الأردن : انتشار المخدرات يصل إلى الخطوط الحمراء
حصاد نيوز – نشرت صحيفة الدستور الأردنية تقريراً حول انتشار المخدرات في الأردن .
وتالياً نصه :
تُعد المخدرات بكافة أنواعها آفة العصر ومشكلة حقيقة تستهدف الشباب وتستنزف الاقتصاد الوطني وتدمر صحة المجتمع ، حيث يتفق الجميع على ضررها البالغ على الحياة الاجتماعية والصحية والاقتصادية وضرورة العمل للحيلولة دون اتساعها بالتصدي للمهربين والتشدد في التشريعات لمواجهة وسائل متجددة ومبتكرة يخترعها المهربون لتغطية عملياتهم .
ويُعزي مراقبون انتشار المخدرات الى التطور الهائل في وسائل الاتصال والانتقال والى طول الحدود المجاورة ، اضافة الى حالات انتاج المخدرات محليا ، كما ان التظاهرات والحراكات الاحتجاجية ساهمت في تفشي الظاهرة كونها افقدت الاجهزه الامنية صرامتها في التعامل مع التجار وزارعي المخدرات ، الامر الذي اوجد مناطق في المملكة عصية على المكافحة .
وأثارت دراسة نشرها مكتب هيئة الأمم المتحدة الخاصة بالجريمة والمخدرات عام 2013 حول وضع المدارس الحكومية الأردنية، قلقاً لدى المسؤولين وأولياء الأمور في المملكة .
وأشارت الدراسة إلى نمو عدد الطلاب، من الجنسين، الذين يتعاطون الكحول والمخدرات، على رغم أن النسب ما زالت متدنية. وبلغ حجم العيّنة التي شملتها الدراسة 2471 طالباً وطالبة في 26 مدرسة حكومية، تراوحت أعمارهم بين 11 و16 سنة.
وحلّ تعاطي الحبوب المهدئة في المرتبة الأولى بين طلاب المدارس بنسبة بلغت 2،4 في المئة من هؤلاء. وكان لافتاً أن حجم انتشار هذه الآفة بين الطالبات أعلى من الطلاب الذكور، بحسب نتائج الدراسة.
واحتل تناول الكحول المرتبة الثانية بنسبة 2.3 في المئة. وتوجد سوق سوداء رائجة في مدن أردنية عدة، وكذلك في بيئة بعض الجامعات، تتوافر فيها كميات الحبوب المخدرة، سواء عبر صيدليات خاصة أو عامة، أم عن طريق التهريب بأشكاله المختلفة.
ورصدت الدراسة انتشار استنشاق المواد المخدرة والطيارة (المواد التي تتحول إلى غازات) بنسبة 2.2 في المئة من العينة، وتساوت فيها نسبة التعاطي بين الإناث والذكور.
ويبلغ عدد الاشخاص المضبوطين بقضايا المخدرات حسب البيانات الرسمية لدائرة مكافحة المخدرات (8945) شخصا منهم (1154) شخصا بقضايا اتجار وترويج و(7791) حيازة وتعاطي مواد مخدرة.
كما تشير البيانات إلى ان عدد الاردنيين المضبوطين وصل الى (7809) اشخاص ، وغير اردنيين (1136) شخصا .
وبين مدير ادارة مكافحة المخدرات العقيد سامي الهميسات الجهود التي تقوم فيها الادارة للحد من انتشار المخدرات في المجتمع الاردني وطرق مكافحتها من خلال تكثيف الندوات التوعوية ومراقبة الاشخاص المشتبه بهم بالاتجار او التعاطي لهذه الافة الضارة بصحة الانسان والاقتصاد الوطني .
ولفت الهميسات الى ان الادارة ومن خلال مركز علاج المدمنين التابع لها تعمل على علاج المدمنين ومتابعة علاجهم بكل سرية ومجانا .. حيث بلغ عدد الحالات التي تم علاجها بالمركز خلال العام الماضي 599 شخصا بالاضافة الى معالجة 151 شخصا خلال الربع الاول من العام الحالي .
وقال ان الادارة وضعت خطة توعوية نفذتها خلال العام الماضي حيث شارك ضباط وكوادر الادارة في اعطاء 2519 محاضرة توعوية في حين بلغ عدد الزيارت لادارة مكافحة المخدرات من قبل المدارس و الكليات والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني 118 زيارة .
وبين الهميسات ان عدد قضايا المخدرات خلال العام الماضي بلغ( 1479 )قضية منها (155 ) اتجارا و (1124 ) حيازة وتعاطي في حين بلغ عدد الاشخاص المضبوطين فيها ( 2008 ) اشخاص منهم ( 206 ) اتجار و (1802 ) حيازة وتعاطي وبلغ عدد الاردنيين منهم ( 1756) وغير الاردنيين (252 ) وبلغت الكميات المضبوطة ( 6 مليون و697 الف حبة كبتاجون و ( 161) كغم حشيش ومارغوانا و (35 ) كغم حشيش و ( 57) كيلو هيروين وحبوب اخرى ( ترامال ) 19 مليون حبة .
واستعرض الهميسات احصائية الكميات المضبوطة خلال العام الماضي في محافظة معان حيث بلغت ( 2 مليون و270 )الف حبة كبتاجون و (3 كغم )حشيش و(10 كغم )هيروين وبلغ عدد القضايا المضبوطة 98 قضية وعدد المضبوطين 118 شخصا . واشار الهميسات انه من العام الحالي وحتى نهايه شهر شباط بلغت عدد القضايا المضبوطة في محافظة معان 19 قضية منها (4) اتجار و (15) حيازة وتعاطي وبلغ عدد الاشخاص المضبوطين ( 19 ) منهم ( 5 ) اتجار و (14 ) حيازة وتعاطي والكميات المضبوطة ( 3 مليون ونصف المليون حبة كبتاجون) .
وبين انه تم تزويد الادارة بعدد من الاجهزة المتطورة لكشف المخابئ السرية للشحنات التي تعبر الحدود الاردنية ويبلغ تكلفة الجهاز الواحد منها 15 مليون دينار ، اضافة الى الكلاب البوليسية و العملية الاستخبارية التشاركية التي تشارك بها كافة الاجهزة الامنية الى جانب القوات المسلحة .
وقال مدير مركز الدراسات وتنمية المجتمع في جامعة الحسين الدكتور محمد النصرات ان وسائل التواصل الاجتماعي اصبحت وسيلة مؤثرة في ترويج المخدرات من خلال تداول طرائف ونكات ما يسمى بالمحششين «وهم متعاطو المخدرات والخمور» للتعاطي معها بروح الفكاهة ، معتبرا ان هذه الرسائل بمثابة وسيلة دعائية للترويج لهذه الفئة والمخدرات وترسيخ مفهوم غير صحيح وهو أن المخدرات والحشيش تجلب السعادة وتزيد من خفة الدم وروح الفكاهة، وهذا ما يجعل المدمن يتعاطى الحشيش لغرض المتعة والتسلية، وبعد ذلك يصبح أسيرا لها ومدمنا عليها.
ويشير اخصائي الطب النفسي الدكتور حسن ابو درويش الى ان المخدرات اذا دخلت منطقة أنهكتها، واخترقت بنيتها، ودمرت شبابها ، مما يستدعي ضرورة تعديل التشريعات وانزال أقسى العقوبات بحق من يتعاطى المخدرات، وهو ما قامت به كثير من الدول التي أنزلت عقوبة الإعدام، أو السجن مدى الحياة لمن تثبت عليه تهمة التعاطي، أو الترويج، والتعامل مع المواد المخدرة ، في حين لم تصل العقوبات في الاردن وفق القوانين حد الإعدام .
ودعا ابو درويش الى وقفة جادة ومسؤولة لمكافحة المخدرات والوقاية منها وكذلك العلاج لمن يتعاطى ويدمن على المخدرات ، مؤكدا ضرورة الاعتراف بان ادارة مكافحة المخدرات لوحدها لن تتمكن من الحد من هذه الظاهرة ، موضحا اهمية التوعية على المستويات والتي تبدأ من المنزل من قبل الوالدين وتستمر في المدرسة والمسجد والجامعة ومكان العمل وفي كافة وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة.
