مواجهة بين روسيا وأمريكا في الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا والبيت الأبيض يهدد
امتد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة بشأن تعزيز موسكو لقواتها بالقرب من أوكرانيا إلى مجلس الأمن الدولي الاثنين عندما حدد دبلوماسيون من البلدين مواقفهما بحدة.
وفشلت روسيا في وقف ما وصفته باجتماع “استفزازي” لمجلس الأمن بشأن تعزيز قواتها والذي وصفته الولايات المتحدة وأعضاء آخرون بالمجلس بأنه تهديد للسلم والأمن الدوليين.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أمام مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً: “التهديدات بالعدوان على حدود أوكرانيا استفزازية. إقرارنا بالحقائق على الأرض ليس استفزازياً”.
وأضافت: “الاستفزاز من روسيا وليس منا أو من أعضاء هذا المجلس”.
واتهمت توماس غرينفيلد روسيا بحشد أكثر من 100 ألف جندي على حدود أوكرانيا مع روسيا وروسيا البيضاء استعداداً لشن هجوم على أوكرانيا. وقالت إن “واشنطن ترى أدلة على أن موسكو تخطط لنشر 30 ألف جندي إضافي في روسيا البيضاء بحلول أوائل فبراير/شباط”.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إنه “لا يوجد دليل على أن موسكو تخطط لعمل عسكري ضد أوكرانيا” وأضاف: “روسيا ترفض باستمرار مثل هذه الاتهامات”.
وأضاف: “يتحدث زملاؤنا الغربيون عن ضرورة وقف التصعيد. ولكن، أولاً وقبل كل شيء، هم أنفسهم يثيرون التوتر.. والتصعيد”.
وطلبت الولايات المتحدة هذا النقاش العام الاثنين، في المجلس وكانت تحتاج إلى تسعة أصوات على الأقل للمضي قدماً في الاجتماع بعد أن دعت روسيا إلى تصويت إجرائي. وصوت عشرة أعضاء بالمجلس لصالح القرار بينما صوتت روسيا والصين بالرفض وامتنعت الهند والجابون وكينيا عن التصويت.
وقال نيبينزيا إن “روسيا ليست خائفة من مناقشة مسألة أوكرانيا، لكنها لم تفهم سبب الاجتماع”، قائلاً إن “موسكو لم تؤكد أبداً عدد القوات التي نشرتها”.
بايدن يهدد
وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين، روسيا من عواقب خطيرة وسريعة إذا اختارت مهاجمة أوكرانيا.
وفي بيان وزعته البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة على الصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك قال بايدن: “لقد عرضت الولايات المتحدة تفصيلياً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الطبيعة الكاملة للتهديد الروسي لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وأوضحنا للمجتمع الدولي الآثار الكاملة لهذا التهديد، ليس فقط بالنسبة إلى أوكرانيا، ولكن بالنسبة إلى المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والنظام الدولي”.
وأضاف: “إذا كانت روسيا صادقة بشأن معالجة مخاوفنا الأمنية من خلال الحوار، ستواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤنا الانخراط بحسن نية، إذا اختارت روسيا الابتعاد عن الدبلوماسية ومهاجمة أوكرانيا، فسوف تتحمل روسيا المسؤولية وستواجه عواقب سريعة وخطيرة”.
وتابع البيان: “تواصل الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها الاستعداد لكل سيناريو، ومن الضروري أن يرى العالم بوضوح الإجراءات التهديدية التي تقوم بها روسيا وأن يكون مستعداً للرد على المخاطر التي تمثلها”.
عقوبات على النخبة
وأعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي الاثنين أن “الولايات المتحدة أعدت عقوبات تستهدف أفراداً من النخبة الروسية وعائلاتهم إذا غزت روسيا أوكرانيا”.
وأوضحت ساكي أن “واشنطن حددت أفراداً ينتمون إلى الدائرة المقربة من الكرملين يدورون في فلكها” مضيفة أن “هؤلاء الأشخاص كانوا أهدافاً للعقوبات بسبب علاقاتهم المالية الوثيقة مع دول غربية”.
وأضافت: “هذه مجرد أداة من بين الأدوات الأخرى التي سنلجأ إليها لضرب روسيا من كل الزوايا في حال وقوع هجوم”.
كما أعلنت بريطانيا التي تعتبر من الوجهات المفضلة للاستثمارات لدى الأوليغارشية الروسية الاثنين، أنها ستشدد حزمة العقوبات التي يمكن لندن أن تفر ضها على شركات وأفراد إذا شنّ الكرملين هجوماً عسكرياً على أوكرانيا.
وتوعّدت واشنطن منذ أيام روسيا بفرض عقوبات هائلة عليها حال حدوث تصعيد عسكري.
وعلى سبيل المثال، هددت الولايات المتحدة بمنع وصول المصارف الروسية إلى التعاملات بالدولار وحظر بيع التكنولوجيا الأمريكية إلى روسيا.