انفجار يهز ثاني أكبر قاعدة أمريكية على الحدود السورية مع العراق… وارتفاع عدد قتلى انفجار دير الزور
حصادنيوز-هزت سلسلة انفجارات عنيفة ثاني أضخم قاعدة أمريكية، في ريف الحسكة قرب الحدود السورية – العراقية، أقصى شمال شرقي سوريا، نتيجة تعرضها لهجوم صاروخي مجهول المصدر. وتعتبر القاعدة المستهدفة «خراب الجير» نقطة تواصل حيوية بين الأراضي السورية والعراقية، وتبعد نحو 5 كم عن بلدة اليعربية الحدودية مع العراق.
وذكرت وكالة أنباء النظام الرسمية «سانا» أن خمسة صواريخ سقطوا على قاعدة الجيش الأمريكي في مطار خراب الجير في ريف الحسكة، دون ورود معلومات عن وقوع إصابات، مشيرة إلى أن الحادثة تبعها تحليق مكثف للطائرات المروحية والحربية التابعة للقوات الأمريكية. وأنشئت قاعدة خراب الجير عام 2015 وهي عبارة عن قاعدة جوية تضم مدرج لهبوط الطائرات المروحية والحربية.
في غضون ذلك، اتهم المجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» في بيان عقب اجتماع لقائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي، بقادة «المجالس العسكرية» التابعة لها، لبحث التطورات العسكرية شمال شرقي سوريا، النظام السوري باستغلال التهديدات التركية لتوسيع دائرة نفوذه. ووفق بيان لـ «قسد» فإن موقف النظام من الحوار مع الادارة الذاتية يشير إلى «عدم جاهزية الحكومة لأي تسوية سياسية في سوريا بل يعمل على استغلال التهديدات التركية على الأراضي السورية وحالة الاقتصاد المتردي للشعب السوري التي تسبب بها نتيجة سلوكه لمصلحة تمدد قواته وتوسيع دائرة نفوذه والعودة بسوريا إلى ما قبل عام 2011» مؤكداً أن إصراره على حل الأزمة السورية من خلال منطقها بإجراء مصالحات تخلو من أي معايير وطنية أو واقعية حيث يجب «إدراك هذه الحقيقة والتصدي لهذه السياسة الاستبدادية».
وأشار المجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية إلى نيته العمل مع كل من موسكو وواشنطن في المنطقة حيث قال «سنعمل بشكل وثيق مع كافة الأطراف بما فيها التحالف الدولي وروسيا لإيجاد حل حقيقي للازمة السورية يلبي متطلبات الشعب السوري بكل أطيافه السياسية والاجتماعية».
وفي دير الزور، ارتفع عدد قتلى قوات النظام، نتيجة تفجير وقع في المحافظة شرقي سوريا إلى 7 عناصر، بعد وفاة 4 من أصل 9 جرحى، أُصيبوا أول أمس في أثناء محاولتهم «تفكيك ألغام وعبوات ناسفة» ضمن أحد مقراتهم في حي القصور. تزامناً، حذرت «الإدارة الذاتية» المسيطرة على غالبية شمال شرق سوريا، من أن نفاد معدات فحص فيروس «كورونا» أدى إلى عجز الكوادر الطبية عن إحصاء أعداد الإصابات الجديدة بالمنطقة. وقال مسؤول مكتب إحصاء هيئة الصحة في «الإدارة الذاتية» نيجرفان سليمان، إن الإحصائيات توقفت منذ أسبوعين لعدم توفر مواد فحص فيروس «كورونا» في شمال شرق سوريا.
مواجهات عنيفة في الجنوب
وأضاف سليمان: «هناك إصابات (جديدة) لكن ليس لدينا القدرة على فحصها بسبب توقف المختبر عن العمل» حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وسجلت مناطق شمال وشرق سوريا نحو 37 ألف إصابة و1478 حالة وفاة، وفق أحدث إحصائية رسمية أصدرتها «الإدارة الذاتية» في 10 من الشهر الحالي، قبل توقف المختبر الوحيد في المنطقة. وتلقى 40 ألف شخص فقط في المنطقة لقاحاتهم الكاملة قادمة من مناطق النظام. وكان وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، قد حذر أواخر الشهر الماضي من تزايد الإصابات بالفيروس في سوريا، بينما لا تزال معدلات التطعيم أقل من 2%.
