وصول تسريبات نووية من مفاعل ديمونة الاسرائيلي الى الكرك ومادبا والطفيلة
حصاد نيوز – كشف الدكتور محمود سعادة نائب رئيس قسم الشرق الأوسط في هيئة الأطباء الدوليين للحماية من الحرب النووية المعروفة ب’IPPNW’ الدولية، الثلاثاء، أن هناك تسريبات نووية من مفاعل ديمونة الإسرائيلي جنوب فلسطين باتت تهدد مناطق عربية واسعة.
وأشار سعادة، رئيس فرع فلسطين في المنظمة الدولية للحماية من الحرب النووية في تصريحات لصحيفة القدس العربي ، الى أن مرد ارتفاع مستوى الإشعاع النووي جنوب فلسطين وفي مناطق بالأردن هو ‘تسريبات من مفاعل ديمونة، وذلك منذ زمن، هذا أولا، وثانيا من المخلفات النووية التي تدفن في مناطق السلطة وفي مناطق جنوب إسرائيل’، موضحا أن المخلفات النووية الإسرائيلية التي كانت تدفن سابقا في قطاع غزة وحاليا في الضفة الغربية وجنوب فلسطين، قد وصل تأثيرها في المياه الجوفية حتى حدود ليبيا وتبوك في السعودية على حد قوله.
ونوه الى أن دفن المخلفات النووية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية لا يكلف إسرائيل إلا 12 دولار للبرميل الواحد، مضيفا ‘بينما اذا أرادت ـ إسرائيل ـ أن تنقلها الى الصومال أو الى الصحراء الجزائرية أو المغربية سيكلفها البرميل الواحد حوالي 500 دولار’.
وتابع ‘التسريب النووي من مفاعل ديمونة ليس جديدا، بل يعود الى ما قبل عشرين سنة لأن المفاعل الذي أنشئ في 1956، مداه 30 سنة’، مشددا على أن انتهاء العمر الإفتراضي للمفاعل الإسرائيلي أدى لتسريبات نووية انتشرت بالمنطقة وخاصة في الكرك والطفيلة ومادبا بالأردن وجنوب الضفة الغربية.
وأضاف ‘المفاعل بعد انتهاء مداه الزمني بدأ يطلق إشعاعات في المنطقة والدليل على ذلك أن الطيور المهاجرة في الفترة الحالية اختفت، ومات أكثر من 80 ألف طير مهاجر مؤخرا بعد شربهم من مياه في محيط المفاعل وعلى بعد عشرات الكيلومترات منه، ناهيك عن بعض النباتات التي اختفت من البيئة’.
وأضاف ‘التسريبات النووية من مفاعل ديمونة طالت الكرك ومادبا والطفيلة إضافة لجنوب الضفة الغربية وخاصة منطقة بني انعيم والظاهرية ويطا، والمناطق التي تطالها في إسرائيل هي بئر السبع ديمونة ريمون ومنطقة عراد’، مشيرا الى أن هناك بعض الفحوصات أكدت أن التسريب النووي الإسرائيلي طال المياه الجوفية، وقال ‘وصل التسريب الى حدود المياه الليبية الجوفية، والى حدود مياه تبوك السعودية’، وذلك حسب دراسة العالم الأمريكي أفنير بنجوش الذي يعمل في جامعة بن غوريون بإسرائيل، مشيرا الى أن تلك الدراسة أجريت خلال عامي 2010 -2011.
وأشار سعادة الى أن نسبة التسريب النووي من مفاعل ديمونة في تزايد حيث أوضح أن الدراسات التي أجريت عام 2007 أثبتت أن التسريب كان لحدود الأردن، الا أن دراسات ما بعد عام 2011 أثبتت أن التلوث النووي يتزايد وخاصة بعد تسربه للمياه الجوفية.
وأشار سعادة الى أن الجيش المصري عمل دراسة على شواطئ وحدود مصر فكانت أكثر منطقة ملوثة بنسب عالية من الإشعاع النووي على الحدود مع إسرائيل، وهي صحراء سيناء.
وأوضح سعادة أن إسرائيل تحاول بشكل مستمر حرف الأنظار عن تلك الجريمة النووية بالمنطقة، في حين تعكف على تقديم المساعدات المالية والطبية للمصابين الإسرائيليين بالأمراض الناتجة عن الإشعاعات النووية وخاصة القاطنين جنوب فلسطين التاريخية.
وأوضح سعادة رئيس فرع فلسطين في هيئة الأطباء الدوليين للحماية من الحرب النووية أن التلوث الإشعاعي النووي من مفاعل ديمونة يفتك بالمواطنين سواء في الطفيلة والكرك ومادبا أو في المناطق الجنوبية من الخليل بالضفة الغربية.
