لتجاوز المستويات التي حققها القطاع عام 2019
حصاد نيوز _ قال وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز، إننا نسعى من خلال الاستراتيجية الوطنية للسياحة في الأردن للأعوام 2021 – 2025، التي أُقرت من مجلس الوزراء أخيراً، الى تحقيق وتجاوز مستويات عام 2019 الذي كان قياسياً من حيث انتعاش القطاع السياحي.
واكد خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تنسجم مع برنامج أولويات عمل الحكومة الاقتصادي للأعوام 2021 – 2023 الذي شمل قطاع السياحة، تتكون من خمسة محاور هي، “تطوير المنتج السياحي، الموارد البشرية، التسويق، إدارة وحماية التراث والإصلاحات”.
واضاف ان الاستراتيجية تهدف الى زيادة أعداد السياح بحلول عام 2025 لتتجاوز مستويات 2019 الذي وصلت فيه الأعداد الى 5.3 مليون سائح، وعودة إجمالي العائدات من السياحة لمستويات 2019 التي بلغت 4.1 مليار دينار وذلك بحلول عام 2024، إلى جانب زيادة التوظيف المباشر في القطاع السياحي لتتجاوز أرقام 2019 بحلول العام 2023.
وقال الوزير، إن الدخل السياحي خلال الأحد عشر شهراً الماضية من العام الحالي بلغ 1.692 مليار دينار بحسب البيانات الصادرة عن البنك المركزي، محققاً ارتفاعاً مقارنة بالدخل السياحي طوال عام 2020 الذي وصل الى مليار دينار.
وأشار الى أن هيئة تنشيط السياحة ستتحمل تكاليف فحص كورونا الـ “بي سي آر” للمجموعات السياحية القادمة عبر مكاتب السياحة خلال شهر كانون الثاني وحتى منتصف شباط المقبل، مؤكداً أن هذا القرار جاء لتشجيع الحركة السياحية وجذب أكبر عدد من السياح. وبين أن هناك إقبالاً على إنشاء المشاريع السياحية بالعام الحالي، سواء كانت فنادق أو مطاعم سياحية على الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها القطاع السياحي جراء جائحة كورونا، لافتاً الى أن 15 فندقاً جديداً حصل على التراخيص هذا العام، إضافة الى 106 مطاعم سياحية.
واوضح أن إجمالي أعداد السياح القادمين الى المملكة منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر تشرين الثاني الماضي تجاوز 2.1 مليون سائح، حيث وصل عدد سياح المبيت الى قرابة 1.8 مليون سائح، وتجاوز عدد زوار اليوم الواحد الـ 312 ألف زائر. واضاف ان هذه الارقام تجاوزت التوقعات التي أُعلن عنها في منتصف العام الحالي بقدوم مليون ونصف سائح طيلة 2021، ما يدل على العودة التدريجية للقطاع وانتعاشه وبدء تعافيه بشكل متسارع. وذكر أن عدد المشاركين في برنامج “أردننا جنة” للسياحة الداخلية المدعومة رحلاته من وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة بنسبة تتجاوز الـ 50 بالمئة، بلغ منذ انطلاقه بالعاشر من شهر حزيران الماضي وحتى اليوم 136518 مشاركاً، مؤكداً أن البرنامج سيبقى مستمراً العام المقبل.
ولفت الفايز الى أن أعداد التذاكر المباعة عبر نظام التذكرة الموحدة “جوردن باس” خلال الـ 11 شهراً الماضية بلغ 45261 تذكرة، مبيناً أن نظام التذكرة الموحدة يساهم في زيادة أعداد السياح والزوار للبلاد وإطالة مدة إقامتهم وتحفيزهم على زيارة أغلب المواقع الأثرية والسياحية بالمملكة، ويسهل حركة دخولهم الى هذه المواقع.
