع درجة وعيها السياسي لتمكينها من المشاركة السياسية بفعالية وتميز. ولم يغفل هذا الفصل دراسة أثر طبيعة العقل العربي والعقل النسوي تحديدا على شكل ودرجة ونوعية المشاركة السياسية للمرأة وكيف يؤثر ذلك على استقلال المرأة ووصولها الى مواقع صنع القرار. وقد جرى استعراض لواقع ومستوى مشاركة المرأة عالميا ومحليا في الشأن العام والانتخابات البرلمانية والبلدية وفي العمل الحكومي . ولم يغفل الفصل هذا الإشارة الى مشاركة المرأة بمواقعها ومجالاتها المختلفة في خدمة المجتمع المحلي والدولي أيضا . ولفهم ذلك كان لابد من الاطلاع على مشكلة فجوة الأجور أمام المرأة في المواقع القيادية . حيث تضمن خارطة المشاركة السياسية للمرأة عالميا وكذلك عربيا وأردنيا . وذلك بعد تقييم أوضاع المرأة في المجالات المختلفة والسياسية بشكل خاص ، وتطوير سياسات وبرامج الحماية للمرأة من كافة أشكال التمييز ضدها لاسيما العنف الانتخابي والسياسي الممارس مجتمعيا ضدها نظرا للبيئة المعاشة والتي تتباين من حيث مستوى الديموقراطية .

وهكذا فقد بحثت الدكتورة جرار في أسس مشاركة المرأة السياسية من أجل المساهمة أيضا في جهود التنمية المستدامة. فالدارس لمنجزات التنمية المستدامة يجدها تتقاطع وتتكامل معا من خلال تفعيل المشاركة السياسية وعقد الشراكات على المستوى الدولي. فلا يفوت التنمويين والمفكرين والمهتمين بقضايا الجندر أن تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية هو الطريق نحو مأسسة مشاركتها في جهود التنمية المستدامة . فالكتاب يعمل على التوعية بأهمية المشاركة السياسيسة من أجل التنمية وتوضيح أهم قضايا الجندر ودور المرأة في المشاركة السياسية وذلك من خلال تعزيز تواجدها في مواقع صنع القرار لتمكينها سياسيا من خدمة قضاياها التنموية على المستوى المحلي والعالمي.

وأخيراً ألقت الدكتورة جرار في كتابها هذا الضوء على أهمية المشاركة السياسية وقضايا النوع الاجتماعي والتنمية المستدامة التي لا تتحقق دون ضمان تطبيق أسس المساواة والعدالة وتمكين للمرأة ومشاركتها السياسية

 

قد يعجبك ايضا