لا عزاء للفقراء في متابعة مونديال البرازيل
حصاد نيوز – : ينشغل الشارع الرياضي المحلي خصوصا والعربي عموما هذه الأيام، بموضوع حقوق بث نهائيات كأس العالم 2014 لكرة القدم، التي تنطلق في 12 حزيران (يونيو) المقبل، وما يترتب عليه من تكلفة مالية قد ترهق ميزانيته أو تجعل من متابعته مباريات المونديال أمرا صعب التحقيق.
ومنذ مونديال ألمانيا العام 2006، تحتم على المتابع الرياضي في كافة أنحاء العالم، الاشتراك في قنوات تلفزيونية خاصة لحضور مباريات أهم بطولة كروية ورياضية على الإطلاق، وامتد الأمر ليشمل كافة المسابقات المهمة الأخرى مثل البطولات القارية للمنتخبات، ودوري أبطال أوروبا الشهير، إضافة إلى بطولات الدوري المعروفة في “القارة العجوز”.
ومع اقتراب مونديال البرازيل الذي سينطلق بعد ثلاثة أشهر من الآن، يعيش الجمهور الرياضي حالة من الترقب بانتظار إمكانية تخفيض الأسعار مع مرور الوقت نظرا لارتفاعها مقارنة بمونديال جنوب افريقيا قبل 4 أعوام.
ومن المعروف أن قنوات بي ان سبورت (الجزيرة الرياضية سابقا)، هي مالكة الحقوق الرسمية لبث نهائيات كأس العالم 2014 في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وفرضت على المتابع رسوما مالية مرتفعة بالنسبة إلى محدودي الدخل أو حتى الطبقة المتوسطة.
وحسب الموقع الإلكتروني الرسمي للشبكة القطرية، فإن قيمة الاشتراك في باقة كأس العالم التي تشمل إضافة إلى مباريات البطولة كاملة، اشتراكا كاملا لمدة عام، 280 دولارا أميركيا، أي ما يعادل 198 دينارا أردنيا.
لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث يتوجب على المشترك أيضا شراء جهاز استقبال (ريسيفر) يحمل اسم الشبكة نفسها، ويبلغ ثمن الجهاز الواحد ما يقارب 100 دينار أردني.
ورغم أن بي ان سبورت أعلنت عن وجود 3 أنواع من أجهزة الاستقبال، إلا أن جهازا واحدا فقط متاح حاليا في السوق المحلي، ولا يوجد سعر ثابت له، ففي الوقت الذي يبيع فيه بعض الوكلاء الرسميين للشبكة جهاز الاستقبال بـ90 دينارا مع اشتراك في كافة القنوات حتى منتصف أيار (مايو) المقبل، فإن وكلاء آخرين يبيعون الجهاز نفسه بسعر أكبر وصل لدى وكيل رسمي معروف استفسرت “الغد” عن أسعاره إلى 134 دينارا.
وفي النهاية فإنه إذا أراد الفرد الحصول على اشتراك منزلي لمتابعة مباريات كأس العالم فيتوجب عليه دفع ما يقارب 300 دينار، مع العلم بأنه سيستطيع أيضا متابعة كافة قنوات الشبكة التي تبث أهم المسابقات الرياضية والكروية لمدة عام من تاريخه.
ولجأت شبكة “سي ان سبورت” إلى أجهزة الاستقبال الخاصة، لمحاولة منع القرصنة على قنواتها كما حدث قبل أربعة أعوام، كما أنها تريد أيضا الحد من محاولات التشويش التي عكرت صفو البث لكافة مشتركيها خلال مباريات كأس العالم 2010.
وتجبر القوانين التي يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الشبكة الرسمية الحاصلة على حقوق بث بطولاتها، تشفير قنواتها لمنع القرصنة والحد من متابعة هذه البطولات من قبل مناطق جغرافية أخرى لديها ناقل رسمي مختلف، إلا أن الرسوم المفروضة على المتابع المحلي تبدو مرتفعة ولا يقوى عليها غير فئة محدودة من الناس.
وازدادت في الآونة الأخيرة التكهنات بشأن قدرة أجهزة الاستقبال التي تفك الشيفرات عن طريق شبكها بالإنترنت، على اختراق شيفرة “بي ان سبورت”، لكن المتخصصين والفنيين في هذه الناحية لا يملكون أجوبة صريحة أو كافية بخصوص هذا الشأن، بسبب استخدام الشبكة القطرية لأحدث وسائل البث والحماية، ما يقلل من احتمالات المتابع الرياضي لمشاهدة الحدث.
وما يزيد الطين بلة، هو الترقب الذي يدور حول قرار وقف بيع “الأراجيل” في المقاهي الشعبية المقرر العمل به ابتداء من الشهر المقبل، وما إذا كان سيؤدي العمل به إلى توقف بعض المقاهي عن شراء اشتراكات تجارية في شبكة “بي ان سبورت” لتدني مستوى دخلها المعتمد أساسا على “الأراجيل”.
وقد يكون الحل المنطقي الوحيد هو وضع شاشات عملاقة في مختلف محافظات المملكة بإشراف أمانة عمان الكبرى والمجلس الأعلى للشباب، من أجل تخفيف العبء عن كاهل الجمهور الرياضي الشغوف بهذه البطولة.
نعلم تماما قيمة المبالغ المالية المرتفعة التي دفعتها “بي ان سبورت” للحصول على حق بث بطولاتها المختلفة، ولا ينكر أحد أن لها الحق في الانتفاع ماديا من هذا الاستثمار الضخم، لكن ضحية هذا الاستثمار هذ نهاية الامر هو المشاهد العربي ذو الدخل المحدود الذي يكد للحصول على قوته اليومي.