وشدد الناشط السياسي والاجتماعي الدكتور محمد ابو صالح على اهمية مساهمة الدولة في الحد من هذه المشكلة وانهائها من خلال تكثيف الجهود في كافة محافظات المملكة وانشاء اقسام ومستشفيات متخصصة بمعالجة المدمنين ورفدها بالمعدات والموارد البشرية المؤهلة والكفؤة ، وبناء استراتيجية لمكافحة المخدرات تمنع دخول المخدرات الى الاراضي الاردنية عبر الحدود الرسمية وخصوصا اننا نعاني حاليا من عمليات النزوح الجماعي من بعض دول الجوار والتي لا نضمن مدى انتشار هذه الظاهرة هناك خصوصا في ظل الانفلات الامني بتلك الدول .
من جهته انتقد النائب امجد ابو جري اقرار قانون المتعاطي للمرة الاولى الذي اقره والذي اثار ضجة اعلامية وسخط شعبيا كبيرا داعيا الى مراجعة القانون، اضافة الى عدم تبرير الوقوع بالتعاطي الى اسباب الفقر واعتبارها الوعاء الحاضن التي تولد هذه المشكلة ، وانما الابتعاد عن الاخلاق وسوء التربية والتباعد الاسري هي الاسباب التي تدعم هذه المشكلة وتساهم في انتشارها ويجب على الجميع تحمل المسؤولية الاخلاقية والقانونية لمنع انتشارها والحد من تزايدها.
وفي محافظة اربد سجلت خلال العام الماضي (521) قضية متعلقة بالمخدرات تورط فيها (564) شخصا من بينهم (96) من غير الأردنيين (45%) من هؤلاء المتورطين هم من المكررين وان عدد الطلبة الجامعيين في هذه القضايا (25) طالبا (10) منهم اردنيون وضبطت كميات مختلف من مادة المرغوانا وحبوب الكبتاغون وغيرها من الحبوب المخدرة .
في حين سجل في العام الجاري (105) قضايا تورط فيها (144) شخصا منهم (8) أشخاص غير أردنيين .. وكشفت الإحصائيات ان سبب ارتفاع نسبة القضايا والمتورطين فيها تعود الى ان بعض المستحضرات الطبية أدخلت كمواد مخدرة في القانون الجديد التي لم تكن مدرجة في الأعوام السابقة.
ورغم ان الجهات الرسمية بينت في إحصائياتها ان عددا من الطلبة الأردنيين في الجامعات الأردنية وان كانوا بنسبة قليلة قد تورطوا بهذه الآفة وأحاديث الطلبة حولها وتأكيدهم أنها متواجدة بنسب في الجامعات غير ان مسؤولي عدد من الجامعات في اربد أصروا على ان جامعاتهم رغم عمرها الطويل لم تشهد أية حالة تورط لأي من طلبتها في هذه الآفة مما يثير علامة استفهام كبيرة حول إصرار إدارات هذه الجامعات على اعتماد سياسة « النعامة بغرس رأسها في الرمال « معارضين بذلك الجهات المختصة في مكافحة هذه الآفة .
والملاحظ لهذه النسب المرتفعة يدرك مدى خطورة هذه الآفة وإصرار المتاجرين بها ومهربينها على إدخالها للأردن ضاربين بعرض الحائط كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية مقابل ثمن بخس وانه ورغم التصريحات المتكررة للجهات المسؤولة ان المخدرات عابرة للأردن وليست مستقرة فان الأرقام والإحصائيات تؤشر الى ارتفاع أعداد المتورطين في هذه الآفة الفتاكة عاما بعد عام مما يستدعي تكاتف كافة الجهود لمكافحة هذه الآفة حماية للمجتمع عامة وشريحة الشباب بشكل عام .
« الدستور» استطلعت آراء عدد من الشباب الجامعي وشريحة الشباب بشكل عام حول هذه الآفة حيث تضاربت الآراء حول مد انتشارها ففي الوقت الذي بين فيه بعض الطلبة انه يسمع بهذه الآفة ولم يلمس أي اثر لها طوال سنوات دراسته الجامعية وانه أسوة بزملائه لا يعرفون عن أنواع وطرق تعاطي هذه الظاهرة إلا ما تبثه وسائل الإعلام المختلفة محذرة من هذه الظاهرة في حين ذهب احد الطلبة للقول ان تعاطي حبوب الهلوسة آخذة في الانتشار بين الطلبة بسبب رخصها نسبيا وسهولة الحصول عليها وسهولة تعاطيها في حين ان الأنواع الأخرى ذات تكلفة مالية عالية لا يستطيع غالبية المتورطين في هذه الآفة الحصول عليها مبينا انه يسمع عن تواجد أماكن مخصصة يجتمع فيها المتورطون لتزويد بعضهم بعضا بهذه الحبوب بعد ان يتم شراؤها من أشخاص يعرفونهم هم وعادة ما يكونوا من خارج المجتمع الجامعي وان كان لهم أعوان من داخل مجتمع الطلاب .
وأكثر أنواع حبوب الهلوسة انتشارا المسمى ( الكبتاغون ) وعادة ما يتورط بها الطلبة على أساس انها حبوب منشطة في حين ذهب احد الطلاب بالقول انه عندما تعاطى هذا النوع من الحبوب شعر بنشاط ملحوظ وازدياد بنبضات القلب وارتفاع في حرارة الجسم وسرعة في التنفس وطاقة قوية يتمتع بها بالتزامن مع توقف شهيته عن الطعام مما أعطاه مؤشرا ان ما تورط فيه نوع من أنواع المخدرات وانه لم يعد يتعاطى مثل هذه الحبوب تحت أي مسمى كان .
عدد من أصحاب الصيدليات والعاملين فيها قالوا للدستور ان العشرات من المدمنين يترددون على الصيدليات للحصول على علاجات محددة يدخل في تركيبها نسبة عالية من المواد المخدرة وان غالبية هذه العلاجات مخصصة للمرضى النفسيين مثل برازين المعروف بينهم ( برازيل ) و ليكسوتانيل و زولام وترامال والبراتكس وان هؤلاء المترددين أصبحوا معروفين للصيدليات وان هذه العلاجات لا تصرف إلا بوصفات طبية وان كثيرا من هذه الوصفات لا نقوم بصرفها لمعرفتنا ان حاملها ليس مريضا ولا يحتاج لهذا النوع من الأدوية بهدف العلاج بل هو مدمنا لافتين الى انه في حال تم صرف الوصفة الطبية يتم الاحتفاظ بها لغايات التوثيق للجهات ذات العلاقة مؤكدين أنهم عادة ما يتعرضون للتهديد من قبل بعض هؤلاء المدمنين بالضرب أو بإلحاق الأذى بالصيدلية إذا لم نقم بتلبية طلبهم مشيرين الى ان غالبية هؤلاء لا ينفذون تهديدهم في حين ان بعضهم خطر ويخشى منه .
وبينوا ان البعض منهم بات يلجأ لإرسال فتيات للحصول على بعض هذه العلاجات وأننا من خلال طرح بعض الأسئلة نستطيع ان نكتشف أنها ليست بحاجة حقيقية لهذا العلاج وان من أرسلها احد الأقرباء أو المعارف المدمنين .
وطالبوا بضرورة توفير الحماية للصيدليات والأطباء النفسيين لتقنين صرف هذه الوصفات الطبية وإيجاد آلية تضبط عملية صرف أنواع محددة من العلاجات تجنبا للعديد من الإشكالات لافتين الى ان الكثير من العاملين في الصيدليات تعرضوا خلال السنوات الماضية لاعتداءات أو محاولات سطو على هذه العلاجات وأكدوا ان ظاهرة تعاطي هذه الأنواع من العلاجات في اتساع يؤشر الى وجود أعداد كبيرة من المدمنين عليها .
عدد من التربويين وأصحاب الخبرة الطويلة في مجال التعليم قالوا ان انتشار المخدرات في أي مجتمع من المجتمعات يؤشر الى وجود خلل في منظومة القيم وتراجع الوازع الديني والأخلاقي لدى أبناء هذا المجتمع مما يثقل كاهل الدولة التي يجب عليها ان تضاعف جهودها للحد من هذه الظاهرة بالمكافحة وسن التشريعات الرادعة التي تجعل من يفكر الاقتراب من هذا العالم ان يفكر أكثر من مرة مع توفير البدائل خاصة لشريحة الشباب من خلال تنشيط المراكز الشبابية والثقافية ومؤسسات المجتمع المدني ومراكز تحفيظ القرآن وكذلك إعادة تنشيط الحركة الكشفية التي كانت تستوعب الطلبة منذ الصفوف الدراسية المتوسطة ولغاية الانتهاء من الدراسة الجامعية وكان لهذه الحركة آثار ايجابية في صقل شخصيات الشباب إضافة الى ضرورة تنشيط الحراك الثقافي والسياسي والحزبي لتوجيه طاقات الشباب الى ما يفيدهم ويفيد مجتمعهم وان لا يتركوا في حالة فراغ ولا يجب الاكتفاء بالعقوبات .
