حمدوك يدعو للإفراج عن الوزراء وعودة حكومته وأمل أممي بحل الأزمة خلال يومين
أكد رئيس الوزراء السوداني المقال عبد الله حمدوك أن إطلاق سراح الوزراء المعتقلين وعودة حكومته إلى مباشرة عملها يشكلان “مدخلاً لحل الأزمة” الناجمة عن الانقلاب في السودان، حسب ما أعلنته وزارة الإعلام في الحكومة المقالة الاثنين.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه مبعوث الأمم المتحدة في الخرطوم الاثنين أن جهود “وساطة” جارية في السودان وفي الخارج، لإيجاد مخرج للأزمة في هذا البلد.
وقالت وزارة الإعلام في الحكومة السودانية المقالة في بيان على فيسبوك إن حمدوك التقى في منزله سفراء دول ما يُسمّى “الترويكا” التي تضمّ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنروج، وتمسّك بشرعية حكومته والمؤسسات الانتقالية، معتبراً أن “إطلاق سراح الوزراء ومزاولة مجلس الوزراء، بكامل عضويته لأعماله هو مدخل لحل الأزمة”.
وشدّد حمدوك وفق بيان وزارة الإعلام في الحكومة المقالة على أنه “لن يكون طرفاً في أي ترتيبات وفقاً للقرارات الانقلابية”، قائلاً إنه “يجب إعادة الوضع إلى ما كان عليه”.
وكان محامي الوزراء والقياديين المعتقلين كمال الجيزولي قال في وقت سابق الاثنين إنهم لا يزالون في مكان مجهول، مشيراً إلى أنه يخشى على صحّتهم، وأضاف: “توجهنا إلى النيابة ظناً منا أنهم محتجزون هناك، ولكننا لم نجدهم”.
وساطة أممية
في سياق متصل أعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتس الاثنين أن جهود وساطة تجري حالياً في الخرطوم مع كل الفرقاء السودانيين لإيجاد حل للأزمة الحالية.
وقال ممثل الأمين العام: “الوساطة جارية حالياً في الخرطوم من قبل عدة أطراف، وتواصل الأمم المتحدة أداء دورها ونقدم الدعم لعدد من هذه الجهود كما نقدم مبادرات وأفكاراً وننسق مع بعض الوسطاء”.
وأضاف: “نتواصل مع الجميع بما في ذلك الفريق عبد الفتاح البرهان (قائد الجيش) ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك وغيرهما من رموز ما كانت شراكة انتقالية بالإضافة إلى رموز النخبة وقوى إعلان الحرية والتغيير وغيرهم”.
وقال: “نأمل التوصل إلى شيء ملموس خلال اليومين المقبلين، وتوجد اتصالات مع دولة الإمارات ومصر وجنوب السودان وغيرها من الدول العربية والإفريقية ودول من خارج المنطقة وأطراف دولية كبيرة وبخاصة الدول الأعضاء بمجلس الأمن”.
وأردف: “الفريق البرهان والعسكريون مهتمون بجهود الوساطة والجميع يريد إيجاد مخرج، وهذا لا يعني أن الجميع يرى أن الطريق نفسه سيقود إلى المخرج ذاته، ولكن الشعور العام هو الحاجة إلى مخرج”.
وكشف بيرتس أن “خدمات شبكة الإنترنت لا تزال مقطوعة معظم الوقت، ما يؤثر على قدرة الناس على تلقي المعلومات والتعبير عن وجهات نظرهم والتواصل، والوضع لا يزال متوتراً”.
ورداً على أسئلة الصحفيين بشأن الظروف التي يعيش فيها حمدوك قال المسؤول الأممي: “رئيس الوزراء يتمتع بصحة جيدة، وهو لم يعد معتقلاً، لكنه ليس حراً، فهو قيد الإقامة المنزلية”.
واعتبر أن المظاهرات التي خرجت يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في الخرطوم وبقية مدن السودان “كانت عارمة، على الرغم من عدم توافر الوسيلة من قبل البعثة لتحديد عدد المشاركين فيها”.
وحول سقوط ضحايا وإصابات خلال التظاهرات أوضح أن “بعض الإصابات خطيرة مع استخدام الغاز المسيل للدموع والطلقات النارية وغيرها من الطرق التي جرى استخدامها خلال الاحتجاجات”.
ويشهد السودان منذ أسبوع احتجاجات وتظاهرات رفضاً لما يعتبره المعارضون “انقلاباً عسكرياً”، جراء إعلان الجيش حالة الطوارئ وحل مجلسَي السيادة والوزراء وإعفاء الولاة واعتقال وزراء ومسؤولين وقيادات حزبية في البلاد.
قبلها كان السودان يعيش منذ 21 أغسطس/آب 2019 فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.