ماراثون مسلسلات الكويت.. تنوع في الشكل وجرأة في الطرح

195

حصادنيوز– المنافسة على أشدها في الكويت بين 12 مسلسلا دراميا خلال شهر رمضان، وتتنوع تلك الأعمال في الموضوعات والقضايا التي تطرحها على الساحة الفنية في البلاد.
وفي الوقت الذي يرى البعض ضرورة التمهل قبل إصدار التقييم عن الأعمال الدرامية حتى تتضح المعالم الفنية لتلك المسلسلات، يرى آخرون أن الدراما الكويتية رائدة في الخليج وتقدم أعمالا فنية جديرة بالمنافسة في المنطقة.
وساعدت المنصات التي دخلت المنافسة مؤخرا في إيجاد سوق جديدة للدراما تستطيع استيعاب عدد أكبر من الأعمال، على خلاف وجود قنوات رسمية محدودة قديما، مما شجع شركات الإنتاج على المزيد من الأعمال.
المنصات الجديدة
وترى الناقدة الفنية الكويتية ليلى أحمد، في حديث للجزيرة نت، أن المنصات شجعت المنتجين على مزيد من المسلسلات بخلاف أيام الاعتماد فقط على التلفزيون والفضائيات، ومعظم الفنانين يجدون الكويت مكانا مناسبا للإقامة حيث سهولة وصول المنتجين لهم والتوقيع على أعمال جديدة.
ويعد مسلسل “من شارع الهرم” من أبرز الأعمال هذا العام، وهو من كتابة هبة مشاري حمادة، إخراج المثنى صبح، بطولة هدى حسين وخالد البريكي وليلى عبد الله ونور الغندور وآخرين.
وتدور أحداثه حول طبيبة ووالدة وجدة عطوفة تضع القوانين للعائلة كلها المكونة من أم و6 أبناء وزوجاتهم والأحفاد حيث لا خصوصية لأحد في بيت أو حتى في عمل، وحين تصل راقصة من شارع الهرم بمصر لإحياء زفاف أحد الأبناء تقرر استغلال العائلة.
وتوضح الناقدة ليلى أحمد أن هذا المسلسل يمثل مقياسا للحريات في الكويت، فقد أحدث ضجة كبيرة قبل عرضه، وقالت “شخصيا قد أختلف مع بعض الأمور الفنية في المسلسل لكني لا أختلف مع الطرح لأن حق التعبير الفني مكفول لأي دراما تعبر عن شريحة مجتمعية بالبلد وفي النهاية الفن متعة ومعلومة وترفيه”.
غير متماسك
وعرجت الناقدة الكويتية إلى مسلسل “ناطحة سحاب” للنجمة سعاد عبد الله، معتبرة أنه لم يخرج عن إطار العلاقات الاجتماعية وتبني موهبة ما وتطوير الذات، موضحة أن الفكرة غير متماسكة فضلا عن مشكلات بالإخراج والمونتاج “لكن الناس ترتبط بالنجمة التي يحبونها (سعاد) لذا فالمسلسل لا يزال يحظى بالمتابعة”.
أما مسلسل “سنوات الجريش” بطولة حياة الفهد وهبة الحسين، فيناقش المرحلة التاريخية ما قبل الحرب العالمية الأولى وأيام وجود الإنجليز في المنطقة خلال أربعينيات القرن الماضي وما نتج عن هذه الحروب، وانتظار أم عودة ابنها سالم من الحرب لكنه لا يعود.
أما الفنان البحريني أحمد سعيد المشارك في مسلسل “حب الباهر” فيقول إن العمل يتحدث عن الطمع في عائلة سعد الذي يتطلع مع زوجته للوصول إلى عائلة الباهر بالرغم من الفارق الاجتماعي الكبير بينهما، معتبرا أن دوره في المسلسل بشخصية “فيصل جابر” كان يتطلب اكتشاف إلى أي مدى يختار الإنسان أن يكون أنانيا وظالما وفي نفس الوقت هو مظلوم.
تطوير الشخصية
ويضيف سعيد في حديث للجزيرة نت أنه “قام بعمل العديد من البروفات حتى تطورت الشخصية من خلال النقاشات، وكل مرة كنا نجرب عناصر جديدة في الشخصية والمخرج كان يتواصل معي كممثل قبل أن يكون مخرجا”.
وأوضح أن دوره في المسلسل دفعه إلى قراءة كتب في الفلسفة وعلم النفس وعلم الإنسان، حتى يتمكن من تقمص الشخصية والسيطرة عليها.
ومن جانبه يرى الناقد والفنان المصري محمود عباس أن موسم رمضان في الكويت هذا العام يشهد تميزا ملحوظا في جودة وجرأة مواضيع الدراما الكويتية، وفي مقدمة هذه الأعمال مسلسل “من شارع الهرم” الذي أثار الجدل في الشارعين الكويتي والمصري حتى قبل أن يُعرض.
ويرى عباس -في حديث للجزيرة نت- أن “ناطحة سحاب” للمخرج عيسى ذياب وبطولة سعاد عبد الله بدأت أحداثه بشكل مفاجئ لمشاجرة وبدون مقدمات أمام عقار تملكه عامرة “سعاد عبد الله” وتتوالى أحداثه بشكل غير مفهوم بعده الدرامي.
ويضيف أن الفنانة المصرية روجينا -التي تشارك في مسلسل “كيد الحريم” مع هنادي الكندري وإخراج مصطفى فكري- تحاول استثمار نجاحها الطاغي في شخصية “فدوى” في المسلسل المصري “البرنس” الذي عرض موسم رمضان قبل الماضي، متوقعا أن يحقق العمل نجاحا كبيرا على مستوى الخليج.
وتقوم روجينا في مسلسل “كيد الحريم” بشخصية “سمية” الأرملة لزوج كويتي وتواجه الحياة من بعده مع بناتها حيث تتشابك مع تقاليد عائلة زوجها في عدة قضايا، ومع هذا الصراع يتبين الوجه الأصيل لكل طرف مهما كانت الخلافات، في إطار كوميدي.
كما يأتي مسلسل “هيا الروح” من خلال البطلة هيا التي تتمثل الملائكة في شخصيتها، وبالرغم من إعاقتها تتحدى كل الظروف وتصر على مواجهتها، وخاصة عمها مبارك الذي تركها في رعاية عبد الرحمن زوج أمها.
يستمر الماراثون الكويتي في تنافس على جذب انتباه المشاهدين، ولن تحسم النتيجة حتى انتهاء هذا الشهر وإعلان المتابعين من جمهور ونقاد رأيهم في تلك الأعمال الدرامية.
قد يعجبك ايضا