حصاد نيوز – لاحظ المركز الوطني للبحوث الزراعية انتشار فيديوهات ومواد دعائية على وسائل التواصل الاجتماعي حول زراعة صنف الزيتون اربكينا Arbequina في الأردن، دون التحقق من مدى ملاءمة هذا الصنف للظروف المحلية.
ولغايات تعريف المزارعين والمهتمين، بيّن مدير مديرية بحوث البستنة الدكتور سلام أيوب أن صنف الزيتون اربكينا هو من الأصناف الإسبانية ثمرته صغيرة مستديرة تزن من 1-2 غم، نواته ملساء سائبة عن اللحم تشكل 16% من وزن الثمرة.
وتلقيح الأزهار ذاتي وتنـضج الثمـار مبكراً وتبلغ نسبـة الزيـت في الثمار من 17-20% وتستخدم في استخراج الزيت.
وتشير الدراسات حول العالم إلى أنه صنف محدود النمو وحجم الشجرة متوسط ويصل ارتفاعها إلى 2.5- 3 متر وعرضها 1.2 – 1.4 متر؛ لذلك يستخدم في الزراعة المكثفة والزراعة عالية الكثافة (بمعدل 160 إلى 200 شجرة للدونم) مقارنةً بالزراعة التقليدية (20-30 شجرة للدونم). ويدخل في الإنتاج الاقتصادي بعمر4 سنوات ويصل إنتاج الدونم في الزراعة عالية الكثافة إلى 1200 كغم من الثمار، كما أنه يتحمل الصقيع ومقاوم للآفات. وهو بحاجة إلى ري دائم وحصاد ميكانيكي في المزارع كبيرة المساحة باستخدام ماكنات خاصة تسمى Vendimiando كبيرة الحجم يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار وهي مكلفة جداً، حيث أنه يصعب قطافه باليد بسبب صغر ثماره، كما أنه يحتاج إلى تقليم ميكانيكي للمحافظة على حجم الأشجار وإعطائها الشكل المناسب لنظام التربية الخاص بالزراعة المكثفة وكذلك بحاجة لبرنامج ري وتسميد.
وأفاد باحث الزيتون المهندس إبراهيم العمد إلى أن الدراسات تشير إلى أن زيت هذا الصنف حساس للأكسدة وإلى عدم ثباته خلال التخزين بسبب انخفاض محتوى الزيت من الفينولات وكذلك انخفاض نسبة حمض الأولييك وارتفاع نسبة الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة مثل حمض الينولييك مقارنةً بأصناف الزيتون الأخرى. ويمتاز الزيت بلونه الفاتح والصفات الحسية التالية: مذاق حلو سلس، منخفض الطعم المر والحار ويمتاز بنكهة فاكهية.
هذا وأكد الدكتور سلام أيوب خبير الزيتون أن هذا الصنف غير مناسب للزراعة في المناطق البعلية في الأردن نظراً لاحتياجاته العالية من مياه الأمطار والتي تفوق (600-800 ملم سنوياً)؛ وبالتالي فهو بحاجة إلى ري دائم. كما أن الاستثمار في مثل هذا النوع من الزراعة المكثفة في المناطق المروية يحتاج إلى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وتوفر مياه الري بكميات كافية واستخدام المكننة الزراعية عالية الكلفة وبالتالي لا ينصح بالتوسع بهذه الزراعة في المناطق المروية حفاظاً على المياه الجوفية وعدم استنزافها. كما ينصح بزراعة أصناف الزيتون المحلية مثل النبالي البلدي والصوري والرومي التي تتفوق في تحمل ظروف الجفاف وارتفاع ونسبة الزيت ونوعيته وجودته على الأصناف الأجنبية.
ومن جهته، قال مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد بأن المركز الوطني مهتم بدراسة هذا الصنف في ظل الظروف المحلية، حيث قام المركز بأدخال أشتال من هذا الصنف من إسبانيا وتم إكثارها وهي الآن في مرحلة الأقلمة تمهيداً لزراعتها في محطات البحث في البيئات المختلفة بهدف تقييم ودراسة خصائص هذا الصنف ومدى مناسبته للبيئة المحلية وتقديم التوصيات بهذ الخصوص. لذلك ننصح المزارعين بالتريث في التوسع في عمليات زراعة هذا الصنف لحين التحقق من كافة خصائصه وتكيفه مع الظروف المناخية المحلية، والجدوى الاقتصادية له واحتياجاته المائية ومدى تقبّل المستهلك المحلي لخصائص التذوق الحسي لزيته، ويرحب المركز الوطني بكافة المزارعين الراغبين في الاطلاع على معلومات إضافية حول هذا الموضوع.