من جانبه قال مدير مديرية التربية والتعليم للواء بني عبيد الدكتور فواز التميمي انه انسجاما مع فلسفة وخطط الوزارة ومن خلال أقسامها الفنية والإدارية تقوم المديرية بتنفيذ مجموعة من الفعاليات والخدمات التربوية والتعليمية في المدارس بهدف إعداد النشء الفعال والمنتج القادر على تحمل المسؤولية ومواجهة أعباء الحياة ومتطلباتها والقادر على تلبية حاجاته وحاجات مجتمعه والنهوض به.
وأضاف ان الطلبة يمثلون ثلث المجتمع الأردني تقريباً حيث يقضي معظمهم اثنتي عشر عاماً في المدرسة يتعرضوا خلالها لخبرات كثيرة ومتنوعة يتوقع منها أن تعمل على الإسهام في زيادة نموهم الجسمي والعقلي والانفعالي والمعرفي والمهني، وقد يتعرض بعضهم لخبرات سلبية من خلال تفاعلهم مع البيئة المدرسية والمجتمع المحلي تؤدي بهم إلى حالات سلوكية خاطئة أو إلى حالات الاضطراب النفسي والسلوكي وإلى سلوك الانحراف ومن بينها تعاطي المخدرات.
وقال التميمي من هنا تبرز أهمية المؤسسة التربوية وتعاونها مع كافة الجهات المعنية من أجل العمل على فهم أفضل لحاجات الطلبة وتلبيتها واتباع الأساليب التربوية والإرشادية التي تهدف إلى وقايتهم من الوقوع في المشكلات والانحراف وأخطار المخدرات .
رئيس جمعية حماية الأسرة والطفولة كاظم الكفيري بين انه من خلال مقابلة العديد من المدمنين على المخدرات بأنواعها والمتعاطين للعقاقير المهلوسة والمذيبات الطيارة تبين ان هذا السلوك اثر سلبا على أسرهم حيث بات المتعاطون لهذه العقاقير يعانون من رفض مجتمعهم ومحيطهم لهم مما يؤدي الى الكثير من التفكك الأسري نتيجة المشكلات التي تنجم لوجود احد أفراد الأسرة يتعاطى المخدرات وعدم القدرة على تلبية احتياجات الأسرة الاقتصادية .
واشار الى ان للجوء السوري أثرا كبير في الترويج للمخدرات واصطياد الشباب ووقوعهم في براثن هذه الآفة الخطيرة مما نبه مؤسسات المجتمع المدني في المحافظة في التصدي لهذه الآفة الخطيرة بتشكيل الفريق الأهلي لمكافحة المخدرات الذي يعمل على محاور التوعية وزيارة المدمنين وتأهيل أسرهم الذي يعمل ضمن خطة لتنفيذ العديد من الأنشطة التوعوية والوصول الى الفئات الأكثر عرضة لمرض الايدز من المتعاطين للمخدرات بواسطة الحقن التشاركي في الوريد لمادة الهروين .
الطالبة ديما عبد الله ملكاوي سنة رابعة هندسة مدنية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية قالت انها وعدد من زملائها اطلعوا على مخاطر آفة المخدرات خلال مشاركتهم في الملتقى العلمي الأول للوقاية من المخدرات في أبو ظبي في الفترة الأخيرة بهدف نشر المعرفة والتوعية حول مخاطر الإدمان على المخدرات وابتكار أفضل الحلول العلمية للحد من انتشار هذه الآفة بين الشباب وخاصة طلبة الجامعات واطلاع الشباب القياديين والقادرين على إحداث تغيير ايجابي على مخاطر هذه الآفة والإحصاءات الدولية التي تبين مدى فتكها بالمجتمعات .
وقالت ان المؤتمر ركز على دعم الشباب عبر تزويدهم بالمهارات اللازمة من أجل التصدي للإدمان مع بناء قاعدة شبابية قوية قادرة على اتباع أسس حياتية صحية وسليمة. مبينة ان هناك أربعة أنواع أساسية متعارف عليها في الأسواق العالمية للمخدرات وهي المواد الأفيونية ومشتقاتها، نبات الكوكا ومشتقاته، والقُنب وراتنج القُنب و المواد الأمفيتامينية.
واستعرضت بعض الإحصائيات الرسمية التي اطلعوا عليها خلال مشاركتهم في أعمال المؤتمر حيث أن نسبة تتراوح ما بين(3.3% ) و (6.1% ) من إجمالي نسبة السكان العالمية في الأوساط العمرية( من 15 إلى 64) عاما، أي نحو ( 149 و272 ) مليون نسمة تعاطوا المخدرات مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي و أن هناك نحو ( 15.9 ) مليون شخص يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن ، وتحتل الصين وروسيا الصدارة في هذا الصدد و أن نحو واحد من كل خمسة متعاطين للمخدرات عن طريق الحقن مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز.
وفي محافظة البلقاء طالبت العديد من الجهات بتضافر الجهود للقضاء على هذه الظاهرة التي أخذت تغزو العديد من مناطق المحافظة مما ولد شعورا لدى البعض بضرورة زيادة مستوى المكافحة وخاصة فيما يسمى المناطق السوداء التي يكثر فيها ترويج وزراعة المخدرات وكذلك الجامعات والمدارس .
مدير شرطة محافظة البلقاء العميد عبيد الله المعايطة أكد أنه لا يوجد ما يسمى مناطق سوداء في المحافظة والأجهزة الأمنية قادرة على الوصول إلى أي منطقة فيها ودليل ذلك الحملات الأمنية المستمرة وملاحقة من يقوم بأي ترويج للمخدرات وضبط أي شخص يحاول الترويج لهذه المادة الخطيرة .
وبين العميد المعايطة أن عدد القضايا التي تم ضبطها خلال العام الحالي وحتى تاريخه 77 قضية مخدرات وعدد الأشخاص الذين تم ضبطهم 108 اشخاص مقابل 413 قضية خلال العام 2013 و467 قضية خلال العام 2012 منها 18 قضية زراعة مخدرات في العامين الماضيين .
وأشار إلى أن إستراتيجية مواجهة هذه الآفة تعتمد على ثلاثة محاور.. المحور الأول الوقاية والمحور الثاني المكافحة والمحور الثالث العلاج حيث تعمل هذه بشكل متكامل للحد من انتشار هذه الظاهرة .
رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور نبيل الشواقفة أشار إلى أنه يقع على عاتق الجامعات دور كبير في التوعية من مخاطر آفة المخدرات كونها أهم مؤسسات الوطن التي يتجمع فيها أعداد هائلة من الشباب وهم في العادة الفئة المستهدفة من الفئة الضالة التي تروج لهذا السم الذي يهدف إلى تدمير المجتمع ونشر الجريمة وهدم الاقتصاد ومن هنا يأتي دور الجامعات من خلال تثقيف الطلبة وتوعيتهم بما يكفل لهم الابتعاد عن رفقاء السوء ومروجي المخدرات.
فقد قمنا في جامعة البلقاء التطبيقية بعقد العديد من الندوات والدورات التدريبية بالتعاون مع مديرية الأمن العام ودائرة مكافحة المخدرات للتوعية بمخاطر هذه الآفة الخطيرة والدخيلة على مجتمعنا الأردني المحافظ .
وأضاف الدكتور الشواقفة أنه ولإيماننا المطلق بأهمية دور الجامعات في تهيئة جيل واع مثقف يحارب هذه الظاهرة سواء داخل أروقة الجامعات أو خارجها فقد قمنا في جامعة البلقاء التطبيقية بعقد العديد من الندوات والدورات التدريبية بالتعاون مع مديرية الأمن العام ودائرة مكافحة المخدرات للتوعية بمخاطر هذه الآفة الخطيرة والدخيلة على مجتمعنا الأردني المحافظ كما قمنا باستقطاب الطلبة وإشراكهم في عدد من البرامج التدريبية التي تساعدهم في توسعة مداركهم وقتل أوقات الفراغ لديهم.
واعتبر محمد الشبلي من ماحص أن انتشار هذه الظاهرة بين الشباب حتى وصل الى طلاب المدارس أصبح أمرا مقلقا للأهل وأولياء الأمور حيث أصبح من يقوم بالترويج للمخدرات يستخدم أساليب عديدة في جر الشباب للإدمان مما يرتب علينا جميعا وخاصة الأجهزة الأمنية أن تضاعف من جهودها في مكافحة هذه الظاهرة .