وأكد أن ارتفاع نسبة الإشعاعات النووية في جنوب الخليل أدى الى زيادة كبيرة في نسبة المصابين بأمراض السرطان بمختلف أنواعه والعقم والإجهاضات المتكررة والتشوهات الخلقية للأجنة وغيرها من الأمراض المختلفة، حيث وجدت حالة سرطان قلب، مع العلم أن بين كل 100 مليون شخص يصاب 5 أشخاص فوق سن 50 عاما، لكن الحالة التي وجدت جنوب الخليل هي لطفل صغير، في إشارة على تفاقم الأوضاع خطورة جراء ارتفاع نسبة التلوث الإشعاعي النووي بالمنطقة.
وشدد سعادة ان التسريبات النووية من مفاعل ديمونة متواصلة منذ سنوات طويلة، مشيرا أن السلطات الإسرائيلية تقدم مساعدات مالية وعلاجية للإسرائيليين الذين يتضررون من تلك التسريبات، في حين يترك الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية والأردنيين فريسة لتلك التسريبات النووية ‘لا حول لهم ولا قوة ‘ يموتون بأمراضهم دون أن يكترث أحد بالجريمة النووية التي ترتكبها إسرائيل في المنطقة من خلال مفاعلها النووي في ديمونة بصحراء النقب في فلسطين.
وطالب وكالة الطاقة الذرية الدولية بالتحرك لإنقاذ المنطقة من الكارثة النووية التي يتسبب بها مفاعل ديمونة النووي الذي انقضى سنوات طويلة على عمره الإفتراضي وبدأت التسريبات النووية بالتصاعد منه ملوثة المنطقة بمجملها، ومطالبا بالتحرك لمنع إسرائيل من التخلص من نفاياتها النووية في الأراضي الفلسطينية بحيث باتت تلك النفايات تلوث المياه الجوفية بالمنطقة.
وأوضح سعادة أن هيئة الطاقة النووية الأردنية تعلم وهي على علم بارتفاع معدلات الإشعاعات النووية الإسرائيلية في المناطق الغربية من المملكة الأردنية، وأن ذلك الإرتفاع يعود إلى انتقال بعض المواد المشعة من المفاعلات والمرافق النووية الإسرائيلية عن طريق الرياح غربا، وتسرب هذه المواد على مر السنين على المرتفعات الجبلية فى تلك المناطق.
جدير بالذكر أن معظم المواقع النووية الإسرائيلية، بما فيها مفاعل ديمونة النووى، تقع فى صحراء النقب المتاخمة للحدود المصرية أيضاً، مما ينذر بوقوع كارثة أخرى على الجانب المصري، كما حدث في الأردن وفلسطين.
ومفاعل ديمونة هو عبارة عن مفاعل نووي إسرائيلي، بدأ العمل ببنائه عام 1958 بمساعدة فرنسية، وبدأ بالعمل بين 1962 و1964.الهدف المعلن من إنشائه كان توفير الطاقة لمنشآت تعمل على استصلاح منطقة النقب، الجزء الصحراوي من فلسطين التاريخية.
وفي عام 1986 نشر التقني السابق في مفاعل ديمونة، موردخاي فعنونو للإعلام بعضا من أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي والذي يعتقد أن له علاقة بصنع رؤوس نووية ووضعها في صواريخ بالستية أو طائرات حربية أو حتى في غواصات نووية موجودة في ميناء حيفا، كنتيجة لهذا العمل، إختطف فعنونو من قبل عملاء إسرائيليين من إيطاليا وحوكم بتهمة الخيانة.
وحسب التقارير العلمية وصور الأقمار الصناعية لديمونة المنشورة بمجلة ‘جينز إنتلجنس ريفيو’ المتخصصة في المسائل الدفاعية الصادرة في لندن عام 1999 والتي استندت في معلوماتها إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية التجارية الفرنسية والروسية، فإن المفاعل النووي يعاني من أضرار جسيمة بسبب الإشعاع النيتروني. ويحدث هذا الإشعاع أضرارا بمبنى المفاعل، فالنيترونات تنتج فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات الخرسانية للمبنى مما يجعله هشًّا وقابلاً للتصدع.
ويرى الخبراء أن إصابة الكثير من سكان المناطق المحيطة بالمفاعل بالأمراض السرطانية والعاملين فيه أيضًا كان بسبب تسرّب بعض الإشعاعات من المفاعل.
علما أن المحاكم الإسرائيلية تنظر الآن في عشرات الدعوى القضائية التي تقدمت بها عائلات المهندسين والخبراء والفنيين العاملين في المفاعل النووي في ديمونة بصحراء النقب؛ بسبب تفشي الإصابة بالسرطان خلال السنوات الأخيرة بعد اختراق الإشعاعات النووية لأجسادهم.(القدس العربي)