عاني الطلاب في مدرسة بلدة الزراعة الأساسية بمحافظة عجلون، وفق أولياء أمور ظروفا تعليمية صعبة، تنعكس آثارها النفسية سلبا عليهم، خاصة أن المدرسة تقع في تسوية مسجد البلدة وبالقرب من المقبرة الإسلامية، حيث يتم دفن جثامين الموتى على مرأى منهم.
ويؤكد أحد سكان بلدة الزراعة باسل الفواز أن المعلمين يضطرون إلى تعليق الدوام والتوقف عن التدريس في حال حدوث وفاة في البلدة، اذ يتم نقل الموتى الى المقبرة من ساحة المدرسة، مؤكدا أنه تم نقل جثمان أحد المتوفين من أقاربه اخيرا من بين الطلاب.
فيما يشكل صغر حجم المدرسة وقلة عدد غرفها معاناة لأهالي البلدة، اذ يبين الفواز أن كثيرا من أبنائهم الطلبة يضطرون للمسير مسافة 7 كم ذهابا وإيابا للالتحاق بمدرسة بلدتي السفينة وبلاص القريبتين من البلدة، مشيرا إلى أن الطريق زراعية وفيها الكثير من الأحراش والمخاطر، لافتا إلى وجود 40 طالبة من البلدة يدرسن في مدرسة بلدة الساخنة الأساسية القريبة من البلدة.
ويؤكد أن المعاناة تزداد بسبب إلغاء صفي الخامس والسادس في المدرسة التي يوجد فيها 4 غرف ولا تزيد مساحتها على 100 متر مربع، مؤكدا أن الطلبة وأولياء امورهم علقوا إضرابهم الاسبوع الماضي على اوضاع المدرسة بعد وعود من نواب المنطقة ومدير التربية والتعليم والمتصرف بإيجاد حلول جذرية للمشكلة.
واقترح الفواز أن تقوم وزارة التربية باستكمال أحد الأبنية في البلدة وتشطيبه ليصار إلى استئجاره ونقل جميع الطلاب إليه لحين ايجاد حل دائم لمشكلة المدرسة.
وأشار عبدالكريم عبود الى انهم طالبوا عدة مرات باستئجار مبنى آخر للمدرسة كون المبنى الحالي المستأجر غير مناسب على الإطلاق، لافتا الى أنه قديم ويفتقد لأدنى الشروط التعليمية والصحية.
وبين أنه تم استملاك قطعة أرض لبناء مدرسة جديدة قبل عدة سنوات حيث قامت مديرية تربية عجلون بمخاطبة الوزارة لبناء مدرسة على هذه القطعة، إلا أن الوزارة لم تخصص أي مبالغ في موازنتها لبناء مدرسة في القرية.
ويؤكد ابراهيم عبدربه الزغول وبركات الزغول ومحمد النزال ومحمد الفواز أن الجهات المسؤولة لم تكترث بمطالبهم منذ أكثر من عشر سنوات، والمتمثلة بتوفير مدرسة تتلاءم مع الواقع التربوي لتعليم أبنائهم حتى إكمال المرحلة الإعدادية، مؤكدين أن واقع المدرسة الحالية ليس بأفضل مما كان عليه الحال قبل عدة سنوات، حيث كانت المدرسة مستأجرة في بيت بجوار زرائب الأغنام وبعد مخاطبات لمديرية التربية في المحافظة تم نقل الطلاب إلى تسوية المسجد كحل مؤقت لحين بناء مدرسة، ولكن حتى الآن ما تزال مدرسة الزراعة مجرد وعود لم تنفذ على حد قولهم.
وأشار إلى حجم المعاناة التي يعانون منها مع بداية كل عام دراسي جديد بسبب تنقل الطلاب بعد الصف الخامس إلى مدارس في القرى والبلدات المجاورة، ما يكبدهم تكاليف وأعباء مالية زائدة جراء استئجار سيارات لنقل الطلاب إلى المدارس بسبب عدم وجود وسائل مواصلات تربط الزراعة بالقرى المجاورة.
وأشاروا إلى عدم توفر بيئة دراسية ملائمة في المدرسة، إضافة إلى الأخطار التي تهدد الطلاب جراء اللعب على سور المقبرة والآثار النفسية التي تلحق بالطلبة، إذ إنه في حال وفاة احد سكان القرية يتم دفنه في المقبرة التي لا يفصلها عن المدرسة سوى بضعة أمتار، ما يضطر إدارة المدرسة إلى تعليق الدوام ليتسنى للأهالي دفن موتاهم.
وبينوا أنهم التقوا مؤخرا مع مدير التربية والتعليم محمود الشهاب بحضور النائب محمد فريحات واتفقوا على ضرورة الإسراع بإيجاد حل مناسب، بحيث يمكنهم من نقل أبنائهم الطلبة إلى مبنى مناسب، مؤكدين أن النائب فريحات تعهد لهم بمتابعة قضية إنشاء مدرسة أساسية لطلبة القرية على قطعة الأرض المستملكة من قبل وزارة التربية والتعليم.
من جهته بين شهاب أنه زار المدرسة واستمع إلى مطالب الأهالي المتمثلة بضرورة بناء مدرسة في القرية، مؤكدا أن المديرية ستقوم بإعادة ترتيب الاولويات بحيث يتم ادراج المدرسة بصورة مستعجلة، لافتا الى ان الوزارة على استعداد لإنشاء 6 غرف صفية خلال فترة وجيزة غير ان ذلك لا يحل المشكلة للمستقبل.
وقال إنه تم وضع المدرسة على خطة المجلس التنموي للعام القادم 2014م وإبرازها على خطة الوزارة المستقبلية، لافتا إلى أن المديرية لم تعثر رغم محاولاتها العديدة على بناء مناسب في البلدة لنقل المدرسة إليه كحل مؤقت.
وأوضح أن قطعة الأرض المستملكة مساحتها 6 دونمات، وتمت مخاطبة الوزارة من أجل رصد المخصصات لبناء المدرسة غير أن الوزارة لديها أولويات محكومة بالمنح والمخصصات، مشيرا إلى أنه تمت أيضا مخاطبة الثقافة العسكرية التي هي بصدد انشاء مدرسة للقوات المسلحة لخدمة المنطقة الجنوبية من المحافظة.
وأشار إلى مخاطبة دائرة الاراضي لاستصدار سند تسجيل باسم وزارة التربية والتعليم ليصار الى تسليمه للثقافة العسكرية للبدء بإجراءات طرح عطاء وإنشاء المدرسة التي ستكون نموذجية، غير ان المساحة المطلوبة 16 دونما.
وأشار إلى أنه كان من بين المقترحات ان يصار الى شراء 6 دونمات اخرى غير السابقة، او الى نقل الموقع لقطعة الارض المخصصة للقوات المسلحة والتي لا تبعد عن الارض المستملكة سوى 400 م فقط.
وكان اولياء الامور منعوا ابناءهم من الذهاب الى المدرسة على مدار 4 ايام الأسبوع الماضي، احتجاجا على سوء البناء المستأجر من الاوقاف والذي يقع في حرم مقبرة القرية، وتجاهل الوزارة لمطالب المواطنين بإنشاء مدرسة على الارض المستملكة.