طبيب اردني يلخص توصيات التعامل مع جثامين كورونا
حصاد نيوز – لخص استشاري العلاج الدوائي السريري للأمراض المُعدية ” د.ضرار حسن بلعاوي” توصيات التعامل مع جثامين الأشخاص الذي يتفون بسبب فيروس كورونا.
وبين البلعاوي انه منظمة الصحة العالمية وكذلك مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واستراليا وباكستان يؤكدون على أن التعامل مع الجثث البشرية لا يشكل مصدر قلق في نقل الفايروس الجديد.
وأوضح انه حتى الآن، لا يوجد أي دليل على إصابة أشخاص بالعدوى نتيجة التعرض لجثة شخص توفي بسبب الإصابة بفايروس كورونا.
ويؤكد دليل وزارة الصحة في ولاية لويزيانا الأمريكية أنه لا يوجد حاليًا خطر معروف مرتبط بالتواجد في نفس المكان مع جثة شخص توفي بسبب كورونا.
وبين البلعاوي ان أن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها يقول إن الخطر المحتمل لانتقال العدوى المرتبط بالتعامل مع جثث الأشخاص المتوفين بفايروس كورونا “منخفض”، وأن المخاوف “المحدودة” تتعلق بشكل أساسي بالتلامس المباشر مع الجثة أو السوائل الجسدية حيث يوجد الفايروس، أو من خلال الأوساخ أو الأسطح الملوثة في موقع رعاية المتوفى.
وأوضح انه بما أن قابلية كورونا للبقاء على الأسطح تستمر لأيام قليلة، فهناك احتمال أن يستمر الفايروس أيضًا في الجثث المتوفاة. لذلك، ينصح المركز الأوروبي بتقليل الاتصال غير الضروري بالجثث إلى الحد الأدنى من قبل أولئك الذين لا يرتدون معدات الحماية الشخصية.
وأشار البلعاوي الى ان معظم الفايروسات والبكتيريا تموت بعد فترة قصيرة من وفاة حاملها، بحسب منظمة الصحة العالمية، بالتالي، فجثث الموتى غير مُعدية عمومًا باستثناء حالات الحمى النزفیة (مثل تلك الناتجة عن فایروسي إیبولا وماربورغ) والكولیرا، وكذلك رئتي المرضى المصابين بالأنفلونزا الجائحية، وذلك “فقط أثناء التشريح أو التغسيل” إذا لم يتعامل معها المختصون على النحو السليم.
ويقول البلعاوي : تنصح منظمة الصحة العالمية القائمين على تجهيز الجثث المتوفاة نتيجة الإصابة بفايروس كورونا بضمان تنظیف الیدین على النحو اللازم قبل وأثناء وبعد التعامل مع الجثة، واستخدام معدات الحمایة الشخصية الضرورية، حسب مقدار التفاعل مع الجثة، بما في ذلك الرداء الطبي والقفازات، وواقيات الوجه أو النظارات الواقية أو الكمامات الطبية، إذ كان ھناك خطر انبعاث رذاذ من إفرازات الجسم أو سوائله.
ويبين البلعاوي ان دليل وزارة الصحة الأسترالية يوجب تكييس الجثة بحقيبتين مزدوجتين مقاومتين للتسرب مكتوب عليهما بوضوح “كوفيد-19 – يجب التعامل معه بحذر” قبل نقل الجثة.
ويقول دليل وزارة الصحة في لويزيانا إن إجراءات الدفن يجب أن تجري في غضون 3 أيام من تاريخ الوفاة، مضيفًا أن تحريك مريض متوفى بفايروس كورونا لطرد كمية صغيرة من الهواء من الرئتين، يؤدي إلى خطر التلوث، لذا توصي بتقليل تحريك الجثة ومناولتها إلى أدنى حد ممكن، مع اتباع من يتولون النقل الإرشادات الطبية.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن خيار الدفن أفضل من حرق الجثث. وتقول إن الحرق متعلق بالمعتقدات الدينية والعادات الاجتماعية والموارد المتاحة، ولا علاقة له باحتمال نقل العدوى.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه يمكن للأقارب- باستثناء الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة- إلقاء نظرة على الجثة قبل تكييسها، دون لمسها أو تقبيلها.
وبالنسبة لعمال المقابر، تنصح المنظمة بضرورة ارتداء قفازات أثناء التعامل مع الجثة، وغسل أيديهم بالماء والصابون أو فركهما بالكحول بعد إكمال مراسم الدفن.
وتؤكد وزارة الصحة الأسترالية أنه لا يوجد دليل على زيادة خطر انتقال كورونا لمن يتعاملون مع جثث لأشخاص مؤكد أو مشتبه في إصابتهم بالفايروس، إلا في حالة عدم اتخاذ تدابير الوقاية. وبالنسبة لأغراض المتوفي فلا داعي لحرقها أو إتلافها، فتطهيرها يكفي (بالماء الساخن في حالة الملابس).
وتتضمن شروط منظمة الصحة العالمية ابتعاد مكان الدفن من 200 إلى 350 مترًا على الأقل (حسب أعداد الوفيات كما في الجدول المرفق، وهناك توصيات تكتفي ب 30 متراً فقط) من مصادر المياه المستخدمة للشرب، وأن تكون أرضية المقبرة على ارتفاع 2.0 متر على الأقل فوق مستوى المياه الجوفية. ولكن هذا البند ينطبق “فقط في حالات الطوارئ والكوارث” emergency conditions / humanitarian emergencies حسب المنظمة، أي عند وجود جثث مترامية هنا وهناك في منطقة معينة بسبب وباء قاتل، وليس كما يحدث عندنا من وفايات بسبب زيادة الإصابات يمكن دفنها بطريقة نظامية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، لا ينبغي استخدام المقابر الجماعية كتدبير من تدابير الصحة العامة، إلا في حالة وقوع كارثة شديدة.
ووجه البلعاوي رسالة الجهات المعنية في الأردن أوضح فيها انه بقراءة التوصيات والبراهين والأساسيات العلمية من الكتب والمنظمات الصحية المعتبرة، فلا يوجد دليل على أن المتوفى المصاب بفايروس كورونا المستجد (الضعيف الذي لا يعيش أكثر من بضعة أيام خارج الجسم!) يمكنه أن يعدي الأشخاص حوله، أو أن يخترق الفايروس جسد المتوفى إلى الأتربة والصخور ليصل إلى المياه الجوفية ويلوثها، خصوصاً بعد دفن الميت بعمق 1.5 إلى 2.0 متر تحت الأرض وبالطريقة “المتقنة” التي يُدفن بها في بلادنا، وفي حال اتباع التدابير الاحترازية الموصى بها.
وتساءل البلعاوي : هل سيناريو تلوث المياه بمعطياته ينطبق أصلاً في بلادنا؟!
وأضاف : ان تجهيز مدافن خاصة لضحايا كورونا في الأردن هو لزوم ما لا يلزم، ويمكنه أن يُشكّل اضطراباً نفسياً لعائلة المتوفى لأنه سيُلصق وصمة عار stigma بالمتوفى وعائلته (حسب ثقافة مجتمعنا) وبالتالي يمكن أن يكون له تداعيات سلبية أخرى….!!!