واكد أن أعداد السياح القادمين إلى المملكة خلال الفترة الماضية من خلال سياحة العبور وصلت لأكثر من 212 ألف سائح، حيث أن سياحة العبور أسهمت بارتفاع نسب إشغال الفنادق بالمثلث الذهبي والعاصمة عمان والمحافظات الأخرى كافة، اضافة الى تنشيط الحركة السياحية في العقبة وتشغيل شركات النقل السياحي والعديد من المكاتب السياحية.
وقال إن الرؤية التي تسعى الوزارة الى تحقيقها من خلال الاستراتيجية الوطنية للسياحة، هي خلق نمو اقتصادي شامل من خلال منتجات وتجارب سياحية حقيقية ومستدامة، إضافة الى اتخاذ الإجراءات كافة لتعافي القطاع السياحي من تأثير جائحة كورونا، لافتاً الى أن الاستراتيجية وثيقة حيّة ومرنة، وسيجري مراجعتها وتحديثها لتعكس أي خطط عمل مطلوبة وفقاً للمستجدات.
واضاف ان الوزارة تحرص من خلال الرؤية والرسالة بالاستراتيجية على إبراز الطابع الفريد للتاريخ الأردني وتراثه، وتطوير المنتجات السياحية والخدمات المقدمة الى السياح الدوليين والإقليميين والمحليين، وتكوين شراكة متينة وحقيقية بين القطاعين العام والخاص.
واوضح أن الوزارة تسعى لإشراك وتمكين المجتمعات المحلية، والحفاظ على التراث الأردني والمواقع التراثية والثقافية وحمايتها، والبدء بالإصلاحات الهادفة التي من دورها تسريع الاستثمار وتحسين القدرة التنافسية.
وذكر أن الاستراتيجية التي جرى إعدادها بالتشارك مع القطاع الخاص وممثلين عن الجمعيات السياحية المختلفة ومقدمي الخدمات السياحية، تضع قطاع السياحة على طريق واضح المعالم نحو مستقبل مشرق ينتظره العاملون بالقطاع ومشغلوه والمجتمعات المحلية، حيث تتناول الاستراتيجية التحديات والعقبات التي يواجهها القطاع، ومواءمتها مع نقاط القوة والفرص التي من دورها تعزيز نمو الاقتصاد الوطني وخلق فرص العمل.
ولفت الى أن وضع الاستراتيجية يأتي أيضاً لتمكين قطاع السياحة من تجاوز الأضرار التي ألمت به جراء جائحة كورونا، واستكمالاً للإجراءات التي اتخذتها الحكومة ووزارة السياحة والآثار للتعامل مع هذه الجائحة ومواجهتها والتي تمثلت في أربع مراحل: الاستجابة، والتعافي، وإعادة التشغيل، والإصلاحات.
وفيما يتعلق بمحور تطوير المنتج قال الفايز، إن الوزارة وهيئة تنشيط السياحة ستركزان جهودهما على تطوير المنتجات السياحية والترويج لها والتجارب المرتبطة بها، بالإضافة إلى المنتجات المتخصصة والتي تحث على الابتكار والإبداع وريادة الأعمال واستغلال التكنولوجيا والتي من دورها توفير التشاركية وزيادة دور وفاعلية المجتمعات المحلية.
وبين أن هناك عدداً كبيراً من المنتجات السياحية المتخصصة التي ستعمل الوزارة على تطويرها وهي: السياحة التراثية والثقافية، السياحة الترفيهية، التعافي، العلاجية، الدينية، المغامرة، سياحة المعارض والمؤتمرات، والسياحة الداخلية.
وأشار الفايز الى أن العمل جارٍ على تطوير وتصميم تطبيق خريطة رقمية للسياحة على مستوى الأردن، والذي سيسلط الضوء على المنتج السياحي “النمط السياحي” المتوفر في أي موقع، بالإضافة إلى التفاصيل الكاملة لخدمات الإيواء والأنشطة التي يمكن المشاركة بها، إضافة إلى معلومات أخرى مفيدة مثل قصة المكان واحداثيات الموقع الجغرافي، موضحاً أن هذا النوع من الخرائط والمحتوى سيعمل على إطالة مدة إقامة السائح في الموقع المحدد.
وفيما يخص محور تطوير الموارد لبشرية، اكد الفايز ان هذا المحور يهدف الى تعليم وتدريب كوادر بشرية مؤهلة تناسب احتياجات السوق المحلية والإقليمية للعمل في قطاع السياحة، مبينا أن الوزارة قامت بالتنسيق مع وزارة العمل والأطراف المعنية الأخرى مثل مجلس مهارات قطاع السياحة والضيافة لإنجاز هذه البرامج التدريبية.
وأضاف ان المحور يهدف أيضاً الى زيادة تشغيل العمالة الأردنية بالقطاع، وتمكين النساء والأشخاص ذوي الإعاقة والشباب الأردني من العمل بالقطاع السياحي، إضافة الى إشراك المجتمعات المحلية في الأنشطة والفعاليات والأعمال التجارية السياحية في جميع أنحاء الأردن، وتدريب موظفي الوزارة ودائرة الآثار العامة وهيئة تنشيط السياحة والعاملين في القطاع السياحي، مؤكداً اعتزازه بالقطاع السياحي الذي تشكل غالبية العاملين فيه من الأردنيين.
وفيما يتعلق بمحور التسويق، بين الفايز أنه سيجري التركيز في هذا المحور على تعزيز وزيادة فعالية التسويق للأردن سياحياً والارتقاء بمكانته إقليمياً وعالمياً، والتقليل من تأثير موسمية السياحة والعمل على إطالة مدة إقامة السياح الدوليين والإقليميين وزيادة إنفاقهم، وتحسين التسويق الرقمي، إضافة الى تسهيل السفر إلى الأردن من خلال شركات الطيران منخفض التكاليف، والعارض، والطيران المنتظم.
وبخصوص محور إدارة وحماية التراث، أكد الوزير الفايز أهمية هذا المحور الذي يهدف إلى حفظ وترميم وصيانة وتدعيم وإعادة تأهيل المواقع الأثرية، وتحسين وتطوير الخدمات المقدمة في المواقع السياحية.
وأشار الى أن الاستراتيجية تتضمن إطلاق مشاريع تهدف لحماية التراث بما في ذلك تأهيل 15 موقعًا رئيسيًا على مدى السنوات الثلاث المقبلة (2022-2024)، إضافة الى ترشيح خمسة مواقع جديدة للعمل على إدراجها على قائمة التراث العالمي.
وأوضح أن مبادرات حماية التراث ستوفر فرصًا اقتصادية وفرص عمل للمجتمعات المحلية وخاصة تلك الموجودة في المحافظات، كما ستكون حماية التراث أيضاً ممكناً رئيسياً لتنويع الخدمات السياحية.
وبين الوزير، أن الإصلاحات تعتبر عاملاً رئيسياً وهدفاً استراتيجياً لنجاح قطاع السياحة والتي تسعى الاستراتيجية من خلاله الى تمكين وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة ودائرة الآثار العامة وذلك من خلال زيادة التمويل والمنح الحكومية، إضافة الى مراجعة جميع التشريعات الناظمة لعمل القطاع السياحي من أجل إزالة معيقات الاستثمار وتحفيز النمو.
ولفت الى أنه سيجري من خلال هذا المحور العمل على تحسين وتسهيل وصول السياح إلى الأردن من خلال التأشيرات الإلكترونية ومراجعة شروط الجنسيات المقيدة بالتعاون مع الجهات المعنية، والعمل على تحسين تجربة السائح، إضافة الى إعادة هيكلة وتنظيم الأعمال في الوزارة وهيئة تنشيط السياحة ودائرة الآثار لتعزيز التشاركية والتكامل.
— (بترا)