وأشار خالد الرحامنة إلى أن هنالك العديد من العوامل التي ساعدت على انتشار هذه الآفة بين الشباب وخاصة في الجامعات من أهمها مصاحبة رفاق السوء وتوفر المال بكثرة وانشغال الوالدين عن الأبناء وتوفر مواد الإدمان بسهولة وبأثمان رخيصة والتساهل في استخدام العقاقير المخدرة وتركها دون رقابة .
وأكد منسق هيئة شباب كلنا الأردن في البلقاء طارق الخرابشة أن المسؤولية لا تقع على الاجهزة الامنية وحدها في مكافحة هذه الافة فكافة الجهات ذات العلاقة ابتداء من الاسرة ومرورا بالمدرسة والجامعة ومؤسسات المجتمع المحلي والجهات الرسمية كلهم شركاء في تحمل مسؤولية مكافحة هذه الظاهرة والعمل على القضاء عليها مقابل ذلك نحن الشباب علينا أيضا جزء كبير من المسؤولية في الوقوف صفا واحدا ضد كل من تسول له نفسه بث هذه السموم بين أصدقائنا واخوتنا والعمل على نشر الوعي بخطورة المخدرات وان الشخص المتعاطي هو الخاسر الاكبر في هذه القضية وفي المحصلة فأننا جميعا ندفع الثمن وخسارتنا هي في النهاية خسارة للوطن ككل .
وأصبح انتشار المخدرات وترويجها وتعاطيها بين فئة الشباب وبخاصة بين طلبة وطالبات المدارس في المفرق والبادية الشمالية قضية وظاهرة خطيرة تنامت بشكل متسارع تستحق الوقوف عندها والبحث في أسبابها وغدت « المخدرات « في مناطق البادية مقلقة ومخيفة تمس كل أسرة وتحول الاردن منذ سنتين من ممر لمادة المخدرات الى مستهلك وأصبح حل المشكلة واجبا دينيا وأخلاقيا على كل مسؤول ، على الرغم من الجهود التي تبذلها ادارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية لمكافحة خطرها وضبط المتورطين .
ولم يكن تعاطي المخدرات في المفرق مثل الآن، وأقصى ما كان يصل إليه الشاب والمراهق، هو تدخين السجائر، في حين تغيرت الأمور الآن بخاصة بعد اللجوء السوري ، وغدا تعاطي المخدرات «تقليدياً وأصبحت بعض المواد المخدرة تهدى ولا تباع ولا يتعلق الأمر بالذكور من الطلبة فقط، بل قد يكون عدد ضحاياها من الإناث أكبر ما يفتح الباب أمام قضية لا بد من بحثها بشكل مستفيض وبما يعيد للمؤسسة التربوية حرمتها وللنظام المدرسي هيبته و يبعد تلك الاخطار عن المجتمع.
«الدستور» تابعت باهتمام انتشار المخدرات في مدارس المفرق والاماكن العامة وتبين أن شبكات الترويج بين طلبة المدارس تستغل عدم استيعاب الصغار والمراهقين للأضرار الاجتماعية والنفسية للمخدرات، إلى جانب استغلالهم للمشاكل الأسرية كالتفكك العائلي والفقر والعوز للبعض الآخر فضلا عن توظيف ملف اللجوء السوري لتحقيق اهدافهم .
ودق أولياء الأمور وهيئات التدريس ومؤسسات المجتمع المدني ناقوس الخطر من آفة تنخر المحيط التعليمي بسبب ما أسموه اكتساح ظاهرة ترويج المخدرات للمدارس في المفرق و البادية الشمالية ، والتي تكاد تكون عصية عن التفكيك والمحاربة لكونها بين مؤسسات تعليمية لازالت تحظى بحرمتها وكيانها الى جانب أن التعاطي مع هذه المشكلة يمس طلبة في سن الطفولة ،وهو ما يعد تحديا حقيقيا أمام الجهات المختصة للقضاء على هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل الناشئة .
و ظاهرة تعاطي المخدرات بين طلبة المدارس يزداد خطرها ، أمام صمت ملحوظ للمسؤولين والقيادات التربوية وغياب قانون رادع يجرم التجارة بالمخدرات في الوقت الذي تزايد فيه نشاط شبكات المخدرات داخل المدارس وفي محيطها ولم يتوقف عند ذلك بل أصبح ترويج المخدرات ظاهرا في الصالونات والنوادي الرياضية والمقاهي .
و تستهدف عصابات المخدرات الطلبة النشيطين في المدرسة وتستعملهم كوسيلة لترويج سمومها، وذلك عن طريق حيل تعتمد على دفع الطلبة إلى الإدمان تدريجيا عن طريق أقراص مخدرة توزع مجانا على أنها منشطات وسط دراية تامة للقيادات التربوية بانتشار المخدرات في المدارس ، لكونهم يخافون من تهديدات الطلبة، إذ تحول بعضهم إلى لصوص وباعة للمخدرات داخل المدارس.
أطفال المدارس لا يتجاوز عمرهم 16 سنة، بلغ بهم الأمر إلى السرقة إما من أسرهم أو سرقة هواتف زملائهم لشراء المخدرات وفقا لشهادات طلبة وتربويين وأولياء أمور ، عن انتشار ظاهرة ترويج وتعاطي المخدرات داخل المدارس.
ودفعت خطورة الظاهرة وتناميها بسرعة فائقة بين طلبة المدارس أبناء البادية الشمالية لتوحيد الجهود ومكافحة هذا الخطر بكل الوسائل وباشرت جمعية تجمع شباب البادية الشمالية للفكر والثقافة التحضير لإقامة مهرجان تحت عنوان « المخدرات تقتلنا « يشتمل على برنامج توعوي تثقيفي يستهدف طلاب المدارس ويستعين بأدوات حديثة وعصرية وغير تقليدية تناسب كل الفئات العمرية بالمدارس, سواء للطلاب أو الطالبات وسيقوم به المرشدون والمرشدات بالمدارس ومعلمون وخبراء وكوادر أخرى ستتم الاستعانة بهم من إدارة مكافحة المخدرات وجهات أخرى , وسيكون البرنامج موجهاً بحسب الفئات المستهدفة.
وفي مطلع العام الحالي نظم مجلس توافق عشائر السردية وأهالي قضاء صبحا مهرجانا حاشدا بعنوان ( لا مخدرات) شارك فيها جمع غفير من الفعاليات الرسمية والشعبية أكدوا فيه رفضهم لهذه الظاهرة والتي أصبحت خطرا يهدد أبناءهم ومدمرة للمجتمع .
وطالبت العديد من المجتمعات المحلية والمنظمات الإنسانية خلال مشاركتهم في المهرجان بضرورة العمل على مكافحة انتشار ظاهرة المخدرات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق الأشخاص المتورطين بهذه القضايا ووضع برامج وعقد لقاءات هادفة ونوعية من شأنها الحد من انتشار هذه الظاهرة بما يضمن المحافظة على صحة وسلامة المواطنين .
وتشير معلومات خطيرة كشف عنها مصدر طبي إلى أن «أصحاب بعض المقاهي باتوا يستخدمون مواد مخدرة ضمن مكونات «النرجيلة» في خطوة لإضفاء طعم خاص، ويجعلها أكثر تلذذا بالنسبة للمدخنين الذين لا يعلمون بأنهم يتعاطون المخدرات», موضحاً ان «هذه الممارسات تندرج ضمن التنافس غير الإنساني لكسب اكبر عدد ممكن من الزبائن لتحقيق الارباح، خاصة وان هذه المهنة أصبحت تدر أموالا طائلة».
والمستغرب ان ترويج المخدرات وبخاصة مادتي الكبتاجون المعروفة « بالكبت « والبرازيلي أصبح أمرا شائعا وطبيعيا بين الافراد واصبحت مادة تهدى حتى شاعت المقولة « اذا أردت أن تهدي صديقا فأهديه كبت « فضلا عن التغرير ببعض الاشخاص أنها أدوية أو منشطات ليس الا .
والتقت «الدستور» احدى ضحايا المخدرات لم يتجاوز عمرها 23 عاما وهي أم لطفلين حيث بدا وجهها شاحبا والتعب والعياء واضحين على تفاصيلها والتي أكدت أنه غرر بها من قبل احدى صديقاتها خلال زيارتها بعد أن شكت من صداع يلازمها لتسرع تلك الصديقة باعطائها حبة قالت عنها أنها علاج فعال « للصداع « وزودتها بحبات أخرى في حال استمر الصداع .