وفي البادية السورية، شنت الطائرات الحربية، الثلاثاء، غارات جوية على بادية محافظة الرقة. وذكر موقع «الخابور» الإخباري المحلي، أن الطائرات الحربية الروسية استهدفت بعدة غارات جوية مواقع لتنظيم «داعش» في بادية الرصافة جنوب غربي الرقة، جاء ذلك بعدما شنت خلايا تنظيم «داعش» هجوماً استهدف ميليشيات إيران في بادية مدينة البوكمال شرقي دير الزور وبادية الرقة خلال اليومين الماضيين.
ومنذ إعلان القضاء على تنظيم الدولة قبل نحو عامين وخسارته لكافة المناطق التي يسيطر فيها، انكفأ التنظيم إلى البادية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق، حيث يتحصن مقاتلوه في مناطق جبلية. ومع تعاظم هجمات التنظيم في الآونة الأخيرة ضد قوات النظام، تحولت البادية إلى مسرح للاشتباكات ترافقت معها غارات روسية، دعماً لقوات النظام.
وانتقالاً إلى الجنوب السوري، فقد اندلعت مواجهات عنيفة بالأسلحة الرشاشة، بين قوات النظام وقوى أمنية من جهة، ومجموعة أهلية، على طريق دمشق السويداء. بعد اقتحام قوات حفظ النظام مشفى السويداء الوطني، واعتقال أربعة مواطنين، من أبناء بلدة مفعلة. وذكر المسؤول الإعلامي لدى شبكة أخبار السويداء 24 أن المواجهات بدأت «بوصول شابين مصابين، إلى المشفى الوطني، أحدهما بعيار ناري في قدمه، والآخر إصابته طفيفة، إذ تعرضا لإطلاق نار، أثناء تقطيع الأشجار، في أحد الأحراش المجاورة لنقطة عسكرية للجيش، وبعد إسعافهما، وصل أقارب المصابين من أهالي بلدة مفعلة إلى المشفى».
وأضاف نور رضوان لـ«القدس العربي» أن سيارات وباصات محملة بعناصر حفظ النظام وقوى الأمن، دخلت بشكل مفاجئ إلى ساحة المشفى، «وتوجه عناصر الأمن إلى مدخل قسم الإسعاف، لتوقيف المصابين، فنشب شجار واشتباك بالأيدي، بين عناصر الأمن والأهالي، تطور لإطلاق نار كثيف من عناصر الأمن، الذين اقتحموا قسم الإسعاف، واعتقلوا المصابين، وشابين آخرين من أبناء البلدة، ثم انسحبوا من المشفى». وانتهت حصيلة المعتقلين خلال عملية اقتحام المشفى، بأربعة شبان، وعلى إثر الحادثة «تجمع العشرات من أقارب المعتقلين وتوجهوا لقطع طريق دمشق – السويداء، للمطالبة بالإفراج عن الشبان الأربعة، لكن دوريات أمنية باغتتهم بإطلاق النار، فاندلعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة، بين عناصر الأمن، والأهالي، أدت لتضرر منازل المنطقة، واستمرت الاشتباكات لربع ساعة، قبل أن ينسحب الفريقان عن طريق دمشق – السويداء».
«الملف الأمني» في السويداء
ويحمل التدخل الأمني المفاجئ، وفقاً للمسؤول الإعلامي في السويداء «دلالات على توجه جديد من السلطات، للتعامل مع الموقف الأمني في المحافظة، بعد مرور أسبوعين، على اجتماع مغلق للجنة الأمنية في السويداء، إثر ورود تعليمات جديدة من دمشق، تتعلق بالملف الأمني». وتسبب إطلاق النار داخل المشفى بحالة من الهلع والرعب لدى المرضى والكادر الطبي، وسط تواجد عشرات المرضى من مصابي كورونا، بعضهم بحالة حرجة، ونقل رضوان عن طبيب في المشفى قوله «مسلحون وأهالي وعناصر أمن، وحالة فوضى وإطلاق نار، حولت المشفى إلى ساحة معركة».
وفي درعا، أفرج النظام السوري عن 25 موقوفاً من أبناء المحافظة، في إطار تسوية سابقة أشرفت عليها روسيا، وقالت مصادر موالية إن المفرج عنهم كان قد «غُرر بهم ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين» في حين أشارت تقارير حقوقية محلية إلى أن معظم المفرج عنهم في هذا الإطار «موقوفون بتهم جنائية ومعتقلون عشوائيًا».