هل تفجر الربيع العربي في السودان ؟ صور

 اتهم حوالى الفي متظاهر السبت الرئيس السوداني عمر البشير بأنه “قاتل” غداة يوم جديد من الاحتجاجات التي قمعتها قوات الامن.

وكان الاف السودانيين تحدوا قنابل الغاز المسيل للدموع الجمعة للاحتجاج على تدابير التقشف، في اليوم الخامس من موجة احتجاجات غير مسبوقة قتل خلالها عشرات الاشخاص واوقف 600 آخرون.

وتواصل الحكومة التزام الصمت حيال هذه الاحتجاجات التي لم تشهد اتساعا مماثلا منذ تسلم الرئيس البشير الحكم في 1989، لكن المدارس اغلقت حتى الاثنين.

وانتقد المتظاهرون السبت مقتل “الشهيد” صلاح مدثر الذي قتل الجمعة خلال تظاهرة في الخرطوم بحري.

وقال احد الشهود ان حوالى الفي متظاهر منهم نساء واطفال، رددوا “البشير انت قاتل”.

وهتفوا ايضا “فليسقط، فليسقط نظام” البشير.

وقد حصلت هذه التظاهرة بعد تشييع مدثر (28 عاما)، في احد الاحياء الراقية في الخرطوم. وهو صيدلي يتحدر من عائلة ثرية معروفة في عالمي الاعمال والسياسة.

واوضح قريبه لوكالة فرانس برس انه “قتل برصاصة استقرت في قلبه مساء الجمعة”.

وتحدثت الشرطة من جانبها عن مقتل اربعة مدنيين الجمعة في الخرطوم وضاحيتها، مؤكدة انهم قتلوا برصاص مجهولين.

ونقلت وكالة الانباء السودانية عن الاجهزة الامنية قولها ان “مسلحين غير معروفين اطلقوا الجمعة النار على متظاهرين في خرطوم بحري والخرطوم وام درمان وقتلوا اربعة مدنيين”.

وتتحدث الشرطة حتى الان عن 29 قتيلا، لكنها لم تقدم اي ايضاح حول ظروف مقتل هؤلاء الاشخاص.

ويقول شهود وبعض اقارب الضحايا ان معظم المدنيين قتلوا برصاص الشرطة.

واتهمت منظمتان غير حكوميتين هما المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام ومنظمة العفو الدولية اللتان تحدثتا عن حصيلة من 50 قتيلا يومي الثلاثاء والاربعاء، القوات الامنية باطلاق النار عمدا على المتظاهرين.

ودعت المعارضة وناشطون هذا الاسبوع الى مواصلة التظاهرات.

ودعا حزب الامة المعارض بزعامة رئيس الوزراء الاسبق الصادق المهدي “الشعب السوداني الى تكثيف الاحتجاجات”، وطالب تحالف شبان الثورة السودانية “باستقالة رئيس الدولة … والحكومة الفاسدة”.

ومنذ قرار الحكومة الاثنين رفع الدعم عن المحروقات في اطار مجموعة من الاصلاحات الاقتصادية، يتظاهر السودانيون بأعداد كثيفة في عدد كبير من المناطق وتحولت الاحتجاجات الى اعمال شغب في بعض منها.

واعلنت وزارة الداخلية مساء الجمعة توقيف 600 شخص “لمشاركتهم في اعمال تخريب”، موضحة انهم سيحاكمون الاسبوع المقبل.

وشبكة الانترنت التي قطعت الجمعة للمرة الثانية خلال اسبوع، اعيدت الى الخدمة في المساء.

ومن اجل التعتيم على التظاهرات، اغلقت السلطات الجمعة مكتبي قناتي العربية وسكاي نيوز العربية في الخرطوم، كما ذكرت هاتان الفضائيتان.

من جهة اخرى، صادرت السلطات ثلاث صحف يومية او منعتها من الصدور علما بانها مؤيدة للحكومة. وقال مدير تحرير صحيفة مستقلة منعت من الصدور منذ الخميس انه ليس مسموحا نشر معلومات غير تلك الواردة في تقارير قوات الامن عن التظاهرات.

ويشهد السودان منذ 2012 تظاهرات بين الحين والاخر ضد النظام لكن بدون ان تجتذب حشودا كما حدث في بعض دول المنطقة التي اطيح ببعض قادتها في السنوات الاخيرة.

وقد وقعت تظاهرات عنيفة ضد نظام البشير في 2012 بعد اعلان اجراءات تقشف منها زيادة الضرائب وزيادة سعر النفط.

وخسر السودان، وهو من البلدان الافريقية الفقيرة، مليارات الدولارات من موارده النفطية منذ استقلال جنوب السودان قبل سنتين، ومن حينها يعاني من تضخم كبير ومن صعوبات لتمويل ايراداته.

ودانت الولايات المتحدة الجمعة “القمع الوحشي” و”غير المتكافىء” من جانب السلطات السودانية، واعرب الاتحاد الاوروبي عن “قلقه” ودعت المفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان قوات الامن الى “اقصى درجات ضبط النفس”.