وتضيف أنها ورغبة منها بالتخلص من ألم الصداع استمرت على تناول تلك الحبات على مدار ايام وأصبحت تطلبها من وقت لاخر حتى اضطرب حالها وساء مزاجها وتولدت لديها رغبة شديدة في الحصول عليها وتعثرت مسيرتها الاسرية ليتبين أخيرا أنها كانت تتناول « الكبتاجون « حتى وصل بها الحال الى حد الادمان .
والتقت «الدستور» احد أصحاب التجارب السابقة لحظة الإفراج عنه بعد حبس بجرم الاتجار والتعاطي دام لسنوات حيث قال « نحصل على الحبوب المخدرة بأنواعها الصليبا والكومدرين والكبتاجون، والبلتانو، آرتين والبرازيلي، كربتون، استيدون من مصادر مختلفة عن طريق التهريب من خلال الحدود وفي بعضها يمكن الحصول عليها عن طريق صيدليات معروفة ومحددة .
وقرب بوابة إحدى المدارس في البادية ، تجمع بعض الطلبة، كما اعتادوا منذ مدة، جمعت بينهم أشياء أخرى غير الدراسة، إنها المخدرات وتدخين الحشيش ويطلقون عليه « الصاروخ « وبين يدي أحدهم قطعة يعالجها، فيما كان زميله يعد ورقة التبغ لحشوها بها ، وبنشوة كبيرة تناوبوا على تدخينها، وكرروا العملية لمرات عدة وفق شاهد عيان .
وفي صورة أخرى يقوم البعض على تفريغ جزء بسيط من سجائر الدخان المستهلك ثم يقوموا بحشوها من مادة المخدر «الحشيش « .
واعتبر أحد الطلبة أن ما يقومون به هو أخف الأضرار، مقارنة مع الباقين من زملائهم الذين يستعملون أصنافا من المخدرات القوية وفي رأي الكثير منهم فقد أصبح تعاطي المخدرات موضة العصر، ولا يخجل الكثير من الطلاب والطالبات من الإفصاح عن تعاطيهم لها.
ويعتمد المروجون وفق روايات بعض الطلبة ، على البحث عن ضحية، فتاة أو شاب له معارف وشعبية في وسطه، يتم تمكينه من بعض الكميات المخدرة مجانا، ليتعاطاها، وما أن يصبح مدمنًا، حتى تبدأ المرحلة الثانية من الخطة، ليفرض عليه الالتحاق قسرًا ليروج المخدرات داخل أوساط معارفه.
ويبدو أن الإدمان لم يعد حكرا على الذكور فحتى الفتيات أصبح عددهن يتزايد يوما عن يوم .. فتاة لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها وقد كان واضحا من طريقتها في التدخين أنها لم تكن المرة الأولى ،ولم تنزعج من الحديث « للدستور « عن إدمانها قائلة « هذا مزاجي وخلي الواحد يعيش شو ماخذ من الدنيا «
وكانت حادثة إلقاء القبض على طالبين من الصف الثامن والتاسع في لواء البادية الشمالية يروجون « الكبتاجون « قبل عامين دليل واضح على استهداف المدارس لترويج المخدرات ونشاطها بين الطلبة وتفشي خطرها نظرا لكمية المادة التي كانت بحوزة الطلبة والتي بلغت «220 « حبة كبنتاجون والتي اعتبرها الامن العام الحالة الاولى التي تسجل عن ترويج المخدرات في المدارس .
وأظهرت تلك القضية وما يشاع بين الحين والأخر حول ترويج المخدرات بين طلبة المدارس تقصيرا واضحا من قبل وزارة التربية والتعليم بكافة كوادرها مما يدفعنا للعودة الى الوراء والتأمل بمجرياتها والوقوف أمام هذا الخطر والتساؤل حول تحول مدارسنا الى مصدر خطر يهدد الطلبة وسط تخوف واضح بين أولياء الامور وتأكيدهم أن المدارس أصبحت بالفعل تشكل خطرا على طلابها .
وأكد الشيخ عبد الله أبو دلبوح تخوف العديد من أولياء الامور من تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات وترويجها بين طلبة المدارس بالمفرق الذين غرر بهم من قبل ضعاف النفوس وايهامهم بأنها حبوب منشطة تساعدهم على الحفظ وتزيد من ذكائهم وقدرتهم على السهر والتركيز وبخاصة في أوقات الامتحانات ومن ثم يتطور الأمر إلى حيازة وإدمان وتجربة أنواع أخرى من السموم، والدخول في نفق المخدرات المظلم .
وأضاف ابو دلبوح أن خطر المخدرات لم يقتصر على المدارس بل طال ذلك العديد من المقاهي وبعضا من أماكن تجمعات المراهقين والشباب حتى وصل الحال الى التعاطي بالشارع وأمام المارة دون أدنى خوف أو اعتبار وهو مؤشر أن تعاطي المخدرات وترويجها بالمفرق أخذ منحى خطيرا لا بد من التيقظ له ومكافحته .
وربط المشرف التربوي الدكتور أحمد الشرفات أسباب العنف المدرسي بسن الطالب الذي يكون في بداية مراهقته، بانتشار المخدرات والحشيش بمحيط المدارس والمؤسسات التعليمية، حيث يرتاد الطلبة فصول الدراسة وهم في حالة غير طبيعية.
وبين إن المدارس والمؤسسات التربوية تحولت من فضاء تربوي وتعليمي إلى مكان للسرقة والمتاجرة بمختلف أنواع السموم، وفيها سيتحول المراهقون بعد فترة إلى أرقام إضافية في معادلة الجريمة المنظمة .
وأكد رئيس لجنة مكافحة العنف الأسري والمجتمعي الدكتور أنور ابن نوح الخزاعلة انتشار ظاهرة تعاطي المواد المخدرة بين فئة الشباب وخاصة الفتيات والأطفال ، مشيرا الى ان الظاهرة تمارس داخل المدارس والكليات والمنازل مؤكدا تسجيل حالات عدة لفئات ممن يتعاطون المواد المخدرة وخاصة بين الفتيات والأطفال والتي لم يسلط الضوء عليها كونها حساسة وتعد من الخطوط الحمراء في أعرافنا الاجتماعية .
وحذر النائب الأسبق الدكتور محمد الشرعه قبل 4سنوات من الان من تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات بين طلبة المدارس ودق ناقوس الخطر لما آلت إليه تبعات الظاهرة التي أكد انتشارها بكافة محافظات المملكة بشكل عام وبالبادية الشمالية بشكل خاص مشيرا إلى أن دور وزارة التربية والتعليم يكاد يكون مغيبا في متابعة وتوعية الطلبة .
وأكد الشرعة أن ظاهرة ترويج المخدرات لطلبة المدارس تعد من الظواهر الأشد خطورة على المجتمع كونها تستهدف فئة ضعيفة بالمجتمع تضرب من خلالها عصبا أساسيا من شأنه خلق جيل تسللت إليه روح الإجرام من صغره .
وأضاف الشرعة أن ضعف الرقابة وتخوف بعض المعلمين من مواجهة الطلبة التي تشوب حولهم الشبهات ساهم بشكل لافت في ازدياد سطوة من يدفع بهؤلاء الأطفال لترويج بضاعتهم السامة .
وحذر الناشط محمد الزبيدي من استهداف ظاهرة المخدرات وانتشارها في مساحة عمل مديريات الشباب التي تشمل الأندية الرياضية والفرق الشعبية إضافة الى معاهد وقاعات بناء الأجسام والرشاقة واللياقة البدينة مشيرا الى إمكانية دخول المخدرات الى قاعات بناء الأجسام التي يتناول مرتادوها بعض المكملات الغذائية والهرمونات والمنشطات .
وكشف رئيس المركز الوطني لتأهيل المدمنين الدكتور يونس عناني، أن المركز استقبل حتى الان (3095) حالة وبنسبة إشغال (100%)، مبينا أن تكلفة علاج المريض اليومي بلغت (350) دينارا أي ما يقارب (16) ألف دينار شهريا لكل مريض، يتم خلالها إعطاؤه العلاجات الفورية لمنع التعاطي لهذه الآفة وبسرية تامة، ومجانا للأشخاص الذين يقصدون المركز للعلاج.
وحذر عناني من تناول عقاقير خطرة تباع في الصيدليات والأسواق تعد مهددة للصحة والسلامة وهي من أخطر انواع المخدرات مشيرا الى ان بعضها يصل عن طريق الترويج والتهريب.
