الطفل “يوسف سامي شوامرة” يدفع حياته ثمنا للدراسة أمام عمته

60

61605_1_1395259302

حصاد نيوز – سعى الفتى يوسف سامي شوامرة لالتقاط نبتة (العكوب) من أرض عائلته التي يشقها جدار الفصل العنصري على أطراف الخليل في جنوب الضفة الغربية، لكنه عاد جثة هامدة تخترقها عيارات ناريه استهدفته من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ومثلت حادثة استشهاد يوسف أحدث جرائم الاحتلال في استهداف الفتية والأطفال دون ذنب لهم سوى رغبتهم بتحصيل القليل من المال الذي يعينهم على مصروفهم الشخصي وإن كان من نباتات أرضية.

وكان يوسف اعتاد ومجموعة من رفاقه على التقاط (العكوب) المستخدم في الطعام في موسم الرّبيع من كل عام، وببعه لتجار محليين مقابل أثمان زهيدة يستعينون بها على الحصول على مصروفهم اليومي في المدرسة ومساعدة عائلاتهم التي تعاني الفاقة وسوء الأحوال الاقتصادية.

إلا أن رصاص الاحتلال كان ليوسف بالمرصاد هذه المرة ليعدم حياته، دون اكتراث بحالته الإنسانية وحاجته لأموال زهيدة تدفع مسيرة حياته القاتمة بفعل قساوة الاحتلال.

والأصعب في حادثة استشهاد يوسف أنها جرت أمام نظر عمته رسمية الشوامرة التي كانت شاهد عيان على الجريمة بينما ترعى أغنامها في مكان قريب من جدار الفصل.

تقول رسمية لوكالة ‘صفا’، إنها فوجئت بسماع إطلاق ثلاث عيارات نارية أطلقها جيب عسكري للاحتلال خارج حدود جدار الفصل، ثم صدمت بنجل شقيقها يجر أرضا من قبل الجنود وهم مغمس بالدماء.

ولم تبلغ سمية على الفور بنبأ استشهاد يوسف بينما حضرت إلى المكان سيارة إسعاف عسكرية ونقلته إلى مكان مجهول.

وتضيف ‘فجعنا بعد ذلك بنبأ استشهاده دون ذنب ارتكبه فهل يتحمل جسد الفتى الصغير ثلاث رصاصات؟ وهل دماء البشر ألعوبة بأيدي هؤلاء؟ .

وما تعرض له يوسف كان ليصيب أبن عمه نعمان الذي اعتاد على مرافقته في قطف (العكوب) لكنه تخلف هذه المرة.

ويشرح نعمان لمراسل ‘صفا’ إنهم يبيعون النبتة مقابل الكيلو الواحد بستة شواقل لكن لم يدر بخلدهم يوما أن هذا الثمن البخس يمكن أن يكلف أحدهما حياته.

ويشير مع ذلك إلى أنهم يتعرضون يوميا لمضايقات من قبل قوات الاحتلال التي دأبت على احتجازهم لساعات طويلة داخل أحد المعسكرات والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل بتهمة اجتياز الجدار.

وفجعت عائلة يوسف بنبأ استشهاده فخيم الحزن والغضب الشديد على منزلها.

ولم تجد جدة الشهيد أم سامي سوى النواح والنحيب لرثاء حفيدها وسط جمع غفير من النسوة اللاتي قدمن لمشاركة العائلة حزنها.

وتقول الجدة المكلومة لوكالة ‘صفا’ إن حفيدها قضى وهو في عمر نعومة الأظافر لا لشيء سوى لأنه سعى بطفولته لتحصيل مصروفه.

وبالنسبة إلى أم سامي فإن استشهاد يوسف بهذه الطريقة مثل كابوسا ظلت تلح لو كان بإمكانها تكذيبه.
لكنها صبت جام غضبها على ‘عمالة’ و’تخاذل’ العرب والمسلمين، وصمتهم عن ظلم اليهود للشعب الفلسطيني وأبنائه الذين يعانون البطش والفقر معا.

وتقول عائلة الشهيد إن الاحتلال يتربص بكل من يفكر بالاقتراب من أرضه المحاذية لجدار الفصل العنصري، حتى تستمر عمليات استيلائه عليها.

ويمكن معاينة بؤرة استيطانية ضخمة على مرمى البصر تتواصل فيها أعمال البناء والاستيطان عبر آليات ضخمة في أرض عائلة الشهيد يوسف الذي قدر له أن يرويها بدمه فضلا عن قطف النباتات منها.

وقبالة بيت العزاء ارتسمت ملامح الألم والحزن على وجه زملاء يوسف الذين افتقدوه مرتين، الأولى من مقعد الدراسة والثانية من بحثهم اليومي عن نبتة (العكّوب) في جبال قريتهم علها تنجيهم العوز والفقر رغم تربص الاحتلال بهم.

قد يعجبك ايضا