توابع انسحاب فرنسا من مالي.. كيف يتأثر الجنوب الليبي؟
حصادنيوز-تزامنا مع العمليات التي ينفذها الجيش الوطني الليبي في مناطق جنوب ليبيا لتطهيرها من التنظيمات الإرهابية، جاء إعلان فرنسا عن إغلاق قواعد عسكرية فرنسية شمال مالي بحلول نهاية 2021، ليلقى بظلاله على الأوضاع المعقدة في الجنوب الليبي.
وبينما أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجمعة، التزام بلاده بأمن دول الساحل الإفريقي ومكافحة الإرهاب، شدد خلال قمة افتراضية حول دول الساحل الإفريقية على أن وجود بلاده في هذه المنطقة لن يستمر إلى الأبد.
واعتبر مسئولون ليبيون وخبراء استراتيجيون أن الخطوة الفرنسية تعقد الأوضاع في جنوب وغرب ليبيا التي ما زالت تشهد نشاطا إرهابيا، ويسعى الجيش الليبي لتطهيرها.
ويقول المستشار على بركة، مستشار قائد الجيش الليبي، رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان قبائل التبو بجنوب ليبيا إن الجيش ينفذ حاليا عمليات حاسمة، ستسفر عن دحر المليشيات في الجنوب الليبي قريباً.
ويضيف مستشار حفتر في حديث لموقع سكاي نيوز عربية إن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية اتخذت قرارا لا رجعة فيه بشأن إنهاء تواجد المليشيات المسلحة في الجنوب الليبي، مشيراً إلى أن قوة كبيرة تم تكليفها بتطهير الجنوب من المليشيات المارقة.
ويوضح بركة، أن المليشيات الأجنبية في الجنوب تشكل خطرا كبيرا على استقرار ليبيا وتحاول تقويضه، لكن الجيش الليبي عازم على إزالة خطرها، وسيسمع الليبيون أخبارا مُفرحة في هذا الملف الخطير خلال الأسابيع المقبلة.
وأعلن الجيش الليبي، الجمعة، عدة مناطق عمليات عسكرية يحظر فيها تحرك المركبات والأفراد، وذلك ضمن عملياته للتصدي للجماعات الإرهابية.
وأطلق الجيش الليبي، قبل أيام، عملية أمنية داخل نطاق الجنوب الغربي من ليبيا مستهدفا بسط سيطرته على نقاط استراتيجية، في مقدمتها معبر “ايسين” الحدودي بين ليبيا والجزائر.
ويقول مصدر مسئول في “الاتحاد الإفريقي”، إنه نشاط الجماعات والمليشيات الإرهابية جنوب ليبيا وفي دول أفريقية قريبة منها يفاقم الخطر الذي يتعرض له الأمن القومي الليبي، موضحا أن مصر وعدة دول أعضاء بالاتحاد أبدت خلال اجتماعات أفريقية تخوفها من تزايد نشاط تلك المليشيات.
ويضيف المسئول في الاتحاد الإفريقي أن الدول الأفريقية تنظر بعين القلق لما يُوصف بـ”المليشيات غير الخاضعة للسيطرة”
في وسط إفريقيا، وإمكانية تمركزها وتوسيع نشاطها “كتنظيمات عابرة للحدود”، وانتقالها إلى دول أخرى.
وربط المصدر بين القلق الذي تمثله التنظيمات الإرهابية في جنوب ليبيا والميلشيات التابعة لتنظيمي داعش والقاعدة المنتشرة في دول الساحل الأفريقي تحديداً.
وحدد المصدر بداية الخطر من جنوب غرب ليبيا مروراً بتشاد والنيجر وشمال نيجيريا وشمال بوركينافاسو ومالي وصولاً إلى المحيط الأطلنطي.
ويمثل هذا الانتشار على الحدود بين بعض هذه الدول، حسب المصدر، مناطق ارتكاز خطرة للتنظيمات الإرهابية، ويسمح لها بتواجد عدد كبير من العناصر الإرهابية والعتاد بها.
ويتابع المصدر قائلا إن الانسحاب الفرنسي من مالي من شأنه تعقيد الأوضاع في تلك المناطق، وفي القلب منها جنوب ليبيا ودول الجوار معها ومنها مصر.
وخلال الشهور الأخيرة توسع بشكل مفزع نشاط الجماعات الإرهابية، خاصة داعش والقاعدة في مناطق الساحل وغرب ووسط أفريقيا، انطلاقا من مالي باتجاه المناطق الساحلية على الأطلنطي.
ومن أبرز هذه الجماعات الإرهابية “نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة للقاعدة وتنظيم داعش في الصحراء الكبرى.
ووفق تقرير حديث للأمم المتحدة، تم رصد نشاط من جماعة متمردة تشادية تُسمى “جبهة التناوب والوفاق في تشاد” قادمة من جنوب غرب ليبيا، إلى تشاد في 11 أبريل الماضي، ليواجهها الجيش التشادي وتنسحب إلى النيجر.