وبين رئيس الجمعية العربية للتوعية من العقاقير الخطرة والمخدرات العين الدكتور عبدالله عويدات، أهمية وضع تشريعات من شأنها القضاء على انتشار آفة المخدرات التي أصبحت تنتهك الحدود، باعتبار أن الأردن ممرا لها وليس مقرا.
وأضاف عويدات أن التوعية بمخاطر المخدرات على اختلاف انواعها لها أهمية كبيرة في مكافحة هذه الآفة، لافتا الى أهمية البرامج المناسبة لتأهيل المتعاطين والمدمنين ليكونوا صالحين في المجتمع، وتقديم المساعدات العينية والنقدية لأهالي المدمنين والعمل على فتح مراكز وقائية وعلاجية.
واوضح العويدات، أن القضية تتطلب مزيدا من الاهتمام والرعاية وزيادة في اتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية السريعة لمنع انتشار هذه الآفة الخطرة على المجتمع، معتبرا أن تزايد السكان وهجرة مجتمعات جديدة من دول الجوار، ساهم في انتشار مثل هذه الظواهر الخطرة على مجتمعنا.
ويخشى خبراء من استعمال بعض الاطفال المتسولين في نشر المخدرات بين اقرانهم نظرا لانكشافهم اجتماعيا في ظل ازدياد ظاهرة التسول في مختلف أنحاء مدينة المفرق وبخاصة بين اللاجئين السوريين .
ولم يستبعد مدير التنمية الاجتماعية بالمفرق زكي الروسان ان يظهر نشاط المخدرات بين المتسولين وبخاصة أنهم يشكلون مصدرا لتعاطف أبناء المجتمع موضحا أن نسبة 80% من المتسولين المضبوطين هم من اللاجئين السوريين ويشكل الاطفال نسبة لا بأس بها من بينهم مؤكدا انه لم يسجل أي حال للمخدرات بين المتسولين حتى الان .
ويؤكد خبراء الاجتماع، والنفس والتربية، ورجال الدين، ورجال مكافحة المخدرات، وزيارات الباحثين الميدانية؛ على أن ضعف الاشراف التربوي والتفكك الاسري والبطالة والتقليد والمحاكاة والتفاخر بين الشباب والهجرة القسرية وما يتبعها من انعاكسات ورواج الافكار المزيفة والخاطئة عن المخدرات بأنها تعمل على الإشباع الجنسي وإتاحه المتعة والبهجة وإدخال السرور هي العوامل الأبرز التي لها أثر في انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات الا أنهم اعتبروا أن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الى الاردن هو السبب الاكبر والاهم لانتشار المخدرات وتناميها بهذه السرعة.
وبين الناشط الشبابي حسين الغيث أن المخدرات في البادية الشمالية اصبحت قضية وظاهرة تستحق الوقوف عندها والبحث في اسبابها وحل المشكلة واجب ديني واخلاقي على كل مسؤول مؤتمن لان خطر ابقائها يهدد الدولة بكل اركانها.
وأضاف « أن نسبة انتشار المخدرات في مدارس التعليم العام وصلت إلى حد الظاهرة, وأصبح الامر بحاجة الى وقفة جادة من الجميع لاننا اصبحنا في خطرها وعلى جميع الاصعدة والاطر ناهيك عن تجارة الاسلحة معربا عن أسفه لواقع الحال في البادية وسط من يروج لهذه الافة الخطيرة من قبل بعض ابناء المنطقة من اصحاب النفوس الضعيفة الذين يتطلعون لملء جيوبهم بالمال حتى لو على حساب صحة أبنائنا وإنسانيتنا «.
وبين مدير أوقاف البادية الشرقية د. رضوان العظامات أن هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي لاستشراء خطر المخدرات بين المجتمعات العربية والإسلامية منه غياب الوازع الديني والعامل الاقتصادي والانشغال الداخلي بالأجواء العامة بالمنطقة وآثار الثورة العالمية في وسائل الإعلام على اختلافها مؤكدا ضرورة البحث عن الأسباب الحقيقية والواقعية لهذه الظاهرة لمعالجتها والحد من انتشارها والقضاء عليها بين مجتمعاتنا مؤكدا ان حل المشكلة واجب ديني .
في مجتمع تسوده العشائرية والأعراف والقيم الموروثة ، ويشوبه التكتم الشديد حيال الحديث عن ظاهرة تعاطي وترويج المخدرات بأشكالها المختلفة ، مع انعدام الإحصاءات الرسمية لحجم الظاهرة ، اجمع العديد من أبناء محافظة الطفيلة ولواء الحسا على انتشار ظاهرة المخدرات في تجمعاتهم السكانية وبين طلبة المدارس والجامعة .
وبحسب ممثلين عن مؤسسات تعليمية وشبابية ورسمية ووجهاء ومخاتير في قصبة الطفيلة ولواء الحسا ومنهم الوجهاء والشيوخ توفيق أبو جفين وصالح العوران و محمد مرشد الزرقان واكرم محمد السوالقة ، ومحمد العقال والمختار عارف الربعي ، فقد أدى غياب المشروعات التنموية سواء الإنتاجية والتشغيلية والتدريبية وصولا لعدم استفادة أبناء الطفيلة من الاستثمارات التعدينية في المنطقة لغايات التدريب وتوفير فرص عمل للشباب ، مع غياب الوازع الديني لدى بعضهم ، والافتقار لبرامج التوعية حيال ظاهرة المخدرات ، والحاجة إلى مكتب يتبع لإدارة مكافحة المخدرات في البادية الجنوبية ، فضلا عن البطالة المستشرية بين قطاع الشباب ، ووقوع لواء الحسا على طريق دولي ليصبح ممرا ومقرا للمخدرات ، كلها جعلت من قصبة الطفيلة ولواء الحسا ، واحة خصبة لانتشار ظاهرة جديدة على مجتمعنا لتجلب بسلبياتها أنواعا مختلفة من المخدرات التي استهدفت المراهقين وطلبة المدارس والجامعة .
وفي الوقت الذي طالبوا بضرورة تطبيق الأبعاد المختلفة للإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات، والتركيز على ملاحقة المهربين، وتنفيذ البرامج الوقائية والعلاجية والتثقيفية فان طرح هذا الموضوع بدأ يظهر في قاعات المحاضرات والندوات واجندة التوعية لدى العديد من الهيئات والمؤسسات التي تعنى بالتعليم وتنمية القطاع الشبابي ومنها هيئة شباب كلنا الاردن والعديد من مدارس الطفيلة الثانوية .
وقالوا انه وبعد أن كانت بعض المناطق الصحراوية كالحسا وغيرها ، التي يضرب فيها الفقر والبطالة جذوره مع تردي الخدمات العامة، ممرا لتهريب المخدرات بصورة أساسية، واقتصار خطر تجارتها وسمومها على فئة المهربين والمتعاملين معهم، باتت اليوم، في ظل ظروف اجتماعية ومعيشية صعبة، مكانا تنتشر فيه بين شبابها وحتى الأطفال في المرحلة الأساسية ، بصورة دفعت الأهالي ووجهاء هذه المناطق إلى دق ناقوس الخطر ، والحال ينطبق على باقي مناطق محافظة الطفيلة .
واجمع مدير مركز شباب الطفيلة عبد البدور ، ومنسق هيئة شباب كلنا الاردن محمد العمريين ، ورئيس نادي الطفيلة الرياضي الثقافي محمد المرافي ، بان هذه الظاهرة وصلت للخطوط الحمراء المقلقة ، وبات ناقوس الخطر يدق بين أزقة وشوارع الأحياء والتجمعات السكانية وصولا إلى صفوف الطلبة ، مؤكدين تنامي عمليات التعاطي والترويج المستهدفة شبابا وطلبة ، مجتمعا عشائريا ومحافظا عرف بالأصالة والتمسك بالعادات والقيم والأخلاق النبيلة ، لتنتشر تحت تأثير تلك الآفة جرائم السرقة للممتلكات العامة والخاصة إلى جانب سرقة السيارات وفرض الخاوات سيما في محيط جامعة الطفيلة التقنية ، والقتل والاعتداء على محولات الكهرباء والمياه وسرقة خطوط الكهرباء وغيرها .
