الجيش الروسي يقصف خاركيف ويضيّق على كييف ويفتح ممرات إنسانية
يواصل الجيش الروسي الاثنين هجومه الشامل على أوكرانيا، فلا يزال يقصف خاركيف ثاني مدن البلاد ويحاول تطويق العاصمة كييف، في وقت كان من المنتظر أن تعقد فيه خلال ساعات جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية، لكن الأمل اليوم بنجاحها بات ضئيلاً.
ووفق ما أفادت به هيئة الأركان الأوكرانية فإن القوات الروسية تركز جهودها على خاركيف وتشيرنيغوف وسومي وميكولاييف، إلى جانب “حشد مواردها لشن هجوم” على كييف.
واستهدف قصف جوي مكثف مساء أمس الأحد مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، مستهدفاً خصوصاً مجمعاً رياضياً تابعاً لجامعة محلية ومبانٍ مدنية.
ودارت معارك عنيفة طوال يوم الأحد في ضواحي العاصمة، لا سيما حول الطريق المؤدي إلى جيتومير الواقعة على بعد 150 كيلومتراً غرب كييف، وكذلك في تشيرنيغيف التي تقع على مسافة 150 كيلومتراً شمال العاصمة.
أما في العاصمة فيقف الجيش الأوكراني على أهبة الاستعداد لتدمير الجسر الأخير الذي يربط المدينة ببقية المناطق غرباً لوقف تقدم الدبابات الروسية.
ويواصل الجيش الروسي في الأثناء حصاره مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية على بحر آزوف جنوب شرقي البلاد. كما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالاستعداد لقصف مدينة أوديسا على البحر الأسود.
وصرح عقب ذلك المتحدث العسكري الإقليمي سيرغي براتشوك بأن صواريخ روسية أطلقت من البحر سقطت الاثنين على قرية توزلي بمنطقة أوديسا. وأشار إلى أنها استهدفت “منشآت حيوية” لكنها لم تسفر عن إصابات.
كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن روسيا جندت مرتزقة سوريين من ذوي الخبرة في حرب العصابات في المدن للمشاركة بالمعارك في أوكرانيا.
الجيش الروسي.. قتلى وخسائر مادية
من جانبها أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية مقتل 40 جندياً روسياً وتدمير 11 آلية عسكرية في الاشتباكات بمدينة لوهانسك شرقي البلاد.
وأوضحت الأركان العامة في بيان فجر الاثنين أن الجيش الأوكراني استمر في الحفاظ على مواقعه في لوهانسك وألحق الضرر بالعدو.
وأضاف أنه نتيجة الهجمات المضادة الناجحة للجيش الأوكراني فقدت القوات الروسية 40 جندياً و11 آلية عسكرية.
وفي وقت سابق الأحد أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية مقتل أكثر من 11 ألف جندي روسي منذ بداية الهجوم العسكري على أوكرانيا.
فتح ممرات إنسانية
بدوره أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده لن تسامح القصف المتعمد للمدنيين العزل، مفنداً التصريحات الروسية باستهداف الأماكن العسكرية فقط.
وقال زيلينسكي في رسالة مصورة الأحد: “لن نسامح القصف الذي استهدف المدنيين العُزل في مستشفى أوهماتديت. لن نسامح تدمير بنيتنا التحتية أبداً”.
وأشار إلى أن معظم هذه المباني جرى بناؤها منذ عقود خلال الاتحاد السوفيتي، مضيفاً: “آلاف الناس يعملون هنا ويعيشون في مكان قريب. هذه جرائم وقتل متعمد”.
ومنح الرئيس الأوكراني لقب “مدينة الأبطال” لمدن خاركيف وتشيرنيهيف وماريبول وجوستوميل وفولنوفا لمقاومتهم للهجمات الروسية.
ومن جانبها فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً حول الوضع في أوكرانيا، وتحدثت منظمة الصحة العالمية أيضاً عن وقوع هجمات على مرافق صحية، في وقت قالت واشنطن إن معلومات “موثوقة جداً” تفيد بأن روسيا ارتكبت جرائم حرب منذ بدء الغزو في 24 فبراير/شباط الماضي.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن الحرب بأوكرانيا تسببت في “أزمة اللاجئين الأسرع تفاقماً بأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية”. وقال غراندي الأحد إن “أكثر من 1.5 مليون لاجئ أوكراني عبروا إلى البلدان المجاورة بـ10 أيام”.
وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي سيوقف إطلاق النار ويفتح ممرات إنسانية في عدة مدن أوكرانية بما في ذلك العاصمة كييف، الساعة 10 بتوقيت موسكو من اليوم الاثنين.
وأضافت أنه إلى جانب كييف ستُفتح أيضاً ممرات من مدن خاركيف وماريوبول وسومي بناء على طلب شخصي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبالنظر إلى الوضع الحالي في تلك المدن.
الجولة الثالثة من المفاوضات.. حظوظ ضئيلة
من المقرر أن تعقد جولة ثالثة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا اليوم الاثنين. لكن آمال النجاح حسب ما أكده محللون ومراقبون باتت ضئيلة، فقد وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شرطاً مسبقاً لأي حوار يتمثل في قبول كييف جميع مطالب موسكو، ولا سيما نزع سلاح أوكرانيا وجعلها دولة محايدة.
وكانت الجلستان السابقتان من المحادثات عند الحدود الأوكرانية-البيلاروسية وعند الحدود البولندية-البيلاروسية قد أسفرتا عن اتفاق بشأن إنشاء “ممرات إنسانية” لإجلاء المدنيين.
كما أكد بوتين خلال محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد بأنه “سيحقق أهدافه” في أوكرانيا “إما من خلال التفاوض وإما من خلال الحرب”.