تواصل التحضيرات لزيارة أردوغان للإمارات وسط غموض حول توجهه إلى السعودية

42

حصادنيوز– تتواصل التحضيرات على قدم وساق لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أبوظبي، منتصف الشهر الجاري، وسط غموض حول زيارته التي قال إنها ستكون في فبراير/شباط إلى المملكة العربية السعودية، وسط إشارات على عدم وجود موعد نهائي ورسمي محدد للزيارة المتوقع أن تفتح صفحة جديدة في سجل العلاقات التي مرت بسنوات من القطعية والخلافات الحادة بين أنقرة والرياض.

ومن المقرر أن يزور أردوغان الإمارات في 14 من الشهر الجاري للقاء ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان وكبار المسؤولين الإماراتيين، كما يتوقع أن تبرم مجموعة من اتفاقيات التعاون الكبيرة بين البلدين لتضاف إلى عدد من الاتفاقيات التي عُقدت خلال زيارة بن زايد إلى أنقرة نهاية العام الماضي والتي فتحت صفحة جديدة في سجل العلاقات بين البلدين.

والثلاثاء، استقبل وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو السفير الإماراتي الجديد في أنقرة، لافتاً إلى أنه جرى التباحث حول العلاقات الثنائية والاستعدادات المتواصلة لزيارة أردوغان المقررة إلى الإمارات.

والإثنين، استقبل محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع في مكتبه بوزارة الدفاع، توغاي تونشير سفير تركيا لدى بلاده، وإلى جانب الوفد التركي، حضر اللقاء من الجانب الإماراتي، مطر سالم الظاهري، وكيل وزارة الدفاع، وعدد من كبار ضباط ومسؤولي الوزارة، في إشارة إلى تركيز اللقاء على ملفات تتعلق بالتعاون الدفاعي المتوقع بين البلدين.

وبينما أكد الوزير الإماراتي على “عمق علاقات الصداقة بين الإمارات وتركيا في مختلف المجالات خاصة الدفاعية والعسكرية، وأهمية الدفع بها نحو آفاق أوسع بما يحقق التنمية والازدهار للبلدين”، ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن اللقاء بحث “سبل تطوير علاقات التعاون الدفاعي والعسكري بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين”.

وخلال الأيام الماضية، أدان عدد من كبار المسؤولين الأتراك هجمات الحوثيين التي تصاعدت مؤخراً على الإمارات والهجمات المتواصلة على السعودية، ووصف بيان الخارجية الهجمات بـ”الإرهابية”، كما أعلن رئيس البرلمان مصطفى شنطوب عن تضامن بلاده مع السعودية والإمارات أمام هذه الهجمات.

وإلى جانب العلاقات المتنامية مع الإمارات، فتحت تركيا صفحة جديدة بالعلاقات مع البحرين التي زارها وزير الخارجية مولود جاوش أوغلو، الإثنين، حيث التقى نظيره عبد اللطيف الزياني، وولي العهد سلمان بن خلف آل خليفة، وسط تأكيدات من الجانبين على وجود توافق لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والدفاعي بين البلدين.

ومن المنامة، قال أوغلو: “أكدنا في مكالماتنا الهاتفية وبياناتنا تضامننا مع الإمارات والدول المستهدفة ومنها السعودية”، مضيفاً: “نحن نقف إلى جانب الدول الصديقة والشقيقة في هذا الصدد”، لافتاً إلى أن “العلاقات مع بعض دول الخليج كانت باردة في الماضي، ولتجاوز ذلك تم إجراء محادثات ثنائية، بما في ذلك محادثات مع مصر على مستوى نواب وزراء الخارجية”.

وعن مسار تحسين العلاقات مع دول المنطقة، ذكر الوزير التركي أن “المحادثات مع الإمارات حققت تقدما أكبر مما أحرزته مع مصر”، مشيراً إلى أن أردوغان سيزور الإمارات في فبراير/ شباط الجاري، وأنه سيتم الاحتفال باليوم الوطني لتركيا في معرض إكسبو دبي، موضحاً أن “عملية الحوار مع السعودية مستمرة.. نأمل في العودة وتحسين العلاقات مع السعودية كما كانت في الماضي وأفضل، وأعتقد ستكون هناك تطورات إيجابية في الفترة المقبلة”.

وعلى الرغم من اعتبار زيارة وزير الخارجية التركي إلى البحرين بمثابة إشارة مهمة إلى قرب وإمكانية تحقيق تقدم في مساعي تحسين العلاقات بين تركيا والسعودية، إلا أن تجنب الحديث عن موعد الزيارة التي تبدو أنها غير مؤكدة من حيث المبدأ أو الموعد المحدد، أعطى إشارات على أن المسار ما زال يواجه صعوبات وتحديات وأن المباحثات بين الجانبين لم تصل بعد إلى نتائج إيجابية نهائية.

وفي لقاء تلفزيوني قبل أيام، قال أردوغان إن العلاقات بين تركيا ودول الخليج اكتسبت زخما في الفترة الأخيرة، موضحاً أن “حقبة جديدة بدأت تعطي الأولوية للحوار والمصالحة، وموقف تركيا المبدئي والقائم على حسن النية تجاه منطقة الخليج وسط هذه البيئة الجديدة، أصبح مفهوما بشكل أفضل”، وأضاف: “لدينا روابط ثقافية وبشرية واقتصادية قوية مع كل هذه البلدان، ونحن نؤكد دائما على الأهمية التي نوليها لأمن واستقرار منطقة الخليج”.

وتابع: “شعوبنا شقيقة، واقتصاداتنا تكمل بعضها البعض. وسوف نستغل إمكانات التعاون الكبيرة بيننا بأفضل شكل، في التجارة والاستثمار والصحة والنقل والعديد من المجالات الأخرى، لا سيما الدفاع الذي يشكل أهمية كبيرة”، كما قال: “أمامنا بيئة مواتية للغاية من أجل تأسيس هذا الاتجاه. وأعتقد أننا على أعتاب فترة التعاون الإقليمي الجديدة هذه القائمة على المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة”، لكنه امتنع أيضاً عن الحديث بشكل محدد عن زيارة قريبة تحدث عنها سابقاً إلى السعودية.

وكان أردوغان قال أمام رجال أعمال إنه ينوي زيارة السعودية الشهر الجاري لحل الخلافات السياسية والاقتصادية بين البلدين، لكن الرئيس التركي أو أي مسؤول تركي لم يتحدثوا لاحقاً عن أي خطوات للتحضير للزيارة أو موعد زمني لها، بينما التزم الجانب السعودي الصمت، وهو ما يرجح عدم وجود اتفاق نهائي بعد على موعد الزيارة.

قد يعجبك ايضا