ويؤكد العديد من طلبة مدارس ثانوية في قصبة الطفيلة والحسا فضلوا عدم ذكر أسمائهم خوفا من عقاب إدارات مدارسهم ، أن تعاطي المخدرات أصبح يشكل ظاهرة لا يمكن السكوت عنها بل تحتاج إلى تشاركية بين كافة الجهات ذات العلاقة بغية حمايتهم من المروجين وأصحاب السجائر « الملغومة « التي تعطى للبعض منهم كما حصل لزميل لهم في إحدى مدارس الحسا حتى يصبح مدمنا من قبل احد المروجين لتنقذه دورية شرطة كانت تسير بالقرب منه وتنتهي القصة بالكفالة .
ويعدد بعض طلبة تلك المدارس بكل جرأة ومعرفة ، أنواع المخدرات والحبوب المتداولة في بلدة الحسا وجرف الدراويش والمدينة السكنية ومنطقة العيص فهنالك « الحشيشة الشقراء « والحشيشة السوداء « و حبوب الكبت « وحبوب البرازيلي « مشيرين الى أن طلبة التوجيهي يتعاطون حبوبا من نوع أخر تمنحهم النشاط والتركيز في الدراسة ، فيما للمتعاطين ألقاب خاصة سيما في منطقة الحسا مثل « المكرز و المكبت وغيرها .
وتطرق احد الطلبة ، إلى العقوبات المخففة بحق من يتعاطى هذه المواد بقوله « كلها أسبوع بطلع بكفالة « أما عن السجائر الملغومة فأضاف أنها أسلوب جديد لاصطياد طلبة المدارس المدخنين والذين يتزايد عددهم سنويا فبعد السيجارة أو « الصاروخ الأول « يصبح الطالب أو المراهق المتعاطي رهينة للمروجين الذي جعلوا من المدارس وتجمعات الشباب بؤرا لترويج بضاعتهم المسمومة القادمة من مناطق مجاورة للواء الحسا والبعض الأخر يأتي من العقبة الى مدينة الطفيلة .
وأشاروا إلى أن أسعار الحبوب المخدرة وصلت لحدود غير متوقعة إذ يستطيع أي شاب الحصول عليها في أي وقت وفي أي مكان ، خاصة تلك المنشطة للعقل والجسم ، فيما يقوم بعض العمال في الشركات القريبة من اللواء بتناول هذه الحبوب للحصول على النشاط اللازم في العمل والبقاء في استيقاظ قد يدوم نحو 48 ساعة .
واعتبروا غياب التوعية حيال انعكاسات هذه الظاهرة على الأفراد والمجتمع وتزايد حجم الجرائم سببا في تناميها حيث لم يتلقوا طوال العام الماضي 2013 سوى محاضرة واحدة لم تستهدف سوى طلبة ليس لهم أي صلة بالمواد المخدرة بل معظمهم من المميزين في الدراسة الثانوية .
واعترفوا بوصول مواد الحشيشة والحبوب لطلبة المدارس من خلال مروجين يأتون من خارج الطفيلة ومن مناطق قريبة مثل القطرانة والسلطاني والجفر وغيرها ، مشيرين إلى أن عدم تشديد العقوبات بحق المتعاطين والمروجين إلى جانب اعتبار بعض الطلبة أن التعاطي أصبح نوعا من التطور والديمقراطية والحرية ، والوصول إلى حالة من النشوة في منطقة تخلو من المتنزهات والمقاهي الليلية والنوادي ، حيث أصبحت الشللية سببا في تزايد هذه الظاهرة .
وأبدى عدد من أعضاء الهيئات التدريسية والإدارية في مدارس الطفيلة والبالغة 93 مدرسة منها ثماني مدارس في لواء الحسا استياءهم من وصول المواد المخدرة لطلبة المدارس ، مؤكدين ان عمليات التعاطي والتداول للمخدرات تتم خارج أسوار المدارس .
و يشير عدد من مدراء المدارس ، الى أن تعاطي المخدرات في أي مجتمع يتولد عنه مشاكل وجرائم جمة ، فيما استفادت بعض المجموعات المنحرفة سلوكيا من عملية الاسترخاء الأمني والربيع العربي سواء على مستوى الأردن أو في قصبة الطفيلة والحسا بغية العمل على نشر هذه الآفة السامة ، مشيرين الى انهم يسعون بتكثيف الرقابة على الطلبة والتوعية المستمرة حيال هذه الآفة التي لا ينكر احد انتشارها .
واشاروا إلى حزمة محاضرات دينية وتثقيفية لمنع ترحيل هذه الآفة للصفوف المدرسية كون فئة المراهقين الذين تضمهم هم الفئة الأكثر استهدافا من قبل مروجي المخدرات ، مؤكدا على ضرورة السيطرة على هذه الآفة في لواء الحسا بإيجاد مكتب للمكافحة والعمل على تكثيف المحاضرات والندوات حيال مخاطر المخدرات .
ويبين مدير مدرسة الفوسفات الثانوية للبنين احمد الزبون ، ان احد طلبته تم استدراجه عبر سيجارة « ملغومة « بمادة الحشيس وجرى التحقيق معه ليتبين انه استهدف من احد المروجين وتم إشاعة بان حوالي « 57 « طالبا من مدرسته يتعاطون المخدرات وبينهم مروجون رغم أن النتائج الدراسية في هذه المدرسة التي تضم حوالي 270 طالبا شاهدا على مستويات التعليم الجيدة فيها ، حيث تجاوزت نسبة النجاح في الثانوية العامة في مدرسته أكثر من 70 % في العام 2012 .
وبين الزبون ان منطقة الحسا أصبحت مستهدفة بالمخدرات لأسباب منها توسط هذه المنطقة لألوية البادية الجنوبية ومحافظات الجنوب لتصبح بؤرة خصبة للمروجين في حين لا زالت اللامبالاة وعدم الجدية في مكافحة هذه الآفة من الأسباب التي تؤدي إلى تناميها ، فيما يتم تعاطي هذه المادة خارج أسوار المدارس وبشكل يعتريه التكتم من قبل الطلبة وعدم الإبلاغ عن المروجين والمتعاطين سواء لذويهم او لإدارات المدارس او للجهات المعنية ، مؤكدا في ذات الوقت ان المدينة السكنية التي تضم 3000 مواطن وتحتضن مدرسة الفوسفات تتنوع فيها الصبغة السكانية كون معظم سكانها من عمال وموظفي مناجم الفوسفات .
ويشير مختار عشيرة المشاهير في الحسا وجرف الدراويش زايد المشاهير بان مشكلة المخدرات منتشرة في الحسا وجرف الدراويش ولا احد ينكر ذلك ، وقال ان لديه ثمانية أولاد وصلوا لمرحلة التوجيهي ولم ينجح إلا احدهم درس في احد كليات المجتمع والآن جميعهم عاطلون عن العمل في ضوء نقص المشروعات الاقتصادية والإنتاجية في هذا اللواء الذي تحيطه شركات التعدين من كل جانب دون ان تقوم بتاهيل وتدريب الجادين في العمل.
مديرة مركز شابات الحسا النموذجي هدى الشحادات عبرت عن هذه المشكلة في بداية لقائنا بها بكلمات تعكس واقع الحال وقالت « المراهقون والأطفال هم الهدف « وأضافت ان الظاهرة منتشرة في الحسا في ضوء خلل واضح في التشريعات والقوانين التي لا تردع كل من المروج والمتعاطي .
وتابعت إننا كأمهات ولدينا أبناء في مدارس اللواء أصبحنا نعيش حالة قلق دائم وخوف من انزلاق اطفالنا في مستنقع هذه الآفة ،مشيرة إلى نسبة التعاطي لدى طلبة المدارس في تزايد ، وان عدد المروجين الذين استهدفوا هذا اللواء في تزايد في ضوء الحاجة الماسة لتكثيف الحملات الأمنية بين التجمعات السكانية وعلى مناطق انتشار هذه الآفة .
وحول دور المراكز الشبابية وهيئة شباب كلنا الأردن والتربية في التوعية حيال أخطار هذه الافة قال مدير شباب الطفيلة وليد البداينة ان محاضرات وندوات يتم عقدها وبشكل دوري سواء في مراكز الشباب النموذجية ومراكز الشابات مشيرا الى ان خطط المراكز الشبابية لا تخلو من تنظيم المحاضرات الدورية حيال بحث ظاهرة المخدرات حيث انه لا ينبغي تجاهلها وانه علينا أن لا نضع رؤوسنا في الرمال ونقول غدا سوف تحل « لان بؤر الفساد ومناطق انتشار هذه الآفة وصلت لايدي الشباب وهي تحتاج الى حلول سريعة .