وتم رصد نشاط لجماعة بوكو حرام في تشاد والكاميرون وفق تقرير الأمم المتحدة الذي تركز على النشاط الإرهابي في “وسط أفريقيا” واطلعت عليه سكاي نيوز عربية”.
بديل لسوريا والعراق
ويقول اللواء دكتور محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إنه عقب التضييق على التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق ومطاردتها في الدولتين لم تجد لها ملاذاً آمنا سوى القارة الإفريقية كساحة جديدة لإعادة تمركزها مرة أخرى، مستغلة نشاط التنظيمات المتواجدة بالفعل وضعف القوات الأمنية في بعض الدول.
ويوضح الشهاوي، في حديث لموقع سكاي نيوز عربية، أن الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة في أفريقيا حالياً تتخذ شكل “العصابات الإجرامية” الهادفة لإذكاء الفوضى، وسيتعزز هذا الخطر بشكل أكبر في منطقة الساحل والصحراء مع إعلان الانسحاب الفرنسي وهو ما يلقى بظلاله على جنوب ليبيا المجاورة.
ويشير مستشار القادة والأركان، إلى أن الدولة الليبية يتواجد بها حتى اليوم بقايا مليشيات مسلحة في الجنوب وعناصر مرتزقة تمثل تهديدا لاستقرار ليبيا، وتجعل الخطر قائما بالنسبة لمصر التي يرتبط أمنها القومي بأمن ليبيا القومي وأمن الحدود معها.
ويشدد الخبير الاستراتيجي المصري على أن قاعدة 3 يوليو البحرية قرب حدود ليبيا التي تم افتتاحها قبل أيام، تمثل قوة ردع لمن يخطط للاقتراب من مصر، سواء مرتزقة أجانب أو تنظيمات إرهابية مازالت متواجدة في ليبيا أو دول الجوار لها.
ولفت التقرير، إلى عمليات نهب واختطاف مدنيين وقتل ينفذها فصيل يُسمى “جيش الرب للمقاومة” في جمهورية أفريقيا الوسطى.
نشاط مُقلق
وتُشارك مصر، ليبيا ودول أفريقية أخرى القلق من ملف “المليشيات العابرة للحدود”، ووصفت مصادر دبلوماسية مصرية تلك التنظيمات بأنها خطر على الأمن الإقليمي، وأوصت بمواجهة أن نشاطها في دول مثل تشاد والنيجر ومالي بسرعة وبحزم.
ولفتت المصادر الدبلوماسية إلى أنه رغم عدم وجود حدود مباشرة لمصر مع تشاد والنيجر ومالي، إلا أن خطرها يمكن في تهديدها لحدود ليبيا، وهو أمر من أولويات السياسة الخارجية المصرية في تلك المرحلة الهادفة لمساعدة الليبيين على مواجهة الارهاب والاستقرار الأمني والسياسي.
وتوضح المصادر أن “تجفيف منابع الإرهاب”، نمط الذي ثبت نجاحه في مصر تجاه العناصر الإرهابية والمليشيات المسلحة، ويتطلب تطبيقه في مناطق أخرى عدة عناصر، منها وقف تجنيد عناصر جديدة، وعدم استقطاب عناصر من خارج الدولة، ومنع الدعم بالمال أو السلاح من الخارج عن التنظيمات الإرهابية.
بديل لسوريا والعراق
ويقول اللواء دكتور محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إنه عقب التضييق على التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق ومطاردتها في الدولتين لم تجد لها ملاذاً آمنا سوى القارة الإفريقية كساحة جديدة لإعادة تمركزها مرة أخرى، مستغلة نشاط التنظيمات المتواجدة بالفعل وضعف القوات الأمنية في بعض الدول.
ويوضح الشهاوي، في حديث لموقع سكاي نيوز عربية، أن الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة في أفريقيا حالياً تتخذ شكل “العصابات الإجرامية” الهادفة لإذكاء الفوضى، وسيتعزز هذا الخطر بشكل أكبر في منطقة الساحل والصحراء مع إعلان الانسحاب الفرنسي وهو ما يلقى بظلاله على جنوب ليبيا المجاورة.
ويشير مستشار القادة والأركان، إلى أن الدولة الليبية يتواجد بها حتى اليوم بقايا مليشيات مسلحة في الجنوب وعناصر مرتزقة تمثل تهديدا لاستقرار ليبيا، وتجعل الخطر قائما بالنسبة لمصر التي يرتبط أمنها القومي بأمن ليبيا القومي وأمن الحدود معها.
ويشدد الخبير الاستراتيجي المصري على أن قاعدة 3 يوليو البحرية قرب حدود ليبيا التي تم افتتاحها قبل أيام، تمثل قوة ردع لمن يخطط للاقتراب من مصر، سواء مرتزقة أجانب أو تنظيمات إرهابية مازالت متواجدة في ليبيا أو دول الجوار لها.