دعوة الأردن لتجديد التزامه بـ”حقوق الإنسان”

85

حصادنيوز-أكد مشاركون في مؤتمر “آليات تحقيق العدالة المجتمعية وتعزيز حقوق الانسان في الأردن”، الذي عقد أمس، بدعوة من مكتب المنسق الحكومي لحقوق الانسان ومراكز الحياة “راصد”، على أهمية البناء على مسيرة الإصلاحات السياسية التي شهدتها البلاد، بما فيها المضي قدما في منظومة التحديث الملكية، فيما دعت الأمم المتحدة الحكومة لتجديد التزامها بتحقيق خطة التنمية المستدامة 2030 وبحقوق الانسان في 2022، والتحاور مع الأصوات المستقلة وحماية الفضاء المدني.
ويتزامن المؤتمر مع الاحتفالات الدولية باليوم العالمي لحقوق الانسان، الذي يصادف العاشر من كانون الاول (ديسمبر) من كل عام، حاملا شعار “المساواة” هذا العام، برعاية رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، وبمشاركة فاعلة من عدة جهات حكومية ونيابية وممثلي منظمات مجتمع مدني.
وقال وزير الشؤون السياسية والبرلمانية، المهندس موسى المعايطة في كلمته مندوبا عن الرئيس الخصاونة، إن الحكومةَ تولي اهتماما كبيراً لحمايةِ وتعزيز منظومةِ حقوق الإنسان، وتعمل على ترسيخها استنادا إلى إرثٍ حضاري كبير وإرادة سياسية مستنيرة بقيادة جلالة الملك، حيث جعلت التحول الديمقراطي والإصلاح الشامل لتحديثِ المنظومة السياسية نهجاً ثابتاً للارتقاءِ بحقوقِ الإنسان، مؤكداً الحرصَ على تطبيق مفهوم التنميةِ المستدامة، والاستثمارِ في الإنسان وحماية وصون حقوقه لضمان الحياة الكريمة له.
وبين المعايطة، أن هناك التزامات على الحكوماتِ، تهدف لحماية وتعزيز الحريّات والحقوق الأساسيّة للأفراد والجماعات، وأن الحكومة تجري مراجعة لمحاور الخطة الوطنية الشاملة لحقوقِ الانسان بما ينسجم مع المتغيرات الوطنية والإقليمية والدولية، وبما يتوافق مع ثوابت الدولة المنسجمة دائماً مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وخلال الافتتاح أيضا، قال المنسق العام لحقوق الانسان في رئاسة الوزراء نذير العواملة، إن الاحتفال اليوم بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان جاء خلاصة لتجارب الأمم في إرساء القيم الإنسانية وصون كرامته، مشيراً إلى أنه محطة حقيقية للمراجعة والتقييم الشاملين لسلسة من الإجراءات والإصلاحات والبناء عليها في ظل المئوية الثانية للدولة الأردنية إذ تأسست على مبادئ أساسها الحق في المواطنة والحرية والكرامة والاستقلال.
وقال الممثل المقيم وممثل الشؤون الانسانية للأمم المتحدة في المملكة، أندرس بيدرسون إن خطة التنمية المستدامة 2030 المدعومة بحقوق الانسان، توفر مخططا شاملا للتعافي من جائحة كورونا، وأضاف “في 2022 الأمم المتحدة تحث الأردن على تجديد الالتزام بأعمال حقوق الانسان وبخطة 2030، بما يركز على المشاركة الهادفة وحماية الفضاء المدني وحرية التعبير وتكوين الجمعيات والحق في التجمع السلمي والوصول إلى المعلومات والشفافية والمساءلة.”
من جهته، نبّه مدير عام مركز “راصد” الدكتور عامر بني عامر الحكومة إلى قضيتين الأولى تتعلق بانتشار ظاهرة “خطاب الكراهية”، وذيوع الشعور بعدم العدالة في المجتمع خاصة بين الشباب والنساء داعيا إياها إلى معالجتهما، فيما أكد على استمرار المجتمع المدني بالشراكة الفاعلة مع الحكومة لتعزيز حالة حقوق الانسان.
وفي كلمته، وجه رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الانسان الدكتور رحيل الغرايبة، عدة رسائل تتعلق بحماية حقوق “شعوب المنطقة، قائلا إنه لابد من التركيز على حقوق هذه الشعوب لتكون مشاركة على مستوى العالم في توجيه خطط حقوق الانسان، وتسليط الضوء على قضاياهم وحقوقهم المستلبة كمواجهة الاحتلال”، مشيرا إلى ان اللاجئين العرب هم أكثر فئة لجوء على مستوى الأرض.