و بين منسق الهيئة محمد العمريين أن الهيئة وضعت خطة توعوية تتضمن محاضرات ومسرحيات تعالج ظاهرة المخدرات وكيفية الحد منها في حين بين مدير الانشطة في تربية الطفيلة عارف الصقور حجم الانشطة التي تقدم للمدارس الثانوية والتي تستهدف كافة الطلبة بعرض محاضرات وأفلام ومسرحيات ، تشير الى تبعات هذه الظاهرة الافراد والمجتمعات وذلك من خلال التعاون والتنسيق مع ادارة مكافحة المخدرات .
ويقول المواطن علي الحجايا ان معاناة سكان الحسا كبيرة بسبب تفشي ظاهرة المخدرات بين شبابنا الذي يعانون الفقر والبطالة، اضافة الى قرب مناجم الفوسفات من بلدتنا واضاف «لم يأتنا أي شيء من شركة الفوسفات سوى غبارها الذي سبب لنا الأمراض « وتصدعات منازلنا بسبب تفجيرات التنقيب عن الفوسفات .
ويشير المواطن خالد الفريجات الى ان منطقة العيص بالطفيلة والقريبة من الجامعة أصبحت تشكو من ظاهرة انتشار الحبوب المخدرة بين فئات الشباب ما ادى الى زيادة القضايا والمشاكل اليومية في محيط الجامعة .
وحسب تصريحات مسؤولين من جهات تربوية وشبابية فان التكتم الشديد حيال انتشار هذه المخدرات من الأسباب التي أدت إلى تناميها بحجة أن التبليغ عن المروج يعتبر قطعا لرزقه ، وان إثارة الموضوع سيؤدي الى الإساءة الى بعض الاسر في مجتمع ذي طابع عشائري .
وخلال استطلاع مع ممثلين عن القطاعات الشبابية أشار أمين الصندوق في نادي الحسا الرياضي الثقافي محمد الحجايا الى خطورة المخدرات في لواء الحسا ونتائجها خلال الثلاث سنوات الأخيرة .. وقال « ان وقوع اللواء على خط دولي جعل منه عرضة وواجهة أمامية لنشر سموم المخدرات بكافة اشكالها في حين ان المشكلة لم تتعد الحسا فقط بل تجاوزت مناطق الحسينية والسلطاني والقطرانة وغيرها في وقت تقوم فيه مؤسسات رسمية معنية وأندية ومراكز شبابية بعقد محاضرات وندوات حيال مخاطر هذه الافة .
وبين أن المشكلة موجودة في المدارس والأماكن العامة وأثرت على نشاطات نادي اللواء الوحيد حيث أصبح النادي يأخذ كافة الاحتياطات اللازمة عند تنفيذ أي نشاط أو بطولة كروية بسبب وجود المتعاطين الذين يقومون بتغيير مسار النشاط إلى مشكلة حقيقية.
ويشير الحجايا الى ان ارتفاع معدل الجريمة في اللواء تزامن مع تزايد مشكلة المخدرات وأصبحت الجرائم الفردية والجماعية من القضايا الهامة التي بات يعانيها اللواء في ضوء « تسرب مقنع « للطلبة خاصة ممن يدرسون التلمذة المهنية في منجم الفوسفات وأصبحوا مستهدفين من قبل المروجين للمخدرات .
واضاف ان هنالك انحرافا واضحا في فئة المراهقين وممارسة لجرائم سرقة المراكز والأندية والمؤسسات العامة والمنازل فقد شهد اللواء « 6 « سرقات في العام 2013 استهدفت مركز الشابات والنادي والصندوق الاردني الهاشمي ومحطة المعرفة الى جانب عدة منازل في اللواء ، فيما شهد اللواء في السنوات الأخيرة جرائم قتل واعتداء على الحافلات السياحية وباصات المعتمرين والحجاج ، من قبل مراهقين ، وسرقة محولات الكهرباء وخطوط الكهرباء وجميعها ترتبط بسرقات من اجل الحصول على المال لغايات شراء المخدرات علاوة على سرقة سيارات تعود لدوائر حكومية وافراد عدا عن سرقات الأغنام .
واكد على ضرورة سحب عينات من الدم من كافة طلبة المدارس في اللواء وجرف الدراويش لتحديد أعداد المتعاطين للمخدرات بكافة أشكالها عبر تعاون مشترك بين الصحة والأمن العام ومركز معالجة الإدمان ، حيث ان جيلا كاملا بدأ بالانجراف وراء هذه المخدرات ، في حين ان نسب التحصيل الدراسي انخفضت إلى أدنى المستويات مع ارتفاع في نسب البطالة التي تجاوزت 20 % ، فيما قام نادي الحسا بعقد العديد من المحاضرات والندوات حيال مشكلة المخدرات وهو ألان بصدد عقد مؤتمر تتشارك فيه كافة الجهات ذات العلاقة بغية وضع تصورات وحلول وتوصيات للحد من هذه المشكلة .
مقابل ذلك بين عدد من أرباب العمل ان هنالك عزوفا من الشباب للعمل في مجال تعدين الخامات الموجودة على ارض اللواء اذ هنالك رفض واضح للعمل حيث يوجد لدى البعض « ثقافة الخاوة « والذين يريدون رواتب دون عمل ، مؤكدين أن تعاطي المخدرات سبب في انخفاض إنتاجية الشباب وأدى الى حرمانهم من العمل واستكمال دراستهم .
ولم ينفوا انتشار المواد المخدرة في اللواء وتزايد تعاطيها مقارنة مع قصبة الطفيلة التي تنخفض فيها نسب التعاطي ، فيما سكان الحسا البالغ عددهم 13 ألفا و 500 مواطن منهم 3000 ألاف نسمة في المدينة السكنية التابعة لشركة الفوسفات الاردنية أصبحوا يعانون من تلك الظاهرة .
و لم ينكر رئيس قسم الأنشطة في تربية الطفيلة عارف الصقور وجود مشكلة المخدرات في لواء الحسا منذ سنوات وانتشارها بين فئة الشباب والمراهقين ، وقال « انه من اجل تدارك هذه المشكلة فقد قمنا بعقد مجموعة محاضرات وندوات لتوعية الطلبة حيال مخاطر هذه الآفة على المجتمع من اجل المحافظة على أجيال المستقبل من الانجراف والانحراف صوب المخدرات .
من جانبه بين مصدر امني بان ظاهرة انتشار المخدرات في لواء الحسا وقصبة الطفيلة بدأت منذ عدة سنوات حيث تزامنت معها عدة جرائم وتم ضبط حالات متعاطين ومروجين في المنطقة وتم إيداعهم للقضاء في وقت جرى فيه تنظيم حملات أمنية وتمشيط للمناطق الصحراوية المحيطة باللواء ترافقت معها حملات للتوعية والتثقيف حيال المخاطر الناتجة عن هذه الافة على الفرد والمجتمع .
وأكد على ضرورة تكاتف كافة مؤسسات المجتمع المدني لمكافحة هذه الآفة في حين لا زال تعاون الأهالي لحل هذه المشكلة في حدوده المتواضعة نتيجة عدم التبليغ عن المروجين والمدمنين وعدم التعاون مع فرق المكافحة أثناء عملهم في القبض على المروجين والمدمنين مع التدخل لكفالتهم .
واشار المصدر الى ان حالة « التكتم « وعدم إبراز حجم المشكلة وعدم معرفة الحالات التي تحتاج لمعالجة من الإدمان ، سيؤدي الى تزايد هذه الظاهرة سواء في لواء الحسا او قصبة الطفيلة ، مشيرا ان شرطة الطفيلة وادارة مكافحة المخدرات والمركز الأمني في لواء الحسا يأملون بتعاون المواطن في لواء الحسا ليكون رديفا لحل المشكلة وعدم التدخل السلبي في حالة القاء القبض على المخالفين للقوانين والانظمة .
وبين مصدر من ادارة مكافحة المخدرات انه تم استحداث مكتب للادارة في الطفيلة ، مشيرا الى ان هنالك انتشارا لآفة المخدرات في لواء الحسا وقصبة الطفيلة ، وذلك لعدة أسباب منها موقعها الجغرافي الذي يتوسط عدة مناطق ، وانتشار البطالة ، مؤكدا انتشار هذه الافة بين الشباب في وقت جرى فيه تنفيذ عدة حملات أمنية وأخرى للتوعية استهدفت مدارس اللواء على مدار العام .
وأشار الى أن المعالجة لمدمني المخدرات تكون لمن يتقدم للعلاج من تلقاء نفسه، بحيث يخضع لعلاج إرشادي ونفسي وطبي، ويبقى لمدة تحت المراقبة لضمان عدم عودته إلى تعاطي المخدرات.