زعيم البوليساريو في إسبانيا للعلاج من كوفيد-19
حصادنيوز-مدريد- “القدس العربي”: يوجد زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا للعلاج من مرض كوفيد-19، وتؤكد مصادر دبلوماسية في مدريد استقباله لأسباب إنسانية. ويأتي هذا التطور في وقت يمر فيه ملف الصحراء بظرف حساس مثل نهاية اتفاقية وقف إطلاق النار وصعوبة في تعيين مبعوث خاص للأمين العام في هذا النزاع.
وكان عدد من وسائل الإعلام خاصة في المغرب قد تناول خبر وجود زعيم البوليساريو في إسبانيا للعلاج من مرض السرطان، وبالضبط في مدينة لوغرونيو الواقعة شمال البلاد. وتؤكد جريدة الباييس اليوم عن مصادر دبلوماسية وجود زعيم البوليساريو في إسبانيا بسبب العلاج، وتنقل عن مصادر أخرى أنه مصاب بكوفيد-19.
ولا تعترف إسبانيا بالجمهورية التي أعلنتها جبهة البوليساريو، ولكنها تتعامل سياسيا ولأسباب إنسانية مع جبهة البوليساريو، ومن هنا يأتي تفاوض بين مدريد مع البوليساريو والجزائر لنقل إبراهيم غالي إلى إسبانيا بجواز جزائري. ويبدو أنه جرى نقله في طائرة خاصة من الجزائر نحو إسبانيا على وجه السرعة بسبب تدهور حالته الصحية وصعوبة تعامل المستشفيات الجزائرية مع حالته، أي كما حدث مع الرئيس عبد المجيد تبون الذي جرى نقله إلى ألمانيا للعلاج من كوفيد-19. وجاء اختيار إسبانيا بحكم تواجد إبراهيم غالي سابقا في هذا البلد الأوروبي كممثل لحركة البوليساريو.
وتنشر جريدة الباييس أن وجود زعيم البوليساريو في إسبانيا يحدث في وقت توجد قضية مرفوعة ضده أمام المحكمة الوطنية في العاصمة مدريد بتهم التورط في جرائم ضد الإنسانية ما بين 1976 و1987.
وكان إبراهيم غالي قد تولى رئاسة البوليساريو سنة 2016 خلفا لمحمد عبد العزيز الذي رحل في أيار/مايو من تلك السنة، حيث كان محمد عبد العزيز الذي شغل القيادة 40 سنة قد توفي بمرض السرطان في مستشفى في الولايات المتحدة. ويعد إبراهيم غالي من الذين ينادون بالحرب مع المغرب في نزاع الصحراء بدل المفاوضات. وكان من أشد المعارضين لاتفاقية وقف إطلاق النار سنة 1991. وبمجرد وصوله إلى زعامة البوليساريو، بدأ يتبنى خطابا عسكريا، انتهى بخرق اتفاقية وقف إطلاق النار في تشرين ثاني/نوفمبر الماضي.
ويأتي هذا التطور في قيادة البوليساريو، أي مرض زعيمها بكوفيد-19، في وقت يمر فيه ملف الصحراء بتطورات منها نهاية هدنة وقف إطلاق النار، واعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء، وغياب مبعوث خاص للأمين العام في هذا النزاع، علاوة على مقتل مدير الدرك الصحراوي الداه البندير في قصف جوي للمغرب يوم 7 نيسان/ أبريل الجاري.
وكان مجلس الأمن قد تناول يوم يوم أمس الأول الأربعاء هذا الملف، ولكنه لم يصدر توصيات مهمة بل حافظ على نفس التوصيات ونفس إيقاع المعالجة السياسية باستثناء حثه على ضرورة الإسراع بتعيين مبعوث خاص في الصحراء خلفا للألماني المستقيل هورست كولر. ويتبادل المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر اتهامات بمعارضة بعض الشخصيات التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة.