حوار روسيا والغرب.. واشنطن تحث على مواصلة التفاوض والناتو يقر بصعوبة المهمة
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو”، الأربعاء، إنه من الصعب تجاوز الخلافات القائمة بين روسيا والحلف بشأن أوكرانيا، وذلك بعد محادثات استغرقت أربع ساعات أصرت فيها موسكو على مطالبها بضمانات أمنية من الغرب.
وأضاف ينس ستولتنبرج: “هناك خلافات كبيرة بين أعضاء الحلف من جهة وبين وروسيا من الجهة الأخرى، ولن يكون من السهل تجاوز خلافاتنا، لكن هناك مؤشر إيجابي بجلوس جميع حلفاء الحلف مع روسيا على طاولة واحدة ومناقشة قضايا جوهرية”.
وأجبرت روسيا الغرب على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، بعد أن حشدت نحو 100 ألف من جنودها قرب الحدود مع أوكرانيا، الجمهورية السوفيتية السابقة التي تطمح إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وتنفي موسكو نيتها غزو أوكرانيا، لكنها تقول إنها تحتاج إلى سلسلة من الضمانات لأمنها، بما في ذلك وقف أي توسع إضافي لحلف شمال الأطلسي وانسحاب قوات التحالف من دول وسط أوروبا وشرقها التي انضمت إليه بعد الحرب الباردة.
وقال ستولتنبرج، إن أي استخدام للقوة الروسية ضد أوكرانيا سيكون “خطأ سياسياً فادحاً سيكلف روسيا ثمناً باهظاً”.
وكرر موقف حلف شمال الأطلسي بأن أوكرانيا والحلف فقط هما من يمكنهما تقرير ما إذا كانت كييف ستنضم إلى الناتو أم لا.
ومع ذلك، قال ستولتنبرج إن الحلف مستعد لإجراء مزيد من المحادثات مع موسكو بشأن مجموعة من القضايا من بينها الحد من التسلح ونشر الصواريخ، لافتاً إلى أن روسيا طلبت بعض الوقت للرد.
ومن المقرر أن يتحدث نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو، الذي ترأس وفد موسكو إلى المحادثات، إلى الصحفيين في وقت لاحق.
وفي سياق متصل، دعت الولايات المتحدة، روسيا، إلى البقاء على طاولة المفاوضات ومواصلة النقاش.
وقالت نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان، بعد اجتماع حلف شمال الأطلسي وروسيا: “إذا انسحبت روسيا، فسيكون من الواضح تماماً أنهم لم يكونوا جادين أبداً في السعي إلى الدبلوماسية، وهذا هو السبب في أننا نستعد بشكل جماعي لكل احتمال”.
وشددت: “روسيا هي التي يتعين عليها اتخاذ خيار صعب، إما وقف التصعيد والدبلوماسية أو المواجهة وتحمل العواقب”.
وتكشف تصريحات ستولتنبرج عن عدم حدوث انفراجة في المحادثات التي جاءت بعد يومين من اجتماع دبلوماسيين روس وأمريكيين في جنيف، ذكروا بعدها أنها لم تسفر عن تضييق هوة الخلافات بينهما.
وتتهم روسيا الغرب بالتقليل من أهمية مطالبها، وقالت إنها ليست مستعدة للسماح للمفاوضات بأن تطول إلى أجل غير مسمى.
وترى روسيا أن توسع الحلف من 16 عضواً في نهاية الحرب الباردة إلى 30 الآن، بما يشمل مجموعة كبيرة من الدول الشيوعية السابقة في وسط وشرق أوروبا، يشكل تهديداً لها، وأنها بحاجة إلى رسم “خطوط حمراء” الآن لحماية أمنها.