زاره في بيته بمنطقة مرج الحمام .. لفتة أمير تشد من عزيمة بطل أردني انهكته تفاصيل الحياة

تنطبق معاني بيت الشعر- كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل  – على لاعب الكرة الأردني اسد حبيب الذي يمثل جيل الرياضيين الاوائل ممن كانت لهم بصمات واضحة على مسيرة الرياضة الأردنية ما يقارب ثلاثة عقود.
سكن حب الوطن بين ضلوع حبيب الذي تجاوز عمره الستين عاما لتتوالى في ذاكرته تلك اللحظات حين كان يرفع راية الاردن عاليا في عالم  محبوبة الجماهير كرة القدم،  اذ يزخر سجله بالعديد من الاهداف الحاسمة والجميلة على مدى سني عشقه للرياضة.
زاره في منزله في منطقة مرج الحمام  وهو العائد للتو من غربة انهكته تفاصيلها اميرا هاشميا جمعته وحبيب بدايات كان الاردن يرسم فيها معالم مسيرته في مجالات التطور والتقدم .
سمو الأمير الحسن  الذي عرف أسد الكرة الأردنية منذ ستينيات القرن الماضي لم يتوان عن الوقوف الى جانب ابي ليث الذي امتحنه القدر باحد أبنائه وهو في ريعان شبابه اثر معاناة مع مرض لم يمهله طويلا ليفقد فلذة كبده وما ادخره طوال سنين، وليجد نفسه اليوم باحثا عن عمل ما بين وطنه الذي احب وغربة قسرية  لعله يجد العون لاتمام مسيرة تعليم ابنائه.
لم يتمكن حبيب الذي سجل تاريخا متميزا في عالم الرياضة من اخفاء دموعه وهو يروي للأمير الحسن ما آلت اليه ظروفه بعد انتهاء خدمته في الملكية الاردنية عام 2000 في مسيرة حافلة بالعمل والعطاء استمرت لما يزيد عن ثلاثين عاما.
يروي حبيب وتجالسه حفيدته سلينا ابنة العامين لسمو الامير كيف كانت بدايات مشواره في  نادي الجزيرة العام  1963، ذلك النادي الذي احرز بطولات عدة وكيف اصبح بعد ذلك مدربا له اذ صاغ النادي مع باقي اندية المملكة الاحرف الأولى لمسيرة الكرة الذهبية الاردنية التي اصبحت اليوم معلماً نباهي به العالم.
يستعيد ابو ليث ذكرياته في عالم الكرة – معشوقته – لعله يجد جانبا من الفرح بعد حزن اثقل عليه حياته ” لعبت في المنتخب الوطني لسنوات عدة  كما هو الحال مع فريق الملكية وقبلهما منتخب المملكة، كان لكل مرحلة طابعها الخاص المعنون بالوفاء والعطاء للوطن الذي نحب، وبالرغم من قلة الموارد وشح الإمكانات استطعنا تحقيق انجازات على صعيد الكرة الأردنية عربيا ودولياً.
ويتابع ” تلقيت الكثير من العروض للإحتراف،  لكن بعض المعيقات حالت دون ذلك ، كان من بينها عرض من المغفور له باذن الله الشريف ناصر بن جميل للانضمام الى فريق الحرس الملكي، مستذكرا عددا من المباريات الودية التي جمعتهما مع فريق كان سمو الأمير الحسن احد اعضائه.
يعيل ابو ليث اسرة ما زال عدد من افرادها على مقاعد الدراسة الجامعية، اذ اجبرتهم ظروف بحث والدهم عن فرصة عمل في الولايات المتحدة الاميركية على الالتحاق بجامعاتها قبل ان يتفاجأوا بظروف مرض شقيقهم وتتعثر دراستهم من وقت لآخر.
ابنه ليث الذي تفصله عن  فرحة التخرج اربعين ساعة وسيف الابن الأصغر طالب الإدارة ينتظران تحسن ظروف والدهما ليتمكنا من اتمام  مسيرتهما الدراسية.
يختتم بطل كرة القدم الاردنية حديثه بالقول ” شدت لفتة الامير الحسن الانسانية من ازري في وقت عزت علي نفسي لما آلت اليه ظروفي خصوصا جراء فقدان ولدي رياض أوسط ابنائي الذي فارق الحياة قبل اقل من عام على تخرجه من الجامعة دون ان تكتحل عيناه برؤية وطنه للمرة الاخيرة ليعود جثمانا يحتضنه ترابه الذي طالما احبه.
 (بترا)