أب مريض نفسياً يسلم أولاده الـ (9) المعاقين عقلياً للتنمية
حصاد نيوز – بعد أشهرمن المحاولات المتكررة وافق أب لتسعة اولاد اكبرهم (20) عاما واصغرهم عامين يعانون جميعهم من اعاقة عقلية على تسليمهم لوزارة التنمية الاجتماعية .
التنمية عجزت عن انتزاع الاولاد من بيت والدهم في محافظة جرش , رغم معاناته من مرض نفسي مزمن , الا بعد ان وافق هو على ذلك , لعدم وجود نص قانوني يخول الجهات المعنية اجبار الاسرة بمثل هذه الحالة على تسليم ابنها المعاق اذا كانت غير قادرة على رعايته الى الوزارة او جهة رسمية اخرى .
وقال الناطق الاعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط ان الوزارة ومن خلال جولاتها في المحافظات اكتشفت منذ فترة وجود اسرة في جرش يعاني كامل افرادها من الاعاقة لكن الاب اصر لفترة طويلة على عدم الحاق ابنائه بدور الرعاية , حتى استجاب مؤخرا تحت الحاح الوزارة على تسليمهم للتنمية .
واضاف ان هذه الاسرة تتلقى معونات مالية الا ان وضع وحالة افرادها تتطلب اكثر من ذلك فكيف سيكون الحال بهذه الاسرة وجميع افرادها معاقين اعاقة عقلية والاب يعاني من امراض نفسية .
وقال الرطروط ان هذه الاسرة ليست الاسرة الاولى فهناك العديد من الاسر التي يعاني بها اكثر من فرد من اعاقات عقلية وتستمر في الانجاب معتبرة ان الاعاقة امر طبيعي او على امل ان يولد طفل لا يعاني من اعاقات .
واشار الى ان هناك اسرة اخرى في محافظة جرش لها ثلاث بنات معاقات اعاقة عقلية واسر اخرى لها اربع وخمس افراد معاقين كثير منهم غير ملتحقين باي دار للرعاية .
واعتبر الرطروط ان هذه الظاهرة تدل على ان هناك حاجة ماسة للتوعية خاصة في مناطق معينة فالاسر تتلقى مساعدات لكن هذا لم يعد كافيا حيث ان تكرار الانجاب بعد ان يكون هناك اكثر من فرد معاق يؤدي بالنهاية الى وجود اسر كاملة تعاني من اعاقة .وبين ان الوزارة تشملهم في خدماتها من ناحية المعونات والرعاية المؤسسية الا ان هناك عدم وعي بهذه القضية وتاثيراتها على الاسرة والمجتمع بشكل عام , مشددا على اهمية التركيز على الجانب التوعوي والوقائي من خلال الفحوصات الطبية قبل الزواج واثناء الحمل لاكتشاف اي خلل يمكنه ان يكرر الاعاقة مع باقي افراد الاسرة معتبرا ان هذا الجانب مهمش في الاسر الفقيرة وغير المتعلمة.
ولفت الى انه في جميع محافظات المملكة هناك اسر بها اكثر من فرد معاق البعض منهم يتلقي خدمات من دور الرعاية والبعض الاخر لا تزال اسرته ترفض فكرة الحاق ابنائها بدور الرعاية
وبين ان الوزارة لديها 27 مركز ايوائي وخمسة نهاري ومركزين للتدريب والتشغيل ومركز لتشخيص الاعاقات مشيرا الى ان المراكز الايوائية تحتوي على 700 سرير جمعيها مشغولة على مدار العام .
واوضح الرطروط ان القضية الاخرى المتعلقة بالمعاقين في المراكز الايوائية هو ضعف التواصل الاسري بينهم وبين اسرهم بشكل ملحوظ فهناك معاقين لا تتم زياراتهم من قبل اسرهم على الاطلاق واسر اخرى تقوم بزيارة ابنائها في المناسبات واسر نسبتها قليلة تعود ابناءها بين فترة واخرى بالرغم من اصرار القائمين على هذه المراكز ومكاتب التنمية بالمحافظات على حث الاسر على زيارة افرادها بالمراكز الا انهم يتنصلون من ذلك .
وبين ان هناك معاقين يمكن استضافتهم في المناسبات من قبل اسرهم الا ان الاسر ترفض ذلك وما ان تلحق ابناءها بالمراكز تنتهي اي صلة بهم .ويرى اخصائيون اجتماعيون ان الاعاقة بحد ذاتها ليست مرضا بقدر ما هي عجز جسماني يتطلب رعاية ووعي حقيقي بطبيعتها واحتياجات افرادها , مشيرين الى ان اسر قليلة التي تصر على رعاية ابنائها المعاقين من خلال ابقائهم بالمنزل وتوفير جميع احتياجاتهم او إلحاقه بدور الرعاية المتخصصة والتعاون معها بشكل مستمر كي لا يشعر المعاق بانه وحيد وان اسرته تتنكر له .
واكدوا ان غياب الوعي والتثقيف بضرورة اجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج والمتابعة قبل واثناء الحمل امورا هامة تسهم في تخفيف تكرار الاعاقة في الاسرة الواحدة خاصة وان وجود اكثر من فرد معاق بالاسرة الواحدة يزيد من معاناة الاسرة وافرادها في ظل اوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة .
واعتبروا ان التواصل الانساني والوجداني مع المعاقين امر على قدر كبير من الاهمية ويمكن ان يساعد في تقدمهم بالحياة بشكل ملحوظ