أما مديرة بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في المملكة، شيري كارين، فقالت إن الأردن يتخذ اليوم “خطوات صلبة” باتجاه أردن ديمقراطي”، مشيرة إلى تحديث المنظومة السياسية، والحاجة أيضا لمزيد من حماية كافة حقوق الإنسان خاصة حماية حرية التعبي”.
وتبع الافتتاح عقد جلستين حواريتين، تحدثت في الأولى التي أدارها مدير مركز الفينيق الباحث أحمد عوض، وزيرة الثقافة هيفاء النجار، التي قالت إن هناك “مسؤولية جماعية لإيجاد واقع أفضل، وإعادة تفعيل الشراكات بين المؤسسات وإن هوية الأردن هي هوية أردنية عربية إسلامية نعتز بها.
واكدت العين القاضية إحسان بركات في الجلسة التي حملت عنوان “واقع حقوق الانسان في مئوية الدولة”، على أهمية دور الغرفة التشريعية الثانية في مجلس الأمة، في رصد كل تقارير المركز الوطني لحقوق الانسان، قائلة إنه تمت مراجعتها بشكل كامل بما في ذلك قضايا التوقيف الإداري واكتظاظ السجون، والعمل على ضرورة تطبيق القوانين والتشريعات حول ذلك بحذافيرها.
من جهته قال عضو لجنة التربية والتعليم النيابية، الدكتور بلال المومني، إن هناك حالة تراجع في التعليم بعد جائحة كورونا، وأن هناك جودة متفاوتة للتعليم في المملكة، مؤكدا على استمرارية التعليم الوجاهي، لافتا الى مايصدر من توجيهات ملكية لاتترجم على أرض الواقع في هذا الجانب.
مدير إدارة حماية الأسرة، العقيد فراس الرشيد، أكد على التحوّل الذي مرت به فلسفة عمل مديرية الأمن العام وصولا إلى “الأمن الشامل”، ومن العدالة العقابية إلى العدالة الاصلاحية إلى العدالة التصالحية”.
وفي الجلسة ذاتها، شددت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة والشؤون الانسانية في الأردن، كريستينا ماينكي، أن هناك حاجة لمزيد من تعزيز سياسة الشراكة في حقوق الانسان في الأردن، وبناء بيانات مصنفّة لتعزيز التناغم، خاصة للفئات الأكثر حاجة للحماية، وحشد مزيد من النفقات في تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحة والتعليم والسكن، مشيرة إلى أهمية تنفيذ خطة 2030 وتنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل UPR .
أما مدير مركز عدالة لحقوق الانسان المحامي عاصم ربابعة، فقد شدد على أن هناك حاجة لمأسسة إطار وطني للتعامل مع الآليات والاتفاقيات الدولية في حقوق الانسان، وقال إن السياسات المعمول بها لليوم لاترقى لمعايير حقوق الانسان من بينها اتفاقية مناهضة التعذيب التي تبين مؤشرات القياس أن الالتزام بها لم يصل إلى 10 %، وفق تقرير سيصدره المركز قبل نهاية الشهر.
واعتبرت الشابة ملاك الأعمر من برنامج “أنا أشارك”، الشباب لا يحصلون على فرص متكافئة، قائلة في كلمتها أن مشاركة الشباب للآن لم تصل إلى “مرحلة الشركاء”، و أنهم يستغلون احيانا كأدوات.
وفي الجلسة الثانية بعنوان “تطوير منظومة حقوق الانسان من خلال عملية الاصلاح السياسي، وأدارها المستشار القانوني في “محامون بلاحدود” معاذ المومني، قال العين صالح ارشيدات والعضو في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، بأن مخرجات اللجنة “ستغيّر” في العملية السياسية، وتحديدا في الحياة الحزبية معتبرا أنها “ستكون رأس الهرم”، فيما أشار إلى أن المرأة كان لها حصة الأسد في المخرجات.
أما رئيسة ديوان الرأي والتشريع الدكتورة فداء الحمود، فقد تطرقت إلى عمل الديوان مع مخرجات اللجنة الملكية، مشيرة إلى مواءمتها جميعا في الصياغة مع النصوص الدستورية
أما الأمين العام لوزارة الشؤون السياسية والبرلمانية، الدكتور علي الخوالدة، فقال إن هناك استمرارية في مسيرة الاصلاح السياسي ترسخت في تشكيل اللجنة الملكية ومخرجاتها، وأشار إلى ان الحكومة الآن أقرت خطة تنفيذية لرفع الوعي بتلك المخرجات في المحافظات وبالشراكة مع المجتمع المدني والإعلام، وأن مشاريع قوانين الانتخاب والأحزاب تعزز حقوق الانسان.
قد يعجبك ايضا